معنى التوسّل عدم إستطاعة الدعاء والمناجاة إلّا عن طريق أهل البيت عليه السلام
السيد علي الميلاني
منذ 15 سنةالسؤال :
قرأت أنّ المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام هم كالحبل الذي يصل بيننا وبين الله تعالى ، وأنّه لا يستجاب دعاء إلّا بهم ؛ فهل معنى ذلك أنّني لا أستطيع الدعاء ومناجاة الله مباشرة إلّا عن طريقهم ، علماً بأنّ ما يحدث لي مثلاً أنّني أناجي ربّي وأحسّ بقربه ، وأبكي شوقاً وخوفاً ، وأكون في سرور واطمئنان ، وأريد الإرتقاء أكثر ، ولكن ما أنّ أتذكر أنّه لا سبيل لي بالإرتقاء إلّا بالإستعانة بأئمّتنا ، أحسّ أنّه قد انقطع وصلي بالله ، فلا أحسّ أنّني أستطيع أن أرتبط أكثر بربّي ، فهل العلّة بعدم فهمي ؟ وهل فهمتم منّي جهلي الكبير بأئمّتي ؟
الجواب :
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ المائدة : 35 ].
وقال : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [ آل عمران : 103 ].
وقد فسّر : « الوسيلة » و « الحبل » بأهل البيت عليهم السلام في أخبار الفريقين. ومثلها الآيات الأخرى.
وقال رسول الله ـ في الحديث المتواتر بين الفريقين ـ : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ... » ، ومثله الأحاديث الأخرى في الكتاب والسنّة يدلّان على أنّ الله تعالى جعل أهل بيت الرسول هم الباب والوسيلة إليه ، وقد ضمن ـ كما في الأخبار ـ أن لا يردّ من دخل من هذا الباب ، والعاقل لا يترك الطريق الموصل إلى المقصد ، والهدف على وجه اليقين أخذاً بالطريق المشكوك في إيصاله للمقصود ، فضلاً عن الطريق الأعوج الخاطئ ، أمّا أنّه لماذا كان أهل البيت هكذا ، ولماذا جعلهم الله كذلك ؟ فهذا بحث آخر.
التعلیقات