مناظرة رجل مع أبي الهذيل العلاّف
في الإمامة
منذ 14 سنةحُكي عن أبي الهذيل العلاّف ، قال : دخلت الرقة فذُكر لي أن بدير زكن رجلاً مجنوناً حسن الكلام ، فأتيته فإذا أنا بشيخ حسن الهيئة جالس على وسادة يسرّح رأسه ولحيته ، فسلّمت عليه ، فرد السلام وقال : ممن يكون الرجل ؟
قال : قلت : من أهل العراق.
قال : نعم ، أهل الظرف والادب.
قال : من أيها أنت ؟
قلت : من أهل البصرة.
قال : أهل التجارب والعلم.
قال : فمن أيهم أنت ؟
قلت : أبو الهذيل العلاف.
قال : المتكلم ؟
قلت : بلى.
فوثب عن وسادته وأجلسني عليها ، ثم قال ـ بعد كلام جرى بيننا ـ : ما تقولون في الامامة ؟
قلت : أي الامامة تريد ؟
قال : مَن تقدمون بعد النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ؟
قلت : مَن قدم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
قال : ومَن هو ؟
قلت : أبا بكر.
قال لي : يا أبا الهذيل ولم قد متم أبابكر ؟
قال : قلت : لان النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « قدّموا خيركم وولوا أفضلكم » وتراضى الناس به جميعا (2).
قال : يا أبا الهذيل ، هاهنا وقعت.
أمّا قولك : إن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « قدّموا خيركم وولّوا أفضلكم » ، فإني أوجدك أن أبابكر صعد المنبر وقال : « وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم » (3) فإن كانوا كذّبوا عليه فقد خالفوا أمر النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وإن كان هو الكاذب على نفسه فمنبر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لا يصعده الكاذبون.
وأمّا قولك : أن الناس تراضوا به ، فإن أكثر الانصار قالوا منا أمير ومنكم أمير ، وأمّا المهاجرون فإن الزبير بن العوام قال : لا أبايع إلاّ عليا ، فأمر به فكسر سيفه ، وجاء أبو سفيان بن حرب وقال : يا أبا الحسن ، لو شئت لأملأنَّها خيلاً ورجالاً (4) يعني « المدينة » ، وخرج سلمان فقال بالفارسي : « كرديد ونكرديد ، وندانيد كه چه كرديد »(5) ، والمقداد وأبوذر ، فهؤلاء المهاجرون والانصار.
أخبرني يا أبا الهذيل عن قيام أبي بكر على المنبر وقوله :
إن لي شيطانا يعتريني (6) ، فإذا رأيتموني مغضبا فاحذروني ، لا أقع في أشعاركم وأبشاركم ، فهو يخبركم على المنبر إني مجنون ، وكيف يحلّ لكم أن تولّوا مجنونا ؟!
وأخبرني يا أبا الهذيل ، عن قيام عمر وقوله : وددت أني شعرة في صدر أبي بكر ، ثم قام بعدها بجمعة فقال : « إن بيعة أبي بكر كانت فلتة (7) وقى الله شرها ، فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه » (8) فبينما هو يود أن يكون شعرة في صدره ، وبينما هو يأمر بقتل من بايع مثله.
فأخبرني يا أبا الهذيل عن الذي زعم أن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ لم يستخلف (9) ، وأن أبابكر استخلف عمر ، وأن عمر لم يستخلف ، فأرى أمركم بينكم متناقضا.
وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر حين صيّرها شورى بين ستة ، وزعم أنهم من أهل الجنة فقال : « إن خالف اثنان لاربعة فاقتلوا الاثنين ، وإن خالف ثلاثة لثلاثة ، فاقتلوا الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن عوف » (10).
فهذه ديانة أن يأمر بقتل أهل الجنه (11) ؟!!!
وأخبرني يا أبا الهذيل ، عن عمر لما طُعِن ، دخل عليه عبد الله بن عباس ، قال : فرأيته جزعاً.
فقلت : يا أمير ، ما هذا الجزع ؟
قال : يا بن عباس ، ما جزعي لاجلي ولكن جزعي لهذا الامر من يليه بعدي.
قال : قلت : ولّها طلحة بن عبيد الله.
قال : رجل له حدّة ، كان النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ يعرفه فلا أولّي أمر المسلمين حديداً.
قال : قلت : ولّها زبير بن العوام.
قال : رجل بخيل ، رأيته يماكس امرأته في كبة من غزل ، فلا أولّي أمور المسلمين بخيلاً.
قال : قلت : ولّها سعد بن أبي وقاص.
قال : رجل صاحب فرس وقوس ، وليس من أحلاس الخلافة.
قال : قلت : ولّها عبد الرحمن بن عوف.
قال : رجل ليس يحسن ان يكفي عياله.
قال : قلت : ولّها عبد الله بن عمر.
فاستوى جالسا ، ثم قال : يا بن عباس ! ما الله أردت بهذا أولّي رجلا لم يحسن أن يطلّق امرأته ؟!
قال ، قلت : ولّها عثمان بن عفان.
قال : والله لئن وليته ليحملن بني أبي معيط على رقاب المسلمين (12) ، ويوشك أن يقتلوه (13). قالها ثلاثا.
قال : ثم سكتُّ لما أعرف من مغائرته لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ.
فقال : يا بن عباس اذكر صاحبك.
قال : قلت : فوّلها عليا.
قال : فو الله ما جزعي إلاّ لمّا أخذنا الحق من أربابه ، والله لئن وليته ليحملنّهم على المحجة العظمى (14) ، وإن يطيعوه يدخلهم الجنة (15) ، فهو يقول هذا ثم صيّرها شورى بين ستة فويل له من ربه !!!
قال أبو الهذيل : فو الله بينما هو يكلمني إذ اختلط ، وذهب عقله. فأخبرت المأمون بقصته ، وكان من قصته أن ذهب بماله وضياعه حيلة وغدرا ، فبعث إليه المأمون ، فجاء به وعالجه وكان قد ذهب عقله بما صُنع به ، فرد عليه ماله وضياعه وصيّره نديما ، فكان المأمون يتشيع لذلك ، والحمد للّه على كل حال (16).
____________
(1) أبو الهذيل العلاّف : محمد بن الهذيل بن عبيد الله العبدي البصري العلاّف ، رأس المعتزلة ، لقّب بالعلاّف لانّ داره بالبصرة كانت في العلاّفين ، شيخ البصريين في الاعتزال ومن اكبر علمائهم ، وصاحب المقالات في مذهبهم ، ولد في سنة إحدى أو أربع وثلاثين ومائة وتوفي في أوّل أيّام المتوكل سنة خمس وثلاثين ومائتين بسر من رأى وسنُّه مائة سنة.
راجع : أمالي المرتضى ج1 ص178 ، سير أعلام النبلاء ج10 ص542 رقم : 173 ، طبقات المعتزلة ص 44.
(2) لم يحصل تراضٍ او اجماع على بيعة ابي بكر ، فهناك الكثير ممن تخلّف من الصحابة عن بيعته وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ.
وممن ذكر ذلك : صحيح مسلم ج5 ص152 ط محمد علي صبيح وج2 ، ص81 ، ط عيسى الحلبي وج5 ، ص153 ، ط المكتبة التجارية ، صحيح البخاري ج5 ص82 ط دارالفكر وج3 ص 55 ط دار احياء الكتب ، الامامة والسياسة ج1 ص13 ، مروج الذهب ج2 ص307 ، تاريخ الطبري ج3 ، ص208 ، العقد الفريد ج5 ص13.
وممن تخلف من الصحابة عن بيعة ابي بكر :
1 ـ العباس بن عبد المطلب. 2 ـ عتبة بن ابي لهب. 3 ـ سلمان الفارسي. 4 ـ ابوذر الغفاري. 5 ـ عمار بن ياسر. 6 ـ المقداد. 7 ـ البراء بن عازب. 8 ـ أبي بن كعب. 9 ـ سعد ابن أبي وقاص. 10 ـ طلحة بن عبيد الله. 11 ـ الزبير بن العوام. 12 ـ خزيمة بن ثابت. 13 ـ فروة بن عمر الانصاري. 14 ـ خالد بن سعيد بن العاص. 15 ـ سعد بن عبادة الانصاري ، لم يبايع حتى توفي بالشام في خلافة عمر. 16 ـ الفضل بن العباس. وفي مقدمة هؤلاء امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وبنو هاشم.
راجع في ذلك : العقد الفريد ج5 ص13 ، شرح النهج لابن أبي الحديد ج1 ص131 ، مروج الذهب للمسعودي ج2 ص1 ـ 3 ، أسد الغابة لابن الاثير ج3 ص222 ، تاريخ الطبري ج3 ، ص208 ، السيرة الحلبية ج3 ص356 ، تاريخ اليعقوبي ج2 ، ص123.
(3) الامامة والسياسة لابن قتيبة ص22 ، العقد الفريد ج5 ص13.
(4) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 ص222.
(5) يعني فعلتم وما فعلتم ولا تعلمون ما الذي فعلتم.
(6) كنز العمال ج5 ص589 ح14050 ، مجمع الزوائد ج5 ص183 ، الطبري في تاريخه ج3 ص244 ، ابن كثير في البداية والنهاية ج6 ص303 ، ابن ابي الحديد في شرح النهج ج6 ص20 ، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص71 ، ابن قتيبة في الامامة والسياسة ص22.
(7) جاء في المنجد ص592 : الفَلْتَة جمع فلتات : الامر يقع من غير إحكام ، يقال : خرج الرجلُ فلتةً ، أي بغتة ، وحدث الامر فلتةً أي فجأَةً من غير تدبُّر. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج2 ص37 : وذكر صاحب الصحاح أن الفلتةَ : الامر الذي يُعمل فجأة من غير تردد ولا تدبّر. وهكذا كانت بيعة أبي بكر ، لان الامر فيها لم يكن شورى بين المسلمين ، وإنما وقعت بغتةً لم تُمحَّصْ فيها الاراء ، ولم يتناظر فيها الرجال ، وكانت كالشيء المُستلَب المُنْتهَب ، وكان عمر يخاف أن يموت ( أبو بكر ) عن غير وصيّة ، أو يُقتل قتلاً فيبايَع أحدٌ من المسلمين بغتةً كبيعة أبي بكر ، فخطب بما خطب له ، وقال معتذراً : ألا إنه ليس فيكم مَنْ تُقطع إليه الاعناق كأبي بكر !
وفي هذا المعنى يقول محمد بن هانئ المغربي ـ كما في شرح النهج أيضاً ج2 ص37 :
ولكنّ أمراً كان أُبرم بينهمْ * وإن قال قومٌ فلتةً غيرُ مُبْرَمِ
وقال آخر :
زعموها فَلْتـَةً فــاجئــةً * لا وَرَبِّ البيت والرُّكْن المشيدِ
إنّما كانتْ أموراً نُسِجــَتْ * بينهم أسبابُها نسْجَ الْبُــرود
(8) شرح نهج البلاغة لابن الحديد ج2 ص23 ، النهاية لابن الاثير ج3 ص466 ، تاريخ الطبـري ج3 ص205 ، الصـواعق المحـرقة ص36 ، أنسـاب الاشـراف للبلاذري ج5 ص15 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص68 ، نهج الحق ص264. (9) لا يمكن القول بأن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ترك أمته سدىً ولم يعيِّن لهم خليفةً وهذا خلاف فعله وفعل الحكماء أيضاً فإنه حينما ترك المدينة في غزوة تبوك لم يتركها بلا خليفة ! بل خَلْف من يلي أمرهم مقامه وهو علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ، وإذا كان كذلك فكيف يتركهم بلا خليفة بعد موته وهو يعلم أن أمته سوف تلاقي ويلات من النزاع والاختلاف والفتن وهو القائل : « ستفترق أمتي بعدي على ثلاث وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقي في النار » ، ناهيك عن النصوص الكثيرة المستفيضة في كتب المذاهب الاسلامية الدالة على تعيينه للخليفة والوصي من بعده وهو علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ، وكما تشير إلى ذلك أيضاً الادلة العقلية ، فالذي يزعم أنه ـ صلى الله عليه وآله ـ ترك أمته سدىً بلا خليفة ما هو إلاّ مكابرٌ معاندٌ وما أحسن قول الازري ـ عليه الرحمة ـ في هذا المعنى حيث يقول :
أنبيٌ بــلا وصيٍ تعـــالى * الله عمـا يقولــه سفهـاهــا
زعموا أن هذه الارض مرعى * تُرِكَ الناس فيه ترك سداهـــا
كيف تخلو من حجة وإلى مـن * ترجع الناس في اختلاف نهاهـا
وأرى السؤ للمقاديـر ينمــى * فإذاً لا فســاد إلا قضاهـــا
قـد علمتـم أن النبي حكيــم * لم يدع من أمـوره أولاهـــا
أم جهلتم طـرق الصواب من * الدين ففاتت أمثالكــم مثلاهـا
هل ترى الاوصياء يا سعد إلا * أقرب العالمين مـن أنبياهــا
أو تـرى الانبياء قد تخــذوا * المشرك دهراً بالله من أوصياها
أم نبي الهدى رأى الرسل ضلَّت * قبله فاقتفى خلاف اقتفاهـــا
(10) عهد الخليفة عمر بالشورى على هذه الكيفية ثابت بالتواتر في مصادر العامة ، فراجع على سبيل المثال :
الكامل لابن الاثير ( في حوادث سنة 23 ) ج3 ص66 ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ( في شرح الخطبة الشقشقية ) ج1 ص185 ـ 194 ، تاريخ الطبري ج4 ص228 ، وقريب منه في الطبقات لابن سعد ج3 ص338.
(11) اضف الى ذلك شهادة عمر ، بأن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مات راضيا عنهم ، وهو قوله : ان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مات وهو راض عن هذه الستة من قريش : علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف ؟ ! !
راجع : شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 ص185 ( في قصة الشورى ) ، تاريخ الطبري ج4 ص227 ، الكامل في التاريخ ج3 ص65.
(12) قال ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج1 ص198 : وصحت فيه فراسة عمر ، إذ قد أوطأ بني أمية رقاب الناس ، وأولاهم الولايات ، واقطعهم القطائع ، واُفتتحت أرمينيا في أيامه ، فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان فقال عبد الرحمن بن الحنبل الجمحي :
أحلف بالله رب الانــــام * ما ترك الله شيئا سُـــدى
ولكــن خُلقت لنـا فتنــة * لكي نبتلي بـك او تُبتلــى
فإنّ الامينيــن قد بيّنـــا * منار الطريـق عليه الهـدى
فما أخــذا درهما غيلــة * ولا جعلا درهمـا في هوى
وأعطيت مروان خُمس البلاد * فهيهات سعيـك ممَّنْ سعـى
وقد روى هذه الابيات ايضا ابن قتيبة في المعارف ص84 ، وأبو الفدا في تاريخه ج1 ص168 ، باضافة هذا البيت بعد البيت الرابع :
دعوت اللّعين فأدنيته * خلافا لسّنة من قد مضى
وذكرها ايضا ابن عبد ربه في العقد الفريد ج2 ص261. (13) يذكر ذلك في باب فراسة عمر ، ومن الذين ذكروا ذلك ابن ابي الحديد في شرح النهج ( في قصة الشورى ) ج1 ص186 : أن عمر قال لعثمان ( وهو ملقىً على فراشه يجود بنفسه ) : هيها إليك ! كأني بك قد قلدتك قريش هذا الامر لحبّها إياك ، فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس ، وآثرتهم بالفئ ، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب ، فذبحوك على فراشك ذبحا ، والله لئن فعلوا لتفعلنّ ، ولئن فعلت ليفعلنّ ، ثم أخذ بناصيته ، فقال : فإذا كان ذلك فاذكر قولي ، فإنه كائن ؟!
(14) روى ابن عبد البرفي الاستيعاب ان عمر قال في عليٍّ ـ عليه السلام ـ : إن ولّوها الاجلح سلك بهم الطريق المستقيم ، فقال له ابن عمر : ما يمنعك أن تقدّم عليا ؟ قال : اكره أن أتحملها حيا وميتا ( عن هامش الايضاح ص128 ) ، وايضا نصّ على هذا المعنى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كما اخرجه احمد في مسنده ج1 ص109 عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حديث : وان تؤمروا عليا ـ عليه السلام ـ ولا اراكم فاعلين ، تجدوه هادياً مهديّا يأخذ بكم الطريق المستقيم ، وفي الفرائد ج1 ص266 ح207 ، في حديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم : وإن تستخلفوا علياً ـ ولا آراكم فاعلين ـ تجدوه هادياً مهدياً يحملكم على المحجّة البيضاء.
(15) وقد نصّ على ذلك النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ان استخلفوا عليا ـ عليه السلام ـ أدخلهم الجنة ، فقد روى الخطيب الخوارزمي في المناقب ص68 ، مسندا عن عبد الله عن مسعود قال : كنت مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقد أصحر فتنفس الصعداء ، فقلت : يا رسول الله مالك تتنفس ؟ قال : يا بن مسعود نعيت اليّ نفسي ، فقلت : يا رسول الله استخلف ، قال : من ؟ قلت : ابابكر ، فسكت ، ثم تنفس ، فقلت : مالي اراك تتنفس ؟ قال : نعيت الـيّ نفسي. فقلت : استخلف يا رسول الله ، قال : من ؟ قلت : عمر بن الخطاب ، فسكت ، ثم تنفس قال : فقلت : ما شأنك يا رسول الله ؟ قال نعيت اليّ نفسي ، فقلت : استخلف قال : من ؟ قلت : علي بن ابي طالب ، قال : اوه ولن تفعلوا اذا ابدا ، والله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج7 ص360 ، وكذلك فرائد السمطين ج1 ص273 ـ 274 ح212 ، وفيه : أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أكتعين.
(16) الاحتجاج : ج2 ص382 ـ 385.
التعلیقات