آثار زيارة الامام الحسين عليه السلام « القسم الثاني »
الشيخ أبي علي البصري
منذ 4 سنواتآثار زيارة الإمام الحسين عليه السلام « القسم الثاني »
خواطر فكري في حَشاي تجولُ |
وحُزني على آل النبي يطولُ | |
أراق دموعي ظلم آل محمد |
وذلك رزءٌ لو علمتَ جليلُ | |
تهونُ الرزايا عند ذكر مصابهم |
وقتلي نفسي في المصاب قليلُ | |
فذلك خطبٌ في الزمانِ جليلُ |
وأمرٌ عنيفٌ في الأنام مهولُ | |
مصارعُ أولاد النبيِّ بكربلا |
يزلزلُ أطوادَ الحجىٰ ويُزيلُ | |
فأيّ امرءٍ يرنو قبورهم بها |
وأحشاؤه بالدمعِ ليسَ تسيلُ | |
قبور عليها النور يزهو وعندها |
صعود لأملأك السماء ونزولُ | |
ولمّا رأيتُ الحيرَ حارت مدامعي |
وكان لها من قبل ذاك همولُ | |
فديتُك روحي يا حسين ومهجتي |
وأنت عفيرٌ في التراب جديلُ |
* * *
رديتلك ياالفارگيتك |
او بالگبر يابن امي لگیتك | |
خويه تشوف الحال ريتك |
باللطم والون اعتنيتك |
* * *
لون الگبر نچشف بابه |
لاجمن عله وانگل اترابه | |
اصل للولي واسمع جوابه |
واعاتبه واچثر اعتابه |
* * *
يحسين لو بيدي الأمر چان |
بنت عل گبرك بيت الأحزان | |
اويلاه يخويه المات عطشان |
ولعبت عليه الخيل ميدان |
* * *
چنت غابه واسالفتك |
واربعين ليله فارگتك |
اشو باللحد يبن امي لگيتك
* * *
عن اسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ الحسين عليه السلام قتل مكروباً وحقيقٌ على الله أن لا يأتيه مكروب إلّا ردّه الله مسروراً.
المقدّمة :
إنّ الله عزّ وجلّ جعل قبور أولياءه ، محلّ لنزول الرحمات الإلهيّة عليها ثمّ تفاض إلى الخلق خصوصاً لمن توسّل إلى الله عزّ وجلّ بأولياءه ، فهذه القبور مساكن بركة الله وهي بمثابة الكهف الحصين لمن التجأ إليها. وخصوصاً قبر الحسين عليه السلام الذي قتل مكروباً ، وفي الحديث آلىٰ الله على نفسه أن لا يأتيه مكروب إلّا نفَّس الله كربه وهناك حديث آخر عن الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إنّ إلى جانبكم لقبراً أتاه مكروب إلّا نفَّس الله كربته وقضى حاجته ».
وهذه من جملة الآثار المترتبة على زيارة الامام الحسين عليه السلام.
الثانية عشر : زائر الحسين عليه السلام يُحشر مع الحسين : أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام حجّ واعتمر 19 مرّة فقال له الإمام حجّ واعتمر مرّة أُخرى تكتب لك زيارة الإمام الحسين عليه السلام ثمّ قال له الامام : أيّهما أحبّ إليك أن تحجّ عشرين حجّة وتعتمر عشرين عمرة أو تحشر مع الحسين عليه السلام ؟ فقلت : لا بل أُحشر مع الحسين عليه السلام. قال : فزر أبا عبد الله عليه السلام.
الثالثة عشر : عتق رقبة من ولد اسماعيل : عن أبي سعيد القاضي قال : دخلتُ على على أبي عبد الله عليه السلام في غريفة له وعنده مرازم فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكلّ قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل.
الرابعة عشر : التجلّي الإلهي لزائر الحسين عليه السلام : قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّىٰ لزوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفّعهم في مساءلهم ثمّ يثنّي بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم.
الخامس عشر : زائر الحسين عليه السلام دعاءه مستجاب : عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ الرجل يخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه ، ثمّ لم يزل يقدّس بكلّ خطوة حتّى يأتيه فإذا أتاه ناجاه الله عبدي سلني أُعطك ، اُدعني أُجبك ، اطلب منّي أعطك ، سلني حاجة أقضها لك ، قال : وقال أبو عبد الله عليه السلام : وحقٌ على الله أن يعطي ما بذل. خصوصاً إذا دعا الزائر تحت قبة الحسين عليه السلام فانّ الدعاء تحت تلك القبة الشريفة لا يُرد إكراماً للحسين عليه السلام ما لم يسأل الله في مأثم أو قطيعة رحم ، ويدلّ على ذلك الحديث الوارد عن الصادق عليه السلام إن الله عوّض الحسين من قتله بخصائص جعل الشفاء في تربته والدعاء مستجاب تحت قبته والأئمّة من ذريّته.
لهُ تربةٌ فيها الشفاء وقبةٌ |
يُجاب بها الداعي إذا مسَّه الضرُّ |
* * *
السادس عشر : عيادة الملائكة لزائر الحسين عليه السلام في مرضه ويحضرون جنازته : روي عن الصادق عليه السلام وهو يقول لمحمّد بن مروان : إنّ الله وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك كلّهم يبكونه ويشيعون من زاره إلى أهله ، فإن مرض عادوه ، وإن مات حضروا جنازته بالإستغفار له والترحم عليه.
السابع عشر : دعاء الموجودات لزائر الحسين عليه السلام : عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام .. قال : وإنّ زائره ليخرج من رحله فما يقع فيه على شيء إلّا دعا له فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب وما تبقي عليه من ذنوبه شيئاً فينصرف وما عليه من ذنب وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط في دمه في سبيل الله ، ويوكّل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتّى يرجع إلى الزيارة أو تمضي ثلاث سنين أو يموت ...
الثامن عشر : من زاره في كلّ شهر مرّة له ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر : روي عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام في كلّ شهر من الثواب ؟ قال : له من الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر.
التاسع عشر : اللحوق بلواء رسول الله فيكونون في ظلّه وهو في يد عليّ عليه السلام : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادىٰ مناد أين زوّار الحسين عليه السلام فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله عزّ وجلّ فيقول لهم : ماذا أردتم بزيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ فيقول يا ربِّ حبّاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وحبّاً لعلي وفاطمة ورحمة له فما ارتكب منه ، فيقال لهم هذا محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم فأنتم معهم في درجتهم الحقوا بلواء رسول الله صلّى الله عليه وآله فيكونون في ظلّه وهو في يد علي عليه السلام حتّى يدخلون الجنّة جميعاً ، فيكون أمام اللواء وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه.
لماذا هذه الآثار تعطىٰ لزائر الحسين عليه السلام ؟
في الحقيقة أنّ الإمام الحسين عليه السلام نصر دين الله ، نصر الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله ولولاه لم يبق له اسم ولا رسم وصدقت هذه المقولة : « ان الاسلام بدؤه محمدي وبقاءه حسيني » فالحسين عليه السلام قدَّم نفسه وأهله وولده وماله في سبيل الله تعالى وإكراماً له وللجهود التي قدّمها ، جعل الله له الكرامات الكثيرة ومنها كرامات مخصوصة لزوار قبره الشريف.
قبر الحسين عليه السلام شوكة في عيون الظالمين :الظلمة على مرّ التأريخ يخافون من اسم الحسين عليه السلام ويخافون من الشعائر التي تحيي ذكر الحسين وترتبط بالحسين عليه السلام وليس ذلك إلّا لعلمهم من أنّ قبر الحسين مشعلاً ينير الدرب للأحرار في كل العالم ، وانّهم إذا جاءوا إلى قبره يستلهمون الدروس والعِبَر من قبره الزكي ، حتى الشعراء حاولوا أن يصوّروا أروع القصائد في تصوير موقف الحسين وعزّته ، يقول الشاعر :
شممتُ ثراك فهبَّ النسيم |
نسيمُ الكرامةِ من بلقعِ | |
وعفَّرتُ خدّي بحيث اسراح |
خدُّ تفرّىٰ ولم يضرعِ | |
كأنّ يداً من وراء الضريح |
حمراء مبتورة الأصبع | |
تمدُّ إلى عالمٍ بالخنوع |
والضيم ذي شرع مترع |
* * *
إلى أن يقول :
تعاليت من فلكٍ قُطرهُ |
يدورُ على المحور الأوسعِ | |
فيابنَ البتول وحسبي بها |
ضماناً على كلِّ ما ادّعي | |
ويابن التي لم يَضَع مِثلُها |
كمثلكَ حملاً ولم تُرضعِ | |
ويابن البطين بلا بطنةٍ |
ويابن الفتىٰ الحاسرِ الأنزعِ | |
ويا غصنَ هاشمَ لم ينفتح |
بأزهرَ منك ولم يُفرعِ | |
وبا واصلاً من نشيد الخلود |
ختامَ القصيدةِ بالمَطلعِ | |
يسير الورىٰ بركابِ الزمان |
من مستقيمٍ ومن أظلع | |
وأنت تسيّرُ ركبَ الخلود |
ما تستجدُّ له يَتبَعِ | |
تمثَّلتُ يومَكَ في خاطري |
وردَّدتُ صوتَك في مسمعي | |
ومحَّصتُ يومَكَ لم أرتَهب |
بنقلِ الرواةِ ولم أُخدعِ | |
وجدتك في صورة لم أُرع |
بأعظم منها ولا أروع | |
وماذا أروع من أن يكون |
لحمُكَ وقفاً على المبِضَعِ | |
وأن تُطعِمَ الموتَ خيرَ البنين |
من الأكهلينَ إلى الرضّعِ | |
وخيرَ بني الأُم من هاشمٍ |
وخيرَ بني الأبِ من تُبَّعِ |
* * *
ولذلك حاول أعداء الدين وأعداء المذهب أن يمنعوا الشعائر الحسينية ، ويمنعوا الناس من زيارة الحسين عليه السلام ويمنعوهم من المشي إلى زيارته ولكن شاء الله ان يذهب الطغاة والظلمة ، وقد أقبلت الملايين لزيارة قبره بعد رحيل المجرم الظالم « صدام حسين » وتناقلتها الفضائيات والاذاعات العالمية ، ومن جملة المحاولات السابقة والقديمة لمنع زوّار الحسين عليه السلام.
فيما ينقل في التأريخ أنّ هناك مجموعة محاولات قام بها الأعداء لمنع الزوّار من زيارة الامام الحسين عليه السلام ومن جملة هذه المحاولات كانت هناك سدرة إلى جنب القبر الشريف وكانت أشبه بالعلامة لقبر الحسين عليه السلام فقاموا بقطعها ، فأقبل أحد الزوّار ولما لم يجد تلك السدرة انحنى على تربة كربلاء يشمها ويبكي ولسان حاله :
أرادوا ليخفوا قبره عن ولييه |
وطيبُ تراب القبر دلَّ على القبر |
أقول هذا دلّهُ طيب تراب قبر وأما زينب عليها السلام فدلّها زين العابدين عليه السلام بقوله عمّه ذاك قبر أبي فلما سمعت ماذا صنعت :
على گبر السبط ذبّت نفسها |
تون بهداي ما ينسمع حسها | |
وعلى گبره غابت نفسها |
فاضت روحها او منها الگلب فر |
* * *
او فزّت صارخة وتصيح يا حسين |
ماني اختك او عنّي شو غبت وين | |
لفيت امن اليسر ويّه النساوين |
تنعاك يا خويه يا الحنين |
* * *
ثم إنّ الحوراء عليها السلام ومعها لفيف من النساء والأيتام توجَّهن لقبر أبي الفضل العباس عليه السلام :
گامت امن الگبر والعن تهمي |
او خذت كل العايله للعلگمي | |
وصلت او صاحت رضيت ابلا حمي |
نمشي يا حامي الظعن واچفله |
* * *
مشت لا چنها مشت من غر روح |
تگع نوب اتگوم والمدمع سفوح | |
وصلت الگبره او عله ظلّت تنوح |
او راح منها الحيل وانهد الگوه |
* * *
گامت اعله تندب او نوب تصح |
خوه الما وفي الگدرك مديح | |
ادري لو ما طبگ چفنک تطح |
چان ما سوط العده ابمتني التوه |
* * *
افراگك للگلب عباس ما رد |
او صنع بيّه يخويه الدهر ما راد | |
لو بيدي ايحصل للوطن ما رد |
اظل بالطف لمن تدنه المنيه |
* * *
جبت اليتامه او جبت العيال |
بعد السبي الگبرك يسروال | |
اخافن يخويه امن اشرح الحال |
ياذيك اشدّ من رمي الانبال | |
يكفي امن اگلك فوگ الاجمال |
خذونه ساره ابگد واغلال |
الگبرك لفينه نشچي الحال
* * *
اليوم نامت اعينٌ بك لم تنم |
وتسهّدت أُخرى فعزَّ منامها |
* * *
مقتبس من كتاب : [ المحاضرات المنبرية في المجالس الصفرية ] / الصفحة : 70 ـ 77
التعلیقات