دعاء الإمام الصادق عليه السلام للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه في يوم عاشوراء
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 ساعاتيوم عاشوراء هو قمة الحزن في تاريخ الإسلام، يوم انكسرت فيه حرمة الرسالة، وسُفك فيه دم ريحانة النبي صلى الله عليه وآله ظلماً وعدواناً. هو اليوم الذي ارتجّت له السماوات، وذرفت له العيون، وانحنت له القلوب حزناً ووجعاً. في هذا اليوم لا تُستعاد المأساة لمجرد التذكر، بل تُستحضر لتبقى حيّة في وجدان المؤمن، دافعًا وموقفًا وعهداً مستمرًا.
في مثل هذا اليوم، دخل عبد الله بن سنان على الإمام الصادق عليه السلام فوجده متغير اللون، غارقًا في البكاء، كأنما الفاجعة وقعت لتوّها أمام عينيه. ومن جوّ هذه المأساة، يفتح الإمام للشيعة نافذة عبادة خاصّة، تتجاوز العزاء التقليدي إلى دعاء منظّم، صلاة مخصصة، ولعن للظالمين، وطلب لنصرة أهل البيت المظلومين.
وفي ذروة هذا الدعاء ، يربط الإمام الصادق عليه السلام عاشوراء بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام، ليؤكد أن استمرار الظلم لا يمكن أن يُلغى إلا بظهور صاحب الأمر، وأن الحزن الصادق لا يكتمل إلا بالدعاء له والاستعداد لنصرته. هذا الدعاء ليس مجرد طلب ، بل هو خريطة انتظار ، وميثاق ولاء ، وبرهان على أن خط كربلاء لم يُغلق ، بل ينتظر خاتمته العادلة بظهور القائم عليه السلام.
رويناه بإسنادنا إلى عبد اللّه بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد اللّه بن سنان قال: دخلت على مولاي أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام يوم عاشوراء و هو متغيّر اللّون و دموعه تنحدر (1) على خدّيه كالّلؤلؤ، فقلت له: يا سيّدي ممّا بكاؤك ، لا أبكى اللّه عينيك ، فقال لي : ا ما علمت انّ في مثل هذا اليوم أصيب الحسين عليه السلام ؟
فقلت : بلى يا سيدي و انّما أتيتك مقتبس منك فيه علما و مستفيد منك لتفيدني فيه ، قال : سل عمّا بدا لك و عمّا شئت.
فقلت: ما تقول يا سيّدي في صومه ؟ قال : صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت و لا تجعله يوماً كاملًا ، و لكن أفطر بعد العصر بساعة و لو بشربة من ماء ، فانّ في ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل الرسول عليه و عليهم السلام ، و انكشفت الملحمة عنهم و في الأرض منهم ثلاثون صريعا يعزّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مصرعهم.
قال : ثم بكا بكاء شديدا حتى اخضلّت لحيته بالدّموع و قال : أ تدري أيّ يوم كان ذلك اليوم ؟ قلت : أنت اعلم به منّي يا مولاي ، قال :
انّ اللّه عزّ و جلّ خلق النّور يوم الجمعة في أوّل يوم من شهر رمضان ، و خلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء ، و جعل لكلّ منهما شرعة و منهاجا ، يا عبد اللّه بن سنان أفضل ما تأتي به هذا اليوم ان تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها و تحلّ أزرارك و تكشف عن ذراعيك و عن ساقيك ، ثم تخرج إلى أرض مغفّرة حيث لا يراك أحداً و في دارك حين يرتفع النّهار.
و تصلّي أربع ركعات تسلّم بين كلّ ركعتين، تقرأ في الركعة الأولى سورة الحمد و « قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ » ، و في الثانية سورة الحمد و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، و في الثالثة سورة الحمد و سورة الأحزاب ، و في الرابعة الحمد و المنافقين.
ثمّ تسلّم و تحوّل وجهك نحو قبر أبي عبد اللّه عليه السلام و تمثّل بين يديك مصرعه ، و تفرغ ذهنك و جميع بدنك و تجمع له عقلك ، ثم تلعن قاتله ألف مرّة يكتب لك بكلّ لعنة ألف حسنة ، و يمحى عنك ألف سيئة ، و يرفع لك ألف درجة في الجنّة ، ثم تسعى من الموضع الذي صلّيت فيه سبع مرّات ، و أنت تقول في كلّ مرّة من سعيك : « إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ رِضا بِقَضاءِ اللَّهِ وَ تَسْلِيماً لِأَمْرِهِ » - سبع مرات، و أنت في كلّ ذلك عليك الكآبة و الحزن ثاكلًا حزينا متأسّفا.
فإذا فرغت من ذلك وقفت في موضعك الذي صلّيت فيه و قلت سبعين مرة :
اللّهُمَّ عَذِّبِ الَّذِينَ حارَبُوا رُسُلَكَ وَ شاقُّوكَ ، وَ عَبَدُوا غَيْرَكَ وَ اسْتَحَلُّوا مَحارِمَكَ ، وَ الْعَنِ الْقادَةَ وَ الأتْباعَ ، وَ مَنْ كانَ مِنْهُمْ وَ مَنْ رَضِيَ بِفِعْلِهِمْ لَعْناً كَثِيراً.
ثم تقول :
اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَ اسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمُنافِقِينَ وَ الْكُفّارَ وَ الْجاحِدِينَ ، وَ امْنُنْ عَلَيْهِمْ ، وَ افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسِيراً ، وَ اجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّهِمْ سُلْطاناً نَصِيراً.
ثم اقنت بعد الدعاء و قل في قنوتك :
اللّهُمَّ إِنَّ الأُمَّةَ خالَفَتِ الْأَئِمَّةَ وَ كَفَرُوا بِالْكَلِمَةِ ، وَ أَقامُوا عَلَى الضَّلالَةِ وَ الْكُفْرِ وَ الرَّدى وَ الْجَهالَةِ وَ الْعمى ، وَ هَجَرُوا الْكِتابَ الَّذِي أَمَرْتَ بِمَعْرِفَتِهِ ، وَ الْوَصِيَّ الَّذِي أَمَرْتَ بِطاعَتِهِ ، فَأَماتُوا الْحَقَّ وَ عَدَلُوا عَنِ الْقِسْطِ ، وَ أَضَلُّوا الأُمَّةَ عَنِ الْحَقِّ وَ خالَفُوا السُّنَّةَ ، وَ بَدَّلُوا الْكِتابَ وَ مَلَكُوا الأَحْزابَ ، وَ كَفَرُوا بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ وَ تَمَسَّكُوا بِالْباطِلِ ، وَ ضَيَّعُوا الْحَقَّ وَ أَضَلُّوا خَلْقَكَ ، وَ قَتَلُوا أَوْلادَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ خِيَرَةَ عِبادِكَ وَ أصْفِياءَكَ ، وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَ خَزَنَةَ سِرِّكَ ، وَ مَنْ جَعَلْتَهُمْ الْحُكّامَ فِي سَماواتِكَ وَ أَرْضِكَ.
اللّهُمَّ فَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ ، وَ أَخْرِبْ دِيارَهُمْ ، وَ اكْفُفْ سِلاحَهُمْ وَ أَيْدِيَهُمْ ، وَ أَلْقِ الاخْتِلافَ فِيما بَيْنَهُمْ ، وَ أَوْهِنْ كَيْدَهُمْ ، وَ اضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الصّارِمِ وَ حَجَرِكَ الدَّامِغِ ، وَ طَمِّهِمْ بِالْبَلاءِ طَمّاً ، وَ ارْمِهِمْ بِالْبَلاءِ رَمْياً ، وَ عَذِّبْهُمْ عَذاباً شَدِيداً نُكْراً ، وَ ارْمِهِمْ بِالْغَلاءِ ، وَ خُذْهُمْ بِالسِّنِينَ الَّذِي أَخَذْتَ بِها أَعْداءَكَ ، وَ أَهْلِكْهُمْ بِما أَهْلَكْتَهُمْ بِهِ ، اللَّهُمَّ وَ خُذْهُمْ أَخْذَ الْقُرى وَ هِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَها أَلِيمٌ شَدِيدٌ. اللَّهُمَّ إِنَّ سُبُلَكَ ضائِعَةٌ ، وَ أَحْكامَكَ مُعَطَّلَةٌ ، وَ أَهْلَ نَبِيِّكَ فِي الارْضِ هائِمَةٌ كَالْوَحْشِ السّائِمَةِ ، اللّهُمَّ أَعْلِ الْحَقَّ وَ اسْتَنْقِذِ الْخَلْقَ ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِالنَّجاةِ وَ اهْدِنا لِلإيمانِ ، وَ عَجِّلْ فَرَجَنا بِالْقائِمِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَ اجْعَلْهُ لَنا رِدْءاً ، وَ اجْعَلْنا لَهُ رِفْداً.
اللّهُمَّ وَ أَهْلِكْ مَنْ جَعَلَ قَتْلَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ عِيداً ، وَ اسْتَهَلَ فَرَحاً وَ سُرُوراً ، وَ خُذْ آخِرَهُمْ بِما أَخَذْتَ بِهِ أَوَّلَهُمْ ، اللّهُمَّ اضْعِفِ الْبَلاءَ وَ الْعَذابَ وَ التَّنْكِيلَ عَلَى الظَّالِمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الاخِرِينَ ، وَ عَلى ظالِمِي آلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ زِدْهُمْ نَكالًا وَ لَعْنَةً ، وَ اهْلِكْ شِيعَتَهُمْ وَ قادَتَهُمْ وَ جَماعَتَهُمْ ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْعِتْرَةِ الضّائِعَةِ الْمَقْتُولَةِ الذَّلِيلَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُبارَكَةِ.
اللَّهُمَّ اعْلِ كَلِمَتَهُمْ ، وَ افْلِجْ حُجَّتَهُمْ ، وَ ثَبِّتْ قُلُوبَهُمْ وَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ عَلى مُوالاتِهِمْ ، وَ انْصُرْهُمْ وَ أَعِنْهُمْ وَ صَبِّرْهُمْ عَلَى الأَذى فِي جَنْبِكَ ، وَ اجْعَلْ لَهُمْ أَيّاماً مَشْهُوداً وَ أَيّاماً مَعْلُومَةً ، كَما ضَمِنْتَ لِأَوْلِياءِكَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً » (2).
اللَّهُمَّ اعِلْ كَلِمَتَهُمْ يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، فَانِّي عَبْدُكَ الْخائِفُ مِنْكَ وَ الرَّاجِعُ إِلَيْكَ ، وَ السَّائِلُ لَدَيْكَ وَ الْمُتَوَكِّلُ عَلَيْكَ ، وَ اللّاجِئُ بِفِناءِكَ ، فَتَقَبَّلْ دُعائِي وَ تَسْمَعْ نَجْوايَ ، وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَ هَدَيْتَهُ ، وَ قَبِلْتَ نُسُكَهُ وَ انْتَجَبْتَهُ ، بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْوَهَّابُ.
أَسْأَلُكَ يا اللَّهُ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَلَّا تُفَرِّقَ بَيْنِي وَ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ـ و تذكرهم واحدا واحداً بأسمائهم إلى القائم عليه السلام ـ وَ أَدْخِلْنِي فِيما أَدْخَلْتَهُمْ فِيهِ وَ أَخْرِجْنِي مِمّا أَخْرَجْتَهُمْ مِنْهُ.
ثمّ عفّر خدّيك على الأرض و قل:
يا مَنْ يَحْكُمُ بِما يَشاءُ وَ يَعْمَلُ ما يُرِيدُ، أَنْتَ حَكَمْتَ فِي أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ما حَكَمْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَحْمُوداً مَشْكُوراً ، وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ فَرَجَنا بِهِمْ ، فَإِنَّكَ ضَمِنْتَ إِعْزازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّةِ ، وَ تَكْثِيرَهُمْ بَعْدَ الْقِلَّةِ ، وَ إِظْهارَهُمْ بَعْدَ الْخُمُولِ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أَسْأَلُكَ يا إِلهِي وَ سَيِّدِي بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ أَنْ تُبَلِّغَنِي أَمَلِي وَ تَشْكُرَ قَلِيلَ عَمَلِي ، وَ أَنْ تَزِيدَ فِي أَيَّامِي ، وَ تُبَلِّغَنِي ذلِكَ الْمَشْهَدَ ، وَ تَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ دُعِيَ فَأَجابَ إِلى طاعَتِهِمْ وَ مُوالاتِهِمْ ، وَ أَرِنِي ذلِكَ قَرِيباً سَرِيعاً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
و ارفع رأسك إلى السماء فانّ ذلك أفضل من حجة و عمرة ، و اعلم انّ اللَّه عزّ و جلّ يعطي من صلى هذه الصلاة في ذلك اليوم و دعا بهذا الدعاء عشر خصال : منها انّ اللَّه تعالى يوقيه من ميتة السوء ، و لا يعاون عليه عدوا إلى ان يموت ، و يوقيه من المكاره و الفقر و يؤمنه اللَّه من الجنون و الجذام ، و يؤمن ولده من ذلك إلى أربع أعقاب ، و لا يجعل للشيطان و لا لأوليائه عليه سبيلًا ، قال : قلت :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ وَ مَعْرِفَةِ حَقِّكُمْ وَ أَداءِ مَا افْتَرَضَ لَكُمْ بِرَحْمَتِهِ وَ مَنِّهِ وَ هُوَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ » (3).
شرح الفقرة المختصة بالإمام المهدي عليه السلام
جاء في منتصف الدعاء دعاء واضح وصريح للقائم المنتظر عجل الله فرجه ، حين قال الإمام الصادق عليه السلام :
« اللّهُمَّ أَعْلِ الْحَقَّ وَ اسْتَنْقِذِ الْخَلْقَ ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِالنَّجاةِ وَ اهْدِنا لِلإيمانِ ، وَ عَجِّلْ فَرَجَنا بِالْقائِمِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَ اجْعَلْهُ لَنا رِدْءاً ، وَ اجْعَلْنا لَهُ رِفْداً... ».
هذه الفقرة تمثل ذروة الوعي والبصيرة في يوم عاشوراء. الإمام الصادق عليه السلام لا يكتفي ببيان الحزن على المأساة ، بل يوجّه العقل والروح نحو نقطة الحل : ظهور الإمام المهدي عليه السلام.
« عجّل فرجنا بالقائم » : دعوة أن لا يطول هذا الليل ، وأن تنبلج شمس العدل.
« اجعله لنا ردءًا » : أي سندًا ومعينًا وحاميًا ، فالانتظار ليس مجرد أمل بل بحث عن ظهوره للاتكاء على مشروعه الإلهي.
« واجعلنا له رفدًا » : ليست أمنية فقط ، بل إعلان استعداد للمساهمة العملية ، كأن الدعاء يتحول إلى بيعة.
يختم هذا المقطع بحالة التوجه القلبي : الرجاء العميق لرؤية ذلك اليوم ، حيث تتحقق العدالة بعد طول الظلم ، ويتحوّل دم كربلاء إلى راية دولة تنتصر للحق.
الخاتمة
دعاء الإمام الصادق عليه السلام في يوم عاشوراء ليس دعاءً فرديًا ، بل بيان عقائدي شامل يحمل وجدان الأمة ووعيها ، يجمع بين الحزن والانتظار ، بين اللعنة على الظالمين والدعاء لنصرة الحق ، ويؤكد أن الإمام المهدي عليه السلام هو الامتداد الطبيعي لكربلاء ، وأن كل دمعة تُذرف في عاشوراء ، ينبغي أن تنتهي بنداء : اللهم عجل لوليك الفرج.
1. الحدورة : سيلان العين بالدمع.
2. سورة النور : الآية 55.
3. الإقبال بالأعمال الحسنة / السيد بن طاووس / المجلّد : 3 / الصفحة : 69 / - ط الحديثة.
الإقبال بالأعمال الحسنة ، السيد بن طاووس ، ج 3 ، ص 69.
التعلیقات