المهدي عليه السلام يسير من مكّة حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفها
الشيخ المفيد
منذ 12 سنةوقد جاءَ الْأَثرُ بأَنَّه ـ عليه السلامُ ـ يَسيرُ من مكّةَ حتى يَأْتيَ الكوفةَ فيَنْزِلُ على نجفِها ، ثم يُفرِّقُ الجنودَ منها في (1) الْأَمصارِ.
ورَوى الحجّال ، عن ثعلبة ، عن أَبي بكر الحضرمي ، عن أَبي جعفر الباقر عليه السلامُ قالَ : « كأَنّي بالقائمِ عليه السلامُ على نجفِ الكوفةِ ، قد سارَ إِليها من مكّةَ في خمسةِ آلافٍ من الملائكةِ ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنونَ بين يديه ، وهو يُفرِّقُ الجنودَ في البلادِ » (2).
وفي رواية عَمرو بن شمر ، عن أَبي جعفر عليه السلامُ قالَ : ذَكَرَ المهديَّ فقالَ : « يَدْخُلُ الكوفةَ وبها ثلاثُ راياتٍ قد اضْطَرَبَتْ فتَصْغو (3) له ، ويدْخُلُ حتى يأْتي المنبرَ فيَخْطُبُ فلا يَدْري الناسُ ما يَقولُ من البكاءِ ، فإِذا كانَتِ الجمُعةُ الثانيةِ سَأَلَه الناسُ أَنْ يُصَلّيَ بهم الجُمعةَ ، فيأْمُرُ أَنْ يُخطَّ له مسجدٌ على الغري ويُصلّي بهم هناك ، ثم يَأْمُرُ مَنْ يحفرُ من ظَهْرِ مشهدِ الحسين عليه السلامُ نَهراً يَجْري إِلى الغريَّين حتى يَنْزِل الماءُ في النجفِ ، ويعمل على فوهته القناطيرَ والْأَرحاءَ (4) ، فكَأَنّي بالعجوزِ على رأسِها مِكْتلٌ (5) فيه بُرٌّ تَأْتي تلك الْأَرحاءَ فتَطْحَنَه بلا كِراءِ » (6).
وفي روايةِ صالح بن أَبي الْأَسود ، عن أَبي عبدالله عليه السلامُ ، قالَ : ذَكَرَ مسجدَ السهلةِ فقالَ : « أَما إِنّه مَنْزِلُ صاحبِنا إِذا قَدِمَ بأَهلهِ » (7).
وفي رواية المفضّل بن عمر قالَ : سَمِعْتُ أَبا عبدالله عليه السلامُ يقولُ : « إِذا قامَ قائمُ آلِ محمدٍ عليه السلامُ بَنى في ظَهْرِ الكوفةِ مَسجِداً له أَلفُ بابٍ ، واتَّصلَتْ بُيوتُ أَهلِ الكوفةِ بنَهْرَيْ كربلاء » (8).
الهوامش
1. في « م » وهامش « ش » : الى.
2. اعلام الورى : 430 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 52 : 336 / 75.
3. تصغو : تميل. « الصحاح ـ صغا ـ 6 : 2400 » وفي هامش « ش » فتصفو.
4. الارحاء : جمع رحى ، وهي آلة طحن الحنطة ، انظر « الصحاح ـ رحا ـ 6 : 2353 ».
5. المكتل : الزنبيل. « الصحاح ـ كتل ـ 5 : 1809 ».
6. إعلام الورى : 430 ، ورواه الشيخ في الغيبة : 468 / 485 ، باختلاف يسير مع زيادة ، ونقله العلّامة المجلسي في البحار 52 : 331 / 53.
7. الكافي 3 : 495 / 2 ، التهذيب 3 : 252 / 692 ، الغيبة للطوسي : 471 / 488.
8. رواه الشيخ (ره) في الغيبة مع زيادة : 280 ، والطبرسي في اعلام الورى : 430 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 52 : 337 / 86.
مقتبس من كتاب : [ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ] / المجلّد : 2 / الصفحة : 379 ـ 381
التعلیقات