أحاديث جيش السفياني في بغداد
الشيخ علي الكوراني
منذ 6 سنواتأحاديث جيش السفياني في بغداد
أصل دخول جيش السفياني الى العراق قطعي ، فهو من علامات ظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، وقد رواه السنّة والشيعة ، كالبخاري : 2 / 159 ، وفي : 3 / 19 ، وقد جزأ حديثه وعنونه بعناوين بعيدة ! وفضح عمله الحاكم 4 / 520 ومسلم 8 / 166.
راجع : الجمع بين الصحيحين : 4 / 238 و / 245 ، وابن شيبة : 15 / 43 وأحمد : 6 / 316 ، وأبا داود : 4 / 107 ، وتهذيب ابن عساكر : 3 / 450 ، وجامع الأصول : 10 / 179 ، وجمع الفوائد : 1 / 55 ، والمسند الجامع : 20 / 795 ، وابن ماجة : 2 / 1350 ، والنسائي : 5 / 207 ، والطبراني الكبير : 23 / 202 ، و : 24 / 75 ، والحاكم : 4 / 429 ، وصحّحه على شرط الشيخين ، وعبد الرزاق : 11 / 371.
وقال السيوطي في الدر المنثور : 5 / 240 : « وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عبّاس في قوله : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ قال : هو جيش السفياني ، قال : من أين أخذ ؟ قال : من تحت أرجلهم ».
وفي تفسير الطبري : 22 / 72 ، عن حذيفة برواية طويلة جاء فيها : « قال رسول الله وذكر فتنة بين أهل المشرق والمغرب : فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك حتّى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق وجيشاً إلى المدينة حتّى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون بها ثلاث مائة كبش من بني العبّاس ، ثمّ ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثمّ يخرجون متوجّهين إلى الشام .. الخ . » . والكشاف : 3 / 467 ، وتذكرة القرطبي : 2 / 693 ، وتفسيره : 14 / 314 ، والبحر المحيط : 7 / 293 ، ونوادر الأخبار / 257 ، والإستيعاب : 3 / 928.
وفي الفتن لابن حماد : 1 / 329 ، « عن علي رضي الله عنه قال : إذا نزل جيش في طلب الذين خرجوا إلى مكّة ، فنزلوا البيداء خسف بهم ويباد بهم ، وهو قوله عزّ وجلّ : وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ . من تحت أقدامهم » .
والذي أعتقده أن حديث دخول جيش السفياني الى الحجاز والعراق صحيح في أصله بل متواتر بالمعنى ، لكن الرواة الأمويّين زادوا عليه سيطرة السفياني على العراق وتدميره بغداد ! لكن لا تجد ذلك في روايات أهل البيت عليهم السلام .
بل تجد فيها أن جيش السفياني يكون منتدباً لمهمّة حفظ الأمن في المدينة وفي العراق وتكون مدّته قصيرة لأنّه قبل ظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ببضعة شهور .
وذكرت أحاديث أهل البيت عليهم السلام أن جيشه في العراق يصيب أناساً من شيعة آل محمّد صلّى الله عليه وآله ، كما ذكرت سيطرته على المدينة المنوّرة وقتله أفراداً وحبسه بني هاشم ، ثمّ يتّجه الى مكّة فيخسف به . ولم تذكر أنّه يدمّر بغداد ولا يحتلّ العراق !
ففي تفسير العيّاشي : 1 / 65 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « ويظهر السفياني ومن معه حتّى لا يكون له همّة إلّا آل محمّد عليهما السلام وشيعتهم فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصيب أناساً من شيعة آل محمّد عليهما السلام قتلاً وصلباً ، ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمّد صغيرهم وكبيرهم ، لايترك منهم أحد إلّا أخذ وحبس ، ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب ، حتّى يقدم مكّة » .
وفي الإختصاص / 255 ، عن الإمام الباقر عليه السلام أيضاً : « ثمّ لا يكون همه إلّا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبّارين . ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدّتهم سبعون ألف رجل ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة ، فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة » .
وبهذا يتّضح أن ما ورد في تدمير بغداد وزوالها على يد السفياني ، وأفاعيله الواسعة في العراق ، من إضافات الرواة الأمويّين .
وممّا يؤيّد ذلك أن أمير المؤمنين عليه السلام أخبر بأنّ المهدي عليه السلام سيدمّر الشام في معركته مع السفياني واليهود ، ففي معاني الأخبار / 406 ، عن عباية الأسدي ، قال : « سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وهو مسجى وأنا قائم عليه يقول : لأبنينَّ بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجنّ اليهود والنصارى من كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه ! قال قلت له : يا أمير المؤمنين كأنّك تخبرنا أنّك تحيا بعد ما تموت ؟! فقال : هيهات يا عباية ، ذهبت في غير مذهب . يفعله رجل منّي » .
فيبدو أن هذا الحديث أثار الأمويّين ، فأضافوا الى حديث السفياني الصحيح ، أنّه سيدمر بغداد ويقتل أهل العراق !
مقتبس من كتاب : [ الإمام الكاظم عليه السلام سيّد بغداد ] / الصفحة : 55 ـ 57
التعلیقات