نماذج من الخداع والتضليل في حرب الجمل
السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان
منذ 4 سنواتنماذج من الخداع والتضليل في حرب الجمل
لقد دأب علماء التبرير على إشاعة الضبابية المكثفة في آفاق التاريخ ، من خلال الدسّ والافتراء ، وإذاعة الروايات المضللة الخادعة ، وفي هذا الموقف ـ موقف الإمام في حرب الجمل خصوصاً مع صاحبة الهودج ـ فقد تبارى القوم في ذلك ، سيّان الأولّين منهم والآخرين.
من الأولين :
نموذجاً أبو جعفر الطبري المتوفى سنة 310 هـ في تاريخه (1) ، فاقرأوا ما رواه من حديث سيف بسنده قال : « وانتهى إليها عليّ فقال : كيف أنت يا أمّه ؟ قالت بخير ، قال : يغفر الله لكِ قالت : ولكَ ».
واقرأوا ما رواه أيضاً من حديث سيف عن محمّد وطلحة قالا : « وغشي الوجوه عائشة ، وعليّ في عسكره ، ودخل القعقاع بن عمرو على عائشة في أوّل من دخل فسلّم عليها فقالت : إني رأيت رجلين بالأمس اجتلدا بين يدي وارتجزا بكذا ، فهل تعرف كوفيّك منهما ؟ قال : نعم ذلك الّذي قال : ( أعقّ أم نعلم ) وكذب والله ، إنّك لأبّر أم نعلم ، ولكن لم تطاعي ، فقالت : والله لوددت أنّي مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. وخرج فأتى عليّاً فأخبره أن عائشة سألته فقال : ويحك من الرجلان ؟ قال ذلك أبو هالة الّذي يقول : كيما أرى صاحبه عليّاً.
فقال : والله لوددتُ أني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة فكان قولهما واحداً ».
هذا ما رواه الطبري عن سيف وهو المتهم في أحاديثه وردّده الببغاوات من بعده بدءاً من ابن الأثير وابن كثير وابن خلدون والذهبي والعصامي على تفاوت بينهم في النقل ، وابن كثير مثلاً قال بعد ذكره حديث حرب الجمل : « هذا ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحمه الله عن أئمّة هذا الشأن ، وليس فيما ذكره أهل الأهواء من الشيعة وغيرهم من الأحاديث المختلفة على الصحابة والأخبار الموضوعة الّتي ينقلونها بما فيها ، وإذا دعوا إلى الحقّ الواضح أعرضوا عنه وقالوا : لنا أخبارنا ولكم أخباركم ، فنحن حينئذٍ نقول لهم : سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين » (2).
والآن فاقرأوا تلخيص ما مرّ نقله عن الطبري من حديث سيف : « فقال : وجاء إليها عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين مسلّماً فقال : كيف أنتِ يا أمّه ؟ قالت بخير فقال : يغفر الله لك.
وجاء وجوه الناس من الأمراء والأعيان يسلمون على أم المؤمنين رضي الله عنها ... ».
فأين صار دعاء عائشة لعليّ جواباً على دعائه لها بالمغفرة ، فقالت : ولك ... ؟
وأين صارت رواية الندم وتمني كلّ من عائشة وعليّ الموت قبل عشرين سنة ؟
هذا كله إن صحت الأنباء وهي لا تصح ، ولنقل له ولأمثاله : ( أَنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) (3).
وثمة من تحاشى ذكر كلام الإمام الّذي أوردناه آنفاً نقلاً عن البلاذري واكتفى بقوله : « لمّا كان يوم الجمل ما كان وظفر عليّ بن أبي طالب دنا من هودج عائشة فكلمها بكلام. فأجابته : ملكتَ فأسجح » (4).
« فقال عليّ : صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال : يا هذه أستفززت الناس وألّبت بينهم في كلام كثير ، فقالت : يا بن أبي طالب إذا ملكت فأسجح ، وجاء ابن عباس فقال : إنّما سُميتِ أم المؤمنين بنا ؟ قالت نعم ، قال : أولسنا أولياء زوجكِ ؟ قالت : بلى قال : فلم خرجت بغير إذننا ؟ قالت قضاء وأمر » (5).
« وإنّ عليّاً وقف على خباء عائشة يلومها على مسيرها ، فقالت : يا بن أبي طالب ملكت فاسجح » (6).
وهكذا سرعان ما سرت الضبابية في أفق التاريخ فعتمت على الحقيقة حتى جعلت الإمام نادماً على ما صدر منه بدءاً من مسيره من المدينة ومروراً بمنازله في الطريق وانتهاءً بيوم الحرب حتى قال ابن كثير في تاريخه : « حتى جعل عليّ يقول لابنه الحسن : يا بني ليت أباك مات قبل هذا اليوم بعشرين عاماً ، فقال له : يا أبتِ قد كنت أنهاك عن هذا. قال : يا بني إني لم أرَ أن الأمر يبلغ هذا » (7). وهذا أيضاً رواه الذهبي (8).
يا لله ، عليّ لا يدري أنّ الأمر يبلغ هذا ؟! أليس هو القائل : ( أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ) (9).
ألم يرو البزار وأبو يعلى عن عليّ بن ربيعة قال : « سمعت عليّاً عليه السلام على المنبر وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله ، أبعهد من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو شيئاً رأيته ؟ قال : والله ما كَذِبت ولا كُذّبت ، ولا ضللتُ ولا ضلّ بي ، بل عهد من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عهده إلي وقد خاب من افترى ، عهد إليَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين » (10).
لماذا يندم وهو القائل : ( لقد ضربتُ هذا الأمر ظهره وبطنه ـ أو رأسه وعينيه ـ فما وجدتُ إلّا السيف أو الكفر ) (11).
ما باله يندم ؟ وهو القائل : ( أنا فقأت عين الفتنة ، لولا أنا ما قوتل أهل النهروان وأهل الجمل ، ولولا اني أخشى أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالّذي قضى الله على لسان نبيّكم صلّى الله عليه وآله وسلّم لمن قاتلهم مبصراً ضلالتهم عارفاً بالهدى الّذي نحن عليه ) (12) ، وهذا أمر يعرفه حتى الصحابة ، فقد سئل أبو أيوب عن قتاله مع الإمام أهل لا إله إلّا الله ، فقال للسائل : « يا هذا إنّ الرائد لا يكذب أهله ، وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرنا بقتال ثلاثة مع عليّ ، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأمّا الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأمّا القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعني معاوية وعمراً ـ وأمّا المارقون فهم أهل الطرفاوات ، وأهل السعيفات ، وأهل النخيلات ، وأهل النهروانات ، والله ما أدري أين هم ، ولكن لابدّ من قتالهم إن شاء الله » (13).
ومن النماذج المضللة :
ما رووه من أقوال الإمام يؤبّن فيها قتلى أهل الجمل بما يضفي عليهم من الثناء ويستمطر لهم الرحمة من السماء ، ويرفع عنهم إصر إراقة الدماء ؟
فقد روى الطبري ـ وهو شيخ المؤرخين ومرجعهم ـ من حديث سيف ـ وهو المتهم بالزندقة والكذب في حديثه باعترافهم ـ توجع عليّ على قتلى الجمل فكان من حديثه : « وأقام عليّ بن أبي طالب في عسكره ثلاثة أيام لا يدخل البصرة ونُدب الناس إلى موتاهم ، فخرجوا اليهم فدفنوهم ، فطاف عليّ معهم في القتلى ، فلمّا أتي بكعب بن سور قال : زعمتم انّما خرج معهم السفهاء ، وهذا الحبر قد ترون. وأتى على عبد الرحمن بن عتّاب فقال : هذا يعسوب القوم ـ يقول الّذي كانوا يُطيفون به ـ يعني أنّهم قد كانوا اجتمعوا عليه ورضُوا به لصلاتهم.
وجعل عليّ كلّما مرّ برجل فيه خير قال : زعم أنّه لم يخرج إلينا إلّا الغوغاء ، هذا العابد المجتهد. وصلّى على قتلاهم من أهل البصرة وعلى قتلاهم من أهل الكوفة ، وصلّى على قريش من هؤلاء وهؤلاء فكانوا مدنيين ومكيّين ... » (14).
وفي العقد الفريد : « ومرّ عليّ بقتلى الجمل فقال : اللّهمّ اغفر لنا ولهم ، ومعه محمّد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر ، فقال أحدهما لصاحبه : أما تسمع ما يقول ؟ قال : اسكت لا يزيدك » (15).
وفي طبقات ابن سعد : « فسار عليّ ليلته في القتلى معه النيران ، فمرّ بمحمّد بن طلحة قتيلاً فقال : يا حسن ( محمّد السجاد وربّ الكعبة ) ثمّ قال أبوه صرعه هذا المصرع ، ولولا برّه بأبيه ما خرج. فقال الحسن : ما كان أغناك عن هذا ، فقال : ما لي ولك يا حسن وقد كان قال له قبل ذلك يا حسن ودّ أبوك أنّه قد كان مات قبل هذا اليوم بعشرين سنة » (16).
وقال ابن كثير : وقد طاف عليّ بين القتلى فجعل كلما مرّ برجل يعرفه ترحمّ عليه ويقول : يعزّ عليّ أن أرى قريشاً صرعى ـ وقد مرّ على ما ذكر ـ على طلحة بن عبيد الله وهو مقتول فقال : لهفي عليك أبا محمّد ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والله لقد كنت كما قال الشاعر :
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه
إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر (17)
وهكذا بدأوا النول ثمّ بدأ نسيج البرد المهلهل فكفّنوا به أولئك القتلى من القادة ، وليذهب الأتباع إلى جهنم وبئس المصير على حدّ ما قاله الحسن البصري وحوشب وهاشم الأوقص وبكر ابن اخت عبد الواحد فقد كانوا يقولون إذا ذكروا يوم الجمل : هلكت الأتباع ونجت القادة (18) (؟) إنّها إحدى الكبر. ولما مرّ بنا ما قاله الإمام عند مروره بالقتلى فلا حاجة بنا إلى إطالة المقام ونختم ذلك بما رواه الشريف الرضي في نهج البلاغة قال : « ومن كلام له عليه السلام لمّا مرّ بطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل : لقد أصبح أبو محمّد بهذا المكان غريباً ، أما والله لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وتري من بني عبد مناف ، وأفلتني أعيار بني جُمح ، لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله فوقصوا دونه » (19).
ومن النماذج المضللة في المقام :
خبر عمر بن شبة الّذي رواه في كتابه تاريخ المدينة قال : « حدّثنا محمّد بن عباد قال حدّثنا بعض أصحابنا عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة : انّ ابن عباس رضي الله عنه خطب بالبصرة فذكر عثمان بن عفان رضي الله عنه فعظّم أمره وقال : لو أنّ الناس لم يطلبوا بدمه لأمطر الله عليهم حجارة من السماء » (20).
وهذا الخبر رواه البلاذري في أنساب الأشراف (21) والمحب الطبري (22) والسيوطي في تاريخ الخلفاء (23) وغيرهم ، وأحسبهم جميعاً أخذوه عن عمر بن شبة.
ومهما يكن فهو خبر ساقط لا لجهالة في السند ( بعض أصحابنا ) الّذي روى عنه ( محمّد بن عباد ) المجهول أيضاً هو الآخر. ولا لاختلاط سعيد بن أبي عروبة الّذي كان قدرياً وقال أحمد فيه قدري لم يكن له كتاب إنّما كان يحفظ ، وقال رحيم اختلط سنة 145. ولا لتدليس قتادة لأنّه أحد الأئمة الأعلام حافظ مدلّس ، ولم يرو عن ابن عباس ؟ لا لذلك كله ، بل إن متن الخبر يستبطن كذبه ! كيف يقول ابن عباس ذلك وهو ممّن قاتل الذين طالبوا بدم عثمان ، فلماذا قاتلهم اذن ؟!
ومن النماذج المضلّلة :
ما رواه غير واحد من أن طلحة لم يخرج من الدنيا إلّا وبيعة الإمام في عنقه !
وحديث بيعته من مهازل التاريخ. وإليك ذلك :
روى ابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي عن الأصبغ بن نباتة : « انّه لمّا انهزم أهل البصرة ركب عليّ عليه السلام بغلة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الشهباء ـ وكانت باقية عنده ـ وسار في القتلى ليستعرضهم ، فمر بكعب بن سور القاضي ـ قاضي البصرة ـ وهو قتيل ، فقال : أجلسوه ، فأجلس فقال : ويل أمك كعب بن سور لقد كان لك علم لو نفعك ، ولكن الشيطان أضلّك فأزلّك فعجّلك إلى النار. أرسلوه ، ثمّ مرّ بطلحة بن عبيد الله قتيلاً فقال : أجلسوه فأجلس ، ثمّ قال :
ـ قال أبو مخنف في كتابه ـ : فقال له : ويل أمك طلحة ، لقد كان لك قدم لو نفعك ، ولكن الشيطان أضلّك فأزلّك فعجّلك إلى النار.
قال ابن أبي الحديد : وأمّا أصحابنا فيروون غير ذلك ، يروون أنّه قال لمّا أجلسوه : أعزز عليّ أبا محمّد أن أراك معفّراً تحت نجوم السماء وفي بطن هذا الوادي ، أبعد جهادك في الله وذبّك عن رسول الله. فجاء إليه إنسان فقال : أشهد يا أمير المؤمنين لقد مررت عليه بعد أن أصابه السهم وهو صريع فصاح بي فقال : مِن أصحاب مَن أنت ؟ فقلت : من أصحاب أمير المؤمنين ، فقال أمدد يدك لأبايع لأمير المؤمنين فمددت يدي فبايعني لك. فقال عليّ عليه السلام : أبى الله أن يدخل طلحة الجنة إلّا وبيعتي في عنقه » (24).
انتهى كلام ابن أبي الحديد ، وأنت خبير بما فيه.
أمّا أوّلاً : فلأنّ هذه الرواية ممّا انفرد أصحابه بنقلها فهي غير مسموعة ، والمعروف بين الفريقين ما رواه أبو مخنف.
وثانياً : إنّه ـ ابن أبي الحديد ـ قال في أوائل شرحه عند الكلام على البغاة والخوارج : أمّا أصحاب الجمل فهم عند أصحابنا هالكون كلّهم إلّا عائشة وطلحة والزبير ، فإنّهم تابوا ، ولولا التوبة لحكموا لهم بالنار ، لإصرارهم على البغي.
فإنّ هذا الكلام منهم صريح في استحقاقه للنار لولا التوبة ، ولابدّ لهم من اثبات التوبة ، وأنّى لهم بذلك. ثمّ لو صح ـ وأنى يصح ـ خبر مبايعته لرجل من أصحاب الإمام في تلك الحال صريعاً آيساً من الحياة فلا يجدي شيئاً ، لأنه لا يرفع العقاب. لأن الله تعالى قال : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابا أَلِيمًا ) (25).
ونعود إلى رواية أصحاب ابن أبي الحديد في بيعة طلحة فنقول له : إنّها رواية ثور بن مجزأة ، وسندها ضعيف جداً كما قاله ابن حجر في الأطراف ونقله عنه المتقي الهندي (26) ، وكذا قاله ونقل عن السيوطي في الأطراف أنّ سندها ضعيف جداً (27).
ولو أغمضنا عن ضعف سندها فهي كما تدل على اعتراف طلحة بأحقية الإمام بالخلافة ، فإنّها تشير إلى كذبه حين كان يقول انّه بايع أوّلاً مكرهاً والسيف على رقبته ثمّ نكث البيعة وألقحها حرباً عواناً بين المسلمين ثمّ الآن يبايع مرة ثانية (؟).
وزاد علماء التبرير في الطنبور نغمة فقالوا : « دخل موسى بن طلحة على عليّ فقال له عليّ : إنّي لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممّن قال الله فيهم ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) (28) وأمسى عليّ بالبصرة ذلك اليوم الّذي أتاه فيه موسى بن طلحة فقال ابن الكواء : أمسيت بالبصرة يا أمير المؤمنين ؟ فقال : كان عندي ابن اخي. قال : ومن هو ؟ قال : موسى بن طلحة فقال ابن الكواء : لقد شقينا إن كان ابن أخيك. فقال عليّ : ويحك ان الله قد أطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ... » (29). إلى آخر ما هنالك من خداع وتضليل.
وختاماً فلنذكر للقارئ ما قاله الشريف المرتضى : « فأمّا ما رواه ـ يعني القاضي عبد الجبار ـ من ترحم أمير المؤمنين عليه السلام ـ على طلحة ـ وقوله : إنّي لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير اخواناً على سرر متقابلين ، خبر ضعيف لا يوجب العلم ، ويعارضه ما قدمناه من الأخبار الّتي تدل على الإصرار ونفي التوبة ممّا هو أظهر في الرواية وأشهر وأولى من غيره من حيث كانت تلك الأخبار قد تلقتها الفرق المختلفة بالقبول ، وأخباره يرويها قوم وينكرها آخرون ... » (30).
الهوامش
1. تاريخ الطبري 4 / 534.
2. القصص / 55.
3. يوسف / 52.
4. أنظر العقد الفريد لابن عبد ربّه 4 / 328.
5. البدء والتاريخ للمقدسي 5 / 215.
6. سير أعلام النبلاء للذهبي 2 / 125 ط ذخائر العرب.
7. البداية والنهاية 7 / 424.
8. سير أعلام النبلاء 3 / 641.
9. تاريخ بغداد 8 / 340.
10. كنز العمال 11 / 317.
11. المصنف لابن أبي شيبة 15 / 274 ، ومستدرك الحاكم 3 / 115.
12. كشف الغمة 1 / 243 ط مكتبة الشريف الرضي بقم ، وراجع كنز العمال 11 / 285 نقلاً عن ابن أبي شيبة وأبي نعيم في الحلية والدورقي.
13. تاريخ بغداد 13 / 186 ، ومستدرك الحاكم 3 / 139 ، وكنز العمال 6 / 88 ط الأولى بحيدر آباد.
14. تاريخ الطبري 4 / 538 ط دار المعارف.
15. العقد الفريد 4 / 331 ط لجنة التأليف والترجمة والنشر.
16. طبقات ابن سعد 5 / 39 ط افست ليدن.
17. البداية والنهاية 7 / 244 ط السعادة.
18. العثمانية للجاحظ / 246 ط دار الكتاب العربي بمصر تحـ وشرح عبد السلام محمّد هارون.
19. شرح النهج لابن أبي الحديد 3 / 41.
20. تاريخ المدينة 2 / 1254.
21. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب في أواخر ترجمة عثمان 3 / 84 بهامش الإصابة.
22. الرياض النضرة 2 / 137.
23. ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عثمان وعنه ابن عساكر في تاريخه أيضاً في ترجمة عثمان.
24. شرح النهج لابن أبي الحديد 1 / 82 ط مصر الأولى.
25. النساء / 17 ـ 18.
26. كنز العمال كتاب الفتن من قسم الأفعال 6 / 81 ط حيدر آباد الأولى ، و 11 / 316 ط حيدر آباد الثانية.
27. منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 5 / 441.
28. الحجر / 47.
29. الإمامة والسياسة 1 / 70 ط سنة 1328 هـ.
30. الشافي / 290 ط حجرية سنة 1301 هـ.
مقتبس من كتاب : [ موسوعة عبدالله بن عبّاس ] / المجلّد : 3 / الصفحة : 188 ـ 198
التعلیقات