نصائح لكسب ….. القلوب
موقع الأسرة
منذ 7 سنواتلو نظر كلا منا نظرة متفحصه لمن حوله من أصدقاء
وأقارب وأفراد أسرة سيجد بالتأكيد شخص معين يميل للجلوس معه والتحدث إليه ويسعد بقربه، ولو بحثنا عن سبب تميز هذا الشخص بالذات وأخذه مكانة معينه في قلوبنا لوجدنا إنه يعرف مفتاح القلوب التي يتعامل معها، فللقلوب مفاتيح ولكل شخص منا مفتاح معين هو الذي يصلح لفتح قلبه، فلكسب القلوب لابد من معرفة مفاتيحها.
استعمل الطعم المناسب:
الناس بطبيعتهم يتفقون في أشياء كلهم يحبونها ويفرحون بها، ويتفقون في أشياء أخرى كلهم يكرهونها، ويختلفون في أشياء أخرى منهم من يكرهها ومنهم من يحبها، فكل الناس يحبون التبسم في وجوههم ويكرهون العبوس والكآبة أليس كذلك؟
لكنهم إلى جانب ذلك منهم من يحب المرح والمزاح ومنهم من يستثقله، ومنهم من يحب أن يزوره الناس ويدعونه ومنهم الانطوائي، ومنهم من يحب كثرة الأحاديث ومنهم من يكره ذلك، وكل واحد غالبا يرتاح لمن يوافق طباعه، فلماذا لا توافق طباع الجميع عند مجالستهم، وتعامل كل واحد بما يصلح له ليرتاح إليك؟
فإذا علم الولد إن أباه يؤثر السكوت ولا يحب كثرة الكلام فليتعامل معه بمثل ذلك ليحبه ويأنس بقربه، وإذا علمت الزوجة إن زوجها يحب المزاح فلتمازحه وإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنبه، وقل مثل ذلك عند تعامل الشخص مع زملائه أو جيرانه أو إخوته، فلا تحسب الناس كلهم طبعا واحدا لا بل لهم طبائع لست تحصيهن ألوانا.
الإبن الذي يأسر القلوب:وهذا مثال يحكيه لنا الدكتور محمد العريفي في كتابه استمتع بحياتك:” أذكر أن عجوزا صالحة وهي أم لأحد الأصدقاء كانت تمدح أحد أولادها كثيرا، وترتاح إذا زارها أو تحدث معها، مع أن بقية أولادها يبرون بها ويحسنون إليها، لكن قلبها مقبل على هذا الولد، كنت أبحث عن السر حتى جلست معه مرة فسألته عن ذلك فقال لي: المشكلة أن إخواني لا يعرفون طبيعة أمي، فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلاء، فقلت له: وهل إكتشفت معاليكم طبيعتها؟!
ضحك صاحبي وقال: نعم، سأخبرك بالسر، أمي كبقية العجائز تحب الحديث حول النساء، وأخبار من تزوجت وطلقت وكم عدد أبناء فلانة وأيهم أكبر ومتى تزوج فلان فلانة وما اسم أول أولادهم؟ إلى غير ذلك من الأحاديث التي أعتبرها أنا غير مفيدة، لكنها تجد سعادتها في تكرارها، وتشعر بقيمة المعلومات التي تذكرها، لأننا لن نقرأها في كتاب ولن نسمعها في شريط ولا تجدها قطعا في شبكة الإنترنت، فتشعر أمي وأنا أسألها عنها أنها تأتي بما لم يأت به الأولون فتفرح وتنبسط، فإذا جالستها حركت فيها هذه المواضيع فابتهجت، ومضى الوقت وهي تتحدث، وإخواني لا يتحملون سماع هذه الأخبار، فيشغلونها بأخبار لا تهمها وبالتالي تستثقل مجلسهم وتفرح بي هذا كل ما في الأمر”.
نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك وماذا يحب وماذا يكره استطعت أن تأثر قلبه.
اختر الكلام المناسب:
يتبع ما سبق أيضا طريقة الكلام ونوعية الأحاديث التي تثار مع الناس، فالأحاديث التي تثيرها مع شاب تختلف عن الأحاديث التي تثيرها مع الشيخ، ومع العالم تختلف عن الجاهل ومع الزوجة تختلف عن الأخت، لا أعني الإختلاف التام، بحيث إن القصة التي تحكيها للأخت لا يصح أن تحكيها للزوجة أو التي تذكرها للشاب لا يصح أن يسمعها الشيخ، لا وإنما أعني الإختلاف اليسير الذي يطرأ على أسلوب عرض القصة وربما كيانها كله.
وبالمثال يتضح المقال، فلو جلست مع ضيوف كبار بالسن جاوزت أعمارهم الثمانين هل يكون من المناسب أن تحكي لهم مواقف حدثت معك في رحلة مع زملائك الشباب وأنت تضحك وتمزح بالألفاظ، وإن تحدثت مع أطفال هل يناسبهم حديثك عن طريقة تعامل الزوج مع زوجته مثلا، لاشك أن هذا غير مناسب، أليس كذلك؟
التعلیقات