أقوال أعلام السُنّة في أبي حنيفة
مركز الأبحاث العقائديّة
منذ 6 سنواتأقوال أعلام السنّة في أبي حنيفة
كان سهم أبي حنيفة ، النعمان بن ثابت الكوفي من الطعون أكثر من غيره من أئمّة المذاهب الأربعة الأخرى ، ولنذكر أوّلاً كلامهم فيه ثمّ نعقبه بكلام باقي الأعلام :
أقوال مالك بن أنس ـ ت 179 هـ ـ في أبي حنيفة :
(1) ذكر الخطيب البغدادي أحمد بن علي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال : قال مالك : « ما وُلد في الإسلام مولود أضرّ على أهل الإسلام من أبي حنيفة » (1).
(2) وبسنده عن حبيب بن زريق ـ كاتب مالك بن أنس ـ عن مالك بن أنس قال : « كانت فتنة أبي حنيفة أضرّ على هذه الأمّة من فتنة إبليس » (2).
(3) وبسنده عن مُطرِّف الأصمّ قال : سُئل مالك بن أنس عن قول عمر ـ في العراق ـ : بها الداء العضال ، فقال : « الهلكة في الدين ومنهم أبو حنيفة » (3).
(4) وبسنده عن الوليد بن مسلم قال : قال لي مالك بن أنس : « أيتكلّم برأي أبي حنيفة عندكم » ؟ قلت : نعم ، قال : « ما ينبغي لبلدكم أن تسكن » (4).
(5) وبسنده عن ابن أبي سريح قال : سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس وقيل له : تعرف أبا حنيفة ؟ ـ فقال : « نعم ، ما ظنّكم برجل لو قال : هذه السارية من ذهب لقام دونها حتّى يجعلها من ذهب ، وهي من خشب أو حجارة » ؟ قال أبو محمّد : يعني أنّه كان يثبت على الخطأ ويحتجّ دونه ولا يرجع الى الصواب إذا بان له (5).
(6) وبسنده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم قال : سمعت مالك بن أنس ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : « كاد الدين ، كاد الدين » (6).
وفي الحديث الذي بعده قال في آخره : « ومن كاد الدين فليس له دين ».
(7) وبسنده عن علي بن زيد الفرائضي ، عن الحنيني قال : سمعت مالكاً يقول : « ما وُلد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة » (7).
أقوال محمّد بن إدريس الشافعي ـ ت 204 هـ ـ في أبي حنيفة وأصحابه :
(1) ذكر الخطيب البغدادي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن محمّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال : قال لي محمّد بن إدريس الشافعي : « نظرتُ في كتب لأصحاب أبي حنيفة ، فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة ، منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنّة » ، قال أبو محمّد : لأنّ الأصل كان خطأ فصارت الفروع ماضية على الخطأ (8).
(2) وبسنده عن الربيّع بن سليمان المرادي قال : سمعت الشافعي يقول : « أبو حنيفة يضع أوّل المسألة خطأ ثمّ يقيس الكتاب كلّه عليها » (9).
(3) وبسنده عن هارون بن سعيد الأبلي قال : سمعت الشافعي يقول : « ما أعلم أحداً وضع الكتاب أدلّ على عوار قوله من أبي حنيفة » (10).
(4) وبسنده عن أحمد بن سنان بن أسد القطّان قال : سمعت الشافعي يقول : « ما شبّهت رأي أبي حنيفة إلّا بخيط السحّارة ، يمدّ كذا فيجيء أخضر ، ويمدّ كذا فيجيء أصفر » (11).
(5) وقال أبو نعيم الأصفهاني ـ ت 430 هـ ـ : قال الشافعي : « نظرت في كتاب لأبي حنيفة فيه عشرون ومائة ، أو ثلاثون ومائة ورقة ، فوجدت فيه ثمانين ورقة في الوضوء والصلاة ، ووجدتُ فيه إمّا خلافاً لكتاب الله ، أو لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أو اختلاف قول ، أو تناقض أو خلاف قياس » (12).
أقوال أحمد بن حنبل ـ ت 241 هـ ـ في أبي حنيفة :
(1) ذكر الخطيب البغدادي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال : قلت لأبي : كان أبو حنيفة استُـتيب ؟ قال : « نعم » (13).
(2) وبسنده عن أحمد بن الحجّاج المروزي قال : سألت أبا عبد الله ـ هو أحمد بن حنبل ـ عن أبي حنيفة وعمرو بن عبيد ، فقال : « أبو حنيفة أشدّ على المسلمين من عمرو بن عبيد ، لأنّ له أصحاباً » (14).
(3) وبسنده عن الأقرم قال : « رأيت أبا عبد الله مراراً يعيب أبا حنيفة ومذهبه ، ويحكي الشيء من قوله على الإنكار والتعجّب » (15).
(4) وبسنده عن محمّد بن يوسف البيكندي قال : قيل لأحمد بن حنبل : قول أبي حنيفة : الطلاق قبل النكاح ؟ فقال : « مسكين أبو حنيفة كأنه لم يكن من العراق ، كأنه لم يكن من العلم. قد جاء فيه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وعن الصحابة وعن نيف وعشرين من التابعين مثل سعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيّب ، وعطاء ، وطاووس ، وعكرمة ، كيف يجترئ أن يقول : تطلق » (16).
(5) وبسنده عن مهنى بن يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : « ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلّا سواء » (17).
(6) وبسنده عن محمّد بن روح قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : « لو أنّ رجلاً ولي القضاء ثمّ حكم برأي أبي حنيفة ، ثمّ سُئلت عنه لرأيت أن أرد أحكامه » (18).
(7) وبسنده عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : سمعت أحمد بن حنبل وسُئل عن مالك فقال : حديث صحيح ورأي صحيح ، وسُئل عن الأوزاعي فقال : حديث ضعيف ورأي ضعيف ، وسُئل عن أبي حنيفة فقال : « لا رأي ولا حديث » (19).
(8) وبسنده عن محمّد بن عمرو العقيلي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : « حديث أبي حنيفة ضعيف ورأيه ضعيف » (20).
أقوال باقي الأعلام في أبي حنيفة :
(1) ذكر الخطيب البغدادي أحمد بن علي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا ضرار بن صرد ، قال : حدّثنا سليم المقرئ ، حدّثنا سفيان الثوري قال : قال لي حمّاد ابن أبي سليمان ـ ت 120 هـ ـ وهو أستاذ أبي حنيفة : « أبلغ عنّي أبا حنيفة المشرك أنّي بريء منه حتّى يرجع عن قوله في القرآن » (21).
(2) وبسنده عن رجاء بن السندي قال : سمعت سليمان بن حسّان الحلبي يقول : سمعت الأوزاعي ـ ت 157 هـ ـ ما لا أحصيه ، يقول : « عمد أبو حنيفة إلى عرى الإسلام فنقضها عروة عروة » (22).
(3) وبسنده عن سلمة بن كلثوم ـ وكان من العابدين ولم يكن من أصحاب الأوزاعي أحسن منه ـ قال : قال الأوزاعي لما مات أبو حنيفة : « الحمدُ لله ، إن كان لينقض الإسلام عروة عروة » (23).
(4) وبسنده عن محمّد بن كثير قال : سمعت الأوزاعي يقول : « ما ولد في الإسلام أضرّ على الإسلام من أبي حنيفة » (24).
(5) وبسنده عن أحمد بن الحسن الترمذي قال : سمعت الفريابي يقول : سمعت الثوري ـ ت 161 هـ ـ ينهى عن مجالسة أبي حنيفة وأصحاب الرأي (25).
(6) وبسنده عن معاذ بن معاذ قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « أستُـتيب أبو حنيفة من الكفر مرّتين » (26).
(7) وبسنده عن مؤمّل بن إسماعيل قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « إنّ أبا حنيفة أستُـتيب من الزندقة مرّتين » (27).
(8) وبسنده عن جرير بن ثعلبة قال : سمعت سفيان الثوري ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : « لقد استتابه أصحابه من الكفر مراراً » (28).
(9) وبسنده عن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال : كنّا عند سفيان الثوري إذ جاء نعي أبي حنيفة ، فقال : « الحمدُ لله الذي أراح المسلمين ، لقد كان ينقض عُرى الإسلام عروة عروة ، ما ولد في الإسلام مولودٌ أشأم على أهل الإسلام منه » (29).
(10) وبسنده عن محمّد بن يوسف الفريابي قال : كان سفيان الثوري ينهى عن النظر في رأي أبي حنيفة. قال : وسمعت محمّد بن يوسف ـ وسئل : هل روى سفيان الثوري عن أبي حنيفة شيئاً ؟ ـ قال : « معاذ الله ، سمعت سفيان الثوري يقول : ربّما استقبلني أبو حنيفة يسألني عن مسألة ، فأجيبه وأنا كاره ، وما سألته عن شيء قط » (30).
(11) وبسنده عن محمّد بن عصام بن يزيد الأصبهاني يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : « أبو حنيفة ضالّ مضلّ » (31).
(12) وبسنده عن أبي ربيعة محمّد بن عوف قال : سمعت حماد بن سلمة يكنّي أبا حنيفة : أبا جيفة (32).
(13) وبسنده عن أسود بن سالم قال : قال أبو بكر بن عيّاش : « سوّد الله وجه أبي حنيفة » (33).
(14) وبسنده عن أحمد بن إبراهيم قال : قيل لشريك : أُستُـتيب أبو حنيفة ؟ قال : « قد علم ذاك العواتق في خدورهن » (34).
(15) وبسنده عن محمّد بن فليح المدني ، عن أخيه سليمان ـ وكان علامة بالناس ـ قال : إنّ الذي استتاب أبا حنيفة خالد القسري. قال : فلمّا رأي ذلك أخذ في الرأي ليعمى به.
وروى أنّ يوسف بن عمر استتابه ، وقيل : إنّه لمّا تاب رجع وأظهر القول بخلق القرآن ، فاستتيب دفعة ثانية. فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرّة ، وخالد استتابه مرّة ، والله أعلم (35).
(16) وبسنده عن يحيى بن سعيد قال : سمعت شُعبة يقول : كفٌّ من تراب خير من أبي حنيفة (36).
(17) وبسنده عن طريف بن عبد الله قال : سمعت ابن أبي شيبة ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : أراد كان يهودياً (37).
الهوامش
1. تاريخ بغداد 13 : 396 / 8.
2. المصدر السابق : 396 / 9.
3. المصدر السابق : 400 / 30.
4. المصدر السابق : 400 / 31.
5. المصدر السابق : 401 / 33.
6. المصدر السابق : 401 / 34.
7. المصدر السابق : 401 / 37.
8. تاريخ بغداد 13 : 412 / 90.
9. المصدر السابق 13 : 412 / 91.
10. المصدر السابق 13 : 412 / 92.
11. المصدر السابق 13 : 412 / 93.
12. حلية الأولياء 10 : 103.
13. تاريخ بغداد 13 : 382 / 65.
14. المصدر السابق 13 : 412 / 94.
15. المصدر السابق 13 : 412 / 95.
16. المصدر السابق 13 : 413 / 97.
17. المصدر السابق 13 : 413 / 98.
18. المصدر السابق 13 : 413 / 99.
19. المصدر السابق 13 : 418 / 122.
20. المصدر السابق 13 : 421 / 136.
21. المصدر السابق 13 : 377 / 46.
22. المصدر السابق 13 : 398 / 17.
23. المصدر السابق 13 : 398 / 18.
24. المصدر السابق 13 : 398 ـ 399 / 21.
25. المصدر السابق 13 : 405 / 57.
26. المصدر السابق 13 : 379 ـ 380 / 55.
27. المصدر السابق 13 : 380 / 58.
28. المصدر السابق 13 : 381 / 59.
29. المصدر السابق 13 : 398 / 19.
30. المصدر السابق 13 : 405 ـ 406 / 58.
31. المصدر السابق 13 : 411 / 87.
32. المصدر السابق 13 : 408 / 70.
33. المصدر السابق 13 : 410 / 82.
34. المصدر السابق 13 : 378 / 49.
35. المصدر السابق 13 : 378 / 50.
36. المصدر السابق 13 : 419 / 126.
37. المصدر السابق 13 : 415 / 103.
مقتبس من كتاب : [ موسوعة الأسئلة العقائديّة ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 35 ـ 42
التعلیقات