الوحي في اللغة
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج3 ، ص 123 ـ 124
(123)
الأمر الأوّل : الوحي في اللغة
قال ابن فارس في المقاييس : « الوحي أصلٌ يدلّ على القاء علم في اخفاء
________________________________________
( 124 )
(أو غيره) (1)، إلى غيرك. فالوحي: الإشارة ، والوحي : الكتابة والرسالة
وكل ما القيته إلى غيرك حتى عَلِمَهُ ، فهو وحي كيف كان»... إلى أن قال :
« والوحي: السريع . والوَحَى : الصوت»(2).
وقال الراغب : « أصل الوحي الإشارة السريعة ، وَلتَضَمُّنِ السُرعةِ
قيل «أمر وَحْي» . وقد يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض ، وقد
يكون بصوت مجرد عن التركيب ، وبإشارة ببعض الجوارح ، وبالكتابة ، وقد حُمل
على ذلك قوله تعالى عن زكريا: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الِْمحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ
أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيّاً)(3)»(4).
وقال ابن منظور : « الوحي : الإشارة ، والكتابة ، والرسالة ، والإلهام ،
والكلام الخفي ، وكل ما ألقيته إلى غيرك . ويقال : وحيت إليه الكلام ،
وأوحيت ، ووحى وَحْياً ، وأوحى أيضاً ، أي كتب»(5).
والمستنبط من هذه النصوص وغيرها مّما أورده أهل اللغة في معاجمهم ، أنّ
الوحي هو الإعلام بخفاء ، بطريق من الطرق(6).
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- كذا في نسخة الأصل ، والظاهر زيادته ، ويحتمل أن يكون عطفاً على العلم.
2- معجم مقاييس اللغة : ج 6 ص 93. الطبعة الأُولى ـ القاهرة ـ 1371.
3- سورة مريم: الآية 11.
4- المفردات: ص 515.
5- لسان العرب: ج 15، ص 379.
6- لاحظ تصحيح الإعتقاد : للشيخ المفيد ، ص 56.
التعلیقات