في الإمام السجاد عليه السلام
السيد هاشم الهاشمي
منذ سنةفي الإمام السجاد عليه السلام
إنّي حملتُ إلى نَداك مرادي |
أنت الملاذ لمبدأي ومعادي |
|
زين العباد تظلُّ رمزاً للتقى |
والصبر يلهج فيه كلّ مداد |
|
هذي حياتك وهي حشد متاعب |
وعبادةٍ ومواعظٍ وجهاد |
|
من كربلاء بدأتَ درباً ملؤه |
شوكٌ لتسلكه بكلّ سداد |
|
ورأيتَ آلام الطفوف ورحلة |
السبي المريع ومحنة الأصفاد |
|
ورايتَ أبطالاً تصدّوا للعِدى |
خاضوا المنون بعزمةٍ وجِلاد |
|
حكمٌ اُقيم على الضلالة والخنا |
والزيف والإرهاب والأحقاد |
|
حكّامهم وغدٌ ووحش كاسرٌ |
ومكابرٌ في غيّه متمادِ |
|
آباؤهم شنأوا الرسول وإنّهم |
نقلوا العداء لعصبة الأولاد |
|
ورثوا العداء من الجدود فهندهم |
مضغت بحقدٍ أطهر الأكباد |
|
فيزيد ملؤ حياته وحل الخنا |
والخمر مثّل خُلقه ابن زياد |
|
فالدين هدّد بغيهم ومجونهم |
لما تحدى سطوة الأوغاد |
|
فسعوا لتحريف الشريعة بعد أن |
أرسى أصالتها دم الأجداد |
|
وضعوا أحاديث الضلال وطاردوا |
نور الوصيّ وآله الأمجاد |
|
ملأوا السجون وحاربوا صوت الهدی |
ليهدَّ للإيمان كلّ عماد |
|
وتقنّعوا بالدين لكن عمرهم |
عفِن الفِعال مدنّس الأبعاد |
|
حلموا بِعوْد الجاهلية بعدما |
هُدّت دعائمُها بجيل فادِ |
|
جهدت على هدم الشريعة زمرةٌ |
خبرت دروب الهدم والإفساد |
|
من أجل دنياها الوضيعة خطّطت |
بدهائها الجاني لكلّ فساد |
|
بدأت مسيرتهم لتهديم الهدی |
منذ السقيفة أصل كلّ عناد |
|
عزلوا الوصيّ ليحرموا دنيا الهدی |
والدهر من حكم النبيّ الهادي |
|
حرموا العصور من السعادة والهدى |
والطهر والإيمان والإرشاد |
|
علت الطغاة علی الشعوب وطاردوا |
جيل الهداة بكلّ حكم عادي |
|
لن يطفأ الأعداء نور محمّدٍ |
وكتابِه والعترةِ الأوتاد |
|
فالله يبطل مكرهم مهما عتوا |
لن توقف الزحف العظيم أعادي |
|
ولأجل حفظ سنا الهداية واجهت |
خطط الطغاة إمامة السجّاد |
|
متحدّياً إشراكها وعداءها |
ببصيرةٍ غيبيّة الأمداد |
|
وسعی لنشر الوعي عبر وسائلٍ |
حفلت بكلّ هدايةٍ ورشاد |
|
بالسبي بالخِطَب المثيرة بالدعا |
بصحيفةٍ للوعي والعبّاد |
|
ويدقُّ أبواب الجياع ويطعم الفقراء |
في سرٍّ بلا ميعاد |
|
وله كرامات تَردّد ذكرُها |
شدّت إليها كلّ قلب صادِ |
|
ورأی طغاة العرش زحف ولائه |
ونفوذه الهادي بكلّ بلاد |
|
تهفو القلوب لنهجه لا تنثني |
بالقمع والإغراء والإيعاد |
|
حتى إذا عجز العدی لما رأوا |
حبّ الإمام يضمّ كلّ فؤاد |
|
دسّ الوليد إليه سمّاً غادراً |
خابوا فإنّ الله بالمرصاد |
|
ظنّوا بأن قتلوه لكن نهجه |
باقٍ مدی الأجيال والآباد |
ربيع الثاني 1428
مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 98 ـ 100
التعلیقات