عيد الغدير ركب السماء
السيد هاشم الهاشمي
منذ سنتينعيد الغدير
ركب السماء
سار ركب الحجيج في الصحراءِ |
يتهادى كالبدر عبر السماءِ | |
سار يطوي الصحراء ، عبر مدار القفر |
شوقاً لغاية غرّاء | |
وهو يشكو الظماء ، والشمس تمتدّ |
ضراماً في خاطر البيداء | |
هزّه الشوق للإله فلم يشعر |
بجسم يذوب من إعياء | |
والنبيُّ العظيم في زحمة الركب |
وفي قلبه لهيب الفداء | |
قاد ركب السماء ، شقّ به درباً |
تحدّى به جنون الشقاء | |
لم يخف صرخة العداء ترامت |
من نفوس غريقة في العداء | |
سار ركب « النبي » رغم المهاوي السود |
والقفر والظما والعناء | |
إيه يا ركب ، لا تعجّلْ في الخطو |
فما زلتَ تائهاً في الفضاء | |
قفْ هنا ، سوف تستفيق على فجر |
ستحا فيه بظلّ العلاء | |
وترامى صوتُ « النبيّ » فتيّاً |
ثابتَ الوقع ، حالم الأصداء | |
قف هنا ، فالعصور تغرق في البغي |
إذا لم تسر بخير لواء | |
يبرز الشرُّ من مخابئه السود |
إذا اُطلقت يد الأهواء | |
أيّها الركب قف ، برغم الهجير المر |
نسمع معاً نداء السماء | |
إنّ هذا ، وامتدت الأعين الظمأى |
لترنو إلى اليد البيضاء | |
فإذا بالوصيّ في غمرة النور |
مُشعّاً بوجهه الوضّاء | |
يتعالى على الأنام « عليٌّ » |
صاعداً فيه خاتم الأنبياء | |
صارخاً في العصور من كنتُ مولاه |
فمولاه سيّد الأوصياء |
* * *
قف معي يا أخي على شرفة الآفاق |
وانظر لوحشة الأرجاء | |
أنظر انظر قوافل الغرب تأتينا |
لتهوي معالمي وبنائي | |
أأنا المسلم الذي يصرخ الحقّ |
بأعماق قلبه المعطاء | |
قد بعدنا عن ديننا فإذا الإيمان |
منّا ممزّق الأشلاء | |
نحن كنّا والدين يهدي خطانا |
لحياة نديّة الأفياء | |
نحن كنّا بكلّ جيل نفيض الخصب |
في كلّ اُمّة جرداء | |
قد حملنا هذي الرسالة ، قل لي |
هل وفينا ونحن أهل الوفاء | |
أين منّا عقيدة تنشر النور |
وتطوي معالم الظلماء | |
لتعود الحياة للجيل فالجيل |
تناءى عن نهجه الوضاء |
* ذي الحجة 1388 ، ألقيت في احتفال مدرسة منتدى النشر
مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 41 ـ 42
التعلیقات