غريزة الجنس عند الطفل
مهدي المجاهد
منذ 7 سنوات
للنشاط الجنسي هاجس وخوف كبير لدى الأهل وخصوصاً عندما يتعلق هذا الأمر بأطفالهم، وكثير من الناس يتصورون بأن الطفل لا توجد عنده غريزة جنسية، وأنه لا يملك ولا يعرف هذه الظاهرة، ولكن تظهر الهوية الجنسية عند
الطفل الذي ينمو طبيعياً بين السن الثالث إلى السادسة من عمره.(1)
وهذه الغريزة تتأثر بعوامل كثيرة مثل البيئة والأسرة والحالة الاجتماعية التي يتربى به الطفل وأكثر ما يـتأثر به الطفل هو ما يحدث في بيته وما يرى من أفراد عائلته؛ فلهذا جاءت روايات كثيرة في هذا الأمر، عن كيفية تعامل الأبوين فيما بينهم ومدى تأثير علاقتهم العاطفية على الأطفال، حيث ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي نفسي بيده لو أنّ رجلاً غشى إمرأته وفي البيت صبيّ مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما، ما أفلح أبداً إن كان غلاماً كان زانياً أو جارية كانت زانية، وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا أراد ان يغشى أهله أغلق الباب وأرخى الستور وأخرج الخدم).(2)
إنّ الإسلام دين الستر والعفاف والحياء، وأنّه أيضا يخاف على الطفل، ويريد أن يكون بأمان من كل مكروه قد يصاب به من أعز أفراد عائلته، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (سألته عن قول الله عزّ وجلّ ﴿أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء﴾ (3)؟ فقال: هو الجماع، ولكن الله ستير، يحب الستر فلم يسم كما تسمون).(4)
فلذا يُعطي أصولاً تعلمية للأبويين لكي يُحصّنوا أفراد أسرتهم من هذا الأمر الخطير لهم الذي يؤثر عليهم تأثيراً سلبياً، وهذه إشارة تفيد لعموم ما يهيج الطفل من أن يرى والديه بالمباشرة أو أن ينظر إلى الأفلام التي توجد فيها مشاهد غير أخلاقية أو ما يوجد على المواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية وما يدس بها لانحراف الفرد المسلم، وأكثر ما يتأثر بها هو الطفل لعدم وجود معلومات تخص هذا الأمر لديه، ولوجود التحرزات الموجودة في الأسرة المسلمة، فنرى الطفل عندما يسأل عن أمور تختص بالجنس أن العائلة لا تتقبل منه، وتسكته بأجبات غير مُقنعة، فهنا يأتي الدور التربوي الصحيح للأبوين وهو: تثقيف الطفل وإعطاءه صورة كُلّية عن قضية الجنس لكي لا يصل إلى البلوغ الجنسي المبكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ https://www.almrsal.com/post/309874
2ـ الكافي:ج5، ص500. وسائل الشيعة: ج20، ص133.
3ـ سورة النساء: ٤٣، سورة المائدة: ٦.
4ـ الكافي:ج ٥، ص٥٥٥. وسائل الشيعة : ج20، ص133
التعلیقات