الامام المهدي (عج) و دولة العدل الالهي
زكية كاظم جبار
منذ 14 سنةبسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي جعل الحمد مجازاً الى حقيقة شكره وذريعة الى بلوغ رضوانه وجميل ذكره والصلاة والسلام على محمد الذي اجاز لح الحق قرب (قاب قوسين او ادنى وعلى اوصيائه وحملة عبئه أئمة الهدى ومصابيح الدجى (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) .
لا سيما سيد الموحدين وسلطان العارفين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) .
وبعد يعيش العالم اليوم صراعات تنذر بأتون حروب مدمرة ويعصف القلق بشعوبها المقهورة ولا هية قادتها بأعداد ترسانتها من اسلحة مدمرة تنذر بفناء البشرية .
و لابد لهذا الحال من منقذ يرفع الضيم ويبعث فيها روح الامل ويأخذ بيدها الى جادة الصواب وهذا لا يكون الا بمعجزة الهية اعدت لمثل هذا الحال .
وما هو ومن يكون ؟
اجل ان المنقذ يمثل الامل للمؤمنين الذين جعلوا الاصلاح همهم الوحيد وبدون الامل لا يمكن ان يكون هناك سعي وحركة ونشاط .
فالجماعة التي تشعر باليأس لا تملك مقومات الاستمرار فضلاً عن النجاح .
اجل ان اوضاع العالم تبعث على الحزن لقد طغت المادة على الحياة الانسانية وانتشر الفساد وعم الظلم وما زال الاستعمار يبطش بالشعوب المقهورة والامم المستضعفة والحروب مشتعلة هنا وهناك والارض مليئة بترسانات الاسلحة المدمرة والمصلحون في العالم اصابهم اليأس والقنوط حتى ان بعضهم يرى ان لا طريق للأصلاح ابداً وان البشرية تنزلق بأتجاه الهاوية والفناء وفي خضم هذا الوضع الرهيب والمظلم فأن هناك بارقة امل نطمئن لها ونحيا من اجلها لبزوغ نور الفرج والانتظار المطلوب يجب ان يكون ايجابياً كي يبعث في القلوب المنكسرة الطمأنينة والسلام .
وكل هذه البشارة متوجة بيوم موعود يوم الانتصار على الظلم ونصرة المستضعفين .
فكوة الامل المضيئة هي اعظم ما يملكه الانسان المنتظر لمستقبل اخضر بلون الربيع الطلق .
ان نبينا محمد (ص واله) وهو يرسخ في اذهان المؤمنين فكرة المهدي انما يهدف الى القضاء على جبروت اليأس والقنوط وسد الطريق امام التخاذل والهزيمة ام الانحراف والفساد والظلم و لابد لراية الاسلام ان تخفق فوق ربوع العالم بأسره ولنسمع الى عملاق البلاغة علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وهو يخطب بالمسلمين .
(( وأخذوا يميناً وشمالاً في مسالك الغي وتركاً لمذاهب الرشد فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد .
ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد .
فكم من مستعجل بما أن ادركه ودانه لم يدركه وما أقرب اليوم بتباشير غد .
ياقوم اهذا ابان ورود كل موعد ودنو من طلعه ما لا تعرفون الا وان من أدركها منا يسري فيها بسراج منير ويحذوا فيها على مثال الصالحين .
ليحل فيها ريقاً ويعتق رقاً ويصدع شقياً في ستره عن الناس لا يبصر الفائق اثره ولو تابع نظرة ثم يتخذن بالتفسير مسامعهم ويعبقون كأس الحكمة بعد الصبوح )) (1) ونستشف من هذه الخطبة ان الناس في عهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) كانوا ينتظرون وقوع الحوادث التي اخبر بها رسول الله (ص واله) وجو الخطبة يدور حول الغيبة وان الامام (ع)خلالها يسعى بتبصيره من الله في الدفاع عم دينه وامنه ويدفع عن المظلومين الاذى ويشتت قوى الكفر التي تسعى لتدمير الدين وببركة وجوده يستمر الاسلام والقرآن ووجود المؤمنين وان فكرة اليوم الموعود والمنقذ المهدي عميقة الجذور وتعود الى عهد النبي الذي بشر بظهوره ليملأ الارض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجورا ومن اجل هذا كان املا كبيراً للمقهورين والمستضعفين تدفعهم الى الحركة والنشاط والاستمرار في المقاومة خاصة في الظروف الصعبة والمنعطفات التاريخية الخطيرة .
ولقد ارسل الله الانبياء ليوقظوا هؤلاء المقهورين المغلوبين على امرهم فكان الانبياء رسل الحرية لأنقاذ الناس من الظلم ومعلمي البشرية لأضاءة القلوب وطرد ظلام الجهل من العقول والنفوس .
وكانوا يجهرون بكلمة الحق قائلين للمستضعفين انهضوا فما للطواغيت الا قوة كاذبة وان قوتهم تكمن في خوفهم وفي جهلهم وفي غفلتهم عن الله امنوا بالله وحده واكفروا بالطاغوت .
لقد نهض ابراهيم (ع) في وجه النمرود وصرخ موسى (ع) في وجه فرعون وقام عيسى (ع) في وجه الجبابرة وثار محمد (ص واله) في وجه طغاة مكة من امثال ابي جهل وابي سفيان وابي لهب .
وكان جهاد الانبياء جميعاً ضد الكفر والشرك والفساد وقهر الناس (( ولقد بعثنا في كل امة رسولاً ان اعبد الله واجتنبوا الطاغوت )) (2) (( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ))(3) (( ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا .
الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا ))(4) صدق الله العظيم .
وتؤشر هذه الايات نقاط عديدة منها ان المستكبرين ماهم الا قلة ضعيفة وان قوتهم مستمدة من مقدرات المستضعفين واستغلالهم .
المستضعفون اكثرية ساحقة وهم يملكون كل اسباب القدرة والقوة الحقيقية انهم ليسوا ضعفاء وان ضعفهم جاء من انخداعهم بالاباطيل التي يلقنها المستكبرون و ان اسوأ العوامل في شقاء المستضعفين هو احساسهم بالضعف وانهم لا يملكون لأنفسهم ضراً و لا نفعا .
ولهذا انقادوا للمستكبرين خائفين متحملين صنوف العذاب والقهر والذل وهذا الاحساس هو اساس المشكلة لقد نسوا انفسهم والقوة التي ينطوون عليها وتصوروا خاطئن ان الطواغيت لا تغلب .
ان الطريق الوحيد للخلاص هو عثور المستضعفين على هويتهم المفقودة وشخصيتهم الضائعة .
ثم اكتشافهم قدراتهم الكامنة وعندما يجدون ذلك تحدث المعجزة فتحطم القيود والسلاسل ويتهاوى الطواغيت فالطواغيت قوتهم يستندون اليها من قدرة المستضعفين المستغلين الغافلين .
ولو انتبه المستضعفون الى ذلك لما بقي طاغوت في الحكم لحظة واحدة .
ان قوة المستضعفين عظيمة تنطوي على الاف العقول المفكرة والسواعد المفتولة والقلوب الطاهرة التي يمكنها ان تغير وجه الدنيا وها هو العالم شئنا ام ابينا يسير بأتجاه اليوم الموعود يثور فيه المظلوم على الظالم .
(( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين )) (5) وهو يوم وعد الله الذين امنوا ان يسود السلام والامن (( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليبدلهم من بعد خوفهم امناً يعبدوني ولا يشركون بي شيئاً )) (6) كل هذه التباشير لنصرة المظلومين والمستضعفين توضح بشكل عام بيوم موعود ينتصر فيه عباد الله الصالحون ويرثون الارض بالحق ويسود الاسلام ربوع الارض وستحل عباد الله وحدهُ بدل الشرك والكفر والوثنية وتتجسد دولة الحق والعدل وسيعم العالم بعصر مشرق مفعم بالايمان والسلام على يد منقذ البشرية الذي بشر به نبينا محمد (ص واله) .
من هو المنقذ ومن يكون
ان البشرية تحتاج الى انسان كامل يجسد التعاليم الالهية وتتمثل فيه الشرائع والاحكام السماوية دون نقص او زيادة وان يكون معصوماً عن الخطأ والعصيان وكل ما يعتور الانسان العادي من انحراف .
فالامام وجود ضروري لازم لأستمرار معرفة الله وعبادته فهو مستودع علم الله وسره وهو كالمرآة تتجلى فيه حقائق العالم فتعشوا البشرية الى نوره لأنهم يعيشون عالم الشهود على بصيرة من امرهم منعمين بلذائذ الكمال .
فكل بني البشر من مسلمين وغير المسلمين ينتظرون شخصاً يمثل هذه المواصفات ويؤمنون بظهور المصلح والمنقذ والمخلص الذي يصلح شأن العالم بعد ان يعم الظلم وينتشر الفساد وتنه مدعوم بقوة غيبية وان النصر سيكون حليفه .
وكل امة من الامم تدعي انه فيها لكن هذه العقيدة واضحة كوضوح الشمس عند المسلمين اكثر من غيرهم الا ان الاعتقاد بالمصلح الموعود وهو عقيدة قديمة بشر بها الانبياء اممهم وان مصدرها الوحي الالهي وقد قال تعالى .
(( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ))(7) ولقد اكد رسولنا الكريم بأحاديث كثيرة بأن المهدي او المنقذ هو من ال محمد ومن ذرية علي بن ابي طالب التاسع من ولد الحسين (ع) .
حيث قال .
(( قال رسول الله (ص واله) (( الائمة بعدي اثنا عشر اولهم علي بن ابي طالب واخرهم القائم خلفائي واوصيائي واوليائي وحجج الله الله على امتي بعدي المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر ))(8) .
وقال (ص واله) (( ان خلفائي واوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر اولهم اخي واخرهم ولدي قيل يا رسول الله ومن اخوك ؟ قال علي بن ابي طالب (ع) قيل فمن ولدك ؟ قال (المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجورا او ظلما والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوماً واحداً لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الارض بنور ربها ))(9).
وقال (ص واله) (( القائم المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي اشبه الناس بي خلقاً))(10) .
وقال (( لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا ، وذلك حين يأذن الله عز وجل له .
ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك الله الله عباد الله .
فاتوه ولو حبواً على الثلج ، فانه خليفة الله عز وجل وخليفتي )) (11).
والذي بعثني بالحق ، ان منهما مهدي هذه الامة اذا صارت الدنيا هرجاً مرجاً ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، واغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغيراً يوقر كبيراً.
يبعث الله عند الله منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غلفاً .
.
يقوم بالدين في اخر الزمان كما قمت في اول الزمان) وكلمتا اول الزمان واخره ، تعنيان زمان الدعوة الاسلامية .
وحصون الضلالة قائمة في كل مكان قلوب اكثر الناس في ايامنا هذه غلف .
(( وقال محيي الدين بن العربي )) يشبه رسول الله في الخلق وينزل عنه في الخلق ، اذ لا يكون احد قبل رسول الله ي اخلاقه )(12).
( وهكذا فان الحجة ، عجل الله فرجه ، معين بذلته وصفاته ، لا يمكن ان يشك فيه احد حين ظهوره .
اذ لا بد ان يجتمع فيه الخلال التي لغته بها اباؤه وواصفوه فمن رآه خلة خلة بلا استثناء .
ولذلك قال ابن حجر في حديثه عن المهدي الذي يظهر في اخر الزمان : (( ان المهدي المنتظر واحد لا تعدد فيه ))(13) ( قال ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة ايضاً ) لو لم يكن في الايتين أي في نسل علي وفاطمة عليهم السلام الا الامام المهدي لكفى .
(14) .
ويدل عليه الى جانب الصفات ، كل ما يسبق عهد ظهوره ، وكل ما يرافقه من علامات مميزة ستراها مفصلة تفصيلاً لم يسبق له مثيل لم يأل النبي (ص واله ) ولا الائمة (ع) جهداً عن التلميح اليها مرة ، والتصريح بها ثانية ، كيلا يلتبس الامر على احد وبحيث لا يمكن ان يتفق لواحد ان يجمع كافة الصفات الجسدية والخلقية غيره ، الى جانب البيعة وعدد الانصار ، ومكان الخروج ، ويوم الظهور ، وغير ذلك مما يختص به دون سواه مما تراه موضحاً خطوة خطوة .
وقال الصادقان عليهما السلام في حديث مقنع : ان امرنا ابين من هذه الشمس (15) فهو يدل على نفسه بنفسه .
لم تؤثر عوامل تعاقب الزمان في بنيته الشريفة ، فيخرج على الناس كما قال جده واباؤه صلوات الله عليهم :عليه جلاييب النور تتوقد بشعاع القدس ، فيكون رحمة للمؤمنين ، وعذاباً على الكافرين ، ينجي الله به من الضلالة ، ويبرئ من العمى ويشفي من المرض ، ويكون منصوراً بالرعب ، مؤيداً بالنصر قد فتح الله تعالى بمحمد (ص واله) ثم يختم به .
بيده عصا موسى التي تصنع العجائب وتفلق البحر ، وخاتم سليمان، وتابوت السكينة الذي يفعل ما لاتفعله القنابل الهيدروجينية ، وبيه جملة مواريث الانبياء .
وهو يعد اكثر الناس علماً وصلح(16).
لأن الائمة احلم الناس صغاراً ، واعلمهم كباراً لا تعلموهم فانهم اعلم منكم )) هذا وقد عرف الامام الرضا (ع) اما الناس بحديث طويل وهذا بعض منه (( يكون اعلم لناس ، واحكم الناس ، واتقى الناس واحلم الناس ، واسخى الناس ، واعدل الناس : ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، ولا يكون له ظل : وتنام عينيه ولا ينام قلبه ، ويكون محدثاً .
وتكون رائحته اطيب من رائحة المسك .
ودعاءه مستجاباً حتى انه لو دعا على صخرة لنسفت نصفين .
(17) مكتوباً على عضده بالنور : جاء الحق وزهق الباطل )(18) .
مقومات الظهور:
1.وجود المناخ العام المؤيد لبزوغ الثورة .
لقد اودع الله في الذات البشرية غريزة السعي نحو الكمال .
فهو ومنذ وطأة قدماه الارض يسعى من اجل تحقيق حياة هادئة مطمئنة وما يزال يرنو نحو غد افضل ومستقبل مشرق ويبقى يأمل في تحقيق هذا الحلم .
وعندما يفكر بطريقة سليمة ويكتشف ان قوانين الارض قد أخفقت وانها عاجزة عن تحقيق هذا الهدف عندها يتجه نحو السماء مؤمناً بشريعة الله .
عندما يكون جو الثورة ماموناً لأن الانظار متجهة نحو المنقذ المؤيد من الله ورسوله .
2.يجب ان تكون هذه الثورة عميقة وشاملة ومتجذرة وانسانية تتجاوز فوارق اللغة واللون والعرق والقومية والدين هدفها تحري الانسان ورد اعتباره وكرامته المهدورة عبر العصور وانهاء الفساد والانحراف والظلم بكل اشكاله والوانه وهداية البشرية نحو شريعة الله الخالدة التي تحقق للانسان سعادته الضائعة وتتجاوز (19) الحدود المصطنعة للون والقومية وبفكرة انسانية خالصة تتعاطف مع المظلومين والمقهورين في كل مكان ويغير العالم اسرة واحدة لا فرق بين اسود وابيض واصفر واحمر ولا امتياز للأمريكي والاوربي على الافريقي والاسيوي عندها يكون الظرف مناسباً لظهور الامام المنقذ .
3.يفيق الضمير العالمي من حالة الصراع التي يعيشها وتتفتح الامال للعدل بعد الظلم الذي يدمر بعض القارات من جراء حرب عالمية تسبق ظهوره المبارك فتهفوا النفوس الى حاكم عادل .
ويتمهد الطريق بقبول الدعوة .
ويصير الامام والخصم على الخصم .
4. يظهر انقلاب فكري وتغير عقائدي ، ومفاهيم جديدة لدى انتشار نص خطاب عرش المجد الذي يلفظه اثناء البيعة في مكة ويبين فيه دستور دولة الحق فيقرر عدداً لا يحصى من الناس السير تحت راية العدل للتخلص من معاناة الظلم .
5. يكون قد سئم الناس من الفتن التي هزت اطراف الارض – كما اصابنا في لبنان ، وكما اصاب الشر الاقصى وايران واصاب مناطق كثيرة من افريقيا وامريكا وغيرها ز ثم عقبها الحرب العامة والامراض فتصير القوى خائرة ، متفرقة ، متفككة ، ويصبح باستطاعة ضابط عادي قوي في نفسه ان يقوم بالانقلاب ويحقق الانتصارات في مناطق محددة .
فأحر بمن يتسلحون بأيمان يزيل الجبال ويعمر قلوباً كزبر الحديد ، ان ينتصروا ويحققوا هدفهم المقدس .
6. يفتتن الناس بالدعوة الكريمة لكثرة ما تجرعوا من الباطل ويطمعون بالدعة والراحة ، وبحكم عادل بيده سيف كحريق النار يؤمن لهم دعة الدنيا والاخرة .
كل هذه الاحداث لا نستغرب معه انتصار قائم بالقسط يهز سيف السماء زسيف رسول الله (ص واله) في وثبة شعارها : أمت أمت .
لاتقبل الجزية ولا الحياد ، لأن شعارها قد أعلنه الخبر الشريف المروي عن النبي والائمة (ع) الذي يقول
وما هو والله الا الموت تحت ظل الاسنة .
فهو اعمق من ذلك في العقيدة واخلص من ذلك للمبدأ ؟ لا والله .
فان الاكثرية الساحقة من الطبقة الرشيدة ستضع نفسها في خدمة ماحي الظلم ومقيم العدل .
ويومها يتنفس المظلومين الصعداء .
اذ ترون سيف الايمان في رقبة الكفر ، ومدية الحق في ضمير الباطل .
لا يقبل حياد ولا تقبل جزية .
ثم ماذا ؟
ثم ما ادراك ان ينصر الله عز وجل من يظنه الجاهلون أعزل في معركة ارضية يشاء الله تعالى فيها فناء قردة الناس ليعيد العدل الى الارض .
سيكون ذلك .
وستظهر عصا موسى ثانية بيد حجة الله على الخلق لتصنع العجائب .
وسيقف سلاح الامام وتابوت السكينة بوجه القنابل الذرية والهيدروجينية .
والنتروجينية ويضع اعجب العجائب .
وسترهص الايام الادمة .
من عمر الارض بمشيئة الله تعالى عن يوم الخلاص وقيام الحق الالهي(20) .
يوم الفتح:
(( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ، ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين )) هم آل محمد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم ، فيعزهم ويذل عدوهم(21) قال الامام الباقر (ع) (جاء عنه في تأويل الاية) ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ) اذا قام القائم ذهبت دولة الباطل (22) ( ومن ذاق مرارة دولة الباطل كما ذقت يامولاي وكما ذاق اباؤك واجدادك ؟ فلا عجب ان تزف الينا هذه البشرى ، وتعدنا فيها بزوال كابوس الباطل التي ترزح تحته الانسانية في عصرنا الحاضر .
ثم قال (ع) القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الارض ، وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب(23) وقد روي عن الصادق (ع) مثله ( ومنا احرى الارض بأن تطوى لنا حين نثيب بالطائرة من قارة الى قارة كالبراق الخاطف وبذلك تقصر المسافات، وتنعدم المشقات ، كما انها تقصر بالسيارة وتزداد قصراً وطياً .
بالمركبة الفضائية ، بل ان الصاروخ ليطوي الارض كلها بأقل مما يرتد الينا طرفاً .
وهذا مضافاً الى ما في امر المهدي (ع) وامر انصاره من عناية الهية وتأييد رباني سيذلل كل صعب ويسهل كل عسر ، فيدفع بعض العقول التي اصبحت رجوماً للشياطين(24) .
وقال الباقر (ع) ايضاً يصف ساعة الصفر المباركة :
يظهر وحده – ويأتي البيت وحده ، ويلج الكعبة وحده ، ويجن الليل عليه وحده .
فاذا نامت العيون وغسق الليل نزل اليه جبرائيل وميكائيل والملائكة صفوفاً فيقول جبرائيل : ياسيدي قولك مقبول وامرك جائز فيمسح يده على وجهه ويقول (الحمد لله الذي صدقنا وعده ، واورثنا الارض نتبوأ من الجنة غرفاً فنعم اجر العاملين ) ثم يقف بين الركن والمقام فيصرخ قائلاً (( يا معاشر نقبائي ، واهل خاصتي ، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الارض : إئتوني طائعين ، فترد الصيحة عليهم وهم في محاريبهم وعلى فرشهم في شرق الارض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل فيجيئون نحوها ولا يمضي الا كلمحة بصر حتى يكونوا كلهم بين يديه ويكون هذا قبيل طلوع الشمس(25) وقال الامام العسكري (ع) كأني انظر الى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة (كان (ع) قد خاطبه مرة وهو على غيبة بقاعه ، قائلاً له ) .
وكأنك يابني ، بتأييد نصر الله وقد آن – أي حين يكون قد آن وجاء وقته – وبتيسير الفرج وعلو الكعب وقد حان ، وبالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق على اثناء اعطافك مابين الحطيم وزمزم- وكأنك بترادف البيعة وتصادف الولي ، يتناظم عليل الدر في مثاني العقود وتصادف الالف على جنبات الحجر الاسود تلوذ نضاك من ملأ برأهم الله في طهارة الولادة ونفاسة التربة ، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق ، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق لينة عرائكم للدين ، خشنة ضرائبهم على المعتدين ، واضحة بالقبول وجوههم ، نضرة بالفضل عيونهم ، يدينون بدين الحق واهله .
فأذا اشتدت اركانهم ، وتقومت اعمدتهم ، قدمت بمكانفتهم طبقات الامم الى مبايعتك ، في ظلال دوحةٍ بسقت غصونها على حافات بحيرة طرية-طبرية- فعندها يتلألأ لأصبح الحق، وينجلي ظلام الباطل ، ويقصم الله بك الطغيان ، ويعيد معالم الايمان .
فيطهر بك اقسام الافاق ، ويظهر بك السلام للرفاق .
يود الطفل في المهد لو استطاع اليك نهوضاً.
ونواشط الوحش لو وجد نحوك مجازاً .
تهتز بك اطراف الدنيا بهجة وتهتز بك اعطاف العز نصرة وتستقر يواقي الحق من قرارها، وتؤون شوارد الدين الى اوكارها .
تتهاطل عليك سحائب الظفر ويخنق كل عدو ، وينصر كل ولي ، فلا يبقى على وجه الارض جبار ولا جاحد غامط، ولا شاتيء مبغض(26) ، ولا معاند كاشح – (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، ان الله بالغ امره ، قد جعل الله لكل شيء قدراً)(27)قال الحجة المنتظر (ع) لبعض من حظي برؤيته الكريمة .
علامة الظهور الامر، كثرة الهرج والمرج والفتن .
وآتي مكة فأكون في المسجد الحرام ، فيقول الناس – انصبوا لنا اماماً .
ويكثر الكلام ، حتى يقول رجل من الناس ينظر في وجهي : يا معشر الناس هذا هو المهدي : انظروا اليه : فيأخذون بيدي وينصبوني بين الركن والمقام فيبايع الناس بعد اياسهم في .
وفي الاخبار : ان الذي يرشد اليه هو جبرئيل (ع)(28) وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم
(ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين ؟ يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ، ولاهم ينظرون ، فأعرض عنهم .
وانتظر انهم منتظرون )(29) وقد قال الامام الصادق (ع) محذراً بعد تلاوة هذه الاية الكريمة – يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم (ع) ولا ينفع احداً تقرب بالايمان لم يكن قبل ذلك مؤمناً بأمامته ومنتظراً لخروجه فذاك الذي ينفعه ايمانه ويعظم الله عزوجل عنده قدره وشأنه .
وهو اجر الموالين لأهل البيت (ع) (فليختر العاقل .
قبل ان يصير الايمان غير مقبول ونحن على ابواب الفتح بإذن الله .
ملامح الدولة العالمية دولة العدل الالهي:
ان مهمة الامام (ع) في هذه الدولة مهمة ربانية ضخمة متعددة الجوانب جليلة الاهداف .
فهي عملية تغيير شاملة للحياة الانسانية على وجه الارض فأقامة فصل جديد منها بكل معنى الكلمة وفيما يلي لمحات من بعض جوانب مهمته (ع) .
أولاً . تطهير الارض من الظلم والظالمين : (30)
ان للظلم على الارض نهاية جاء في تفسير قوله تعالى ( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام ) (31) عن الامام الصادق (ع) قال (( الله يعرفهم ، ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو واصحابة خبطاً)) وعن امير المؤمنين (ع) قال (( فليفرجن الله بغتة برجل منا اهل البيت بأبي ابن خيرة الاماء .
لا يعطيهم الا السيف هرجاً ومرجاً (أي قتلاً قتلاً) موضوعاً على عاتقه ثمانية اشهر .
وقد يرى البعض في سياسة القتل والابادة للظالمين التي يعتمدها الامام المهدي (ع) ، انها قسوة واسراف في القتل .
ولكنها في الواقع عملية جراحية ضرورية لتطهير مجتمع المسلمين ومجتمعات العالم من الطغاة والظالمين وبدونها لا يمكن انهاء الظلم واقامة العدل ولا القضاء على اسباب المؤامرات الجديدة التي سيقوم بها بقاياهم فيما لو استعمل الامام معهم سياسة اللين والعفو فالظالمون في مجتمعات العالم كالغصون اليابسة من الشجرة بل كالغدة السرطانية ، لابد من استئصالها من اجل نجاة المريض مهما كلف الامر .
والامر الذي يوجب الاطمئنان عند المترددين في هذه السياسة انها بعهد معهود من النبي (ص واله) وان الله تعالى يعطي الامام المهدي (ع) العالم بالناس وشخصياتهم فهو ينظر الى الشخص بنور الله جل وعلا فيعرف ما هو داوؤه ولا يخشى ان يقتل احداً من الذين يؤمل اهتداؤهم وصلاحهم .
وتدل الاحاديث على ان الخضر (ع) يظهر مع الامام ويكون من اعوانه ويبدو انه يستعمل علمه اللدني (( آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً )) (32) في تنمية بذور الخير ، ودفع الشر عن المؤمنين .
وقد ورد في الاحاديث الشريفة ان الامام المهدي (ع) يقضي بين الناس بحكم الله الواقعي الذي يريه اياه الله تعالى فلا يطلب من احد شاهد او بينة وكذلك يستعمل علمه الواقعي في تقتيل الظالمين والفجار ويكون للخضر واصحابه صلاحياتهم الخاصة (33).
(وفيه بأسناده عن عاصم بن حميد عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص واله) لأمير المؤمنين (ع) (يا علي ان قريشاً ستظهر عليك – الى ان يقول – واعلم ان ابني (ينتقم) من ظالميك وظالمي اولادك وشيعتك في الدنيا ويعذبهم الله في الاخرة عذاباً شديداً .
فقال : سلمان : من هو يا رسول الله ؟ قال : التاسع من ولد ابني الحسين (ع) الذي يظهر بعد غيبته الطويلة فيعلن امر الله ويظهر دين الله (وينتقم ) من اعدائه(34) .
وستتهاوى كل حصون الجبابرة امام دعوة الله وتتحقق احلام الانسانية في الحياة الطيبة ويتحقق وعد الله الذي وعد به عباده الصالحين .
(( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون )) (35).
ثانياً. بعث الاسلام مجدداً وتعميمه على العالم قال تعالى (( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) (36).
عن امير المؤمنين (ع) (( أظهر ذلك بعد ؟ كلا والذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا نودي فيها بشهادة الا اله الا الله وان محمداً رسول الله بكرة وعشيا )) وحتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة الا صار الى الاسلام وحتى ترفع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وهو قوله تعالى (( ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) وذلك يكون عند قيام القائم (ع) وعن النبي (ص واله) قال (( لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لبعث الله رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى ابا عبد الله ، يبايع له الناس بين الركن والمقام ، يرد الله به الدين ، ويفتح له فتوح فلا يبقى على ظهر الارض الا من يقول لا اله الا الله فقام سلمان الفارسي وقال يا رسول الله من أي ولدك ؟ قال : هو من ولد ابني هذا وضرب بيده على الحسين (ع) (37).
خلال هذا التاريخ الطويل هناك كم متراكم من البدع والضلالات والافكار الخاطئة تؤثر سلباً في تفسير القرآن وفهم الاحكام الالهية .
وان المهدي في ظهوره سوف يزيل كل الشكوك ويطهر الشريعة من كل الانحرافات والبدع وسيكون تطبيق الشريعة الالهية كما انزلها الله لا كما يفهمها البعض بشكل ناقص او مغلوط(38) .
فو الله ليرفع عن الملل والاديان الاختلاف ، ويكون الدين كله واحداً كما قال جل ذكره (ان الدين عند الله الاسلام ) (39) (فالدين هو الاسلام بالفطرة أي التسليم بالوحدانية ، وبالقدرة والاستطالة والازلية وقد صرح القرآن الكريم بان دين الانبياء جميعاً هو الاسلام منذ البدْ فمن قوله في الاقرآن الكريم .
(( ملة ابيكم ابراهيم ، هو سماكم المسلمين ))(40) الى قوله في قصة ابراهيم واسماعيل (( ربنا واجعلنا مسلمين لك ، ومن ذريتنا امة مسلمة لك ))(41).
الى قوله تعالى في قصة فرعون : (( حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ))(42) الى قصة سليمان وبلقيس (واتوني مسلمين ) (43) ( وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) (44) وقول عيسى عليه السلام ( من انصاري الى الله ؟ قال الحواريون : نحن انصار الله ، امنا بالله واشهد بانا مسلمون ) وقوله عز وجل : (وله اسلم من في السموات والارض طوعاً وكرهاً ) وقوله على لسان محمد (ص و اله) ( لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ) (45)وقوله في قصة لوط (ع) ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) (46)وقوله تعالى (ام كنتم بشهداء اذ حضر يعقوب الموت ) الى قوله على لسان بنيه(الهاً واحداً ، ونحن له مسلمون )(47) .
هذا هو الدين عند الله: انه الاسلام أي التسليم لله والاعتراف به مهما سميناه في اعرافنا الارضية (48).
ثالثاً. تطوير الحياة المادية وتحقيق الرفاهية
من الامور البارزة في احاديث المهدي (ع) الرخا الاقتصادي والتقدم التكنولوجي في الدولة العالمية التي يقيمها وتطور العلوم بالجهود البشرية الاعتيادية وفيما يلي بعضها.
1. يستخرج كنوز الارض ويقسمها على الناس والاحاديث في ذلك كثيرة منها ما ورد عن النبي (ص واله) قال (( نخرج له الارض افلاذ اكبادها ويحثوا المال ولا يعده عداً)(49) قال رسول الله (ص واله) : يكون في اخر الزمان خليفة يقسم المال ويعده وفي رواية يكون في اخر امتي خليفة يحثو المال حثياً ولا يعده عداً) وقال فيجيء الرجل فيقول يامهدي )) اعطني اعطني اعطني قال : فيحثي له ثوبه ما أستطاع ان يحمله(50).
وقال (ص واله) يسقيه الله الغيث ، وتخرج الارض نباتاتها ، وتكثر الماشية .
وتعظم الامة ويعيش سبعاً او ثمانياً ، تنعم امتي نعمة لم ينعموا مثلها .
ثم قال (ص واله) فعند ذلك تفرح الطيور في اوكارها ، والحيتان في بحارها وتفيض العيون ، وتنبت الارض ضعف اكلها .
وقال (ص واله) يحيه ساكن الارض وساكن السماء .
وترسل السماء قطرها ، وتخرج الارض نباتها لا تمسك منه شيئ(51).
فحينئذ تظهر الارض له كنوزها ، وتبدي بركاتها حتى لا يجد الرجل منكم موضعاً لصدقته و لبره ، لشمول الغنى جميع المؤمنين .
وقال (ص واله) يكون في اخر امتي خليفة يحثي المال حثياً ، لايعده عداً وذلك حين يضرب الاسلام بجرانه(يعني انه يعطي الناس بلا حساب بعد توطيد اركان دولته فيعم الغنى جميع الناس ويزول تكالبهم على الدينار .
2. يطور العلوم الطبيعية ووسائل المعيشة .
تتطور غي عصر الامام المهدي (ع) وسائل الرؤية والمعرفة ووسائل الحرب ، واساليب الاقتصاد ، والحكم والفضاء ويظهر ان بعضها يكون على شكل كرامات ومعجزات يجريها الله على يده وايدي اصحابه (ع) وتشير هذه الاحاديث الى ان تطويره عليه السلام العلوم الطبيعية سيكون قفزة في تقدم الحياة الانسانية على الارض في جميع مرافقها حيث قال الصادق (ع) (( العلم سبعة وعشرون حرفاً .
فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فأذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرون حرفاً فيها في الناس وضم اليها الحرفين حتى يبنها سبعة وعشرون حرف(52).
وقد قال امير المؤمنين (ع)انا اعطينا علم المنايا والبلايا ، والتأويل والتنزيل ، وفصل الخطاب ، وعلم التوازن والوقائع ، ولا يغرب عنا شيء( وكان الصادق (ع) قد قال (ان المؤمن في زمن القائم ، وهو في المشرق ، ليرى اخاه الذي هو في المغرب وكذا الذي في المغرب يرى أخاه في المشرق .
(فما اعظم هذهين الامامين اللذين تخطيا معقول زمانهما ، وبرهنا على معرفة كل ما كان وكل ما سيكون في مجال كل علم(53) .
وعن الامام الصادق (ع) قال (اذا تناهت الامور الى صاحب هذا الامر رفع الله له تبارك وتعالى كل منخفض من الارض ، وخفض له كل مرتفع حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته؟ فأيكم لو كانت في راحته شعرة ولم يبصره(54) ((السموات والارض عند الامام كيده من راحته ، يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برها من فاجرها ثم جاء عن الامامين الصادق والرضا (ع) ان الدنيا لتمثل للأمام مثل فلقة الجوز فلا يعزب عنه منها شيء وانه ليتناولها من اطرافها كما يتناول احدكم من فوق مائدته ما يشاء(55) .
رابعاً. ملكه اعظم من ملك سليمان وذي القرن
ان دولة الامام المهدي تشمل مناطق العالم حتى لا يبقى الا تودي فيها بالشهادتين ولا يبقى في الارض خراب الا عمر ، وان الامكانيات التي سخرها الله للأمام تفوق التي سخرها الله لسليمان سواء ما كان منها على نحو الاعجاز والكرامة الربانية او ما كان تطويراً للعلوم واستثمار الامكانات الطبيعية وكذلك مدة دولة الامام تستمر الى اخر الدنيا وانه يحكم من بعده المهديون من اولاده ثم تكون رجعة بعض الانبياء والائمة عليهم السلام فيحكمون الى اخر الدنيا .
ان الله سبحانه مكن لذي القريتين و اأتاه من كل شيء سببا وبلغ المشرق والمغرب حتى لا يبقى سهل ولا موضع من سهل ولا جبل الا وطأه ويظهر الله له أي للمهدي كل كنوز الارض ومعادنها وينصره بالرعب ويملأ به الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً (56).
خامساً. الانفتاح على عوالم السماء
ويدل على ذلك عدة احاديث واشارات حيث قال الامام الباقر (ع) (( اما ان ذي القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب .
قال سورة : قلت وما الصعب ؟ قال: ما كان فيه رعد وصاعقة او برق فصاحبكم بركة – اما انه سيركب السحاب ويرقى في الاسباب اسباب السموات السبع والارضين السبع خمس عواملا واثنتان خرابات ويدل على ان صعوده يشمل عوالم السموات السبع والارضين الست غير ارضنا و لايعني ذلم انه يستعمل هذه المصاعد والمركبات بنفسه(57).
بل قد يصل الامر في عصره عليه السلام الى ان يكون السفر الى كواكب السموات والى الارضين الاخرى كالسفر في عصرنا من قارة الى اخرى ويشير قوله (ع) بأن خمساً من الارضين اومنها من السموات معمورة الى انه سيتم الاتصال بمجتمعاتها .
وقد ذكرت احاديث شريفة متعددة انه توجد في السموات كواكب كثيرة عامرة بمجتماعات من مخلوقات الله تعالى من غير نوع الانسان والملائكة والجن وقد اورد العلامة المجلس في بحار الانوار وقد اشارت الى ذلك عدة ايات قرآنية كقوله تعالى (( يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوالا تنفذون الا بسلطان وهذا يعني ان الحياة على الارض سوف تدخل في عصره عليه السلام مرحلة جديدة تختلف عن كل ما سبقها من مراحل(58) .
سادساً. الانفتاح على عالم الاخرة والجنة
من اعمق انواع الحركة التي يعيش فيها عالمنا بزمانه ومكانه واشيائه حركة عالم الشهادة نحو عالم الغيب التي يكشف عنها القرآن والاسلام ويؤكد على الاهتمام بها والانسجام معها ويسميها حركة رجوع الانسان الى الله تعالى .
ان دولة المهدي(ع) من اشراط الساعة الا ان المتفق عليه ان اشراط الساعة تبدأ بعدها .
الامام النتظر الموعود:
طال انتظار يامغيب عنا ورجاءنانحظى بقربك ننعما
فلقد ظلمنا ولابد من منجد عبر العصور تحكم الظلما
توارثوا حقداً لقطع رحمكم وبقية الال وطمس الانجما
قطعوا الطريق بدرب وصلكم ذبح الموالي وجذ المعصما
بك يركن الحق القديم صغره ويزول ظلم للعباد ويغلب
تقصم بعدلك شوكة المفكر وتهدم صروح الشرك والغمر
ياصاحب الفتح القرب وناشراً راية الاصلاح والبر والرضا
متى تأخذ الثأر وترفع ساعداً وتطالب بدم الشهيد بكربلا
تستأصل الالحاد من ميته وتذل قوماً كافرين فسقا
ترفع لواء الحمد شاهر للعلى ونحف حولك عالمنابر بثرا
انت المقدم للخلاص مجنداَ توط أبدعوتك شرقاً ومغرباً
فيك العلوم المستودعات نقية مدارس علم مرشدا ومعلما
انت الخليفة للرسول محمد وابن صفي الخلق ابن المصطفى
انت ابن من شمر البراق لنقله نحو السماء بروجه قد اعرجا
يتوضح الاسلام فيك مجددا وتعلم الاحكام بأصدق منها
كل المناقب اجمعت في وصفكم طول الدهور منازل لا تلحقا
انت ابن اول بيوت الله قاطبة تعنى الحجيج لها تطوف وتركعا
تملك من الخلق القويم اجله وبين عباد الله اكثر تعبدا
ياصولة للحق سل سيوفها يقطع الكفار في يوم الوغى
ياملجماً صوت الرياء بكفه ومعلناً للحق صوتاً اجهرا
يامن تنابذه الطغاةمخافة من بطشه عند الملاحم تهزما
انت الذي شهد الرسول بذكره يخرج اليكم حجة منتصرا
مآثر للعلم بان وجودها شهادة بالدلائل العبرا
الابواب تفتح للدعاء بذكركم ياسادة الارض الكرام الانجبا
نتعلم الايمان من افعالكم وتهتدي سبل العبادة والتقى
بين الاطايب بين آل محمد انتم شموساً غطت الافقا .
انت المدخر تجدد ما محا يتوحد الايمان فيك مجددا
تحصد العصيان والبدعا وتزيل شقاق وللغي اخرى
انت بن من دنا فتدنى تجلى بالافاق قاب قوسين دنا
متى تأتي للقضاء وتحكم وتذل عروشاً افنت البلدا
شوقي للقياكم صار امنية ونحق صولك وانت تأم الملأ
بأي وقت بين احمد نلتقي ويتصل يومنا بحضورك نحظى
متى نراك يامولاي متى نحتار في بعدك فقد طال الصدى
ولسوف ننعم باللقاء محتماً قولاً سديداً اكبره خير الورى
ونشرف بطلعتك البهية ننعم ونرد عنك لا نخاف اللوما
المصادر:
1. الشيعة وارجعة (الجزء الاول) المؤلف المذهب الامامي محمد رضا النجفي
2. حوارات حول المنقذ المؤلف العلامة الشيخ ابراهيم الاميني
3. يوم الخلاص في ظل القائم المؤلف كامل سلمان
4. عصر الظهور المؤلف علي الكوراني
ملاحظة:
ان الواضيع التي كتبتها من هذه الكتب مجموعة من مصادر كثيرة وذكرت فقط اسم الكتاب الذي ذكر فيه الخبر وابتعدت عن التكرار في ذكر المصادر المنقول منها .
الهوامش:
(1) نهج البلاغة الخطبة 146.
(2) النحل الاية 36 .
(3) البقرة الاية 256 .
(4) النساء الاية 76 .
(5) الانبياء اية 105 .
(6) اكمال الدين ص 55 .
(7) الانبياء اية 105 .
(8) كمال الدين ص 150 .
(9) الشيعة والرجعة ص 56 .
(10) يوم الخلاص ص 25 .
(11) يوم الخلاص ص 26-27.
(12) الزام الناصب ص 96 واسعاف الراغبين ص 142 .
(13) المهدي ص 97.
(14) الصواعق المحرقة ص 161.
(15) الصواعق المحرقة ص 161.
(16) يوم الخلاص ص61
(17) المصدر نفسه .
(18) المصدر نفسه .
(19) حوارات حول النقذ ص 234.
(20) يوم الخلاص ص 231.
(21) الامام المهدي،ص267 نقلاً عن يوم الخلاص ص 232.
(22) يوم الخلاص ص 249.
(23) المصدر نفسه .
(24) المصدر نفسه ص250.
(25) سورة الزمر آية 74 فتقول من عدة مصادر في كتاب يوم الخلاص ص 267.
(26) يوم الخلاص ص285.
(27) الطلاق اية 3 .
(28) يوم الخلاص ص 285.
(29) السجدة اية 28/29/30.
(30) عصر الظهور ص318.
(31) الرحمن
(32) الكهف اية 65.
(33) عصر الظهور ، ص319.
(34) الشيعة والرجعة ص221.
(35) الانبياء الاية 105
(36) التوبة الاية 33.
(37) عصر الظهور ص 321.
(38) حوارات حول المنقذ ص 306.
(39) ال عمران اية 19.
(40) الحج اية 78.
(41) البقرة اية 128.
(42) يونس اية 90.
(43) النمل اية 31.
(44) النمل اية 44.
(45) ال عمران اية 52، 82، 84.
(46) الذاريات اية 36.
(47) البقرة الاية 133.
(48) يوم الخلاص ص 1339-340.
(49) عصر الظهور ص324.
(50) الشيعة والرجعة ص208.
(51) يوم الخلاص ص306-303.
(52) عصر الظهور ص327.
(53) يوم الخلاص ص 320.
(54) عصر الظهور ص328
(55) يوم الخلاص ص323.
(56) عصر الظهور ص330.
(57) نفس المصدر ص331.
(58) نفس المصدر .
( تاليف : زكية كاظم جبار )
التعلیقات