عصمة الإمام
العصمة
منذ 15 سنة
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 116 ـ 117
(116)
البحث الثالث
عصمة الإمام في القرآن
قد عرفتَ في البحث عن شروط الإمامة ، اختلاف أهل السنّة في عددها ،
وعلمت المتفقّ عليه ، والمختلف عليه منها . وقد اتّفقوا وراء ذلك على أنّ العصمة
ليست من الشرائط ، أخذاً بمبادئهم حيث إنّ الخلفاء بعد رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله وسلم ـ ، لم يكونوا بمعصومين قطعاً ، بل إنّ بعضهم لم يكن مجتهداً في الكتاب
والسنّة.
وأمّا الشيعة الإمامية ، فقد اتّفقت على هذا الشرط من بين الشروط ،
واستدلّوا عليه بأدلّة ، نكتفي ببعضها:
1ـ الإمامة استمرار لوظائف الرسالة
إنّ حقيقة الإمامة الذي تتبناه الشيعة الإمامية ، هي القيام بوظائف الرسول
بعد رحلته ، وقد تعرفت على وظائفه الرسالية والفراغات الحاصلة بموته و التحاقه
بالرفيق الأعلى ، ومن المعلوم أنّ سدّ هذه الفراغات لا يتحقق إلاّ بأن يكون الإمام
متمتعاً بما يتمتع به النبي الأكرم من الكفاءات والمؤهلات ، فيكون عارفاً بالكتاب
والسنّة على وفق الواقع ، وعالماً بحكم الموضوعات المستجدة عرفاناً واقعياً ، وذابّاً
عن الدين شبهات المشككين ، ومن المعلوم أنّ هذه الوظيفة تستدعي كون الإمام
مصوناً من الخطأ ، فما دلّ على أنّ النبيّ يجب أن يكون مصوناً في مقام إبلاغ
________________________________________
(117)
الرسالة ، قائم في المقام بنفسه ؛ فإنّ الإمام يقوم بنفس تلك الوظيفة ، وإن لم يكن
رسولاً ولا طرفاً للوحي ، ولكنه يكون عيبةً لعلمه ، وحاملاً لشرعه وأحكامه ،
فإذا لم نجوّز الخطأ على النبي في مقام الإبلاغ ، فليكن الأمر كذلك في مقام القيام
بتلك الوطيفة بلا منصب الرسالة والنبوة.
التعلیقات