أبو جعفر الصدوق
العلامة المجلسي
منذ 5 سنواتأبو جعفر الصدوق
الصدوق : محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ. أبوجعفر الصدوق.
الثناء عليه : أمره في العلم والفهم والثقافة والفقاهة والجلالة والوثاقة وكثرة التصنيف وجودة التأليف فوق أن تحيطه الأقلام ويحويه البيان ، وقد بالغ في إطرائه والثناء عليه كلُّ من تأخَّر عنه ، وفي مقدَّمهم الرجاليُّ الكبير النجاشيُّ حيث قال في فهرسه :
محمّد بن عليِّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ أبو جعفر نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ.
وتبعه الشيخ الطوسيُّ في رجاله وفهرسه ، ووصفه بأنّه كان حافظاً للأخبار ، بصيراً بالرجال ، ناقلاً للآثار ، لم ير في القميّين مثله في حفظه وكثرة علمه.
وأثنى عليه العلّامة في الخلاصة ، وابن إدريس في السرائر ، والأسترآباديُّ في منهج المقال وفي الوسيط ، وأبو عليّ في منتهى المقال ، والتفرشيُّ في نقد الرجال ، والأردبيليُّ في جامع الرواة ، والخونساريُّ في روضات الجنّات ، والمامقانيُّ في تنقيح المقال ، وأورد ترجمته الخطيب في تاريخ بغداد (1). والباحث يرى فيها وفي غيرها من المعاجم والتراجم توثيقه وإكباره وتبجيله ، وناهيه عن تلكم التراجم كلّها ما في الفوائد الرجاليّة للعلّامة بحر العلوم قدِّس سرُّه وإليك نصّه :
محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو جعفر القميّ شيخٌ من مشائخ الشيعة وركن من أركان الشريعة ، رئيس المحدِّثين ، والصدوق فيما يرويه عن الأئمّة الصادقين ، ولد بدعاء صاحب الأمر والعصر عليه السلام ، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر ، ووصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من الناحية المقدَّسة بأنَّه : فقيهٌ ، خيّرٌ ، مباركٌ ينفع الله به. فعمَّت بركته الأنام ، وانتفع به الخاصُّ والعامُّ ، وبقيت آثاره ومصنّفاته مدى الأيّام ، وعمَّ الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الأصحاب ، ومن لا يحضره الفقيه من العوام.
رحلاته إلى الأمصار والبلدان لاكتساب الفضائل وسماع الأحاديث عن المشائخ العظام
ولد رحمه الله بقم ونشأ بها وتلمذ على أساتذتها وتخرَّج على مشائخها ، ثمَّ هاجر إلى الري بالتماس أهلها وأقام بها ، ثمَّ سافر إلى مشهد الرضا ـ عليه السلام ـ في سنة 352 ، ثمَّ عاد إلى الري ، ودخل بنيسابور في شعبان من تلك السنة ، وسمع من جمع من مشائخها منهم : الحسين بن أحمد البيهقيّ ، وأبو الطيّب الحسين بن أحمد ، وعبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب. وحدَّثه بمروالرود جماعةٌ ، منهم : محمّد بن عليّ الشاه الفقيه ، وأبو يوسف رافع بن عبد الله بن عبد الملك. ثمَّ رحل إلى بغداد في تلك السنة ، وسمع من جماعة من مشائخها ، منهم : الحسن بن يحيى العلويّ ، وإبراهيم بن هارون ، وعليّ بن ثابت الدواليبيّ. وفي سنة 354 ورد الكوفة ، وسمع من مشائخها منهم : محمّد بن بكران النقّاش ، وأحمد بن إبراهيم بن هارون الفاميّ ، والحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ ، وعليّ بن عيسى ـ المجاور في مسجد الكوفة ـ والحسن بن محمّد السكونيّ المزكيّ ، ويحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد . وفي تلك السنة ورد همدان بعد منصرفه عن بيت الله الحرام ، وسمع فيها من القاسم بن محمّد بن أحمد بن عبدويه السرّاج ، والفضل بن الفضل بن العبّاس الكنديّ ، ومحمّد بن الفضل بن زيدويه الجلّاب. وحدَّثه بفيد بعد منصرفه من مكّة أحمد بن أبي جعفر البيهقيّ.
ويظهر من النجاشيّ دخوله بغداد مرَّةً اُخرى في سنة 355 ولعلّه كان بعد منصرفه عن بيت الله الحرام.
ويظهر من كتابه المجالس أنَّه زار مشهد الرضا عليه السلام مرَّتين اُخراويّين : مرَّة في سنة 367 وأملى فيه في يوم الغدير من تلك السنة على السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسينيّ ، وعلى أبي بكر محمّد بن عليّ ، ورجع إلى الري قبل المحرَّم من سنة 368. ومرّةً اُخرى عند خروجه إلى ديار ماوراء النهر ، وكان يوم الثلثاء السابع عشر شعبان سنة 368 في هذا المشهد. ورحل إلى بلخ وسمع من مشائخها ، منهم : الحسين بن محمّد الأشناني الرازيّ العدل ، والحسين بن أحمد الأسترآباديّ ، والحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عمرو العطّار ، وكان جدُّه عليُّ بن عمرو صاحب عليِّ بن محمّد العسكري عليهما السلام ، والحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن عليّ ، وعبيدالله بن أحمد الفقيه وغيرهم. وسمع بإيلاق من محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبدالله البصريّ ، ومن محمّد بن الحسن بن إبراهيم الكرخيّ وغيرهما. وورد بتلك القصبة ، الشريف الدِّين أبو عبدالله محمّد بن الحسن المعروف بنعمة ، وسأله أن يصنّف له كتاباً في الفقه ويسمّيه بكتاب من لا يحضره الإمام ، فأجاب ملتمسه. وورد سرخس وسمع من أبي نصر محمّد بن أحمد بن تميم السرخسيّ الفقيه. وحدَّثه بسمرقند عبدوس بن عليّ الجرجانيّ ، وعبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاريّ. وحدَّثه بفرغانة تميم بن عبدالله القرشيّ ، ومحمّد بن جعفر البندار ، وإسماعيل بن منصور بن أحمد
مشائخه وأساتذته
أمّا أساتذته ومشائخه الّذين تدور روايته عليهم إجازةً وقراءةً فبعد المراجعة إلى مشيخة الفقيه وكتبه : الخصال والتوحيد والعلل والعيون والمعاني وغيرها وجدناهم تزيد على مائتي رجلاً ، قد أوردناهم مفصّلاً في رسالة في ترجمته ، وقدَّمنا قبلاً عدَّةً منهم ، ونشير إلى بعض آخر من مشاهيرهم :
1 ـ أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار الأشعريّ القميّ. (2)
2 ـ أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ الفقيه المروزيّ الإيلاقيّ صاحب المسلسلات. (3)
3 ـ أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبدالله القطّان. (4)
4 ـ جعفر بن محمّد بن مسرور. (5)
5 ـ الحسن بن يحيى بن ضريس. (6)
6 ـ الحسين بن إبراهيم بن ناتانة. (7)
7 ـ الحسين بن أحمد بن إدريس. (8)
8 ـ حمزة بن محمّد العلويّ. (9)
9 ـ عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ. (10)
10 ـ عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق. (11)
11 ـ عليّ بن حاتم القزوينيّ. (12)
12 ـ عليّ بن الحسين والده المعظّم. (13)
13 ـ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب الطالقاني. (14)
14 ـ محمّد بن أحمد ابن أحمد بن سنان المعروف بالسناني. (15)
15 ـ محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القميّ. (16)
16 ـ محمّد بن عليّ ماجيلويه. (17)
17 ـ محمّد بن موسى بن المتوكّل. (18)
18 ـ محمّد بن محمّد بن عصّام الكلينيّ. (19)
19 ـ محمّد بن القاسم المفسّر. (20)
20 ـ محمّد بن أحمد القضاعيّ.
21 ـ المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ. (21)
تلامذته والرواة عنه
يستفاد ممّا سمعت آنفاً من النجاشيّ : « أنَّ شيوخ الطائفة سمعوا منه وهو حدث السنّ » أنَّ تلامذته والراوين عنه كثيرون جدّاً ، ولم يتيسّر لنا الوقوف على الصحيح من عددهم واستقصائهم ، وعاقنا عن ذلك عجل الطباعة ، وما ظفرت به منهم يبلغ خمسة عشر رجلاً :
1 ـ أحمد بن محمّد المعمّريّ. (22)
2 ـ أبو الحسين جعفر بن الحسن بن حسكة القميّ. (23)
3 ـ الحسن بن الحسين بن عليّ بن بابويه. (24)
4 ـ الحسن بن عبيدالله الغضائريّ. (25)
5 ـ الحسين بن عليّ بن بابويه. (26)
6 ـ عبدالصمد بن محمّد التميميّ. (27)
7 ـ عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشيّ والد الرجاليّ الكبير. (28)
8 ـ عليّ بن الحسين الجوزيّ الحسينيّ. (29)
9 ـ عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز. (30)
10 ـ محمّد بن أحمد بن العبّاس ابن فاخر الدوريستيّ. (31)
11 ـ محمّد بن أحمد بن عليّ القميّ المعروف بابن شاذان. (32)
12 ـ محمّد بن سليمان الحمرانيّ. (33)
13 ـ محمّد بن طلحة بن محمّد. (34)
14 ـ محمّد بن محمد بن النعمان المفيد. (35)
15 ـ أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ. (36)
آثاره الثمينة ومؤلّفاته القيّمة
يبلغ قائمة مصنّفاته إلى ثلاث مائة مصنّف ، نصَّ على ذلك شيخ الطائفة في الفهرست وعدَّ منها أربعين كتاباً ، وأورد النجاشيُّ في رجاله نحو مائتين من كتبه ، وأخرج العلّامة المجلسيّ في البحار عن سبع عشر منها :
1 ـ عيون أخبار الرضا المطبوع بإيران سنة 1275 و 1318.
2 و 3 ـ علل الشرائع والأحكام ومعاني الأخبار المطبوعان بإيران في 1311.
4 ـ إكمال الدين وإتمام النعمة في الغيبة المطبوع بإيران في1031.
5 ـ التوحيد طبع مرَّةً بهند سنة 1321 ومرَّةً اُخرى بطهران سنة 1375.
6 ـ الخصال المطبوع بإيران في 1302 و 1347.
7 ـ الأمالي ويسمّى بالمجالس أيضاً ، طبع بإيران في 1300 و 1374.
8 و 9 ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال المطبوعان بإيران في 1298 و 1375.
10 ـ الهداية المطبوع بإيران في 1276 في مجموعة تسمّى بالجوامع الفقهيّة.
11 ـ العقائد المطبوع بإيران في 1320 ضميمة الباب الحادي عشر ، وفي غيرها.
12 ـ صفات الشيعة ؛ مخطوط.
13 ـ فضائل الشيعة ؛ مخطوط.
14 ـ فضائل الأشهر الثلاثة ؛ مخطوط.
15 ـ مصادقة الإخوان.
16 ـ النصوص ؛ مخطوط.
17 ـ المقنع المطبوع بإيران في 1276 في مجموعة تسمّى بالجوامع الفقهيّة.
وله أيضاً كتاب من لا يحضره الفقيه ، أحد الجوامع الأربعة الّتي عليها مدار الفقه في الأعصار ، طبع ثلاث مرَّات : مرَّةً بتبريز في 1334 ومرَّةً بلكهنو في مجلّدين ومرَّة بطهران. وله أيضاً كتاب مدينة العلم ، كان أكبر من من لا يحضره الفقيه ، ويستفاد من الشهيد في الذكرى أنّه كان موجوداً عنده.
مرجعيّته في الفتيا
كانت لشيخنا المترجم مضافاً إلى ما مرَّ من شيخوخيّته في الحديث والإجازة وعبقريّته في العلم والعمل مرجعيّةً واسعةً في الفتيا ، ترسل إليه من أرجاء العالَم الإسلاميّة أسؤلة مختلفة في شتّى العلوم ، يوقفك على ذلك ما أثبته النجاشيُّ في رجاله من جوابات المسائل ، قال : وله كتاب جوابات مسائل الواردة عليه من واسط ، كتاب جوابات مسائل الواردة من قزوين ، كتاب جوابات مسائل وردت من مصر ، جوابات مسائل وردت من البصرة ، جوابات مسائل وردت من الكوفة ، جواب مسألة وردت عليه من المدائن في الطلاق ، كتاب جواب مسألة نيسابور ، كتاب رسالته إلى أبي محمّد الفارسيّ في شهر رمضان ، كتاب الرسالة الثانية إلى أهل بغداد في معنى شهر رمضان. كما أنَّ له مباحثات ضافية وأجوبة شافية ، في مناصرة المذهب الحقِّ ومناجزة الباطل ، منها : ما وقع بحضرة الملك ركن الدولة البويهيّ الديلميّ (37) وذلك كان بعد أن بلغ صيت فضله الآفاق فأرسل الملك إليه واستدعى حضوره لديه ، فحضر قدِّس سرُّه مجلسه فرحّب الملك به ، وأدناه من نفسه ، وبالغ في تعظيمه وتكريمه وتبجيله ، وألقى إليه مسائل غامضةً في المذهب ، فأجاب عنها بأجوبة شافية ، وأثبت حقّيّة المذهب ببراهين واضحة ، بحيث استحسنه الملك والحاضرون ، ولم يجد بدّاً من الاعتراف بصحّتها المخالفون.
وقد كتب الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستيّ رسالةً في شرح ذلك ، وأوردها الفاضل التستريّ في مجالسه (38). وله مباحثة اُخرى مع بعض الملحدين بحضرته ، أورد بعضها في ص 52 من إكمال الدين. (39)
ولادته
ولد رحمه الله بقم بعد وفاة محمّد بن عثمان العمري ، في أوائل سفارة حسين بن روح ، وكانت وفاة العمري سنة 305.
وفاته ومدفنه
توفّي رحمه الله بالري سنة 381 ، فيكون عمره ذاك نيّفاً وسبعين ، وقبره الآن بالري موجود.
الهوامش
1. ج 3 ص 89.
2. علل الشرائع ص 115.
3. العيون ص 87 و 100 . التوحيد ص 73.
4. المشيخة ص 7.
5. العيون ص 60 و 150. المشيخة ص 4.
6. الأمالي ص 234.
7. مشيخة الفقيه ص 13. العيون ص 50 و 153. الأمالي ص 35.
8. المشيخة ص 9. العيون ص 21 و 66. المعاني ص 51.
9. العيون ص 302. التوحيد ص 84. العلل ص 26.
10. المشيخة ص 1. العيون 152. التوحيد ص 86.
11. العيون ص 10. التوحيد ص 86 الاكمال ص 44.
12. المشيخة ص 39. العلل ص 45.
13. المشيخة ص 1. التوحيد ص 5.
14. المشيخة ص 32. العيون ص 13. التوحيد ص 51.
15. المشيخة ص 3. العيون ص 66.
16. المشيخة ص 1. العيون ص 14. التوحيد ص 6.
17. المشيخة ص 1 و 3.
18. المشيخة ص 2. الاكمال ص 12. العيون ص 10.
19. المشيخة ص 33. الأمالي ص 166 العلل ص 55. العيون ص 68.
20. العيون 299.
21. المشيخة ص25. العيون ص 47. التوحيد ص 170 العلل ص 28.
22. الخرائج ص 247.
23. فهرست الشيخ الطوسي ص 157.
24. بشارة المصطفى ص 21 ، 14 ، 11 ، 9.
25. فهرست الشيخ الطوسي ص 157.
26. بشارة المصطفى ص 145.
27. بشارة المصطفى ص 179 وبعدها.
28. الرجال للنجاشي ص 279.
29. أمالي الصدوق المجلس الأول ، الخرائج ص 247 و 274.
30. قد أكثر الرواية عنه في كفاية الأثر.
31. خاتمة المستدرك ص 480 ، والخرائج ص 274.
32. الروضات ص 533 ، والمجلس الأول من أمالي الصدوق.
33. فهرست الشيخ الطوسي ص 157.
34. تاريخ بغداد ج 3 ص 89.
35. فهرست الشيخ الطوسي ص 157 ، وفي أماليه قد أكثر النقل عنه.
36. خاتمة المستدرك ص 524.
37. هو أبو علي الحسن بن أبي شجاع بويه من آل سابورذي الاكتاف ، الملقّب بركن الدولة ، صاحب إصفهان والري وهمدان وجميع عراق العجم ، وهو والد عضد الدولة فناخسرو ، كان ملكاً جليل القدر ، عالي الهمّة ، توفّي ليلة السبت في 284 ، وملك أربعاً وأربعين سنة وشهراً وتسعة أيّام ، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ج 1 ص 58 و 154 من المطبوع بايران.
38. راجع مجالس المؤمنين ص 195 ، المطبوع بطهران.
39. عدّ النجاشي من كتبه : حديث ذكر مجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة ، ذكر مجلس آخر ، ذكر مجلس ثالث ، ذكر مجلس رابع ، ذكر مجلس خامس.
مقتبس من كتاب : [ بحار الأنوار ] / المجلّد : المدخل / الصفحة : 68 ـ 75
التعلیقات