إن الله عزّ وجلّ ليس بجسم ولا صورة
إنّه عزّ وجلّ ليس بجسم ولا صورة
١ ـ حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي رحمه الله ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن حكيم ، قال : وصفت لأبي الحسن عليه السلام قول هشام الجواليقي وما يقول في الشاب الموفق (1) ووصفت له قول هشام بن الحكم ، فقال : إنّ الله عزّ وجلّ لا يشبهه شيء.
٢ ـ حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن محمّد ، رفعه ، عن محمّد بن الفرج الرخجي ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام : أسأله عمّا قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم في الصورة ، فكتب عليه السلام : دع عنك حيرة الحيران ، واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان (2).
٣ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن سهل بن زياد ، عن حمزة بن محمّد ، قال : كتبت إلى أبي ـ الحسن عليه السلام : أسأله عن الجسم والصورة ، فكتب عليه السلام : سبحان من ليس كمثله شيء لا جسم ولا صورة.
٤ ـ أبي رحمه الله ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم : أنّ الله عزّ وجلّ جسم ، صمدي ، نوري ، معرفته ضرورة ، يمن بها على من يشاء من خلقه (3) فقال عليه السلام : سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلّا هو ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، لا يحد ، ولا يحسّ ، ولا يجس ولا يمس ، ولا تدركه الحواس ، لا يحيط به شيء ، لا جسم ، ولا صورة ، ولا تخطيط ، ولا تحديد.
٥ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيغ ، عن محمّد ابن زيد ، قال : جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد ، فأملي عليّ : الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء ومبتدعها ابتداء بقدرته وحكمته ، لا من شيء فيبطل الاختراع ، ولا لعلّة فلا يصحّ الابتداع (4) خلق ما شاء كيف شاء ، متوحّداً بذلك لاظهار حكمته وحقيقة ربوبيّته ، لا تضبطه العقول ، ولا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيط به مقدار ، عجزت دونه العبارة ، وكلت دونه الأبصار ، وضلّ فيه تصاريف ـ الصفات ، احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور ، عرف بغير رؤية ووصف بغير صورة ، ونعت بغير جسم ، لا إله إلّا الله الكبير المتعال.
٦ ـ حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن حكيم ، قال : وصفت لأبي إبراهيم عليه السلام قول هشام الجواليقي ، وحكيت له قول هشام بن الحكم : إنّه جسم ، فقال : إنّ الله لا يشبهه شيء ، أيّ فحش أو خناء أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد أو أعضاء ؟! تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
٧ ـ حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، والحسين بن علي ، عن صالح بن أبي حماد (5) عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن محمّد بن زياد ، قال : سمعت يونس بن ظبيان يقول : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : إن هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً إلا أنّي أختصر لك منه أحرفاً ، يزعم : أنّ الله جسم لأن الأشياء شيئان : جسم وفعل الجسم ، فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل ، ويجوز أن يكون بمعنى الفاعل ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ويله ، أما علم أن الجسم محدود متناه ، والصورة محدودة متناهية ، فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة والنقصان ، وإذا احتمل الزيادة والنقصان كان مخلوقاً ، قال : قلت : فما أقول ؟ قال : لا جسم ولا صورة ، وهو مجسم الأجسام ، ومصوّر الصور ، لم يتجزء ، ولم يتناه ، ولم يتزايد ، ولم يتناقص ، لو كان كما يقول لم يكن بين الخالق والمخلوق فرق ، ولا بين المنشئ والمنشأ ، لكن هو المنشئ ، فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه إذ كان لا يشبهه شيء ولا يشبه هو شيئاً (6).
٨ ـ حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن علي بن العبّاس ، عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني (7) ، قال : قلت لأبي الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام : إنّ هشام بن الحكم زعم : أنّ الله جسم ليس كمثله شيء ، عالم سميع ، بصير ، قادر متكلّم ، ناطق ، والكلام والقدرة والعلم تجري مجرى واحداً ليس شيء منها مخلوقاً ، فقال : قاتله الله ، أما علم أنّ الجسم محدود ، والكلام غير المتكلّم (8) معاذ الله وأبرء إلى الله من هذا القول ، لا جسم ولا صورة ولا تحديد ، وكلّ شيء سواه مخلوق وإنّما تكون الأشياء بإرادته ومشيته من غير كلام ولا تردّد في نفس ، ولا نطق بلسان.
٩ ـ حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رحمه الله ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، قال كتبت إلى الرجل يعني أبا الحسن عليه السلام : أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد ، فمنهم من يقول جسم ، ومنهم من يقول صورة ، فكتب عليه السلام بخطّه : سبحان من لا يحد ، ولا يوصف ، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ـ أو قال : البصير ـ.
١٠ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن هشام بن إبراهيم ، قال : قال العبّاسي قلت له ـ يعني أبا الحسن عليهالسلام ـ : جعلت فداك أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة قال : ومن هو ؟ قلت : الحسن بن سهل (9) قال : في أيّ شيء المسألة ؟ قال : قلت في التوحيد ، قال : وأيّ شيء من التوحيد ؟ قال : يسألك عن الله جسم أو لا جسم ؟ قال : فقال لي : إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب مذهب إثبات بتشبيه ، ومذهب النفي ، ومذهب إثبات بلا تشبيه. فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز ، ومذهب النفي لا يجوز ، والطريق في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه.
١١ ـ حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن العبّاس ابن حريش الرازي ، عن بعض أصحابنا ، عن الطيب يعني علي بن محمّد ، وعن أبي جعفر الجواد عليهما السلام أنّهما قالا : من قال بالجسم فلا تعطوه من الزكاة ولا تصلوا وراءه.
١٢ ـ حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله ، قال ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن علي القاساني ، قال : كتبت إليه عليه السلام :
أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد ، قال : فكتب عليه السلام : سبحان من لا يحد ، ولا يوصف ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير.
١٣ ـ حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الآدمي ، عن بشر بن بشار النيسابوري ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام بأن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد ، منهم من يقول هو جسم ، ومنهم من يقول صورة ، فكتب عليه السلام : سبحان من لا يحد ، ولا يوصف ، ولا يشبهه شيء ، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
١٤ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين : قد اختلف يا سيّدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم ، ومنهم من يقول هو صورة ، فإن رأيت يا سيّدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولا على عبدك ، فوقع عليه السلام بخطّه : سألت عن التوحيد ، وهذا عنكم معزول (10) ، الله تعالى واحد ، أحد ، صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك ، ويصوّر ما يشاء ، وليس بمصوّر ، جلّ ثناؤه ، وتقدّست أسماؤه ، وتعالى عن أن يكون له شبيه ، هو لا غيره (11) ليس كمثله شيء ، وهو السمع البصير.
١٥ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، قال : حدّثنا العبّاس بن معروف ، قال : حدّثنا ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان ، عن عبد الرحيم القصير ، قال : كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله عليه السلام بمسائل ، فيها : أخبرني عن الله عزّ وجلّ هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ؟ فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليّ بالمذهب الصحيح من التوحيد فكتب عليه السلام بيدي عبد الملك بن أعين : سألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك ، فتعالى الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك وتعالى بخلقه المفترون على الله ، واعلم رحمك الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزّ وجلّ ، فانف عن الله البطلان والتشبيه ، فلا نفي ولا تشبيه ، هو الله الثابت الموجود ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ، ولا تعد القرآن فتضلّ بعد البيان.
١٦ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، عن بعض أصحابنا ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة ، فكتب : سبحان من ليس كمثله شيء ولا جسم ولا صورة.
١٧ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن سهل ابن زياد الآدمي ، عن حمزة بن محمّد ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة ، فكتب : سبحان من ليس كمثله شيء.
١٨ ـ حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رحمه الله ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عبد الله بن بحر ، عن أبي ـ أيّوب الخزاز ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عمّا يروون أن الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته (12) فقال : هي صورة محدثة مخلوقة ، اصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة ، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه. فقال : « بيتي » (13) وقال : « ونفخت فيه من روحي » (14).
١٩ ـ حدّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّ بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل صورة الإنسان ، وقال آخر : إنّه في صورة أمرد جعد قطط ، فخر أبو عبد الله ساجداً ، ثمّ رفع رأسه ، فقال : سبحان الله الذي ليس كمثله شيء ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيط به علم ، لم يلد لأن الولد يشبه أباه ، ولم يولد فيشبه من كان قبله ، ولم يكن له من خلقه كفواً أحد ، تعالى عن صفة من سواه علوّاً كبيراً.
٢٠ ـ حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الصقر بن ـ أبي ـ دلف ، قال : سألت أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام عن التوحيد ، وقلت له : إنّي أقول بقول هشام ابن الحكم ، فغضب عليه السلام ثمّ قال : ما لكم ولقول هشام ، إنّه ليس منّا من زعم أن الله عزّ وجلّ جسم (15) ونحن منه براء في الدنيا والآخرة ، يا ابن ـ أبي ـ دلف إن الجسم محدث ، والله محدثه ومجسمه.
وأنا أذكر الدليل على حدوث الأجسام في باب الدليل على حدوث العالم من هذا الكتاب إن شاء الله.
الهوامش
1. الموفق على بناء الفاعل من باب الأفعال : الذي حسنت خلقته وجملت صورته لتوافق أعضائه وتناسب هندسة أشكاله.
2 ـ لا ريب في جلالة قدر الهشامين عند الأصحاب ، وفي كتب الرجال والأخبار توجيهات لما يزريهما. راجع هامش شرح أصول الكافي للمولى صالح المازندراني ج ٣ ص ٢٨٨.
3. أيّ ليست معرفته من صنع العباد بل ضروريّة بالفطرة كما يأتي الأخبار بذلك في الباب الثالث والستّين.
4. العلّة المنفيّة ليست الفاعليّة لأنّه تعالى فاعل الأشياء ، ولا المادة إذ نفاها قبل هذا ، ولا الصورة إذ هي في الحقيقة نفس الشيء المعلول. ولا الغاية إذ لا يناسب التفريع. بل المراد بها مثال سابق خلق الأشياء على ذلك المثال كما وقع كثيراً في كلامه وكلام آبائه عليهم السلام في هذا الكتاب وغيره ، ويستفاد ذلك من التفريع لأن الابتداع هو إنشاء الشيء من دون أن يكون له مثال سبقه.
5. هذا الحديث بعين السند والمتن مذكور في الكافي باب النهي عن الجسم والصورة وليس هناك في السند : « والحسين بن علي ، عن صالح بن أبي حماد ».
6. فرق على صيغة المصدر ، ومعادل كلمة بين محذوف أيّ وبينه ، ومرّ نظير هذا في الحديث السابع عشر من الباب الثاني بذكر المعادل ، وكون فرق بصيغة الفعل الماضي حتّى لا يحتاج إلى المعادل بعيد المناسبة لما قبله ، وقوله : ـ إذ كان ـ الخ ـ بيان وتعميم للفرق أيّ من جميع الجهات.
7. المظنون أنّ الحسن بن الحسين بن عبد الله مكان هذا الرجل كما في نسخة « ط » و « ن » اشتباه من النساخ لشهادة سائر النسخ والحديث السابع باب النهي عن الجسم والصورة من الكافي والحديث التاسع عشر باب نفي الجسم والصورة من البحار.
8. تعرض عليه السلام لإبطال شيئين في كلام هشام ليسا بالحقّ : كونه تعالى جسماً وكلامه تعالى كالعلم والقدرة من صفات الذات ، وسكت عن الباقي لكونه حقّاً.
9. في نسخة « ب » و « د » « الحسين بن سهل ».
10. أيّ البحث عن ذاته تعالى وأنّها ما هي لأنّه خارج عن طوق المخلوق فيقع في الباطل كما وقع كثير ، بل صفوه بصفاته ودلواً عليه بآياته.
11. إمّا عطف على هو أيّ هو ليس كمثله شيء لا غيره لأن غيره من المخلوق له الأمثال ، أو خبر له أيّ هو لا يكون غيره بل مبائن له بالذات والصفات.
12. في هذا الكلام وجوه محتملة : فإنّ الضمير إمّا يرجع إلى الله تعالى فالمعنى ما ذكره الإمام عليه السلام هنا على أن يكون الإضافة تشريفيّة كما في نظائرها أو المعنى أنّه تعالى خلق آدم على صفته في مرتبة الإمكان وجعله قابلاً للتخلق بأخلاقه ومكرماً بالخلافة الإلهيّة ، وأمّا يرجع إلى آدم عليه السلام فالمعنى أنّه تعالى خلق جوهر ذات آدم على صورته من دون دخل الملك المصوّر للأجنّة في الأرحام كما لا دخل لغيره في تجهير ذاته وذات غيره أو المعنى أنّه تعالى خلق آدم على صورته هذه من ابتداء أمره ولم يكن لجوهر جسمه انتقال من صورة إلى صورة كالصورة المنوية إلى العلقة إلى غيرهما ، أو المعنى أنّه تعالى خلق آدم على صورته التي قبض عليها ولم يتغيّر وجهه وجسمه من بدئه إلى آخر عمره ، وأمّا يرجع إلى رجل يسبّه رجل آخر كما فسرّ به في الحديث العاشر والحادي عشر من الباب الثاني عشر فراجع.
13. البقرة : ١٢٥.
14. الحجر : ٢٩.
15. قوله : « من زعم ـ الخ » اسم ليس و « منا » خبره قدم على اسمه.
مقتبس من كتاب : [ التوحيد ] / الصفحة : 97 ـ 104
التعلیقات