أقوال أعلام السُنّة في أبي حنيفة
مركز الأبحاث العقائديّة
2024 Sep 7أقوال أعلام السنّة في أبي حنيفة
كان سهم أبي حنيفة ، النعمان بن ثابت الكوفي من الطعون أكثر من غيره من أئمّة المذاهب الأربعة الأخرى ، ولنذكر أوّلاً كلامهم فيه ثمّ نعقبه بكلام باقي الأعلام :
أقوال مالك بن أنس ـ ت ١٧٩ هـ ـ في أبي حنيفة :
(١) ذكر الخطيب البغدادي أحمد بن علي ـ ت ٤٦٣ هـ ـ بسنده عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال : قال مالك : « ما وُلد في الإسلام مولود أضرّ على أهل الإسلام من أبي حنيفة » (١).
(٢) وبسنده عن حبيب بن زريق ـ كاتب مالك بن أنس ـ عن مالك بن أنس قال : « كانت فتنة أبي حنيفة أضرّ على هذه الأمّة من فتنة إبليس » (٢).
(٣) وبسنده عن مُطرِّف الأصمّ قال : سُئل مالك بن أنس عن قول عمر ـ في العراق ـ : بها الداء العضال ، فقال : « الهلكة في الدين ومنهم أبو حنيفة » (٣).
(٤) وبسنده عن الوليد بن مسلم قال : قال لي مالك بن أنس : « أيتكلّم برأي أبي حنيفة عندكم » ؟ قلت : نعم ، قال : « ما ينبغي لبلدكم أن تسكن » (٤).
(٥) وبسنده عن ابن أبي سريح قال : سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس وقيل له : تعرف أبا حنيفة ؟ ـ فقال : « نعم ، ما ظنّكم برجل لو قال : هذه السارية من ذهب لقام دونها حتّى يجعلها من ذهب ، وهي من خشب أو حجارة » ؟ قال أبو محمّد : يعني أنّه كان يثبت على الخطأ ويحتجّ دونه ولا يرجع الى الصواب إذا بان له (٥).
(٦) وبسنده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم قال : سمعت مالك بن أنس ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : « كاد الدين ، كاد الدين » (٦).
وفي الحديث الذي بعده قال في آخره : « ومن كاد الدين فليس له دين ».
(٧) وبسنده عن علي بن زيد الفرائضي ، عن الحنيني قال : سمعت مالكاً يقول : « ما وُلد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة » (٧).
أقوال محمّد بن إدريس الشافعي ـ ت ٢٠٤ هـ ـ في أبي حنيفة وأصحابه :
(١) ذكر الخطيب البغدادي ـ ت ٤٦٣ هـ ـ بسنده عن محمّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال : قال لي محمّد بن إدريس الشافعي : « نظرتُ في كتب لأصحاب أبي حنيفة ، فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة ، منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنّة » ، قال أبو محمّد : لأنّ الأصل كان خطأ فصارت الفروع ماضية على الخطأ (٨).
(٢) وبسنده عن الربيّع بن سليمان المرادي قال : سمعت الشافعي يقول : « أبو حنيفة يضع أوّل المسألة خطأ ثمّ يقيس الكتاب كلّه عليها » (٩).
(٣) وبسنده عن هارون بن سعيد الأبلي قال : سمعت الشافعي يقول : « ما أعلم أحداً وضع الكتاب أدلّ على عوار قوله من أبي حنيفة » (١٠).
(٤) وبسنده عن أحمد بن سنان بن أسد القطّان قال : سمعت الشافعي يقول : « ما شبّهت رأي أبي حنيفة إلّا بخيط السحّارة ، يمدّ كذا فيجيء أخضر ، ويمدّ كذا فيجيء أصفر » (١١).
(٥) وقال أبو نعيم الأصفهاني ـ ت ٤٣٠ هـ ـ : قال الشافعي : « نظرت في كتاب لأبي حنيفة فيه عشرون ومائة ، أو ثلاثون ومائة ورقة ، فوجدت فيه ثمانين ورقة في الوضوء والصلاة ، ووجدتُ فيه إمّا خلافاً لكتاب الله ، أو لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أو اختلاف قول ، أو تناقض أو خلاف قياس » (١٢).
أقوال أحمد بن حنبل ـ ت ٢٤١ هـ ـ في أبي حنيفة :
(١) ذكر الخطيب البغدادي ـ ت ٤٦٣ هـ ـ بسنده عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال : قلت لأبي : كان أبو حنيفة استُـتيب ؟ قال : « نعم » (١٣).
(٢) وبسنده عن أحمد بن الحجّاج المروزي قال : سألت أبا عبد الله ـ هو أحمد بن حنبل ـ عن أبي حنيفة وعمرو بن عبيد ، فقال : « أبو حنيفة أشدّ على المسلمين من عمرو بن عبيد ، لأنّ له أصحاباً » (١٤).
(٣) وبسنده عن الأقرم قال : « رأيت أبا عبد الله مراراً يعيب أبا حنيفة ومذهبه ، ويحكي الشيء من قوله على الإنكار والتعجّب » (١٥).
(٤) وبسنده عن محمّد بن يوسف البيكندي قال : قيل لأحمد بن حنبل : قول أبي حنيفة : الطلاق قبل النكاح ؟ فقال : « مسكين أبو حنيفة كأنه لم يكن من العراق ، كأنه لم يكن من العلم. قد جاء فيه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وعن الصحابة وعن نيف وعشرين من التابعين مثل سعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيّب ، وعطاء ، وطاووس ، وعكرمة ، كيف يجترئ أن يقول : تطلق » (١٦).
(٥) وبسنده عن مهنى بن يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : « ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلّا سواء » (١٧).
(٦) وبسنده عن محمّد بن روح قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : « لو أنّ رجلاً ولي القضاء ثمّ حكم برأي أبي حنيفة ، ثمّ سُئلت عنه لرأيت أن أرد أحكامه » (١٨).
(٧) وبسنده عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : سمعت أحمد بن حنبل وسُئل عن مالك فقال : حديث صحيح ورأي صحيح ، وسُئل عن الأوزاعي فقال : حديث ضعيف ورأي ضعيف ، وسُئل عن أبي حنيفة فقال : « لا رأي ولا حديث » (١٩).
(٨) وبسنده عن محمّد بن عمرو العقيلي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : « حديث أبي حنيفة ضعيف ورأيه ضعيف » (٢٠).
أقوال باقي الأعلام في أبي حنيفة :
(١) ذكر الخطيب البغدادي أحمد بن علي ـ ت ٤٦٣ هـ ـ بسنده عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا ضرار بن صرد ، قال : حدّثنا سليم المقرئ ، حدّثنا سفيان الثوري قال : قال لي حمّاد ابن أبي سليمان ـ ت ١٢٠ هـ ـ وهو أستاذ أبي حنيفة : « أبلغ عنّي أبا حنيفة المشرك أنّي بريء منه حتّى يرجع عن قوله في القرآن » (٢١).
(٢) وبسنده عن رجاء بن السندي قال : سمعت سليمان بن حسّان الحلبي يقول : سمعت الأوزاعي ـ ت ١٥٧ هـ ـ ما لا أحصيه ، يقول : « عمد أبو حنيفة إلى عرى الإسلام فنقضها عروة عروة » (٢٢).
(٣) وبسنده عن سلمة بن كلثوم ـ وكان من العابدين ولم يكن من أصحاب الأوزاعي أحسن منه ـ قال : قال الأوزاعي لما مات أبو حنيفة : « الحمدُ لله ، إن كان لينقض الإسلام عروة عروة » (٢٣).
(٤) وبسنده عن محمّد بن كثير قال : سمعت الأوزاعي يقول : « ما ولد في الإسلام أضرّ على الإسلام من أبي حنيفة » (٢٤).
(٥) وبسنده عن أحمد بن الحسن الترمذي قال : سمعت الفريابي يقول : سمعت الثوري ـ ت ١٦١ هـ ـ ينهى عن مجالسة أبي حنيفة وأصحاب الرأي (٢٥).
(٦) وبسنده عن معاذ بن معاذ قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « أستُـتيب أبو حنيفة من الكفر مرّتين » (٢٦).
(٧) وبسنده عن مؤمّل بن إسماعيل قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « إنّ أبا حنيفة أستُـتيب من الزندقة مرّتين » (٢٧).
(٨) وبسنده عن جرير بن ثعلبة قال : سمعت سفيان الثوري ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : « لقد استتابه أصحابه من الكفر مراراً » (٢٨).
(٩) وبسنده عن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال : كنّا عند سفيان الثوري إذ جاء نعي أبي حنيفة ، فقال : « الحمدُ لله الذي أراح المسلمين ، لقد كان ينقض عُرى الإسلام عروة عروة ، ما ولد في الإسلام مولودٌ أشأم على أهل الإسلام منه » (٢٩).
(١٠) وبسنده عن محمّد بن يوسف الفريابي قال : كان سفيان الثوري ينهى عن النظر في رأي أبي حنيفة. قال : وسمعت محمّد بن يوسف ـ وسئل : هل روى سفيان الثوري عن أبي حنيفة شيئاً ؟ ـ قال : « معاذ الله ، سمعت سفيان الثوري يقول : ربّما استقبلني أبو حنيفة يسألني عن مسألة ، فأجيبه وأنا كاره ، وما سألته عن شيء قط » (٣٠).
(١١) وبسنده عن محمّد بن عصام بن يزيد الأصبهاني يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : « أبو حنيفة ضالّ مضلّ » (٣١).
(١٢) وبسنده عن أبي ربيعة محمّد بن عوف قال : سمعت حماد بن سلمة يكنّي أبا حنيفة : أبا جيفة (٣٢).
(١٣) وبسنده عن أسود بن سالم قال : قال أبو بكر بن عيّاش : « سوّد الله وجه أبي حنيفة » (٣٣).
(١٤) وبسنده عن أحمد بن إبراهيم قال : قيل لشريك : أُستُـتيب أبو حنيفة ؟ قال : « قد علم ذاك العواتق في خدورهن » (٣٤).
(١٥) وبسنده عن محمّد بن فليح المدني ، عن أخيه سليمان ـ وكان علامة بالناس ـ قال : إنّ الذي استتاب أبا حنيفة خالد القسري. قال : فلمّا رأي ذلك أخذ في الرأي ليعمى به.
وروى أنّ يوسف بن عمر استتابه ، وقيل : إنّه لمّا تاب رجع وأظهر القول بخلق القرآن ، فاستتيب دفعة ثانية. فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرّة ، وخالد استتابه مرّة ، والله أعلم (٣٥).
(١٦) وبسنده عن يحيى بن سعيد قال : سمعت شُعبة يقول : كفٌّ من تراب خير من أبي حنيفة (٣٦).
(١٧) وبسنده عن طريف بن عبد الله قال : سمعت ابن أبي شيبة ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : أراد كان يهودياً (٣٧).
الهوامش
١. تاريخ بغداد ١٣ : ٣٩٦ / ٨.
٢. المصدر السابق : ٣٩٦ / ٩.
٣. المصدر السابق : ٤٠٠ / ٣٠.
٤. المصدر السابق : ٤٠٠ / ٣١.
٥. المصدر السابق : ٤٠١ / ٣٣.
٦. المصدر السابق : ٤٠١ / ٣٤.
٧. المصدر السابق : ٤٠١ / ٣٧.
٨. تاريخ بغداد ١٣ : ٤١٢ / ٩٠.
٩. المصدر السابق ١٣ : ٤١٢ / ٩١.
١٠. المصدر السابق ١٣ : ٤١٢ / ٩٢.
١١. المصدر السابق ١٣ : ٤١٢ / ٩٣.
١٢. حلية الأولياء ١٠ : ١٠٣.
١٣. تاريخ بغداد ١٣ : ٣٨٢ / ٦٥.
١٤. المصدر السابق ١٣ : ٤١٢ / ٩٤.
١٥. المصدر السابق ١٣ : ٤١٢ / ٩٥.
١٦. المصدر السابق ١٣ : ٤١٣ / ٩٧.
١٧. المصدر السابق ١٣ : ٤١٣ / ٩٨.
١٨. المصدر السابق ١٣ : ٤١٣ / ٩٩.
١٩. المصدر السابق ١٣ : ٤١٨ / ١٢٢.
٢٠. المصدر السابق ١٣ : ٤٢١ / ١٣٦.
٢١. المصدر السابق ١٣ : ٣٧٧ / ٤٦.
٢٢. المصدر السابق ١٣ : ٣٩٨ / ١٧.
٢٣. المصدر السابق ١٣ : ٣٩٨ / ١٨.
٢٤. المصدر السابق ١٣ : ٣٩٨ ـ ٣٩٩ / ٢١.
٢٥. المصدر السابق ١٣ : ٤٠٥ / ٥٧.
٢٦. المصدر السابق ١٣ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ / ٥٥.
٢٧. المصدر السابق ١٣ : ٣٨٠ / ٥٨.
٢٨. المصدر السابق ١٣ : ٣٨١ / ٥٩.
٢٩. المصدر السابق ١٣ : ٣٩٨ / ١٩.
٣٠. المصدر السابق ١٣ : ٤٠٥ ـ ٤٠٦ / ٥٨.
٣١. المصدر السابق ١٣ : ٤١١ / ٨٧.
٣٢. المصدر السابق ١٣ : ٤٠٨ / ٧٠.
٣٣. المصدر السابق ١٣ : ٤١٠ / ٨٢.
٣٤. المصدر السابق ١٣ : ٣٧٨ / ٤٩.
٣٥. المصدر السابق ١٣ : ٣٧٨ / ٥٠.
٣٦. المصدر السابق ١٣ : ٤١٩ / ١٢٦.
٣٧. المصدر السابق ١٣ : ٤١٥ / ١٠٣.
مقتبس من كتاب : [ موسوعة الأسئلة العقائديّة ] / المجلّد : ١ / الصفحة : ٣٥ ـ ٤٢
التعلیقات