شهيد العقيدة
السيد هاشم الهاشمي
منذ 3 سنواتشهيد العقيدة
مولاي لن تصمت تلك الدماءْ |
كيف ؟ وقد شقّت مهاوي الفناءْ | |
لن يخنق الدهرُ حكاياتها |
وإن تحدّى زحفها الأشقياء | |
وإن مضى الكفر الذي لم يزل |
يلمح في طيفك سيف القضاء | |
يفور بالحقد ، ليخفى به |
عن أعين الأجيال فجر الولاء | |
فأنت رغم الكفر اُنشودةٌ |
تُفجّرُ الوعي بنا والفداء |
* * *
غمامةٌ تزحف عبر المدى |
تبشّر القفر بعهد الرواء | |
أنت لنا اُنشودة ثَرّة |
بالخير توري جذوة الكبرياء | |
تنسلّ من أعماق دهر طوى |
ضياءه الثرّ ، ضباب البلاء | |
تنسلّ كي تهبط في أرضنا |
كفّاً تهزّ النائمين الظماء | |
أنت لنا عبر المدى صرخةٌ |
تفجّر الوعي بنا والفداء |
* * *
من أنتَ قل لي إنّني حائرٌ |
قد أغلق السرُّ دروبَ الذكاء | |
أغرقُ في الفكر ، ولكنني |
أعيى ، وقد ضمّ شعوري العياء | |
هبطتَ في كونٍ يلفُّ الهوى |
أرجاءه ، كي يستفيق الفناء | |
أنّی تراميتَ ترى لعنةً |
تنشر في الدرب شراك الشقاء | |
كيف استقرّت فيك روح الهدی |
لم تفترق عنك بدرب البقاء | |
قَدّمتَ في مذبحها كلّ ما |
تملك ، كي تحيى بذور الرجاء | |
فالليل لن تنسى حكاياته |
كيف يشقّ الصمتَ ضوءُ الدعاء | |
والحرب ما زالت فتوحاتُها |
تذكر سيفاً صدَّ زحفَ العداء | |
أنت لنا في كل شيءٍ صدى |
يفجّر الوعيَ بنا والفداء |
* * *
لولاكَ يا مولاي لم يخترق |
متاهةَ الليل شعاعُ السماء | |
سرتَ مع النور فلم يرتفعْ |
لولاكَ في زهو الليالي لواء | |
غرقتَ في الرحلة حتى اختفتْ |
في هوّة المنفى شرورُ الغباء | |
وعندما حطّمت أحلامها |
وسار لله رسولُ الأخاء | |
تطلّعتْ من قبرها لعنةٌ |
تحلم بالأمس دَجيَّ الفضاء | |
ألقتك للموت ، ليحيى لها |
عهدٌ ، به تمسخ وجه العلاء | |
هيهات لن تفنى ، وهل يختفي |
فكرٌ ، تحدّى ثورة الأغبياء | |
فأنت رغم الموت اُنشودة |
تفجّر الوعيَ بنا والفداء |
* * *
يا ليلةَ القدر ، ويا نغمةً |
تهمي ، فيمتدّ بقلبي الصفاء | |
يا ليلة القدر وأنفاسنا |
لم تختلج إلا بخفق الدعاء | |
ألمحُ ـ رغم البعد ـ في مسجدٍ |
وجهاً له يخشع حتى البناء | |
يُصعَّد الآهات في زفرةٍ |
تشقُّ كالشُهب ظلام الفضاء | |
في ليلة القدر ، وقد أطرقت |
لله روحٌ ، وارتمت في البكاء | |
تذوب في الآهة من حبِّه |
قد جدّدت فيها عهودَ الولاء | |
يشعّ نور الحق من جبهةٍ |
ما عرفت إلا مجالي العلاء | |
شُلّت يدٌ تغتال طَود الهدى |
والطهر والحبّ ، وكنز الوفاء | |
فليخسأ الطاغي ، ففي كفّه |
قد هُدَّ للإيمان أقوى بناء | |
ومذ هوى الطود تسامتْ له |
روحٌ ، وقد دوّى هناك النداء | |
تريد أن يُطفأ نور الهدى |
هيهات ، لن يخمد منه الضياء | |
يا لحظة أبقت بأعماقنا |
نزيف جرحٍ ما له من عزاء | |
يريدنا أن نغتدي اُمّةً |
تحتضن الدين بظلّ الولاء | |
يريد أن نصمد في عالمٍ |
للكفر في أحشائه ألف داء | |
يريد أن نروي بنور الهدى |
جيلاً تهاوى في جحيم الظماء | |
نتبع صوت الحقّ مهما دجت |
آفاقنا ، إذ هبّ منه النداء | |
فهو لنا رغم المدى صرخةٌ |
تفجّر الوعي بنا والفداء |
* شهر رمضان 1389 ألقيت في الصحن العلوي الشريف في النجف الأشرف مع موكب كليّة الفقه
مقتبس من كتاب : [ أنوار الولاء ] / الصفحة : 43 ـ 46
التعلیقات