بواعث إنكار المعاد
بواعث انكار المعاد
منذ 15 سنةالمصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 180 ـ 181
(180)
مباحث المعاد
(3)
بواعث إنكار المعاد وشبهات المنكرين
الناس أمام دعوة الأنبياء إلى البعث في النشأة الأخرى كانوا على صنفين :
معتنق يشكل الأقلّية في المجتمع الإنساني ، ومنكر يشكل الأكثرية الساحقة فيه ،
وكان المشركون من العرب ، المعاصرون للنبي ، أكثر عناداً ولجاجاً في المعارف ،
خصوصاً مايرجع منها إلى البعث ويوم الحساب.
غير أنّه كانت لهم بواعث للإنكار ، كما كانت لهم شبهات ، ولم تكن
شبهاتهم إلاّ واجهة لإنكارهم ، فيبرروا بها جحودهم ، ويعطوه صبغة الحجّة
والعذر .
ونحن نذكر بواعث الإنكار أوّلاً ، ثمّ نردفها بالشّبهات ثانياً ، ونعتمد في
ذلك على الذكر الحكيم الذي ينقل ذلك عن المنكرين ، سواء كانوا من الأُمم
السالفة ، أو من المعاصرين لنزول الرسالة.
بواعث إنكار المعاد
كثيراً ما نرى أُناساً يتبنّون شيئاً ويحتجون له بأدلّة واهية ، وهم يعلمون
بوهنها ، وأنّ المخاطبين يقفون على سقمها ، ومع ذلك يصرّون على مواقفهم .
وهذا من الأُمور التي تمكّن من استكشاف الباعث أو البواعث الواقعية لهذا التبني
من خلال أفعالهم وسيرتهم ومعاشراتهم ، والذكر الحكيم كشف عن تلك البواعث
________________________________________
(181)
التي كانت تدفع المشركين إلى إنكار المعاد ، ثمّ التعلل له بحجج واهية ، وإليك
بيانها.
التعلیقات