لماذا لا تكون الحكمة سبباً لأن يكون معدوماً، حتّى إذا حان وقته أوجده الله؟!
محمّد عليّ السيد يحيى الحلو
منذ 11 سنةكيف نشخّص الإمام عند خروجه؟
الشبهة الرابعة:
كيف سيعرف الاثنا عشرية الإمام المهدي _ الغائب _ عند خروجه بعد غيابه مئات السنين إن لم يقولوا بوجوب معرفته ذاتاً ولا صفةً؟!
الجواب:
قلنا إن الاثني عشرية يقولون بوجوب معرفة الإمام ذاتاً وصفة ليتم التكليف، وتتم الحكمة من وجوده كذلك.
أما معرفته عند خروجه، فإن آباءه الطاهرين عليهم السلام أحاطونا علماً بعلامات ظهوره، وتظافرت أحاديثهم وأقوالهم في هذا الشأن، فإذا تحققت هذه العلائم عرف المكلفون أن ظهوره قد حان واستطاعوا تشخيصه دون أدنى ريب، وإلى هذا أشار الإمام الصادق عليه السلام في الصحيح قال: (إعرف العلامة، فإذا عرفتها لم يضرك تقدّم هذا الأمر أو تأخر).(15)
فأهمية معرفة علامات الظهور يتعلق بأهمية تشخيصه إذن، فلا مشكلة في شأن معرفته عليه السلام حتّى لو تباعدت مدة غيبته أو قربت.
على أن الأئمّة عليهم السلام تطرقوا إلى مواصفاته البدنية وعلائمه الفارقة حتّى أن الذين تشرفوا برؤيته عليه السلام اعتمد بعضهم على ما روي من علاماته الشخصية فأعانهم ذلك على سرعة تشخيصه وسهولة معرفته.
* * *
الفرق بين وجود الإمام في غيبته وعدم وجوده أصلاً
الشبهة الخامسة:
ما الفرق بين وجود الغائب وعدمه؟!
الجواب:
يظهر الجواب مما قلناه في الشبهة الثالثة، حيث ذكرنا فوائد وجود الإمام حتّى مع غيبته، وأنه كالشمس إذا جللها السحاب، وتطرقنا في موضع آخر إلى أن قاعدة اللطف تقتضي وجوده حتّى مع غيبته، فلا طعن إذن على غيبته من حيث فائدة وجوده، ومن حيث اللطف ووجوبه.
كما أن التمعن في فوائد وجوده يلمس حقيقة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وهو تصديقٌ لوجود العترة التي لا تفترق عن القرآن إلى يوم القيامة.
* * *
الحكمة لا تقتضي عدمه عليه السلام بل وجوده حتّى في غيبته
الشبهة السادسة:
إذا كان الغياب لحكمة ما؛ فلماذا لا تكون الحكمة سبباً لأن يكون معدوماً، حتّى إذا حان وقته أوجده الله؟!
الجواب:
ان انعدامه خلاف حكمة وجود الإمام، أي خلاف قاعدة اللطف التي تمكّن المكلف أن يكون قريباً للطاعة بعيداً عن المعصية، فمجرد وجوده لطف، وانعدامه خلافٌ لذلك اللطف، وعلى المكلفين طاعة الإمام واتباعه فلا يعقل طاعة معدوم واتباع غير موجود.
* * *
عصمة الإمام عليه السلام
الشبهة السابعة:
ما الفائدة من عصمة الإمام وعلمه وهو غائب، واذكروا لنا الفوائد العملية التي انتفع بها سابقاً وينتفع بها حالياً المسلمون عامة والشيعة خاصة من الإمام المهدي في فترة غيبته الطويلة؟!
الجواب:
إن من شرط الإمام عندنا هو القطع على عصمته، وعصمتهُ فرعُ علمهِ _ في بحث ليس محله هنا _ وإذا قطعنا بإمامة المهدي عليه السلام قطعنا بعصمته، على أن العصمة فائدتها تتعلق بوجوب طاعة غير المعصوم للمعصوم، ولا تضر غيبة الإمام في فائدة عصمته، لأن الإمام في غيبته يمارس مهامه كما في حضوره، وفائدة الناس من عصمته كفائدتهم من وجوده، وقد ذكرنا في جوابنا على الشبهة الثالثة بعض فوائده عليه السلام وهو في غيبته.
* * *
(ضمن كتاب: محكمات السنن في الرد على شبهات أهل اليمن شبهات الزيدية حول الإمام المهدي عليه السلام )
التعلیقات