نرى يدك ابتلّت بقائمة العضبِ
أطلت النوى فاستأمنت مكرك العدى
إلام لنا في كلّ يومٍ شكايةٌ
هلمّ فقد ضاقت بنا سعة الفضا
ونيت وعهدي أنّ عزمَكَ لا يني
أحاشيك من غضِّ الجفون على القذى
متى ينجلي ليل النوى عن صبيحة
فديناك أدركنا فإنّ قلوبنا
قد العزم واستنقذ تراتك من عدى
خلافة حق خصَّكم بسريرها
أدليت اليكم قائماً بعد قائم
وما أمرت أفلاكها باستدارة
متى تشتفي منك القلوب بسطوة
وأظلمت على الماء الحسين وأوردت
غداة تشفى الكفر منكم بموقف
وغصت الى قرب النواويس كربلا
بأية عين ينظرون محمدا
وجاؤوا بها شوهاء خرقاء أركسوا
شقوا وسعدتم وابتلوا واسترحتم
عمى لعيون الشامتين بعظم ما
ألا في سبيل الله سفك دمائكم
ألا في سبيل الله سلب نسائكم
ألا في سبيل الله حمل رؤوسكم
ألا في سبيل الله رضّ خيولكم
فيا لرزياتكم فرين مرارتي
وفت لكم عيني بأدمعها فإن
أأنسى هجوم الخيل ضابحة على
عشية حنّت جزعا خفراتكم
صرخن بلا لب وما زال صوتها
فأبرزن من حجب الخدور تود لو
وسيقت سبايا فوق أحلاس هزل
يسار بها عنفا بلا رفق محرم
ويحضرها الطاغي بناديه شامتا
ويوضع رأس السبط بين يديه كي
ويسمع آل الله شتم خطيبه
يصلي عليه الله جل وتجتري
وكم خلدت في السجن منكم اعزة
وكم ينس قتل السبط حتى تألبت
إلى أن قضوا لا غلة أبردت لهم
|
فحتّام حتّام انتظارك بالضرب(1)
وطالت علينا فيك ألسنةُ النَّصب
تعج بها الأصوات بُحّا من النَّدب
من الضيم والأعداء آمنة السِّرب
ولكنما قد يربضُ الليث للوثب
أن تملأ العينين نوما على الغلب
نرى الشمس فيها طالعتنا من الغرب
تَلظّى إلى سلسال منهلك العذب
تباغت عليكم بالتَّمادي على الغصب
نبي الهدي عن جبرائيل عن الرَّبّ
وندبا له تلقى المقاليد عن ندب
على الأفق إلا درن منكم على قطب
تدير على أعداك أرحية الحرب
دماء وريديه سيوف بني حرب
جزرتم به جزر الأضاحي على الكثب
بأشلاء قتلاكم موسّدة الترب
وقد قتلوا صبرا بنيه بلا ذنب
بها سبّة شنعاء ملء الفضا الرحب
وخابت مساعيهم وفزتم لدى الرب
تجرعتموه ومن بلاء ومن كرب
جهارا بأسياف الضغائن والنصب
مقانعها بعد التخدر والحجب
إلى الشام فوق السُّمر كالانجم الشهب
جسومكم الجرحى من الطعن والضرب
بجوفي وصيّرن البكاء والجوى دأبي
ونت لم يخنكم في كآبته قلبي
خيام نسائكم بالعواسل والقضب(2)
بأوجهها ندباً لحامي الحمى الندب(3)
يغض ولكن صحن من دهشة اللب
قضت نحبها قبل الخروج من الحجب
إلى الشام تطوي البيد سهبا على سهب
بها غير مغلول يحن على صعب
بما نال أهل البيت من فادح الخطب
تدار عليه الراح في مجلس الشرب
أبالحسن الممدوح في محكم الكتب
على سبّه من خصها الله بالسب
الى أن قضت نحبا بطامورة الجب
لأبنائه الغر الثمانية النجب
ولم يشف صدر من عناء ومن كرب
|
التعلیقات