في بيان أحوال أهل الأعراف
محمّد جعفر الأسترآبادي
منذ 9 سنواتفي بيان أحوال أهل الأعراف
اعلم أوّلا : أنّ الأعراف واقع ؛ لقوله تعالى : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (1) ، وهو سور بين الجنّة والنار. و « الرجال » هم الأنبياء والأوصياء ، ولا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه.
ويمكن كون « الأعراف » مكاناً لمن نجا من النار وليس أهلاً للجنّة ، كحاتم ، وأنوشيروان ، وولد الزنى الذي صحّت عقيدته ووافقت طاعته. وأمثالهم.
وثانياً : أنّه قال الله تعالى في حقّه : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ). وقال تعالى : ( وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ ) (2).
وفسّر « الرجال » في الأخبار بالأئمّة عليهم السلام (3) ، والأعراف بالصراط بين الجنّة والنار (4). كالتفسير بالأئمّة عليهم السلام حيث لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم (5). كما فسّره بعضهم بسور بين الجنّة والنار (6). وأصحاب الأعراف بمن استوت الحسنات بها والسيّئات ، فإن أدخلهم الله الجنّة فبرحمته ، وإن عذّبهم لم يظلمهم (7).
وروي : أنّ الله تعالى يسكن الأعراف طائفة من الخلق لم يستحقّوا بأعمالهم الحسنة ثواب من غير عقاب ولا استحقّوا الخلود في النار ، وهم المرجون لأمر الله ، ولا يزالون على الأعراف حتّى يؤذن لهم في دخول الجنّة بشفاعة محمّد صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم (8).
وقيل أيضاً : إنّه مسكن طوائف لم يكونوا في الأرض مكلّفين فيستحقّون بأعمالهم جنّة وناراً ، فيسكنهم الله ذلك المكان ويعوّضهم على آلامهم في الدنيا بنعيم لا يبلغون منازل أهل الثواب المستحقّين له بالأعمال (9). والله العالم بحقائق الأحوال.
الهوامش
1. الأعراف ٧ : ٤٦.
2. الأعراف ٧ : ٤٨.
3. « بحار الأنوار » ٨ : ٣٣٥ ، ح ٢ ـ ٣.
4. المصدر السابق.
5. المصدر السابق : ٣٣٨ ، ح ١٤ ـ ١٩.
6. « مجمع البيان » ٤ : ٤٢٣ ، ذيل الآية ٤٦ من الأعراف ٧.
7. « تفسير العيّاشي » ٢ : ١٨ ، ذيل الآية ٤٦ من الأعراف ٧.
8. « بحار الأنوار » ٨ : ٣٤٠ ـ ٣٤١.
9. نقله المجلسي رحمه الله في « بحار الأنوار » ٨ : ٣٤١.
مقتبس من كتاب : [ البراهين القاطعة ] / المجلّد : 4 / الصفحة : 309 ـ 310
التعلیقات