الدعاء بتعجيل الفرج و التهيئة و اللاستعداد الكامل معا
الإنتظار وآثاره
منذ 11 سنة" أفضل الأعمال انتظار الفرج ".
وهذا معنى ما ورد في الروايات من أنّ الأئمّه ( سلام الله عليهم ) كانوا ينهون الأصحاب عن الاستعجال بظهور الإمام ( عليه السلام ) ، إنّما كانوا يأمرون ويؤكّدون على إطاعة الإنسان لربّه وأن يكون مستعدّاً لظهور الإمام ( عليه السلام ) .
وبعبارة أُخرى: مسألة الانتظار ، ومسألة ترقب الحكومة الحقة ، هذه المسألة خير وسيلة لإصلاح الفرد والمجتمع ، وإذا صَلُحنا فقد مهّدنا الطريق لظهور الإمام ( عليه السلام ) ، ولأن نكون من أعوانه وأنصاره.
ولذا أمرونا بكثرة الدعاء لفرجهم ، ولذا أمرونا بالانتظار لظهورهم ، هذا الانتظار معناه أن يعكس الإنسان في نفسه ويطبّق على نفسه ما يقتضيه الواقع ، قبل أن يأتي الإمام ( عليه السلام ) ويكون هو المطبِّق ، ولربّما يكون هناك شخص يواجه الإمام ( عليه السلام ) ويأخذ الإمام منه كلّ شيء ، لأنّ كلّ الأشياء التي بحوزته ليست له ، وهذا ممكن.
فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي ، نكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الأرضية المناسبة لظهور الإمام ( عليه السلام ) .
وتبقى كلمة سجّلتها عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بهذه المناسبة ، يقول الإمام ( عليه السلام ) ـ كما في نهج البلاغة ـ: " ولا تستعجلوا بما لم يعجّله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته ، مات شهيداً "(1).
وعندنا في الروايات: أنّ من كان كذا ومات قبل مجيء الإمام ( عليه السلام ) مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته.
يقول الإمام ( عليه السلام ) : " فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه ، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً " (2).
ففي نفس الوقت الذي نحن مأمورون بالدعاء بتعجيل الفرج ، فنحن مأمورون أيضاً لتهيئة أنفسنا ، وللاستعداد الكامل لأن نكون بخدمته ، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه ، وعرف حقّ ربّه عزوجل وحقّ رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحقّ أهل بيته ( عليهم السلام ) ، فقد تمّت الأرضية المناسبة لظهوره ( عليه السلام ) ، ولا أقل من أنّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الإمام ( عليه السلام ) .
الهوامش
1- نهج البلاغة 2/156 خطبة 185.
2- تأويل الآيات: 642 ، البحار 52/144 ح63.
مقتبس من كتاب محاضرات فی الاعتقادات - جلد 1 للسید علی الحسینی المیلانی
التعلیقات