رجعة الأئمة المعصومين (عليهم السلام)
رجعة الأئمة المعصومين (عليهم السلام)
الآية الأولى: قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)(1).
عن مجمع البيان قد صحّت الرواية عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه قال: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، وتلا عقيب ذلك (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ) الآية. وروى العياشى بالإسناد عن أبي الصباح الكناني قال: نظر أبو جعفر (عليه السلام) إلى أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: هذا والله من الذين قال الله: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ) الآية، انتهى(2).
وفي حديث مفضل ابن عمر المذكور سابقاً عن الصادق (عليه السلام): ثمّ يظهر السيّد الأكبر محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أنصاره والمهاجرين إليه ومن آمن به وصدّقه واستشهد معه ويحضر مكذّبوه والشاكّون فيه والمكفّرون له والقائلون فيه: إنّه ساحر وكاهن ومجنون ومعلّم وشاعر وناطق عن الهوى، ومن حاربه وقاتله حتّى يقتصّ منهم بالحقّ ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول الله إلى وقت ظهور المهدي مع إمام إمام ووقت وقت ويحق تأويل هذه الآية: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)(3).
قال المفضّل: قلت: ياسيدي من هامان وفرعون؟
قال (عليه السلام): الأوّل والثاني ينبشان ويحييان إلى أن قال: لكأنّي أنظر ما مفّل إلى معاشر الأئمّة ونحن بيد يدي جدّنا رسول الله نشكو إليه ما نزل بنا من الاُمّة بعده وما نالنا من التكذيب والردّ علينا وسبّنا ولعننا وتخويفنا بالقتل، وقصد طواغيتهم الولاة لاُمورهم إيّانا من دون الاُمّة بترحّلنا من حرمه إلى دار ملكهم وقتلهم إيّانا بالسمّ والحبس والكيد العظيم فيبكي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقول: ما نزل بكم إلاّ ما نزل بجدّكم قبلكم ولو علمت طواغيتهم وولاتهم أنّ الحق والهدى والإيمان والوصية في غيركم لطلبوه.
وعن البرهان عن الباقر والصادق (عليهما السلام): إنّ فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة قريش يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا(4).
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)(5) دلّت الآية بمنطوقها على وعد الله باستخلاف من اتصف بهذه الصفات وليس هو إلاّ الأئمّة (عليهم السلام) وحيث إنّهم صلوات الله عليهم لم يحصل لهم التمكين التام فيما مضى بالبداهة لغلبة الظالمين والمنافقين فدار الأمر بين أن يخلف وعده أو ينجزه، لا سبيل إلى الأوّل لاستلزامه الكفر فتعيّن الثاني، ولمّا لم يحصل فيما مضى تعيَّن أن يكون إنجاز هذا الوعد بالرجعة فثبت المطلوب منها وتكون نصّاً في الرجعة وبه صرّح غير واحد.
وعن مناقب الطاهرين للشيخ الجليل الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الطبري المازندراني بعد ذكر الآية أنّ من دور آدم إلى يومنا هذا لم يمكن أصلاً أنّ جميع العالم يعبدون الله تعالى وليس يشركون به فعلم من هنا أنّ هذه الحال منتظرة بدليل أنّه تعالى ذكر ذلك بلفظ الاستقبال بالسين وفيه تراخٍ واستقبال أيضاً وليس للمخالف أن يقول المراد به الخلفاء الثلاثة لأنّ في زمانهم كانت الدّنيا مملوءة من الشرك وقليل من الإسلام ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أخبر نقلاً عن كتبهم: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً(6).
الآية الثالثة: قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ)(7) عن تأويل الآيات عن أبي جعفر (عليه السلام): الصالحون هم آل محمد، العابدون هم شيعتنا(8).
وعن البحار والعوالم أخبر الله تعالى نبيّه في كتابه ما يصيب أهل بيته بعده من القتل والغصب والبلاء ثمّ يردهم إلى الدنيا ويقتلون أعداءهم ويملكون الأرض وهو قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(9) وقوله: (وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)(10) الآية(11).
الآية الرابعة: قوله تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)(12) عن تفسير القمّي عن أبي جعفر (عليه السلام) الآية لآل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى آخر الأئمّة والمهدي (عج) وأصحابه يملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهاء الحقّ، لا يرى أثر الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر(13).
الآية الخامسة: قوله تعالى: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا) إلى قوله تعالى: (وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا)(14) عن المقتضب وتفسير البرهان عن سلمان قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوماً فلمّا نظر إليّ قال: يا سلمان إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلاّ جعل له اثني عشر نقيباً، قال: قلت يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان فهل علمت مَنْ نقبائي الإثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: ياسلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته وخلق من نوري نور علي (عليه السلام) فدعاه إلى طاعته فأطاعه وخلق من نوري ونور علي فاطمة (عليها السلام) فدعاها فأطاعته وخلق منّي ومن علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمّانا الله عزّ وجلّ بخمسة أسماء من أسمائه، فالله المحمود وأنا محمّد والله العلي وهذا علي والله الفاطر وهذه فاطمة والله ذو الإحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين، ثمّ خلق منّا ومن نور الحسين (عليه السلام) تسعة أئمّة فدعاهم فأطاعوا قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ سماءً مبنية أو أرضاً مدحية أو هواءً أو ماءً أو ملكاً أو بشراً وكنّا بعلمه أنواراً نسبّحه ونسمع له ونطيع، فقال سلمان: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان من عرفهم حقّ معرفتهم واقتدى بهم فوالى وليّهم وتبرّأ من عدوّهم فهو والله منّا، يرد حيث نرد ويسكن حيث يسكن، قال قلت: يارسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا ياسلمان، قلت: يا رسول الله فأنّى لي بهم قد عرفت إلى الحسين؟ قال: ثمّ سيّد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) ثم ابنه محّمد بن علي باقر علم الأوّلين من النبيّين والمرسلين ثمّ جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثمّ موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ثمّ علي بن موسى الرضا لأمر الله ثمّ محمّد بن علي المختار من خلق الله ثمّ علي بن محمّد الهادي إلى الله ثمّ الحسن بن علي الصامت الأمين على سرّ الله ثمّ فلان سماه باسمه ابن الحسن المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الناطق القائم بحق الله، قال سلمان: فبكيت ثمّ قلت: يارسول الله فأنّى لسلمان بإدراكهم؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان إنّك مدركهم وأمثالك ومن تولاّهم بحقيقة المعرفة فشكرت الله كثيراً، ثمّ قلت: يا رسول الله إنّي مؤجل إلى عهدهم؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان اقرأ (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا)(15) قال سلمان: فاشتدّ بكائي وشوقي وقلت: يا رسول الله فعهد منك؟ فقال: إي والذي أرسل محمّداً إنّه لبعهد منّي وبعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمّة وكلّ من هو منّا ومظلوم فينا إي والله يا سلمان ثمّ ليحضرن إبليس وجنوده وكلّ من محضر الإيمان محضاً ومحض الكفر محضاً حتّى يؤخذ بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربّك أحداً ونحن تأويل هذه الآية: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)(16) قال سلمان (رضي الله عنه): فقمت من بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه الموت(17).
الآية السادسة: قوله تعالى: (إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(18).
عن الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) أنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الأرض ونحن المتّقون والأرض كلّها لنا من أحيى أرضنا من المسلمين فليعمرها وليؤدِّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها فإن تركها أو خراجها فأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها فهو أحقّ بها من الذي تركها وليؤدِّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل حتّى يظهر القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله ومنعها إلاّ ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم(19).
الآية السابعة: قوله تعالى: (اذْكُرُواْ نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ)(20).
عن المنتخب: سُئل أبو عبدالله (عليه السلام) عن قول الله: (وجعل منكم أنبياء) قال: الأنبياء رسول الله وإبراهيم وإسماعيل وذريّته والملوك الأئمّة قيل له: وأي ملك أعطيتم؟ فقال: ملك الجنّة وملك الكرّة(21).
الآية الثامنة: قوله تعالي: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)(22) الآية.
عن الكافي: عن أحمد بن حمّاد عن أبيه عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت أخبرني عن النبي ورث النبيّين كلّهم؟
قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتّى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيّاً إلاّ ومحمّد أعلم منه، قال: قلت: إنّ عيسى ابن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله تعالى؟ قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله يقدر على هذه المنازل إلى أن قال: وإنّ الله يقول في كتابه (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)(23) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى... الحديث(24).
الآية التاسعة: قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)(25).
عن كتاب منتخب البصائر وتفسير البرهان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنّ إبليس قال: أنظرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك عليه وقال: إنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشيائه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقلت: وإنّها لكرّات؟
قال: نعم إنّها لكرّات وكرّات، ما من إمام في قرن إلاّ ويكرّ معه البِرّ والفاجر في دهره حتّى يديل الله المؤمن من الكافر فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرَّ أمير المؤمنين في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها الروحا قريباً من كوفتكم فيقتتلون قتالاً لم يقتل مثله منذ خلق الله عزّ وجلّ العالمين. ورواية اُخرى في المحجّة في ذيل هذه الآية في الغصن الذي فيه الآيات المؤوّلة بقيام القائم (عليه السلام)(26).
الآية العاشرة: قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى)(27) عن القمّي عن عمّار بن مروان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى) قال: نحن والله أولو النهى، فقلت: جعلت فداك وما معنى اُولي النهى؟ قال: ما أخبر الله به رسوله ممّا يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها والآخر من بعده والثالث من بعدهما وبني اُمية فأخبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان ذلك كما أخبر الله به نبيّه، وكما أخبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام)، وكما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني اُمية وغيرهم، فهذه الآية التي ذكرها الله تعالى في الكتاب (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى) الذي انتهى إلينا علم هذا كلّه فصبرنا لأمر الله فنحن قوّام الله على خلقه وخزّانه على دينه نخزنه ونستره ونكتتم به من عدوّنا كما اكتتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله حتّى يأذن الله لنا في إظهاره دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عوداً كما ضربهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بدءاً(28).
الآية الحادية عشرة: قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(29). عن كامل الزيارة في الباب الثامن عشر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ) الآية قال: في القائم وأصحابه(30).
واُذن ماض، ومعلوم أنّ مضارعاً متحقّقاً وقوعه بمنزلة الماضي.
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)(31) عن تأويل الآيات عن ابن عبّاس: هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة تكون لنا عليهم دولة تذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة، وهوان بعد عزّ(32).
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا)(33) عن القمي: الآيات أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا، انتهى(34).
الآية الرابعة عشرة: قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)(35) عن القمّي عن علي بن الحسين: في هذه الآية يرجع إليكم نبيّكم وأمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمّة (عليهم السلام)(36).
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(37) في حديث المفضّل سُئل الصادق (عليه السلام) عن هذه الآية: يامولاي فما العذاب الأدنى وما العذاب الأكبر؟
قال الصادق (عليه السلام): العذاب الأدنى عذاب الرجعة والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي تبدّل الأرض غير الأرض وبرزوا لله الواحد القهّار(38).
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)(39) عن القمّي عن جميل عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت قول الله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) قال: ذلك والله في الرجعة أما علمت أنّ الله كثير لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، والأئمّة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرجعة(40). وكذا في منتخب البصائر مثله(41).
الآية السابعة عشرة: قوله تعالى: (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ الرجعة فَأَيَّ آيَاتِ الله تُنكِرُونَ)(42). عن القمّي: يريكم آياته يعني أمير المؤمنين والأئمّة في الرجعة فإذا رأوهم قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين أي جهدنا بما أشركناهم فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون(43).
الآية الثامنة عشرة: قوله تعالى: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(44) يعني فإنهم يرجعون أي الأئمة إلى الدنيا(45).
الآية التاسعة عشرة: قوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا)(46) في تفسير الفرات عن قول الله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) قال: محمد رسول الله: (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا) قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا) هم آل محمّد صلوات الله عليهم وهما الحسن والحسين(47).
التعلیقات