المهدي الموعود في الديانة اليهودية
السيد عبد الرسول الموسوي
منذ 14 سنةملة اليهودية من قبل أن يبعث النبي عيسى عليه السلام وحتى بعد بعثته كانت وماتزال تنتظر موعودها المؤمل ، فقد أشير باستمرار إلى الموعود في آثار هذه الديانة ، واسفار التوراة وكتب اخرى تشير إلى ذلك.
واذا اردنا الاعتماد على الافكار التي جاءت في كتاب ( نبوءة هيلد ) وحي الطفل فسوف نضع اليد على افكار كثيرة بصدد ظهور الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومقاطع من تاريخ وسيرة النبي وملابسات بعثته ، وبعض مؤشرات آخر الزمان لشخصية الإمام المهدي عليه السلام بل هناك اشارات أيضاً يمكن ان نلحظها حول واقعة عاشوراء.
وحيث ان الشعب اليهودي لم يؤمن بالسيد المسيح عليه السلام ورسالته فموعودهم لم يظهر حتى الآن ، واذا تأملنا في مجموع التراث اليهودي المقدس نجد فيه تصويرا لملامح موعودين ثلاثة : السيد المسيح عليه السلام الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الإمام المهدي عليه السلام.
ومع وضوح هذه الرؤية وتلك الملامح الواضحة للموعودين الثلاثة في الفكر اليهودي ، ولم نر اليهود يتابعون أيا من السيد المسيح عليه السلام ، والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن هنا فإنهم سيظلون قلقين حساسين ازاء قضية الموعود ومفهوم الانتظار ، وعلى هذا الاساس فعليهم ان لا يمروا على كل البشائر والاشارات التي وردت في نصوصهم وكتبهم مرور الكرام.
فالملة اليهودية لابد وان تكون اشد انتظاراً من المنتظرين الآخرين ، وان يعكفوا بشكل اكبر على تأمل مفهوم الانتظار ، والاستعداد ليوم الظهور ، وان يرفعوا اليد عن كل الوان الظلم والخيانة التي يمارسونها بحق البشرية ، ويخشوا عواقب الظلم والعدوان ، فهؤلاء لم يذعنوا لموعوديهم المسيح بن مريم عليه السلام والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إلا انهم سوف لا ينجون من سطوة الموعود الثالث وعدله ، ولذا يرد في الروايات ان جماعة من اليهود تلتف حول ( الدجال ) وتسنده ، وبظهور المهدي ونزول السيد المسيح إلى الارض يقتل هؤلاء قتلا جماعياً لتعود ساحة التاريخ والانسانية نقية من وجود هذه الجرثومة الملوثة ، وهذا نموذج آخر لخبث وانحطاط هؤلاء القوم ، فحتى في آخر الزمان لن يخضعوا للحق ، بل سوف ينضمون إلى زمرة انصار الدجال.
وهذه مجموعة من الكتب اليهودية والعهد القديم التي ورد فيها الحديث عن المنتظر الموعود :
1. كتاب دانيال النبي.
2. كتاب حجي ( حكي ) النبي.
3. كتاب صفينا النبي.
4. كتاب أشعيا النبي.
وقد جاء في زبور داوود عليه السلام أيضاً افكار بهذا الصدد كما تحدث القرآن ، وثبت مبدأ غلبة الصاحلين حيث قال : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ).
واود ان اشير هنا إلى ان البشائر المذكورة في آثار اليهود المقدسة بأجمعها واقعية وصحيحة ، وقد تحقق قسم منها ، والقسم الآخر سيتحقق ، إلا ان اليهود لم يقبلوا منطق الحق لا من النبي عيسى عليه السلام ولا من الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ( رغم ان البشارة بهذين النبيين العظيمين قد وردت في كتب اليهود انفسهم ) ، الا انهم سيقبلون بحد سيف الإمام المهدي عليه السلام.
نحن نأمل ان يستوفي ابناء الاسلام الغيارى ـ قبل ظهور المهدي عليه السلام ـ ثمن كل ما فعلته ايادي الاجرام الصهيونية اليهودية من قتل وتدمير وابادة وخيانة ونشر فساد وانحطاط اخلاقي في سائر ارجاء العالم وعلى الخصوص في بلاد المسلمين ، وهذا لا يعني ان جميع اليهود مشمولون بهذا الاستيفاء ، إذ أنه يوجد من هذه الملة من لا يرضى بتلك الافعال الشنيعة والظالمة ضد البشرية.
وبغض النظر عن حقانية اليهود وعدمها ، وتسلميهم لمنطق الحق وعدمه ، فقد جاء بعد نبي الله موسى عليه السلام سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ونسخ دين موسى واضحت الديانة اليهودية ديانة منسوخة وشريعة مهملة عملياً.
ومنذ فجر الاسلام وحتى اليوم والى قيام الساعة ينفرد الاسلام على وجه الارض بوصفه الدين السماوي المبني على اساس الوحي والنبوة ، ويبقى كتاب الله بين الناس على الدوام ( القرآن ) ، والموعود هو الإمام المهدي عليه السلام.
وبهذه تكون البشائر والاشارات التي وصلتنا عن طريق الانبياء والائمة عليهم السلام وكبار السلف الصالح صادقة بحق الإمام المهدي. عليه السلام وهي تنظر اليه وتقصده وتلحظ ظهوره فهو المصداق الواقعي لها جميعا.
مقتبس من مجلّة : [ صحيفة صدى المهدي عليه السلام ] / العدد : 33
التعلیقات