أين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس
آل محسن، علی
منذ 12 سنةقال الكاتب :
بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء في الرواية المروعة ، فإنه سَيُثِخنُ في القتل بحيث يتمنى الناس ألا يروه لكثرة ما يقتل من الناس و بصورة بشعة لا رحمة فيها و لا شفقة ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، و لو كان من آل محمد لرحم !!
و بدورنا نسأل : بمن سيفتك القائم؟ و دماء من هذه التي سيجريها بهذه الصورة البشعة؟.
إنها دماء المسلمين كما نصَّت عليه الروايات ، و كما بين السيد الصدر.
إذن ظهور القائم سيكون نقمة على المسلمين لا رحمة لهم ، و لهم الحق إن قالوا إنه ليس من آل محمد ، نعم ، لأن آل محمد يرحمون و يشفقون على المسلمين ، أما القائم فإنه لا يرحم ، و لا يشفق ، فليس هو إذن من آل محمد ، ثمّ أ ليس هو-أي القائم-سيملأ الأرض عدلاً و قِسْطاً بعد أن مُلِئَتْ جوراً و ظُلماً؟
فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس و خاصة المسلمين؟و هذا لم يفعله في تاريخ البشرية أحد و لا حتى الشيوعيون الذين كانوا حريصين على تطبيق نظريتهم على حساب الناس ، فتأمل!! (و اين الكاتب من التكفيريين الان الذين يذبحون الاطفال الابريا و الشيوخ الضعفا من اهل لا اله الا الله و يشقون صدورهم و ياكلون اكبادهم و قلوبهم في الملاء العالم حتي ادهش الكفار من ذالك ... هل فعلهم هذا من العدل و محاربة الامام المعاندين ليس كذالك؟
أقول : إن الإمام المهدي عليه السلام رحمة مهداة لهذه الأمة خاصة ، و للإنسانية عامة ، و هذا لا يمنع أن يكون عليه السلام في نفس الوقت نقمة على أعداء الدين و على الطواغيت و المرَدَة و سلاطين الجور و أعوانهم ، فإن سلاطين الجور و أعوانهم لا بد أن ينالوا جزاءهم العادل في الدنيا قبل عقابهم الدائم في الآخرة ، و هذا هو مقتضى العدل و الإنصاف الذي سيطبقه الإمام المهدي عليه السلام في دولة العدل التي سيقيمها.
و نحن قد أوضحنا فيما تقدم أنه لا دلالة في الأحاديث السابقة التي احتج بها الكاتب على أن الإمام المهدي يقتل أعداداً كثيرة من الناس و من غير شفقة و لا رحمة ، فراجع.
و أما ذهاب تسعة أعشار الناس فقد أوضحناه مفصَّلاً و ذكرنا محتملات هذاالحديث ، و قلنا : إنه ظاهر في الإخبار عن بعض الحوادث التي تقع قبل ظهوره عليه السلام ، و ليس في الحديث أية دلالة على أنه عليه السلام يقتل تسعة أعشار الناس ، فلا حاجة للإعادة و التكرار.
لله و للحقیقه-رد علی کتاب لله ثم للتاریخ صفحه 615
التعلیقات