الإمام زين العابدين عليه السلام
السيد هاشم الهاشمي
منذ 3 سنواتالإمام زين العابدين عليه السلام
اسمه « علي » ، ومن أشهر ألقابه « زين العابدين السجاد » ، ولد لخمس أو سبع خلون من شعبان سنة « 38 » أبوه الإمام الحسين عليه السلام واُمه « شهر بانو » ، مدة إمامته : 35 عاماً من سنة « 61 » إلى « 95 » هجرية.
واستشهد بأمر من الوليد بن عبد الملك على يد هشام بن عبد الملك ، في يوم 25 من محرّم الحرام ، سنة « 95 » وعمره 56 عاماً ، ومرقده الشريف في مقبرة البقيع في المدينة المنوّرة.
تقسّم حياته لمرحلتين : 1 ـ 22 عاماً ملازماً لأبيه 2 ـ 35 عاماً مرحلة إمامته ، حيث عاش فيها أصعب مراحل الحكم الاُموي ، ومارس دور إمامته في أشقّ الظروف.
ومن خصاله الأخلاقية : الإطعام بالسر ، وكظم الغيظ ، والحلم ، والتهجّد.
من قضاياه :
خُطَبه بعد واقعة كربلاء في الكوفة والشام ، نشر فيها مبادئ هذه الواقعة وحوادثها وأيقظ المسلمين ، لذلك أثّرت فيهم ، ومن أسباب مرضه في يوم عاشوراء ، الإبقاء على حياته حتى لا تخلو الأرض من حجة ، وحتى ينشر مبادئ الثورة ، ويحميها من التحريف والتشويه ، لذلك لم يستمرّ مرضه إلا في تلك الأيام القليلة.
ومنها : أنّ هشام بن عبد الملك حجّ فلم يتمكن من استلام الحجر لكثرة الزحام ، وحينما أقبل الإمام فانشق الناس عنه احتراماً له ، وحاول هشام تجاهله ، فاندفع الفرزدق وأنشد قصيدته الخالدة في مدحه التي مطلعها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحلّ والحرم
وبعد واقعة كربلاء ، عاد إلى المدينة ، ومارس تربية مجموعة من المؤمنين وتعليمهم العلوم والمعارف الإسلامية ، ذكر الشيخ الطوسي مائة وسبعين من تلامذته والرواة عنه نذكر ثلاثة منهم : سعيد بن المسيّب ، وأبو حمزة الثمالي ، وسعيد بن جبير.
ومن آثاره :
الصحيفة السجّادية : الدعاء دافع فطري وخاصة في حالات ضغط المشاكل وانقطاع سبل العلاج وهو من أسباب تهدئة القلق والاضطراب ، وكثيراً ما يستجيب تعالى للدعاء ، والإمام في هذه الصحيفة علم المسلمين الدعاء المناسب ، بالإضافة ـ وهذا هو المهم ـ أنّه بيّن عليه السلام من خلال هذه الأدعية أسمى المعارف والفضائل الأخلاقية ، والسياسية والاجتماعية ، لذلك يمكن أن يقال : إنّه كافح انحرافات عصره من خلالها ، فقد ذكر فيها الكثير من مسائل التوحيد والنبوة والإمامة ونظام الدولة والإدارة والأخلاق والحقوق المدنية والأحكام والآداب والتقدم الروحي والاجتماعي للمسلمين.
رسالة الحقوق : ومن الآثار القيّمة للإمام السجاد عليهالسلام رسالة الحقوق ، ذكرت بنصّها الكامل في الكثير من المصادر الشيعية القديمة أمثال تحف العقول ومن لا يحضره الفقيه والخصال والأمالي ، تعرّض فيها الإمام عليه السلام إلى مختلف الحقوق ، حقوق الله والناس حيث بيّن فيها فلسفة الكثير من الأحكام والتعاليم الإسلامية.
ومن بليغ حكمه قوله عليه السلام :
« إيّاك والابتهاج بالذنب ، فإنّ الابتهاج به أعظم من ركوبه » (1).
وقال عليه السلام : « من قنع بما قسّم الله له فهو من أغنى الناس » (2).
وقال عليه السلام : « طلب الحوائج إلى الناس مذلّة للحياة ومذهبة للحياء ، وهو الفقر الحاضر ، وقلة طلب الحوائج إلى الناس هو الغنى الحاضر ، إنّ أحبّكم إلى الله أحسنكم عملاً ، وإنّ أنجاكم من عذاب الله أشدّكم خشية لله » (3).
الهوامش
1. بحار الأنوار 75 : 136.
2. بحار الأنوار 75 : 135.
3. بحار الأنوار 75 : 136.
مقتبس من كتاب : [ أنوار الولاء ] / الصفحة : 93 ـ 95
التعلیقات