مخالفة أبي حنيفة للسنّة النبويّة
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 5 سنواتمخالفة أبي حنيفة للسنّة النبويّة
ورد عن أبي حنيفة قوله : « لولا السنتان لهلك النعمان » ، مشيراً إلى تلمذه على أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام على الأقلّ سنتين.
لكن ذلك لا يدلّ على استقامته ، حيث انّه خالف الإمام الصادق عليه السلام في كثير من الأحكام الشرعيّة.
وقد احتجّ عليه الإمام الصادق عليه السلام بما يبطل مذهبه ومسلكه ، وهو « القياس في الأحكام الشرعيّة والقول بالرأي » ، لكنّه مع اظهاره الاقتناع لم يترك هذا المسلك.
وقد نقل علماء أهل السنّة أنّه خالف رسول الله صلّى الله عليه وآله في أربعمائة مورد.
ففي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 / 380 :
عن يوسف بن اسباط : ردّ أبو حنيفة على رسول الله صلّى الله عليه وآله أربعمائة حديث أو أكثر.
وعن الأوزاعي ـ وهو من فقهاء أهل السنّة ـ : عمد أبو حنيفة إلى عرى الإسلام ، فنقضها عروة عروة ما ولد في الإسلام مولود أضرّ على الإسلام منه.
وعن سفيان الثوري انّه قال إذ جاء نعي أبي حنيفة : الحمدلله الذي أراح المسلمين منه ، لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة ، ما ولد في الاسلام مولود أشأم على أهل الاسلام منه.
وفي تاريخ البغداد ج 13 / 379 ـ 384 : انّ أباحنيفة استتيب من الكفر مرّتين.
وحكى عن شريك انّه قال : علمت ذاك العواتق في خدورهن.
قال عبدالبر في كتاب الانتفاء في فضائل الأئمّة الفقهاء مالك والشافعي وأبي حنيفة ص 149 : فممّن طعن عليه أبو عبدالله محمّد بن اسماعيل البخاري ـ مؤلّف صحيح البخاري ـ فقال في كتابه في الضعفاء والمتروكين : أبوحنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، قال نعيم بن حماد : حدّثنا يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعا سفيان الثوري يقول : استتيب أبوحنيفة من الكفر مرّتين.
وهناك عدّة موارد احتجّ على أبي حنيفة الإمام الصادق عليه السلام في روايات أهل البيت عليهم السلام ، نذكر ثلاث روايات :
1 ـ في علل الشرايع بسنده عن ابن شبرمة قال : دخلت أنا وأبوحنيفة على جعفر بن محمّد عليه السلام ، فقال لأبي حنيفة : اتّق الله ولا تقس في الدين برأيك ، فانّ أوّل من قاس إبليس ـ إلى أن قال : ـ ويحك أيّهما أعظم قتل النفس أو الزنا ؟ قال : قتل النفس. قال : فانّ الله تعالى قد قبل قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلّا أربعة. ثمّ أيّهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟ قال : الصلاة. قال : فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ فكيف يقوم لك القياس ؟ فاتّق الله ولا تقس.
2 ـ وفي العلل بسنده عن ابن أبي ليلى ، قال : دخلت أنا والنعمان ـ أبوحنيفة ـ على جعفر بن محمّد ، ثمّ قال : يا نعمان إيّاك والقياس ، فانّ أبي حدّثني عن آبائه انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع ابليس في النار ، فانّ أوّل من قاس إبليس ، حين قال خلقتني من نار وخلقته من طين ، فدع الرأي والقياس ، وما قال قوم ليس له في دين الله برهان ، فانّ دين الله لم يوضع بالآراء والمقاييس.
3 ـ وفي علل الشرايع بسنده عن بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام في حديث انّ أبا عبدالله عليه السلام قال لأبي حنيفة : أنت فقيه أهل العراق ؟ قال : نعم. قال : فبم تفتيهم ؟ قال : بكتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وآله. قال : يا أباحنيفة لقد ادّعيت علماً ويلك ما جعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ، ويلك ولا هو إلّا عند الخاصّ من ذريّة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله ، وما ورثك الله من كتابه حرفاً. ـ ثمّ سأل عن آية فلم يقدر على تفسيرها ، إلى أن قال : ـ يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنّة كيف تصنع ؟ فقال : أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي. فقال : يا أباحنيفة انّ أوّل من قاس إبليس الملعون ، قاس على ربّنا تبارك وتعالى فقال : ( أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ). فسكت أبوحنيفة فقال : يا أبا حنيفة أيّهما أرجس البول أو الجنابة ؟ فقال : البول. فقال : فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول ؟ فسكت. فقال : يا أبا حنيفة أيّهما أفضل الصلاة أم الصوم ؟ قال : الصلاة. قال : فما البال الحائض تقضي صومها ولاتقضي صلاتها ؟ فسكت.
ومن ذلك يعرف انّه لم تنفعه السنتان في الهداية والإرشاد والحصول على المعارف الحقّة.
التعلیقات