شفعاء مروان لدى الإمام علي عليه السلام يوم الجمل
السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان
منذ 4 سنواتشفعاء مروان لدى الإمام
روى البلاذري بسنده عن عليّ بن الحسين أن مروان بن الحكم حدّثه ـ وهو أمير على المدينة ـ قال : « لمّا توافقنا يوم الجمل لم يلبث أهل البصرة أن انهزموا ، فقام صائح لعليّ فقال : لا يقتل مدبر ، ولا يدفف على جريح ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن طرح السلاح فهو آمن.
قال مروان فدخلت داراً ، ثمّ أرسلت إلى حسن وحسين وابن جعفر وابن عباس فكلموه ، فقال : هو آمن فليتوجه حيث ما شاء ، فقلت : لا تطيب نفسي حتى أبايعه ، قال : فبايعته ، ثمّ قال : اذهب حيث شئت » (1).
وفي شرح النهج : « فقالا ـ الحسن والحسين ـ له : يبايعك يا أمير المؤمنين ، قال عليه السلام : أو لم يبايعني قبل ـ بعد / ظ ـ مقتل عثمان ؟ لا حاجة لي في بيعته ، إنّها كفّ يهودية ، لو بايعني بيده لغدر بسُبّته ، أمّا إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه ، وهو أبو الاكبش الأربعة ، وستلقى الأمة منه ومن ولده يوماً أحمر ».
قال ابن الحديد في شرح النهج : « قد روي هذا الخبر من طرق كثيرة ، ورويت فيه زيادة لم يذكرها صاحب نهج البلاغة ، وهي قوله عليه السلام في مروان : يحمل راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه ... » (2).
وفي حديث الواقدي : « أنّ مروان تقدم إليه وهو متكئ على رجل ، فقال عليه السلام : ما بك هل بك جراحة ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين وما أراني إلّا لما بي ، فتبسم وقال : لا والله ما أنت لما بك وستلقى هذه الأمة منك ومن ولدك يوماً أحمر ، ثمّ بايعه وانصرف.
وتقدم إليه عبد الرحمن بن هشام ، فلمّا نظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام قال : والله إن كنتَ أنت وأهلُ بيتك لأهل دعة ، وإن كان فيكم غنى ، ولكن أعفو عنكم ، ولقد ثقل عليّ حيث رأيتكم في القوم ، وأحببت أن تكون الواقعة بغيركم.
فقال له عبد الرحمن : فقد صار ذلك إلى ما تحب ، ثمّ بايعه وانصرف » (3).
وفي حديث البلاذري عن ابن عباس قال : « انّ عليّاً أخذ يوم الجمل مروان ابن الحكم وموسى بن طلحة فأرسلهما » (4).
وفي الخرايج روي عن أبي الصيرفي عن رجل من مراد قال : « كنت واقفاً على رأس أمير المؤمنين يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال فقال : انّ لي حاجة فقال عليه السلام : ما أعرفني بالحاجة الّتي جئت فيها تطلب الأمان لابن الحكم ؟ قال : نعم أريد أن تؤمنه قال : آمنته ، ولكن اذهب وجئني به ولا تجئني به إلّا رديفاً فإنّه أذلّ له ، فجاء به ابن عباس ردفاً خلفه كأنه قرد قال أمير المؤمنين عليه السلام : أتبايع ؟ قال : نعم وفي النفس ما فيها ، قال : الله اعلم بما في القلوب ، فلمّا بسط يده ليبايعه أخذ كفه عن كفّ مروان فنترها فقال : لا حاجة لي فيها انها كف يهودية ، لو بايعني بيده عشرين مرة لنكث بأسته ، ثمّ قال : هيه يا بن الحكم خفت على رأسك أن تقع في هذه المعمعة ، كلا والله حتى يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الأمة خسفاً ويسوقونها كأساً مصبّرة » (5).
الهوامش
1. أنساب الاشراف ( ترجمة الإمام ) 2 / 262.
2. شرح النهج لابن أبي الحديد 2 / 53.
3. الجمل للشيخ المفيد / 206 نسخة مخطوطة.
4. أنساب الاشراف ( ترجمة الإمام ) 2 / 262.
5. أنظر بحار الأنوار 8 / 411 ط الكمباني.
مقتبس من كتاب : [ موسوعة عبدالله بن عبّاس ] / المجلّد : 3 / الصفحة : 185 ـ 187
التعلیقات