عمران بن حطّان السدوسي البصري
رجال الخوارج
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج5 ، ص 471 ـ 474
________________________________________(471)
3 ـ عمران بن حطّان السدوسي البصري (ت / 84):عمران بن حطّان السدوسي البصري الخارجي، روى عن عائشة، و عنه
________________________________________
(472)
صالح بن سَرج، لايتابع على حديثه، قاله العقيلي، قال: و كان خارجياً. روى موسى بن إسماعيل عن عمرو بن العلاء ولقيه جرز، حدثنا صالح بن سرج، عن عمران بن حطّان، عن عائشة في حساب القاضي العادل. قلت كان الأولى أن يلحق الضعف في هذا الحديث بصالح أو بمن بعده، فإنّ عمران صدوق في نفسه، قد روى عنه يحيى بن ابي كثير، و قتادة، و محارب بن دثار. و قال العجلي: تابعي ثقة. و قال أبو داود: ليس في أهل الأهواء، أصحّ حديثاً من الخوارج، فذكر عمران بن حطان و أبا حسان الأعرج. و قال قتادة كان لاّيتهم في الحديث. و روى يعقوب بن شيبة أنّه بلغه أنّ عمران بن حطّان كانت له بنت عم كانت ترى رأي الخوارج فتزوّجها ليردّها عن ذلك فصرفته الى مذهبها. وكان عمران من نظراء جرير و الفرزدق في الشعر، و هو القائل: حتى متى تُسقى النفوس بكأسها * ريب المنون وأنت لاه ترتع
الأبيات.
مات سنة أربع و ثمانين (1).
و ترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب و قال: ذكر أبو زكريا الموصلي في تاريخ الموصل عن محمّد بن بشر العبدي الموصلي قال: لم يمت عمران بن حطّان حتى رجع عن رأي الخوارج انتهى، هذا أحسن ما يعتذر به عن تخريج البخاري له، و أمّا قول من قال: إنّه خرج ما حمل عنه قبل أن يرى ما رأى ففيه نظر، لأنّه اخرج له من رواية يحيى بن أبي كثير عنه، و يحيى إنّما سمع منه في حال هربه من الحجاج و كان الحجاج يطلبه ليقتله من أجل المذهب، و قصته في هربه مشهورة. و قال العقيلي: عمران بن حطّان لايتابع و كان يرى رأي الخوارج يحدّث عن عائشة و لم يتبّين سماعه منها.
________________________________________
1. الذهبي: ميزان الاعتدال 3 / 235 ـ 236 برقم 6277.
________________________________________
(473)
و قال ابن حبّان في الثقات: كان يميل إلى مذهب الشراة. و قال ابن البرقي: كان حرورياً. و قال الدارقطني: متروك لسوء اعتقاده و خبث مذهبه. و قال المبرد في الكامل: كان رأس القعد من الصفرية و فقيههم و خطيبهم و شاعرهم، و القعدة: الخوارج، كانوا لايرون بالحرب بل ينكرون امراء الجور حسب الطاقة و يدعون إلى رأيهم و يزيّنون مع ذلك الخروج و يحسّنونه. لكن ذكر أبو الفرج الاصبهاني انّه إنّما صار قعدياً لما عجز عن الحرب والله أعلم، قلت: وكان من المعروفين في مذهب الخوارج، و كان قبل ذلك مشهوراً بطلب العلم و الحديث ثم ابتلي، و أنشد له من شعره:لا يعجز الموت شيء دون خالقه * و الموت يفني إذا ما ناله الأجل
و كل كرب أمام الموت منقشع * و الكرب و الموت ممّا بعده جلل(1)
و في الأغاني إنّما صار ابن حطّان من القعدية لأنّ عمره طال وكبر و عجز عن الحرب و حضورها، فاقتصر على الدعوة و التحريض بلسانه، و كان أوّلاً مشمّراً بطلب العلم والحديث ثمّ بلي بذلك المذهب، وقد أدرك صدراً من الصحابة و روى عنهم و روى عنه أصحاب الحديث. وله شعر في مدح عبد الرحمن بن ملجم المرادي ـ لعنه الله ـ قاتل أمير المؤمنين و قائد الغر المحجّلين زوج البتول و صهر الرسول ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ :و كل كرب أمام الموت منقشع * و الكرب و الموت ممّا بعده جلل(1)
لله در المرادي الّذي سفكت * كفّاه مهجة شر الخلق إنسانا
أمسى عشية غشاه بضربته * معطى مناه من الآثام عريانا
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه * أوفى البريّة عند الله ميزانا
________________________________________أمسى عشية غشاه بضربته * معطى مناه من الآثام عريانا
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه * أوفى البريّة عند الله ميزانا
1. ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب 8 / 113 ـ 114 برقم 223. راجع الاصابة 3 / 178.
________________________________________
(474)
و قد أجابه عنها السيد الحميري الشيعي و هي: قل لابن ملجم والأقدار غالبة * هدّمت و يلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم * و أوّل الناس إسلاماً وإيمانا
و أعلم الناس بالإيمان ثمّ بما * سنّ الرسول لنا شرعاً و تبيانا
صهر الرسول و مولاه و ناصره * أضحت مناقبه نوراً و برهانا
الابيات(1). قتلت أفضل من يمشي على قدم * و أوّل الناس إسلاماً وإيمانا
و أعلم الناس بالإيمان ثمّ بما * سنّ الرسول لنا شرعاً و تبيانا
صهر الرسول و مولاه و ناصره * أضحت مناقبه نوراً و برهانا
و قد ناضله أصحاب الولاء لآل الرسول باشعار كثيرة مضت بعضها فلا حظ .
و في الختام: من أراد التبسّط في ترجمة الرجال فليرجع إلى «الخوارج في العصر الأموي» للدكتور نايف معروف فقد ذكر قسماً كثيراً من أشعاره و حياته قبل أن يلحق بالخوارج فلاحظ.
________________________________________
1. البغدادي: خزانة الأدب 2 / 436 ـ 437.
التعلیقات