أسماء بنت عميس المهاجرة مرتين
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتكانت أسماء من السابقين إلى الإسلام، وأنّها أسلمت قبل دخول رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم دار الأرقم، وقد هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة، وفي السنة السابعة للهجرة رجعت معه إلى المدينة.(1)
- الزواج بين أمّ كلثوم بنت الإمام علي عليه السلام وعمر بن الخطاب
- مرضعة النبي صلى الله عليه وآله حليمة السعدية
- سيد محمد سبع الدجيل
وجاء في الخبر عن أسماء أنها قالت: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد هنات يعني: دبغت أربعين إهابا من أدم، وعجنت عجيني، وأخذت بني، فغسلت وجوههم، ودهنتهم؛ وهذا يدل على ما كانت عليه النساء العربيات من حسن الإدارة ومزاولة الأعمال والعناية بأمر الأطفال وما ظنك بامرأة ذات ثلاثة أطفال ليس معها معين، وزوجها غائب تدبغ أربعين جلدا، وتعجن، وتغسل أولادها، وتدهنهم في صبيحة يوم، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال:
يا أسماء! أين بنو جعفر، فجئت بهم إليه، فضمهم، وشمهم، ثم ذرفت عيناه؛ فبكى، فقلت: أي رسول الله! لعله بلغك عن جعفر شئ؟ قال: نعم قتل اليوم. فقمت أصيح، فاجتمع إلي النساء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا أسماء لا تقولي هجرا، ولا تضربي صدرا، ودخل على ابنته فاطمة، وهي تقول وا عماه! فقال صلى الله عليه وآله: على مثل جعفر، فلتبك الباكية، ثم قال اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم.(2)
زواجها وأولادها
تزوّجت أسماء ثلاث مرات:
تزوّجت من جعفر بن أبي طالب، وأنجبت منه: عبد الله، وعون، ومحمد.(3)
وتزوجت من أبي بكر بن أبي قحافة بعد أن استشهد جعفر في غزوة مؤتة، وأنجبت منه محمد بن أبي بكر وقت الإحرام.(4)
وتزوّجت من علي بن أبي طالب بعد وفاة أبي بكر، وأنجبت منه يحيى بن علي بن أبي طالب.(5)
حضورها ليلة زواج الزهراء عليها السلام
وروى كثير من أهل الآثار في خبر تزويج فاطمة الزهراء عليها السلام أنّ رسول الله صلى الله عيله وآله أمر النساء بالخروج، فخرجن مسرعات إلا أسماء بنت عميس، فدخل النبي صلى الله عيله وآله. قالت أسماء فلما خرج رأى سوادي فقال: من أنت؟
قلت: أسماء بنت عميس قال: ألم آمرك أن تخرجي؟! قلت: بلى يا رسول الله! وما قصدت خلافك، ولكني كنت حضرت وفاة خديجة، فبكت خديجة عند وفاتها، فقلت: لها أتبكين، وأنت سيدة نساء العالمين، وأنت زوجة النبي صلى الله عيله وآله، ومبشرة على لسانه بالجنة. فقالت (أي: خديجة): ما لهذا بكيت، ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها، وتستعين بها على حوائجها، وفاطمة حديثة عهد بصبا، وأخاف أن لا يكون لها من يتولى أمرها حينئذ قالت أسماء بنت عميس فقلت لها: يا سيدتي لك عهد الله علي أن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في ذلك الأمر، فبكى [رسول الله (صلّى الله عليه وآله)]، وقال: فأسال الله أن يحرسك من فوقك، ومن تحتك، ومن بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك من الشيطان الرجيم.(6)
حضورها ليلة دفن الزهراء عليها السلام
ومما يدلّ على اختصاص أسماء بأهل البيت عليه السلام وشدة حبّها لهم وللزهراء عليها السلام، أنها كانت موضع سرّها، ومحل حوائجها، ولما مرضت أرسلت خلفها وشكت إليها أن المرأة إذا وضعت على سريرها تكون بارزة للناظرين لا يسترها إلا ثوب، فذكرت لها أسماء النعش المغطى الذي رأته بأرض الحبشة، فاستحسنته الزهراء عليها السلام؛ حتى ضحكت بعد أن لم تكن ضحكت بعد أبيها غير تلك المرة، ودعت لها. وحضرت وفاتها، وأعانت عليا عليه السلام على غسلها، ولم تدع أحدا يدخل عليها من أمهات المؤمنين ولا غيرهن سواها.(7)
وفاتها
لم تذكر تاريخ وفاتها بشكل دقيق، غير أنّه قيل توفيت سنة 38 هـ،، وقيل أنّها عاشت بعد استشهاد أمير المؤمنين علي عليه السلام، يوجد لها قبر في العراق في ضواحي (الهاشمية) على نهر الجربوعية بعد نهري السفاح والقاسم في أراضي قبيلة (الجوازرية)، وكان عليه قبة متوسطة الحجم والارتفاع موشاة ببعض الحجارة الملونة بالقاشي الأزرق، وكان عليها آثار القدم، وكانت محكمة البناء سميكة الجدران. (8)
1ـ سير أعلام النبلاء: ج 2، ص 282.
2ـ أعيان الشيعة: ج3، ص 306.
3ـ أسد الغابة: ص 1474؛ أنساب الأشراف: ج 1، ص 225.
4ـ أسد الغابة: ص 1474.
5ـ أسد الغابة: ص 1474.
6ـ أعيان الشيعة: ج 3، ص 306.
7ـ أعيان الشيعة: ج3، ص 307.
8. حرز الدين، مراقد المعارف، ج 1، ص 141.
التعلیقات