سيّدة نساء العالمين
ميرزا أبي الفضل الطهراني
منذ سنةسيّدة نساء العالمين
وفي الأخبار المتواترة عن أهل بيت العصمة والطهارة أنّ هذا اللقب الشريف ثابت لها بل صار ذلك من ضروريّات مذهب الشيعة واعترف بثبوت هذا اللقب لها كثير من علماء أهل السنّة والجماعة مثل الفخر الرازي والسعد التفتازاني في ( المقاصد ) و ( شرح المقاصد ) و ( شرح العقائد ) والشريف الجرجاني في شرح المواقف وعمر النسفي في العقائد ، ومحمّد بن يعقوب الفيروزآبادي ، ومحبّ الدين الطبري ، والفضل بن روزبهان الاصفهاني وشمس الدين يوسف ابن الجوزي ، وكمال الدين محمّد بن طلحة وابن أبي الحديد وغيرهم .
ولمّا نشب الخلاف بين علماء السنّة مع وجود هذه التصريحات حول من هي الأفضل ؟ وجاء في رسالة الشيخ محمّد الصبّان أنّ الأقرب عند الكثير تفضيل مريم على نساء العالمين ثمّ خديجة ثمّ فاطمة ثمّ عائشة ، وجماعة على تفضيل عائشة.
وحكي عن الأشعري التوقّف (2) ونقل عن شيخ إسلامهم ابن حجر المتقدّم العسقلاني في شرح البهجة التفضيل من جهات فعايشة من جهة العلم أفضل وخديجة من جهة السبق إلى الإسلام وإعانة الرسول ، وفاطمة من جهة القرابة وكونها بضعة النبي ، ومريم من جهة الاختلاف في نبوّتها . وهذا القول باطل جملة لمخالفته للنصوص الثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وعترته الأطهار (2) .
لأنّ اتفاق علماء الشيعة حاصل بأنّه ما من امرأة عند الله أقرب منزلة من فاطمة عليها السلام بل يستفاد من الأخبار أنّها عليها السلام أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين حتّى أُولي العزم (3) بل فضّلها بعض العلماء على الحسن والحسين وسائر الأئمّة عليهم السلام . ولمّا كان قانون المناظرة يقتضي أن تحتجّ على الخصم بكتبه لذلك نحن نستمدّ العون من سيّدتنا عليها السلام ونورد قسماً من الأخبار الصحيحة الموثّقة من كتب أهل السنّة والجماعة بعون الله تعالى الدالّة على أنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين وأنّ جميع نساء العالمين دونها بالرتبة .
الخبر الأوّل : محمّد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح يقول : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة (4) .
وهذه الرواية وإن كانت مرسلة ولكن لورودها في كتاب البخاري تعتبر صحيحة عند أهل السنّة لأنّه أجمعوا على تصحيح ما رواه البخاري في جامعه وإن رواه الضعفاء أو كان مرسلاً كما صرّح ابن خلدون بذلك في مقدّمته .
وهذا الحديث مرويّ في البحار عن مناقب ابن شهرآشوب ورواه مسلم في الصحيح وأبو السعادات في فضائل العشرة وأبو بكر بن شيبة في الأمالي والديلمي في الفردوس (5) .
الخبر الثاني : رواه مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري في صحيحه بسندين وأحمد بن شعيب النسائي في الخصائص عن عائشة أنّ فاطمة عليها السلام قالت : قال لها النبيّ : أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيّدة نساء الأُمّة (6) .
والظاهر أنّ الترديد من الراوي ومهما كانت ألفاظ الرواية فإنّها تدلّ على فضل الزهراء على مريم عليها السلام فإن كان اللفظ « المؤمنين » فمريم داخلة في هذا المفهوم ويشملها بنفسه إلّا أن يدّعىٰ أنّ اللفظ ينصرف إلى مؤمني هذه الأُمّة وهنا يمنع من دخول مريم فيهم ، وإن قصد بالنساء نساء هذه الأُمّة فإنّها بمعونة الروايات المرويّة في هذا الجامع يكون بالإمكان إثبات مطلوبنا . وعلى كلا الحالتين فقد روي في باب فضائل الخديجة عن أمير المؤمنين أنّه قال : سمعت رسول الله قال : خير نساءها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد . وهذه الرواية رواها بأربعة أسانيد بمعنى أنّه كرّر « حا » الذي هو في اصطلاح المحدّثين علامة على التحويل ( ويسمّونه حاء التحويل ) ثلاث مرّات . وفي إحدى الطرق رواية أبي كريب عن وكيع ، ولهذا يقول بعد نقل الحديث : إنّ وكيع أشار وهو يروي الرواية إلى السماء والأرض أي : إنّ مرجع الضمير « ها » في « نسائها » عيّنه وكيع وهو الدنيا كلّها وهذا اللون من الإشارات رائج عند العرب .
ويفهم من هذا الحديث المروي في صحيح مسلم المتكرّر الإسناد مرتبة مريم وخديجة من طريق أهل السنّة ، ولا شكّ بأنّ سيّدتنا خديجة عليها السلام من نساء هذه الأُمّة وفاطمة بحكم الحديث المذكور سيّدة نساء هذه الأُمّة ولازمه أن تكون أفضل من مريم أيضاً لأنّ من فضل أحد المتساويين فضل الآخر بالملازمة وعلى هذا ففاطمة عليها السلام سيّدة نساء العالمين بمقتضى الحديث الذي رواه مسلم وهو صحيح متفق عليه عند أهل السنّة والجماعة وهذا البيان من غنائم هذا الشرح ، والحمد لله على وضوح الحجّة .
الخبر الثالث : نقل عزّ الدين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري في أسد الغابة في ذيل رواية مفصّلة ينتهي سندها بمسروق عن عائشة أنّ فاطمة عليها السلام أخبرتها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لها : « ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين ؟ » .
ثمّ نقل ذلك عن أبي صالح أنّه قال : رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وهذا من غريب الصحيح فإنّ زكريّا روى عن الشعبي أحاديث في الصحيحين وهذا يرويه عن فراس عن الشعبي (7) .
الحديث الرابع : روى الترمذي في صحيحه عن حذيفة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : أما رأيت العارض عرض لي قبل ذلك ، هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قطّ قبل هذه الليلة استأذن ربّه أن يسلّم عليّ ويبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة .. (8) . (9)
الخبر الخامس : نقل أحمد بن شعيب النسائي في كتاب الخصائص عن عائشة بأنّها روت عن فاطمة عليها السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لها : يا فاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأُمّة وسيّدة نساء العالمين (10) .
قال في الصواعق : أخرجه أحمد والنسائي وابن حبّان .
الخبر السادس : أحمد بن عبد الله بن محمّد أبو العبّاس محبّ الدين الطبري المكّي إمام أهل السنّة روى في ذخائر العقبى عن أُمّ سلمة (11) أنّها روت عن فاطمة الزهراء عليها السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لها : أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيّدة نساء العالمين أو نساء أهل الجنّة (12) .
ولمّا وردت هذه الأخبار بسياقات مختلفة من طريق البخاري ومسلم والترمذي والدولابي وغيرهم ممّا احتمل تعدّد الواقعة ليجمع بينها وهذا وجه وجيه كما عمل ابن حجر في باب أخبار الكساء فقد احتمل تعدّد الخبر عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله جمعهم مرّات تحت الكساء وقرأ عليهم آية التطهير (13) كما فعل في حديث التمسّك بالثقلين فقد قال : رواه عن النبي عشرون ونيّف من الصحابة سمعوه منه في مواضع مختلفة .
الخبر السابع : روى في البحار عن مناقب ابن شهرآشوب وهو من أجلّة علماء الإماميّة وقد أثنى عليه علماء أهل السنّة والجماعة ثناءاً بليغاً وقد اعترفوا بوثاقته وتقواه ، كما نقل السيّد الجليل المعاصر الهندي عن الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي أنّه قال : محمّد بن علي بن شهرآشوب أحد شيوخ الشيعة ، حفظ أكثر القرآن وله ثماني سنين ، كان يرحل إليه من البلاد ، وكان صدوق اللهجة ، مليح المحاورة ، واسع العلم ، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد ، لا يكون إلّا على وضوء ، أثنى عليه ابن أبي طي كثيراً . ونقل عن صاحب القاموس في البلغة أنّه اعترف بسعة علمه وكثرة عبادته ودوام وضوئه ، وكذلك اعترف السيوطي بهذه الفضائل وأضاف إليها : كثرة الخشوع .
وفي طبقات المفسّرين نقل شمس الدين محمّد بن علي المالكي تلميذ جلال الدين السيوطي : اشتغل بالحديث ولقي الرجال وتفقّه فبلغ النهاية حتّى صار رحلة وتقدّم في علم القرآن والتفسير النحو وكان إمام عصره وواحد دهره وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي ، واسع العلم كثير الفنون ، انتهت عبايرهم ملخّصة محذوفة الأكثر .
والسرّ في إسهابنا في نعت ابن شهرآشوب من كتب أهل السنّة والجماعة لكي لا يتّهم في نقله وإن كنت أنقل من بحار الأنوار في هذا الكتاب ، ولكن المناقب كثيرة الصدور واسعة الانتشار والحمد لله . والكتب التي ينقل منها موجودة أيضاً والمفقود منها قليل .
ومجمل القول أنّ الشيخ في المناقب ينقل عن الخطيب البغدادي وقال : تاريخ بغداد عن الخطيب عن حميد الطويل عن أنس قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : خير نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد وآسية امرأة فرعون . ثمّ إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله فضّلها على سائر نساء العالمين في الدنيا والآخرة (14) .
وروت عائشة وغيرها عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : يا فاطمة ، إنّ الله اصطفاك على نساء العالمين وعلى نساء الإسلام وهو خير دين (15) .
أقول : يستفاد من هذا الحديث إذا كانت امرأة أفضل نساء هذه الأُمّة فلازم ذلك أن تكون أفضل نساء سائر الأُمم وبناءاً على هذا تشهد الأخبار المرويّة في صحيح مسلم وصحيح الترمذي وخصائص النسائي وغيرها من الكتب المعتمدة لأهل السنّة والجماعة التي أطلقت على سيّدتنا الصدّيقة لقب « سيّدة نساء الأُمّة » والآن لك أن تراجع وتتأمّل وتشكر النعمة عليك حيث حفظ فضل أهل البيت فلم يستطع أحد إهداره ، ولقد بذل العدوّ غاية الجهد لكي يكتم فضلهم فما استطاع ومع عظيم سعيه في ذلك فقد وصل إلينا من فضلهم ما يكفي لإقراره ونشره ، وحالفنا التوفيق في ذلك ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، والحمد لله كلّما حمده الحامدون .
الخبر الثامن : بحار الأنوار عن المناقب عن حلية أبي نعيم عن جابر بن سمرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال في حقّ فاطمة عليها السلام : أمّا إنّها سيّدة النساء يوم القيامة (16) .
الخبر التاسع : البحار عن المناقب عن تاريخ البلاذري وهو من أكابر مؤرّخي علماء السنّة والجماعة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لها : أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هل الجنّة .. (17) .
الخبر العاشر : مير سيّد علي الهمداني الذي يدعوه السنيّون « عليّاً الثاني » قال في كتاب « مودّة القربى » : عن فاطمة عليها السلام قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين أو نساء أُمّتي (18) .
وهذا الحديث يختلف عن حديث الخصائص اختلافاً ظاهراً لأنّ في الأوّل ( سيّدة نساء هذه الأُمّة ) مقدّم على جملة ( سيّدة نساء العالمين ) وفي هذا الحديث وردت جملة ( أو نساء أُمّتي ) بحذف سيّدة وإضافة لفظ « أُمّة » وحذف لفظ « هذه » وهذه الجملة متأخّرة وهي مشعرة بتعدد الحديث .
وهذا مجموع الأخبار العشرة التي استخرجناها من صحاحهم المعتمدة لديهم وما كنّا ننوي الاستيفاء ولقد صرّح ابن أبي الحديد بتواتر خبر « فاطمة سيّدة نساء العالمين » والحمد لله على وضوح الحجّة .
هذا وإن كانت هناك أخبار غيرها من طريق العامّة ولكنّها تستثني مريم بنت عمران ، ولمّا كانت الأخبار المتقدّمة تتفق مع أخبار الإماميّة المنقولة عن أهل بيت الرسالة صلّى الله عليهم وهم معادن العلم ومخازن الوحي مِن ثَمّ كانت لدينا أرجح وهي مقدّمة على ما سواها ، وينبغي أن يهمل من الأخبار ما يعارضها ونحن وإن ألمعنا من قبل إلى أنّ إجماع الإماميّة قائم على أنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين والأخبار حول المعنى لا تُعدّ ولا تحصى ولكنّنا نضع بين يدي هذا البحث حديثاً مباركاً جاء في أمالي الصدوق رضي الله عنه عن الحسن بن زياد العطّار وهو كما يلي ، يقول :
قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ، أسيّدة نساء عالمها ؟ قال : تيك مريم وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ( فقال : فقول رسول الله صلّى الله عليه وآله : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ؟ قال : هما والله سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ... ) (19) وروى نفس الحديث في البحار عن المناقب ولكنّه رواه مرسلاً (20) .
والانصاف أنّ كلّ مسلم يجب عليه أن يمعن التفكير في مريم وفاطمة عليهما السلام فهل لمريم أب كالمصطفى وبعل كالمرتضى وشبل كالحسن المجتبى والحسين سيّد الشهداء ؟
وممّا لا شكّ فيه أنّ فاطمة أحبّ إلى رسول الله من مريم ومأة مثل مريم ، وإذا أمعنت النظر في فضائلها وعلمت أنّ النبيّ كان يكثر من شمّها وتقبيلها وكان إذا أراد سفراً فإنّ آخر من يودّعه فاطمة ، وفي كلّ ليلة لا يغمض له جفن إذا لم يقبّل وجهها وكان يقوم لمقدمها ويجلس أعلى المجلس حتّى اعترضت عائشة على ذلك مراراً ، وقالت : لم تفعل هذا ؟! فيقول لها : إنّي أشمّ رائحة الجنّة . وكثيراً ما كان يقول : فاطمة بضعة منّي ، وفاطمة روحي التي بين جنبي ، وفاطمة فؤادي وقلبي ، وغيرها من الفضائل التي لا تنفد بمرور السنين والأعوام ، فإذا راجعت ما تقدّم بتمعّن وتدبّر علمت أنّ فاطمة عليها السلام أفضل خلق الله حتّى لأنبياء والمرسلين ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أفضلهم جميعاً وللجزء حكم الكلّ (21) .
أُمّ من بنت من حليلة من |
ويل من سنّ ظلمها وأذاها |
الهوامش
1. لعنه الله ولعن دينه .
2. ينبغي ألَّا يوثق بكلّ نقل فقد ثبت ابن حجر العسقلاني قوله : فاطمة أفضل من خديجة وعائشة بالإجماع ثمّ خديجة ثمّ عائشة . راجع القاضي عبدالنبي الأحمدنگري ( جامع العلوم 1 : 9 ) . ( المترجم )
3. وهذا ما ذهب إليه مولانا الأميني في محاضراته التي ترجمناها إلى العربيّة بعنوان ( فاطمة أُمّ أبيها ) وينبغي للمؤلّف أن يستثني من أُولي العزم والدها صلّى الله عليه وآله ويستثني من بقيّة الناس بعلها عليها السلام . ( المترجم )
4. صحيح البخاري 5 : 20 ـ 21 ط المنيريّة . سيّدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأُمّة ، رقم 6049 . ( المترجم )
5. بحار الأنوار 43 : 37 . وإحقاق الحق 10 : 69 ـ 99 . ( هامش الأصل )
6. صحيح مسلم 7 : 142 ط محمّد صبيحي بمصر ، وإحقاق الحقّ 10 : 106 أحاديث . ( هامش الأصل )
وجرى تطبيقه في صحيح مسلم رقم 6260 . ( المترجم )
7. أُسد الغابة 5 : 522 ط مصر ، وإحقاق الحقّ 10 : 27 ... ( هامش الأصل )
8. صحيح الترمذي 3 : 197 ط الصاوي بمصر ، وإحقاق الحقّ 10 : 69 أحاديث 2 ، الخصائص : 43 ط التقدم بمصر ، إحقاق الحقّ 10 : 108 . ( هامش الأصل )
9. الترمذي 5 : 326 بسياق يختلف عن سياق المؤلّف . ( المترجم )
10. الخصائص : 43 ط التقدّم بمصر ، إحقاق الحقّ 10 : 108 . ( هامش الأصل )
11. وصفه السيوطي في طبقات الشافعيّة بالإمام المحدّثي فقيه الحرم شيخ الشافعيّة محدّث الحجاز وقال عنه الصفدي في الوافي بالوفيات : شيخ الحرم الفقيه الزاهد المحدّث . ولقّبه عبد الوهّاب بن السبكي في طبقات الشافعيّة بشيخ الحرم وحافظ الحجاز بلا مدافع . وقال الأسنوي في طبقات الشافعيّة : شيخ الحجاز ، كان عالماً عاملاً جليل القدر عالماً بالآثار والفقه . وأورد الذهبي في كتاب العبر ودول الإسلام وتذكرة الحفّاظ والمعجم بأنّه الإمام المحدّث المفتي فقيه الحرم مصنّف الأحكام ، كان عالماً عاملاً جليل القدر عارفاً بالآثار ومن نظر في أحكامه عرف محلّه من العلم والفقه ، عاش ثمانين سنة ، مات سنة أربع وتسعين وستمائة ، وإذا أردت أن تحيط علماً بما قيل فيه من كلمات المدح فعليك بالرجوع إلى كتاب عبقات الأنوار تصنيف السيّد الجليل المحدّث العالم نادرة الفرك وحسنة الهند ومفخرة لكهنو وغرّة العصر خاتم المتكلّمين المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي الكهنوي قدّس سرّه وضوعف برّه ، وإنّي أُدين الله بأنّه منذ تأسيس علم الكلام إلى هذا اليوم حيث أكتب هذا المختصر ، لم يؤلّف كتاب في مذهب الشيعة مثل هذا الكتاب المبارك من حيث اتفاق النقل وكثرة الاطّلاع على كلمات الأعداء والإحاطة بالروايات الواردة من طرق الخصوم في باب الفضائل إلى آخر ما جاء فيها . فجزاه الله عن آبائه خير جزاء ولد عن والده ووفّق خلفه الصالح لإتمام هذا الخبر الناجح . وما نقلناه نحن في هذا المقام من التعريف بالمحبّ الطبري إنّما هو اختصار وجيز ممّا ورد في ذلك الكتاب .
12. ذخائر العقبى : 42 ط مكتبة القدسي بمصر . ( هامش الأصل )
13. ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
14. في تاريخ بغداد روايتان عن حميد الطويل وينتهي بالسند إلى أنس والثانية عن ثابت عن أنس وليس فيهما زيادة في الدنيا والآخرة . راجع : 7 : 194 و 9 : 411 ط بيروت دار الكتب العلميّة ، الأُولى 1417 . ( المترجم )
15. بحار الأنوار 43 : 36 . ( هامش الأصل )
16. بحار الأنوار 43 : 37 . ( هامش الأصل )
17. نفسه 43 : 37 . ( هامش الأصل )
18. مودّة القربى : 260 ط بصيرتي ، وفرائد السمطين 1 : 55 ط بيروت . قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : وأُمّهما سيّدة نساء العالمين . ( هامش الأصل )
19. بحار الأنوار 43 : 21 ح 10 . ( هامش الأصل والمترجم ، والزيادة بين قوسين من المترجم )
20. بحار الأنوار 43 : 37 رقم 40 . ( هامش الأصل )
21. كفى في سموّ شأن الزهراء سلام الله عليها كلام خالقها : « لولا فاطمة لما خلقتكما » روي عن الشيخ إبراهيم بن الحسن الذرّاق عن الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن الشيخ أحمد بن فهد الحلّي ، عن الشيخ زين العبادين عليّ بن الحسن الخازن الحائري ، عن الشيخ أبي عبد الله محمّد بن كّي الشهيد بطرقه المتصلة إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القمّي بطريقه إلى جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلّى الله عليه وآله عن الله تبارك وتعالى أنّه قال : يا أحمد ، لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما . ثمّ قال جابر : هذا من الأسرار التي أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله بكتمانه إلّا من أهله . الجنّة العاصمة لميرجهاني : 149 نقلاً عن كشف اللئالي لصالح بن عبد الوهّاب بن العرندس . ومؤلّف كتاب كشف اللئالي من علماء القرن التاسع من علماء الشيعة كان عالماً ناسكاً زاهداً ورعاً أديباً شاعراً ، توفّي سنة 840 ودفن في الحلّة الفيحاء ومدفنه مزار يتبرّك به ورجال الحديث من كبار الشيعة ، راجع : جنّة العاصمة : 149 .
مقتبس من كتاب : شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور / الصفحة : 213 ـ 222
التعلیقات