حديث السفينة
الشيخ حسن محمّد مكّي العاملي
2024 Sep 7حديث السفينة
روى المحدّثون عن النبي الأكرم أنّه قال : « مثل أهل بيتي في أمّتي ، كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غَرِقَ » (١).
فشبّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، أهل بيته بسفينة نوح في أنّ من لجأ إليهم في الدين فأخذ أصوله وفروعه عنهم نجا من عذاب النّار ، ومن تخلّف عنهم كان كمن اوى يوم الطّوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أنّ ذلك غرق في الماء وهذا في الحميم.
فإذا كانت هذه منزلة علماء أهل البيت ، ( فَأَنى تُصْرَفُونَ ) ؟.
يقول إبن حجر في صواعقه : « ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم وعظّمهم ، شكراً لنعمة مشرّفهم ، وأخذ بهدي علمائهم ، نجى من ظلمة المخالفات. ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النّعم ، وهلك في مفاوز الطغيان » (٢).
الهوامش
١. مستدرك الحاكم ، ج ٢ ، ص ١٥١. الخصائص الكبرى للسيوطي ، ج ٢ ، ص ٢٦٦.
وللحديث طرق ومسانيد كثيرة ، من أراد الوقوف عليها ، فعليه بتعاليق إحقاق الحقّ ، ج ٩ ، ص ٢٧٠ ـ ٢٩٣.
٢. الصواعق ، الباب ١١ ، ص ١٩١. ألا مسائل ابن حجر أنّه إذا كان هذا مقام أهل البيت ، فلماذا لَمْ يأخذ هو بهدي أئمّتهم في شيء من فروع الدين وعقائده ، ولا في شيء من علوم السنّة والكتاب ، ولا في شيء من الأخلاق والسلوك والأدب ؟ ولماذا تخلّف عنهم ، فأغرق نفسه في بحار كفر النعم. وأهلكها في مفاوز الطغيان ؟!.
مقتبس من كتاب : [ الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل ] / المجلّد : ٤ / الصفحة : ١٠٨
التعلیقات