الخدم والجواري الذين حظوا برؤية الإمام المهدي عليه السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ ساعتينلقد حُفّت سيرة الإمام المهدي عليه السلام بالأسرار الإلهية والعناية الربانية منذ ولادته المباركة، فاختفى عن أعين الناس إلا من شاء الله له أن يكون من الخواص، من خدمٍ وجواري وأولياءٍ صادقين، شهدوا ولادته، أو تشرفوا برؤيته في بيته أو في مواضع متعددة من حياته الشريفة قبل غيبته الكبرى.
وتُعد هذه الطائفة من الرواة والخدم والجواري من الشهود الصادقين الذين حفظت لنا كتب الحديث والتاريخ أخبارهم، فكانوا حلقةً مهمة في نقل مشاهداتٍ واقعية تؤكد وجود الإمام عليه السلام، وتوثّق مراحل حياته في الغيبة الصغرى. ومن هنا تأتي أهمية الوقوف عند رواياتهم، إذ لا تمثل مجرّد حكاياتٍ شخصية، بل هي شهاداتٌ روحية وعقائدية على استمرار حضور الإمام في حياة الأمة، وإن غاب عن الأنظار.
إنّ ما نعرضه في هذه المقالة هو جانبٌ من تلك الروايات التي تناولت رؤية الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف من قبل بعض الخدم والجواري الذين اصطفاهم الله ليكونوا من شهود تلك المرحلة الإلهية الفريدة، فكانت شهاداتهم نوراً يبدّد الشك، ودليلاً على دوام الحجة وقيام البرهان الإلهي في الأرض.
ظريف الخادم أبي نصر
وقد ورد في كتاب الكافي وكمال الدين والغيبة والأرشاد : عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ ظَرِيفٍ الْخَادِمِ أَنَّهُ رَآهُ (1).
خادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ خَادِمٍ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ النَّيْسَابُورِيِ أَنَّهَا قَالَتْ كُنْتُ وَاقِفَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ عَلَى الصَّفَا فَجَاءَ عليه السلام حَتَّى وَقَفَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ قَبَضَ عَلَى كِتَابِ مَنَاسِكِهِ وَ حَدَّثَهُ بِأَشْيَاءَ (2).
أبي الأديان الخادم
وَ حَدَّثَ أَبُو الْأَدْيَانِ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ أَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَى الْأَمْصَارِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي عِلَّتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا ص فَكَتَبَ مَعِي كُتُباً وَ قَالَ امْضِ بِهَا إِلَى الْمَدَائِنِ فَإِنَّكَ سَتَغِيبُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً وَ تَدْخُلُ إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى يَوْمَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ تَسْمَعُ الْوَاعِيَةَ فِي دَارِي وَ تَجِدُنِي عَلَى الْمُغْتَسَلِ- قَالَ أَبُو الْأَدْيَانِ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَنْ قَالَ مَنْ طَالَبَكَ بِجَوَابَاتِ كُتُبِي فَهُوَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِي فَقُلْتُ زِدْنِي فَقَالَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِي فَقُلْتُ زِدْنِي فَقَالَ مَنْ أَخْبَرَ بِمَا فِي الْهِمْيَانِ فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِي ثُمَّ مَنَعَتْنِي هَيْبَتُهُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَمَّا فِي الْهِمْيَانِ وَ خَرَجْتُ بِالْكُتُبِ إِلَى الْمَدَائِنِ وَ أَخَذْتُ جَوَابَاتِهَا وَ دَخَلْتُ سُرَّ مَنْ رَأَى يَوْمَ الْخَامِسَ عَشَرَ كَمَا ذَكَرَ لِي عليه السلام فَإِذَا أَنَا بِالْوَاعِيَةِ فِي دَارِهِ وَ إِذَا بِهِ عَلَى الْمُغْتَسَلِ وَ إِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ أَخِيهِ بِبَابِ الدَّارِ وَ الشِّيعَةُ مِنْ حَوْلِهِ يُعَزُّونَهُ وَ يُهَنُّونَهُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنْ يَكُنْ هَذَا الْإِمَامُ فَقَدْ بَطَلَتِ الْإِمَامَةُ لِأَنِّي كُنْتُ أَعْرِفُهُ يَشْرَبُ النَّبِيذَ وَ يُقَامِرُ فِي الْجَوْسَقِ وَ يَلْعَبُ بِالطُّنْبُورِ فَتَقَدَّمْتُ فَعَزَّيْتُ وَ هَنَّيْتُ فَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ خَرَجَ عَقِيدٌ فَقَالَ يَا سَيِّدِي قَدْ كُفِّنَ أَخُوكَ فَقُمْ وَ صَلِّ عَلَيْهِ فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ وَ الشِّيعَةُ مِنْ حَوْلِهِ يَقْدُمُهُمُ السَّمَّانُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَتِيلُ الْمُعْتَصِمِ الْمَعْرُوفُ بِسَلَمَةَ فَلَمَّا صِرْنَا فِي الدَّارِ إِذَا نَحْنُ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى نَعْشِهِ مُكَفَّناً فَتَقَدَّمَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ لِيُصَلِّيَ عَلَى أَخِيهِ فَلَمَّا هَمَّ بِالتَّكْبِيرِ خَرَجَ صَبِيٌّ بِوَجْهِهِ سُمْرَةٌ بِشَعْرِهِ قَطَطٌ بِأَسْنَانِهِ تَفْلِيجٌ فَجَبَذَ بِرِدَاءِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ وَ قَالَ تَأَخَّرْ يَا عَمِّ فَأَنَا أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَى أَبِي فَتَأَخَّرَ جَعْفَرٌ وَ قَدِ ارْبَدَّ وَجْهُهُ وَ اصْفَرَّ فَتَقَدَّمَ الصَّبِيُّ وَ صَلَّى عَلَيْهِ وَ دُفِنَ إِلَى جَانِبِ قَبْرِ أَبِيهِ عليه السلام ثُمَّ قَالَ يَا بَصْرِيُّ هَاتِ جَوَابَاتِ الْكُتُبِ الَّتِي مَعَكَ فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ بَيِّنَتَانِ بَقِيَ الْهِمْيَانُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ وَ هُوَ يَزْفِرُ فَقَالَ لَهُ حَاجِزٌ الْوَشَّاءُ يَا سَيِّدِي مَنِ الصَّبِيُّ لِنُقِيمَ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ وَ لَا أَعْرِفُهُ فَنَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ قُمَّ فَسَأَلُوا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَعَرَفُوا مَوْتَهُ فَقَالُوا فَمَنْ نُعَزِّي فَأَشَارَ النَّاسُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَ عَزَّوْهُ وَ هَنَّوْهُ وَ قَالُوا إِنَّ مَعَنَا كُتُباً وَ مَالًا فَتَقُولُ مِمَّنِ الْكُتُبُ وَ كَمِ الْمَالُ فَقَامَ يَنْفُضُ أَثْوَابَهُ وَ يَقُولُ تُرِيدُونَ مِنَّا أَنْ نَعْلَمَ الْغَيْبَ قَالَ فَخَرَجَ الْخَادِمُ فَقَالَ مَعَكُمْ كُتُبُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ هِمْيَانٌ فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ وَ عَشَرَةُ دَنَانِيرَ مِنْهَا مَطْلِيَّةٌ فَدَفَعُوا إِلَيْهِ الْكُتُبَ وَ الْمَالَ وَ قَالُوا الَّذِي وَجَّهَ بِكَ لِأَخْذِ ذَلِكَ هُوَ الْإِمَامُ فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الْمُعْتَمِدِ وَ كَشَفَ لَهُ ذَلِكَ فَوَجَّهَ الْمُعْتَمِدُ بِخَدَمِهِ فَقَبَضُوا عَلَى صَقِيلَ الْجَارِيَةِ فَطَالَبُوهَا بِالصَّبِيِّ فَأَنْكَرَتْهُ وَ ادَّعَتْ حَبْلًا بِهَا لِتُغَطِّيَ حَالَ الصَّبِيِّ فَسُلِّمَتْ إِلَى ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ الْقَاضِي وَ بَغَتَهُمْ مَوْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ فَجْأَةً وَ خُرُوجُ صَاحِبِ الزِّنْجِ بِالْبَصْرَةِ فَشُغِلُوا بِذَلِكَ عَنِ الْجَارِيَةِ فَخَرَجَتْ عَنْ أَيْدِيهِمْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (3).
أبي غانم الخادم
جاء في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق عن مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ عَنْ أَبِي غَانِمٍ الْخَادِمِ قَالَ: وُلِدَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام وَلَدٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّداً فَعَرَضَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ يَوْمَ الثَّالِثِ وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي وَ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ وَ هُوَ الْقَائِمُ الَّذِي تَمْتَدُّ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ بِالانْتِظَارِ فَإِذَا امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ جَوْراً وَ ظُلْماً خَرَجَ فَمَلَأَهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا (4).
عقيد الخادم
جاء في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق عن أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَبَّابٌ قال حَدَّثَنِي أَبُو الْأَدْيَانِ قَالَ قَالَ عَقِيدٌ الْخَادِمُ وَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ خَيْرَوَيْهِ التُّسْتَرِيُّ وَ قَالَ حَاجِزٌ الْوَشَّاءُ كُلُّهُمْ حَكَوْا عَنْ عَقِيدٍ الْخَادِمِ وَ قَالَ أَبُو سَهْلِ بْنُ نَوْبَخْتَ قَالَ عَقِيدٌ الْخَادِمُ وُلِدَ وَلِيُّ اللَّهِ الْحُجَّةُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غُرَّةَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ يُكَنَّى أَبَا الْقَاسِمِ وَ يُقَالُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَقَبُهُ الْمَهْدِيُّ وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي أَرْضِهِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ وَ أُمُّهُ صَقِيلُ الْجَارِيَةُ وَ مَوْلِدُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي دَرْبِ الرَّاضَةِ وَ قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي وِلَادَتِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَظْهَرَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَتَمَ وَ مِنْهُمْ مَنْ نَهَى عَنْ ذِكْرِ خَبَرِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَبْدَى ذِكْرَهُ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ (5).
جارية أبي علي الخيزراني
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْخَيْزَرَانِيُ عَنْ جَارِيَةٍ لَهُ كَانَ أَهْدَاهَا لِأَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام فَلَمَّا أَغَارَ جَعْفَرٌ الْكَذَّابُ عَلَى الدَّارِ جَاءَتْهُ فَارَّةً مِنْ جَعْفَرٍ فَتَزَوَّجَ بِهَا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ فَحَدَّثَتْنِي أَنَّهَا حَضَرَتْ وِلَادَةَ السَّيِّدِ عليه السلام وَ أَنَّ اسْمَ أُمِّ السَّيِّدِ صَقِيلُ وَ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام حَدَّثَهَا بِمَا يَجْرِي عَلَى عِيَالِهِ فَسَأَلَتْهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَهَا أَنْ يُجْعَلَ مَنِيَّتُهَا قَبْلَهُ فَمَاتَتْ فِي حَيَاةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام وَ عَلَى قَبْرِهَا لَوْحٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ هَذَا قَبْرُ أُمِّ مُحَمَّدٍ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وَ سَمِعْتُ هَذِهِ الْجَارِيَةَ تَذْكُرُ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ السَّيِّدُ عليه السلام رَأَتْ لَهَا نُوراً سَاطِعاً قَدْ ظَهَرَ مِنْهُ وَ بَلَغَ أُفُقَ السَّمَاءِ وَ رَأَتْ طُيُوراً بَيْضَاءَ تَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ وَ تَمْسَحُ أَجْنِحَتَهَا عَلَى رَأْسِهِ وَ وَجْهِهِ وَ سَائِرِ جَسَدِهِ ثُمَّ تَطِيرُ فَأَخْبَرْنَا أَبَا مُحَمَّدٍ عليه السلام بِذَلِكَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ تِلْكَ مَلَائِكَةٌ نَزَلَتْ لِلتَّبَرُّكِ بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَ هِيَ أَنْصَارُهُ إِذَا خَرَجَ (6).
نسيم الخادمة
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ حَدَّثَتْنِي نَسِيمُ خَادِمُ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام قَالَتْ قَالَ لِي صَاحِبُ الزَّمَانِ عليه السلام وَ قَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِلَيْلَةٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ لِي يَرْحَمُكِ اللَّهُ قَالَتْ نَسِيمُ فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ لِي عليه السلام أَ لَا أُبَشِّرُكِ فِي الْعُطَاسِ فَقُلْتُ بَلَى يَا مَوْلَايَ فَقَالَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْمَوْتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (7).
مارية الخادمة
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام عَنِ السَّيَّارِيِّ قَالَ حَدَّثَتْنِي نَسِيمُ وَ مَارِيَةُ قَالَتَا إِنَّهُ لَمَّا سَقَطَ صَاحِبُ الزَّمَانِ عليه السلام مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ رَافِعاً سَبَّابَتَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ عَطَسَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ زَعَمَتِ الظَّلَمَةُ أَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ دَاحِضَةٌ لَوْ أُذِنَ لَنَا فِي الْكَلَامِ لَزَالَ الشَّكُّ (8).
مسرور الطباخ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيِ أَنَّهُ ذَكَرَ عَدَدَ مَنِ انْتَهَى إِلَيْهِ مِمَّنْ وَقَفَ عَلَى مُعْجِزَاتِ صَاحِبِ الزَّمَانِ عليه السلام وَ رَآهُ مِنَ الْوُكَلَاءِ بِبَغْدَادَ الْعَمْرِيُّ وَ ابْنُهُ وَ حَاجِزٌ وَ الْبِلَالِيُّ وَ الْعَطَّارُ وَ مِنَ الْكُوفَةِ الْعَاصِمِيُّ وَ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَازِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ وَ مِنْ أَهْلِ قُمَّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ مِنْ أَهْلِ هَمَدَانَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ الْبَسَّامِيُّ وَ الْأَسَدِيُّ يَعْنِي نَفْسَهُ وَ مِنْ أَهْلِ آذَرْبِيجَانَ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ وَ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَ مِنْ غَيْرِ الْوُكَلَاءِ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي حُلَيْسٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُنَيْدِيُّ وَ هَارُونُ الْقَزَّازُ وَ النِّيلِيُّ وَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ دُبَيْسٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخٍ وَ مَسْرُورٌ الطَّبَّاخُ مَوْلَى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام وَ أَحْمَدُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا الْحَسَنِ وَ إِسْحَاقُ الْكَاتِبُ مِنْ بَنِي نَيْبَخْتٍ وَ صَاحِبُ النَّوَاءِ وَ صَاحِبُ الصُّرَّةِ الْمَخْتُومَةِ وَ مِنْ هَمَدَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كِشْمِرْدَ وَ جَعْفَرُ بْنُ حَمْدَانَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ وَ مِنَ الدِّينَوَرِ حَسَنُ بْنُ هَارُونَ وَ أَحْمَدُ بْنُ أُخَيَّةَ وَ أَبُو الْحَسَنِ وَ مِنْ أَصْفَهَانَ ابْنُ بَاذْشَالَةَ وَ مِنَ الصَّيْمَرَةِ زَيْدَانُ وَ مِنْ قُمَّ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَبُوهُ وَ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ وَ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ الْقَاسِمُ بْنُ مُوسَى وَ ابْنُهُ وَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ هَارُونَ وَ صَاحِبُ الْحَصَاةِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُلَيْنِيُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّفَّاءُ وَ مِنْ قَزْوِينَ مِرْدَاسٌ وَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ وَ مِنْ فَاقْتَرَ رَجُلَانِ وَ مِنْ شَهْرَزُورَ ابْنُ الْخَالِ وَ مِنْ فَارِسٍ الْمَحْرُوجُ وَ مِنْ مَرْوَ صَاحِبُ الْأَلْفِ دِينَارٍ وَ صَاحِبُ الْمَالِ وَ الرُّقْعَةِ الْبَيْضَاءِ وَ أَبُو ثَابِتٍ وَ مِنْ نَيْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ صَالِحٍ وَ مِنَ الْيَمَنِ الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ وَ الْحَسَنُ ابْنُهُ وَ الْجَعْفَرِيُّ وَ ابْنُ الْأَعْجَمِيِّ وَ الشِّمْشَاطِيُّ وَ مِنْ مِصْرَ صَاحِبُ الْمَوْلُودَيْنِ وَ صَاحِبُ الْمَالِ بِمَكَّةَ وَ أَبُو رَجَاءٍ وَ مِنْ نَصِيبِينَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْوَجْنَاءِ وَ مِنَ الْأَهْوَازِ الْحُصَيْنِيُ (9).
الخاتمة
وبعد استعراض هذه الطائفة من الأخبار والروايات التي نقلها الخدم والجواري والموالي الذين نالوا شرف اللقاء بالإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، نجد أنّ الله تعالى قد اختصّهم بفضلٍ عظيم، إذ جمعهم على طهارة القلب وصفاء السريرة ليكونوا أمناء على هذا السر الإلهي، وشهوداً على استمرار الإمامة بعد أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام. فكانت رؤاهم الموثقة في الكتب المعتبرة من أقوى دلائل الوجود المبارك للإمام الغائب عليه السلام، وقرينةً على قربه من أوليائه وعباده الصالحين.
إنّ هذه الشهادات تزيد قلب المؤمن يقيناً، وتغرس في النفس حبّ الانتظار الحقيقي الذي يعني الثبات على طاعة الله والولاء لأوليائه حتى يحين اللقاء. فطوبى لمن صدّق بالغيبة، وثبت على العهد، وسار في درب الولاية مترقباً إشراقة ذلك النور الموعود الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من المنتظرين الصادقين، وأن يرزقنا ببركة هذه الأخبار شرف النظر إلى وجه مولانا الإمام المهدي عليه السلام، وأن نكون من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه عند ظهوره المبارك.
الهوامش
1. الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 1 / الصفحة : 332 / ط الاسلامية.
2. الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 1 / الصفحة : 331 / ط الاسلامية.
3. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 475 ـ 476.
4. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 431.
5. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 474 ـ 475.
6. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 431.
7. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 430.
8. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 430.
9. كمال الدين و تمام النعمة / الشيخ الصدوق / المجلّد : 2 / الصفحة : 443.
التعلیقات