الفرضيّة الخامسة: الشيعة ويوم صفّين
الأراء حول نشوء التشيع
منذ 15 سنةالمصدر : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم ، تأليف : الشيخ جعفر السبحاني ص 85
(85)
الفرضيّة الخامسة: الشيعة ويوم صفّين
زعم بعض المستشرقين(1) أنّ الشيعة تكوّنت يوم افترق جيش عليّ في مسألة التحكيم إلى فرقتين، فلمّا دخل عليّ الكوفة وفارقته الحرورية، وثبت إليه الشيعة، فقالوا: في أعناقنا بيعة ثانية، نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت.
وهذا الفهم الخاطىَ لهذه الواقعة، وامتطاء هذه العبارة المذكورة لتحديد نشأة التشيّع يعتمد بالاَساس على افتراض أنّ لتكوّن الشيعة تاريخاً مفصولاً عن تاريخ الاِسلام، فأخذ يتمسّك بهذه العبارة، مع أنّ تعبير الطبري ـ أعني قوله : وثبت إليه الشيعة(2) ـ دليل على سبق وجودهم على ذلك.
نعم كان للشيعة بعد تولّي الاِمام الخلافة وجود واضح حيث ارتفع الضغط فالتفّ حوله موالوه من الصحابة والتابعين، إلاّ أنّ الاَمر الثابت هو أنّ ليس جميع من كان في جيشه من شيعته بالمعنى المفروض والواقعي للتشيّع، بل أغلب من انخرط في ذلك الجيش كانوا تابعين له لاَنّه خليفة لهم، وقد بايعوه على ذلك.
(1) تاريخ الاِمامية، للدكتور عبد الله فياض: 37.
(2) تاريخ الطبري 4: 46 ط مصر.
التعلیقات