مناظرة المأمون مع الفقهاء
في الإمامة
منذ 14 سنةعن حمّاد بن زيد قال : بعث إليَّ يحيى بن أكثم وإلى عدّة من أصحابي ، وهو يومئذ قاضي القضاة ، فقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلاً كلهم فقيه يفقه (2) ما يقال له ويحسن الجواب ، فسمّوا من تظنّونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين.
فسمّينا له عدة ، وذكر هو عدة ، حتى تم العدد الذي أراد ، وكتب تسمية القوم ، وأمر بالبكور (3) في السَحَر ، وبعث إلى من لم يحضر ، فأمره بذلك ، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر ، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا ، فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب ، فإذا بخادم واقف ، فلما نظر إلينا ، قال : يا أبا محمد ، أمير المؤمنين ينتظرك ، فأدخلنا ، فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها ، فلم نستتم حتى خرج الرسول ، فقال : ادخلوا فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه ، وعليه سواده وطيلسانه (4) والطويلة وعمامته ، فوقفنا وسلّمنا ، فرد السلام وأمر لنا بالجلوس ، فلما استقرّ بنا المجلس انحدر عن فراشه ونزع عمامته وطيلسانه ووضع قلنسوته (5) ثم أقبل علينا ، فقال : إنما فعلت ما رأيتم لتفعلوا مثل ذلك ، وأما الخفُّ فمَنَعَ من خلعه علّة ، من قد عرفها منكم فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فسأعرفه بها ، ومدّ رجله ، وقال : انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالستكم.
قال : فأمسكنا فقال لنا يحيى : انتهوا إلى ما أمركم به أمير المؤمنين فتنحينا فنزعنا أخفافنا وطيالستنا وقلانستنا ورجعنا ، فلما استقر بنا المجلس قال : إنما بعثت إليكم معشرَ القوم في المناظرة ، فمن كان به شيء من الاخبثين (6) لم ينتفع بنفسه ولم يفقه ما يقول ، فمن أراد منكم الخلاء فهناك ، وأشار بيده ، فدعونا له ، ثم ألقى مسألة من الفقه.
فقال : يا محمد ، قل ، وليقل القوم من بعدك ، فأجابه يحيى ، ثم الذي يلي يحيى ، ثم الذي يليه ، حتى أجاب آخرنا ، في العلّة وعلّة العلة وهو مطرق لا يتكلم ، حتى إذا انقطع الكلام التفت إلى يحيى.
فقال : يا أبا محمد ، أصبت الجواب وتركت الصواب في العلة. ثم لم يزل يردُّ على كل واحد منا مقالته ، ويخطّئُ بعضنا ويصوّب بعضنا ، حتى أتى على آخرنا.
ثم قال : إني لم أبعث فيكم لهذا ، ولكنني أحببت أن أنبئكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به.
قلنا : فليعمل أمير المؤمنين وفّقه الله.
فقال : إن أمير المؤمنين يدين الله على أنّ عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ خيرُ خلق الله بعد رسوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأولى الناس بالخلافة (7) له.
قال إسحاق : فقلت : يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في عليّ ، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة.
فقال : يا إسحاق ، اختر ، إن شئت سألتك أسألك ، وإن شئت أن تسأل فقلْ.
قال إسحاق : فاغتنمتها منه ، فقلت : بل أسألك يا أمير المؤمنين.
قال : سل.
قلت : من أين ؟
قال أمير المؤمنين : إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالخلافة بعده ؟
قال : يا إسحاق ، خبّرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال فلان أفضل من فلان ؟
قلت : بالاعمال الصالحة.
قال : صدقت.
قال : فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، ثم إن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، أيُلْحق به ؟
قال : فأطرقت.
فقال لي : يا إسحاق ، لا تقل نعم ، فإنك إن قلت نعم أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاةً وصدقة.
فقلت : أجل يا أمير المؤمنين ، لا يلحق المفضول على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ الفاضل أبدا.
قال : يا إسحاق ، فانظر ما رواه لك أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدْوتك من فضائل عليّ بن أبي طالب ، فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر ، فإن رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي ، فقل إنه أفضل منه ، لا والله ، ولكن فقس إلى فضائله ما روي لك من فضائل أبي بكر وعمر ، فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده ، فقل إنهما أفضل منه ، ولا والله ، ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان ، فإن وجدتها مثل فضائل عليّ ، فقل إنهم أفضل منه ، لا والله ، ولكن قس بفضائل العشرة الذين شهد لهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالجنة ، فإن وجدتها تشاكل فضائله فقل إنهم أفضل منه.
قال : يا إسحاق ، أيّ الاعمال كانت أفضل ، يوم بعث الله رسوله ؟
قلت : الاخلاص بالشهادة.
قال : أليس السبقُ إلى الاسلام ؟
قلت : نعم.
قال : اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول : ( والسابقونَ السّابقون ، أُولئك المقرّبون ) (8) ، إنما عنى مَنْ سَبق إلى الاسلام ، فهل علمت أحدا سبق عليّا إلى الاسلام (9) ؟
قلت : يا أمير المؤمنين ، إن عليا أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم ، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم.
قال : أخبرني أيهما أسلم قبل ، ثم أناظرك من بعده في الحداثة والكمال.
قلت : عليّ أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة.
فقال : نعم ، فأخبرني عن إسلام عليّ حين أسلم : لا يخلو من أن يكون رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ دعاه إلى الاسلام ، أو يكون إلهاما من الله.
قال : فأطرقت.
فقال لي : يا إسحاق ، لا تقل إلهاما فتقدّمه على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لانّ رسول الله لم يعرف الاسلام حتى أتاه جبرئيل عن الله تعالى.
قلت : أجل ، بل دعاه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى الاسلام.
قال : يا إسحاق فهل يخلو رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حين دعاه إلى الاسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلّف ذلك من نفسه ؟
قال : فأطرقت.
فقال : يا إسحاق ، لا تنسب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى التكلّف ، فإن الله يقول : ( وما أنا من المتكلفين ) (10).
قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، بل دعاه بأمر الله.
قال : فهل من صفة الجبار جل ثناؤه أن يكلّف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم ؟
قلت : أعوذ بالله !
فقال : أفتراه في قياس قولك يا إسحاق : « إن عليا أسلم صبيّا لا يجوز عليه الحكم » ، قد كُلّف رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من دعاء الصبيان ما لا يطيقون ، فهو يدعوهم الساعة ويرتدُّون بعد ساعة ، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شي ولا يجوز عليهم حكم الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى الله عزّ وجلّ ؟
قلت : أعوذ بالله.
قال : يا إسحاق ، فأراك إنما قصدت لفضيلة فضّل بها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عليّا على هذا الخلق ، أبانه بها منهم ليعرّف مكانه وفضله ، ولوكان الله تبارك وتعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا عليا ؟
قلت : بلى.
قال : فهل بلغك أن الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ دعا أحدا من الصبيان من أهله وقرابته ـ لئلا تقول إن عليا ابن عمه ـ ؟
قلت : لا أعلم ولا أدري فعل أو لم يفعل.
قال : يا إسحاق ، أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسأل عنه ؟
قلت : لا.
قال : فدع ما قد وضعه الله عنّا وعنك.
قال : ثم أيّ الاعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الاسلام ؟
قلت : الجهاد في سبيل الله.
قال : صدقت ، فهل تجد لاحد من أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ما تجد لعليّ في الجهاد ؟
قلت : في أي وقت ؟
قال : في أي الاوقات شئت !
قلت : بدر ؟
قال : لا أريد غيرها ، فهل تجد لاحد إلاّ دون ما تجد لعليّ يوم بدر ؟
أخبرني : كم قتلى بدر ؟
قلت : نيف وستون رجلاً من المشركين.
قال : فكم قتل عليّ وحده ؟
قلت : لا أدري.
قال : ثلاثة وعشرين ، أو اثنين وعشرين (11) ، والاربعون لسائر الناس.
قلت : يا أمير المؤمنين كان أبو بكر مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في عريشه (12).
قال : يصنع ماذا ؟
قلت : يُدبّر.
قال : ويحك ! يُدبّر دون رسول الله أو معه شريكا ، أو افتقارا من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى رأيه ؟ أي الثلاث أحب اليك ؟
قلت : أعوذ بالله أن يُدبّر أبو بكر دون رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أو يكون معه شريكا ، أو أن يكون برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ افتقارٌ إلى رأيه.
قال : فما الفضيلة بالعريش إذا كان الامر كذلك ؟ أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أفضل ممن هو جالس ؟
قلت : يا أمير المؤمنين ، كلُّ الجيش كان مجاهدا.
قال : صدقت ، كلٌ مجاهد ، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وعن الجالس ، أفضل من الجالس ، أما قرأت كتاب الله : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) (13).
قلت : وكان ابو بكر وعمر مجاهدين.
قال : فهل كان لابي بكر وعمر فضلٌ على من لم يشهد ذلك المشهد ؟
قلت : نعم.
قال : فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر.
قلت : أجل.
قال : يا أسحاق ، هل تقرأ القرآن ؟
قلت : نعم.
قال : اقرأ عليَّ ( هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) (14) فقرأت منها حتى بلغت : ( يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ) (15) إلى قوله : ( ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا ) (16).
قال : على رسلك ، فيمن أُنزلت هذه الايات ؟
قلت : في عليّ (17).
قال : فهل بلغك أن عليّا حين أطعم المسكين واليتيم والاسير.
قال : إنما نطعمكم لوجه الله ؟ وهل سمعت الله وصف في كتابه أحدا بمثل ما وصف به عليّا ؟
قلت : لا.
قال : صدقت ، لان الله جل ثناؤه عرف سيرته يا إسحاق ، ألست تشهد أن العشرة في الجنة ؟
قلت : بلى يا أمير المؤمنين.
قال : أرأيت لو أنّ رجلاً قال : والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا ، ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله ، أكان عندك كافرا ؟
قلت : أعوذ بالله !
قال : أرأيت لو أنه قال : ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا ، كان كافرا ؟
قلت : نعم.
قال : يا إسحاق ، أرى بينهما فرقا يا إسحاق ، أتروي الحديث ؟
قلت : نعم.
قال : فهل تعرف حديث الطير (18) ؟
قلت : نعم.
قال : فحدّثني به قال : فحدّثته الحديث.
فقال : يا إسحاق ، إني كنت أكلّمك وأنا أظنك غير معاند للحق ، فأمّا الان فقد بان لي عنادك ، إنك توقن أن هذا الحديث صحيح.
قلت : نعم ، رواه من لا يمكنني ردّه.
قال : أفرأيت من أيقن أن هذا الحديث صحيح ، ثم زعم أن أحدا أفضل من علي لا يخلو من إحدى ثلاثة : من أن تكون دعوة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عنده مردودة عليه ، أو أن يقول عرف الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب اليه ، أو أن يقول إن الله عز وجل لم يعرف الفاضل من المفضول ، فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول ؟
فأطرقت... ثم قال : يا إسحاق ، لا تقل منها شيئا ، فإنك إن قلت منها شيئا استنبْتُك (19) ، وإن كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة الاوجه فقله.
قلت : لا أعلم وإن لابي بكر فضلاً.
قال : أجل ، لو لا أن له فضلاً لما قيل إن عليا أفضل منه ، فما فضله الذي قصدت له الساعة ؟
قلت : قول الله عز وجل : ( ثاني اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا ) (20) ، فنسبه إلى صحبته.
قال : يا إسحاق ، أما إني لا أحملك على الوعر من طريقك ، إني وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضي عنه كافرا ، وهو قوله : ( فقال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلاً ، لكنّا هو الله ربي ولا أشرك بربى أحدا ) (21).
قلت : إن ذلك صاحب كان كافرا ، وأبو بكر مؤمن.
قال : فإذا جاز ان ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا ، جاز أن ينسب إلى صحبة نبيه مؤمنا ، وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث.
قلت : يا أمير المؤمنين ، إن قدر الاية عظيم ، إن الله يقول : ( ثاني اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا ) (22) !
قال : يا إسحاق ، تأبى الان الا أن أخرج إلى الاستقصاء عليك !
أخبرني عن حزن أبي بكر : أكان رضا أم سخطا ؟
قلت : إن ابا بكر إنما حزن من أجل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ خوفا عليه وغما ، أن يصل إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ شيء من المكروه.
قال : ليس هذا جوابي ، إنما كان جوابي أن تقول : رضا ، أم سخط. قلت : بل كان رضا لله.
قال : فكان الله جلّ ذكره بعث إلينا رسولاً ينهى عن رضا الله عز وجلّ وعن طاعته !
قلت : أعوذ بالله !
قال : أو ليس قد زعمت أن حزن أبي بكر رضا لله ؟
قلت : لله بلى.
قال : أولم تجد أن القرآن يشهد أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « لا تحزن » ، نهيا له عن الحزن ؟
قلت : أعوذ بالله !
قال : يا إسحاق ، إن مذهبي الرفق بك ، لعل الله يردّك إلى الحق ويعدل بك عن الباطل ، لكثرة ما تستعيذ بـه. وحدّثنـي عـن قـول الله : ( فأنزل الله سكينته عليه ) (23) من عنى بذلك ، رسول الله أم أبا بكر ؟
قلت : بل رسول الله.
قال : صدقت.
قال : حدّثني عن قول الله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ) (24) إلى قوله : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) (25).
أتعلم مَنْ المؤمنون الذين أراد الله في هذا الموضع ؟
قلت : لا أدري يا أمير المؤمنين.
قال : الناس جميعا انهزموا يوم حنين ، فلم يبق مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلاّ سبعة نفر من بني هاشم : عليّ يضرب بسيفه بين يدي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ والعباس (26) أخذ بلجام بغلة رسول الله ، والخمسة محدقون به خوفا من أن يناله من جراح القوم شيء ، حتى أعطى الله لرسوله الظّفر ، فالمؤمنون في هذا الموضع عليُّ خاصة ، ثم من حضره من بنيهاشم.
قال : فمن أفضل ، من كان مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في ذلك الوقت ، أم من انهزم عنه ولم يره الله موضعا لينزلها عليه ؟
قلت : بل من أنزلت عليه السكينة.
قال : يا إسحاق ، من أفضل ، من كان معه في الغار ، أم من نام على فراشه (27) ووقاه بنفسه ، حتى تمّ لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ما أراد من الهجرة ؟ إن الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر عليّا بالنوم على فراشه ، وأن يقي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بنفسه ، فأمره رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بذلك ، فبكى عليُّ ـ عليه السلام ـ ، فقال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ما يبكيك يا عليُّ ، أجزعا من الموت ؟
قال : لا ، والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، ولكن خوفا عليك ، أفتسلم يا رسول الله ؟
قال : نعم.
قال : سمعا وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله ، ثم أتى مضجعه واضطجع ، وتسجّى(28) بثوبه ، وجاء المشركون من قريش فحفّوا (29) به ، لا يشكّون أنه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربةً بالسيف ، لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطنا بدمه ، وعليُّ يسمع ما القوم فيه من إتلاف نفسه ، ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار ، ولم يزل عليُّ صابرا محتسبا ، فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح ، فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟
قال : وما علمي بمحمد أين هو ؟ قالوا : فلا نراك إلا مغرّرا بنفسك منذ ليلتنا ، فلم يزل على أفضل ما بدأ به يزيد ولا ينقص ، حتى قبضه الله إليه.
يا إسحاق ، هل تروي حديث الولاية ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين.
قال : أروه ، ففعلت.
قال : يا إسحاق ، أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟
قلت : إن الناس ذكروا أن الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشي جرى بينه وبين علي ، وأنكر ولاء علي ، فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « من كنت مولاه فعليُّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (30).
قال : في أي موضع قال هذا ، أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟
قلت : أجل.
قال : فإنّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير (31) كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ أخبرني : لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول : مولاي مولى ابن عمي ، أيها الناس فاعلموا ذلك ، أكنت منكرا ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟
فقلت : اللهم نعم.
قال : يا إسحاق ، أفتنزّه ابنك عما لا تنزه عنه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ؟ ويحكم ! لا تجعلوا فقهاءكم اربابكم (32) ، إن الله جل ذكره قال في كتابه : ( اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) (33) ولم يصلّوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب ، ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم ، يا إسحاق ، أتروي حديث : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » (34) ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قد سمعته وسمعت من صحّحه وجحده.
قال : فمن أوثق عندك ، من سمعت منه فصحّحه ، أو من جحده ؟
قلت : من صحّحه.
قال : فهل يمكن أن يكون الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ مزح بهذا القول ؟
قلت : أعوذ بالله !
قال : فقال قولاً لا معنى له فلا يوقف عليه ؟
قلت : أعوذ بالله !
قال : أفما تعلم أن هارون كان أخا موسى لابيه وأمّه ؟
قلت : بلى.
قال : فعليُّ أخو رسول الله لابيه وأمّه ؟
قلت : لا.
قال : أو ليس هارون كان نبيّا وعليُّ غير نبيّ ؟
قلت : بلى.
قال : فهذان الحالان معدومان في عليّ وقد كانا في هارون ، فما معنى قوله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » ؟
قلت له : إنما أراد أن يطيّب بذلك نفس عليّ لمّا قال المنافقون : أنه خلّفه استثقالا له.
قال : فأراد أن يطيّب نفسه بقول لا معنى له ؟
قال : فأطرقت.
قال : يا إسحاق ، له معنى في كتاب الله بيّن.
قلت : وما هو يا أمير المؤمنين ؟
قال : قوله عز وجل حكايةً عن موسى أنه قال لاخيه هارون : ( اخلفني فى قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) (35).
قلت : يا أمير المؤمنين ، إن مـوسى خلّف هارون في قومه وهو حيُّ ، ومضى إلى ربه ، وإن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ خلّف عليّا كذلك حين خرج إلى غزاته.
قال : كلا ، ليس كما قلت ، أخبرني عن موسى حين خلّف هارون هل كان معه حين ذهب إلى ربه أحدٌ من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل ؟
قلت : لا.
قال : أو ليس استخلفه على جماعتهم ؟
قلت : نعم.
قال : فأخبرني عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حين خرج إلى غزاته ، هل خلّف إلاّ الضعفاء والنساء والصبيان ، فأنّى يكون مثل ذلك ؟
وله عندي تأويل آخر من كتاب الله يدل على استخلافه إياه ، لا يقدر أحد أن يحتج فيه ، ولا أعلم أحدا احتج به وأرجو أن يكون توفيقا من الله.
قلت : وما هو يا أمير المؤمنين ؟
قال : قوله عز وجل حين حكى عن موسى قوله : ( واجعل لي وزيرا من أهلي هرون أخى اشدد به أزري وأشركه فى أمري كي نسبّحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت بنا بصيرا ) (36) « فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى ، وزيري من أهلي ، وأخي ، شدّ الله به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبح الله كثيرا ، ونذكره كثيرا » ، فهل يقدر أحد يدخل في هذا شيئا غير هذا ولم يكن ليبطل قول النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأن يكون لا معنى له ؟
قال : فطال المجلس وارتفع النهار.
فقال : يحيى بن أكثم القاضي : يا أمير المؤمنين ، قد أوضحت الحق لمن أراد الله به الخير ، وأثبتّ ما يقدر أحد أن يدفعه.
قال إسحاق : فأقبل علينا وقال : ما تقولون ؟
فقلنا : كلنا نقول بقول أمير المؤمنين أعزه الله.
فقال : والله لو لا أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال اقبلوا القول من الناس ، ما كنت لاقبل منكم القول ، اللهم قد نصحت لهم القول ، اللهم إني قد أخرجت الامر من عنقي ، اللهم إني أدينك بالتقرب إليك بحب عليٍّ وولايته ! (37).
____________
(1) المأمون : الخليفة ، أبو العباس ، عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور العبّاسي ، ولد سنة سبعين ومائة ، بويع بالخلافة أوّل سنة ثمان وتسعين ومائة ، بايع بالعهد للامام علي بن موسى الرضا ـ عليه السلام ـ ونبذ السواد ، وأبدله بالخضرة ، توفي سنة ثماني عشرة ومائتين وحمل الى طرطوس ودفن بها.
تجد ترجمته في : سير أعلام النبلاء ج10 ص272 رقم : 72 ، تاريخ بغداد ج10 ص183 ، الكامل في التاريخ ج6 ص266 ، سفينة البحار للقمي ج1 ص44.
(2) يفقه : يفهم.
(3) البكور : الاسراع.
(4) الطيلسان : ضرب من الاوشحة يلبس على الكتف ، او يحيط بالبدن ، خال عن التفصيل والخياطة.
(5) القلنسوة : لباس للرأس مختلف الانواع والاشكال.
(6) الاخبثين : البول والغائط.
(7) ومن ذلك قوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حق علي ـ عليه السلام ـ : فهو اولى الناس بكم بعدي.
راجع : كنز العمال ج11 ص608 ح32941 ، مجمع الزوائد ج9 ص109.
(8) سورة الواقعة : الاية 10 و11.
(9) وممن ذكر حديث : ان علياً اول الناس اسلاماً ، الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص600 ح3735 ، المستدرك على الصحيحين ج3 ص136 ، خصائص اميـر المؤمنين للنسائي ص26 ح3 ، مسند أحمد بن حنبل ج4 ص368 ، الرياض النضرة ج3 ص109 ، وفي الاستيعاب ج3 ص1090 قال : وروي عن سلمان انه قال : اول هذه الامة وروداً على نبيها ـ صلى الله عليه وآله ـ الحوض اولها اسلاماً علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ، وقد ذكر الحجة الاميني في كتابه الغدير ج3 ص219 مائة حديث من طرق مختلفة رواها أئمة الحديث في أن علياً اول من اسلم.
(10) سورة ص : الاية 86.
(11) راجع : المغازي للواقدي ج1 ص147 ـ 153 ، السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص436 ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج14 ص208 ـ 212 ، الارشاد للمفيد ص40 ، مجمع البيان ج2 ص558 ، كشف الغمة ج1 ص181 ، بحار الانوار ج19 ص291 وص293 وص365.
(12) العريش : ما يستظل به ، والسقف.
(13) سورة النساء : الاية 95.
(14) سورة الانسان : الاية 1.
(15) سورة الانسان : الاية 5.
(16) سورة الانسان : الاية 8.
(17) فقد روى الجمهور في سبب نزول هذه الايات في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ان الحسن والحسين مرضا ، فعادهما رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وعامة العرب ، فنذر علي صوم ثلاثة ايام ، وكذا أمُهما فاطمة ـ عليها السلام ـ وخادمتهم فضة ، لئن بَرئا ، فبَرئا ، وليس عند آل محمد ـ صلّى الله عليه وآله ـ قليل ولا كثير ، فاستقرض أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ثلاثة أصوع من الشعير ، وطحنت فاطمة منها صاعاً ، فخبزته أقراصاً ، لكل واحد قرص ، وصلى علي ـ عليه السلام ـ المغرب ، ثم أتى المنزل ، فوضع بين يديه للافطار ، فأتاهم مسكين ، وسألهم ، فأعطاه كل واحد منهم قوته ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً.
ثم صاموا اليوم الثاني ، فخبزت فاطمة ـ عليها السلام ـ صاعاً آخر ، فلما قدّمته بين أيديهم للافطار أتاهم يتيم ، وسألهم القوت ، فتصدق كلٌ منهم بقوته فلما كان اليوم الثالث من صومهم ، وقدِّم الطعام للافطار ، أتاهم اسير وسألهم ، فأعطاه كل منهم قوته ، ولم يذوقوا في الايام الثلاثة سوى الماء فرآهم النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ في اليوم الرابع ، وهم يرتعشون من الجوع ، وفاطمة ـ عليها السلام ـ قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عينها ، فقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : واغوثاه ، ياالله ، أهل محمد يموتون جوعاً ، فهبط جبرئيل ، فقال : خذ ما هنأك الله تعالى به في أهل بيتك ، فقال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فأقرأه : ( هل أتى ). راجع شواهد : التنزيل للحاكم الحسكاني ج2 ص393 ـ 414 ح1042 ـ 1070 ، مناقب ابي المغازلي ص272 ح320 ، اسباب النزول للواحدي ص296 ، الدر المنثور للسيوطي ج8 ص371 ، ذخائر العقبى ص102 ، تفسير البيضاوي ج5 ص165 ، تفسير الطبري ج29 ص125 ، تفسير الفخر الرازي ج30 ص243 ، الكشاف للزمخشري ج4 ص670 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص21 ، احقاق الحق للتستري ج 3 ص 158 ـ 169 و ج 9 ص 110 ـ 123 ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص301.
وقال أحد الادبأ في هذه الحادثة الشريفة ـ كما في شرح النهج لابن ابي الحديد ج19 ص101 :
جادَ بالقُرْص والطَّوَى مِلُ جنبي * ـهِ وعافَ الطَّعام وهو سَغُـوبُ
فأعاد القُرْصُ المنيرُ عليـه الـ * ـقُرْصَ والمُقرِض الكِرامِ كَسوبُ
(18) حديث الطائر المشوي هو اشهر من أن يذكر فقد روته جل مصادر العامة ، فقد جاء في المستدرك للحاكم ج3 ص130 : عن أنس بن مالك قال : كنت أخدم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فَقُدِّم لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فرخ مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، قال : فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الانصار ، فجاء علي ـ عليه السلام ـ فقلت : إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ على حاجة ، ثم جاء ، فقلت : ان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ على حاجة فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : افتح فدخل فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ما حسبك يا علي ؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث كرّات يردني أنس ، يزعم أنك على حاجة ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقلت : يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي ، فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إن الرجل قد يحب قومه.
وقد روي هذا الحديث في مصادر كثيرة منها :
ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ من تاريخ دمشق ج2 ص105 ـ 134 ح612 ـ 645 ، المناقب لابن المغازلي ص156 ـ 175 ح189 ـ 212 ، صحيح الترمذي ج5 ص595 ح3721 ، المستدرك للحاكم ج3 ص130 ، مجمع الزوائد ج9 ص125 ، عيـون أخبار الرضا ـ عليه السلام ـ ج2 ص187 ح2 ، أمالي الصدوق ص521 ، الخصال ص551 ح30 ، وممن أفرد هذا الحديث بالتأليف : الحاكم النيسابوري في كتاب سماه (قصة الطير) ، وابن جريرالطبري ، والحافظ ابن عقدة ، والحافظ ابن مردويه ، والحافظ ابو نعيم الاصفهاني ، والحافظ ابو عبد الله الذهبي.
(19) استنبتك : أنبتك ، أقمتك مقامي.
(20) سورة التوبة : الاية 40.
(21) سورة الكهف : الاية 37 و38.
(22) سورة التوبة : الاية 40 ، قال الاسترابادي في هامش رجال الكشي ج1 ص131 : سياق الاية الكريمة بلسان بلاغتها تنطق بوجوه من الطعن في جلالة ابي بكر :
الاول : ان همه وحزنه وفزعه وانزعاجه وقلقه حين اذ هو مع النبي الكريم المامور من تلقاء ربه الحفيظ الرقيب بالخروج والهجرة ، والموعود من السماء على لسان روح القدس الامين بالتأييد والنصرة ، مما يكشف عن ضعف يقينه وركاكة ايمانه جدا.
الثاني : أن انزال الله سكينته عليه ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقط لاعلى أبي بكر ولا عليهما جميعا ، مع كون أبي بكر احوج الى السكينة حينئذ لقلقه وحزنه يدل على انه لم يكن اهلاً لذلك.
وتحامل احتمال أن يرجع الضمير في « عليه » على أبي بكر ، كما تجشمه البيضاوي ، مع أن فيه خرق اتفاق المفسرين وشق عصاهم خلاف ما تتعاطاه قوانين العلوم اللسانية والفنون الادبية ، اليس ضمير « أيده » و « عليه » في الجملتين المعطوفة والمعطوفة عليها يعودان الى مفاد واحد ، وضمير « وايده بجنود لم تروها » في الجملة المعطوفة للنبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ بلا امتراء ، فكذلك ضمير عليه في الجملة المعطوف عليها ، أعني « فأنزل الله سكينته عليه ». الثالث : ان اسلوب « اذ يقول لصاحبه لا تحزن » في العبارة عن ابي بكر يضاهي اسلوب « يا صاحبي السجن » في سورة يوسف « فقال لصاحبه وهو يحاوره » في سورة الكهف.
(23) سورة التوبة : الاية 40.
(24) سورة التوبة : الاية 25.
(25) سورة التوبة : الاية 26.
(26) راجع : اصول الاخبار ص64 ، الارشاد للمفيد ص74 ، غزوات امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ص150.
(27) تقدمت تخريجاته.
(28) تسجىّ : تغطى.
(29) حفّوا به : استداروا حوله وأحدقوا به.
(30) تقدمت تخريجاته.
(31) استشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤته. راجع : طبقات ابن سعد ج3 ص40 ، سير اعلام النبلاء ج1 ص220 ، الاستيعاب ج2 ص542 ، أُسد الغابة ج2 ص224.
واما حادثة الغدير فقد وقعت في السنة العاشرة من الهجرة في حجة الوداع. راجع : طبقات ابن سعد ج2 ص172 ، تاريخ الذهبي ج1 ص701 ، مغازي الواقدي ج3 ص1088 وغيرها الكثير من المصادر.
(32) الارباب : جمع ربّ وهو الاله أو الصاحب.
(33) سورة التوبة : الاية 31.
(34) تقدمت تخريجاته.
(35) سورة الاعراف : الاية 142.
(36) سورة طه : الاية 35.
(37) العقد الفريد : ج5 ص349.
التعلیقات