طرق تقوية معنويات العائلة في شهر رمضان
السيد حسين الهاشمي
منذ 7 أشهرشهر رمضان فرصة ذهبية لتعزيز قيم الخير في نفوس الأطفال، وما أن يهلّ الشهر الفضيل ويمسك الصائمون عن الطعام ترق النفوس، ويتجلى التعاطف مع الآخرين عبر قيم العطاء للمحتاجين والصبر على مجاهدة النفس للتغلب على الشهوات المتنوعة وبناء سلوك يومي يتوافق مع طبيعة الشهر الفضيل. تؤكد الاختصاصية والمستشارة الاجتماعية الدكتورة فاديا إبراهيم أن شهر رمضان فرصة حقيقية لتحقيق معنى التكافل الاجتماعي في المجتمع، لما يحمله من قيم الشعور والإحساس بالآخرين والسعي خلال هذا الشهر الفضيل لمساعدة المحتاجين، ويقوي الروابط الاجتماعية عن طريق العبادات الجماعية، ومن خلال اجتماع الأقارب ودعوتهم على موائد الإفطار. وتبين أنه حتى على مستوى الأسرة فإنها تجتمع على مائدة الإفطار جميعها وتقوى الروابط بينهم. فلا وقت تجلس فيه الأسرة مع بعضها البعض بألفة ومحبة أكثر من شهر رمضان المبارك. كما أن الجانب الروحاني يكون في أعلى وأفضل مراحله في هذا الشهر الفضيل من خلال العبادات فهو سكينة للروح وطمأنينة للنفس، وبه يقوم السلوك الاجتماعي للأفراد عبر الابتعاد عن المحرمات والسلوك السلبي والتوجه نحو النواحي الإيجابية، كل هذا يعيشه أطفالنا خلال شهر رمضان المبارك. فهذا الشهر هو شهر المعنويات. فالسؤال الأساسي هنا أنه كيف يمكننا أن نقوي معنويات العائلة في هذا الشهر الفضيل ونعزّز الروحانية في شهر رمضان المبارك؟
طرق تقوية معنويات العائلة في شهر رمضان
يسعى المسلم إلى تقوية الجانب الرّوحي عنده، وقد ميّز علماء النّفس والاجتماع بين الجانب المادي الذي يتعلّق بالنّفس من نزواتٍ ورغبات وشهوات نفس يسعى الإنسان لتحقيقها، وبين الجانب الرّوحي للإنسان الذي يتعلّق بالأمور الغيبيّة أو غير المشاهدة التي لا يعاينها النّاس وإنّما يشعرون بها بروحهم ومشاعرهم، ولتقوية هذا الجانب وسائل عديدة، منها الطرق الآتية:
الأول) الاستئناس مع القرآن
إن من أهم الطرق لتقوية المعنويات والروحانية في العائلة، هي الاستئناس مع القرآن والتأمل في تعاليمه ومعارفه بشكل جيد. لأن الله سبحانه تعالى يقول في كتابه (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.1) وفي آية أخرى يقول الله تبارك وتعالى حول كتابه الكريم (وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡیَـٰنࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِینَ.2) فعلى هذا إذا إستمر العائلة بقرائة القرآن والتأمل فيه بشكل جيد وعملوا بأوامره ونواهيه، فترتفع معنويات العائلة بشكل عجيب وتكون عائلتنا عائلة أخلاقية وإسلامية. وعلى هذا ورد رواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول (نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى - صلوا في البيع والكنايس، وعطلوا بيوتهم - فان البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، وامتع أهله، وأضاء لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الدنيا.3) وعن الإمام الصادق عليه السلام قال( إن البيت إذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء... القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية.4)
الثاني) الإلتزام بالدعاء وتثقيف المناجاة مع الرب
الدعاء والمناجاة مع الله الخالق الرازق من أجمل الطرق لجلب المعنوية في العائلة والبيت. لأن الله تبارك وتعالى هو منبع المعنويات والروحانية. فإذا دعا العبد المؤمن ربه وناجى مع خالقه العظيم، فهو ينتسب إلى هذا المنبع العظيم بشكل مّا وهذا الإنتساب يجدي في تقوية الروحانية والمعنويات في نفسه وعائلته. وعلى هذه النوع من التربية، قد ربّوا الأئمة أولادهم. فقد ورد حول الدعاء عند الطعام والشراب عن أميرالمؤمنين عليه السلام (عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لإبنه الحسن عليه السلام: يا بني لا تطعمن لقمة من حار ولا برد ولا تشربن شربة ولا جرعة إلا وأنت تقول قبل أن تأكله وقبل أن تشربه: " اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني وأن تشجعني بقوته على عبادتك وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك " فإنك إن فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته.5) ومن مظاهر الدعاء والمناجاة مع الرب، هي ليلة القدر. وقد روي في سيرتها حول الدعاء وقيام الليل بالمناجاة في ليلة القدر (وَ کانَتْ فاطِمَهُ علیهاالسلام لا تَدَعُ اَحَدا مِنْ اَهْلِها یَنامُ تِلْکَ اللَّیْلَهَ وَ تُداویهِمْ بِقِلَّهِ الطَّعامِ وَ تَتَأَهَّبُ لَها مِنَ النَّهارِ وَ تَقُولُ مَحْرُومٌ مَنْ حُرِمَ خَیْرَها.6)
الثالث) تأدية العبادات
إن العبادات بشكل عام تزيد من روحانيّات الإنسان؛ فالصّلاة تعمّق الجانب الرّوحي في الإنسان من خلال توثيق صلة العبد بربّه فتفيض عليه المعاني الرّبانيّة وتتجلّى عليه الرّحمات والسّكينة، ويستشعر علوّ روحه وسموّها، بينما ينخفض مستوى الرّوحانيّة لديه كلما ابتعد عن تلك اللّحظات الإيمانيّة إلى المادّيات والتّعلق بالحياة.
الرابع) التأمل والتدبر في الكون
إن التّأمل والنّظر فيما خلق الله تعالى في السّماء والأرض والآفاق تزيد من روحانيّة الإنسان وتعلّيها؛ وذلك عندما يرى الإنسان آيات الله سبحانه وتعالى في خلقه، ومعجزاته الباهرة الدّالة على عظمته وقدرته في الخلق والإبداع. وقد حث الله تبارك وتعالى عباده على النظر في الآفاق والتفكر حيث قال: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. 7) وجاء في آية أخرى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ8).
الخامس) الإيمان القلبي بالله تبارك وتعالى
الإيمان في القلب يزيد وينقص تبعاً لأعمال الإنسان ومدى قربه من ربّه عزّ وجل والتزامه بأوامره واجتنابه لنواهيه، وقد جاء العديد من الأدلة الشرعية التأكيد على أن الإيمان يزيد بالأعمال الصالحة، منها قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ9.)وقوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ.10)
السادس) إعطاء الصدقة والإعتناء بالآخرين
كان النبي صلى الله عليه وأله وسلم أكثر الناس سخاءاٌ ، وكان أكثر كرمًا في شهر رمضان، فعلینا أن نکثر من إعطاء الصدقات والتطوع مع أصحاب الخير في تحضير أو طهي الطعام للجياع بالموائد الرمضانية. ويمكننا تحضير حقائب الطعام لتقديمها عند وقت الإفطار في الطريق إلى العمل أو الجامعة. بذل جهدًا إضافيًا في رمضان لمساعدة الآخرين والاعتناء بهم يجعل الشخص المؤمن يحصل في المقابل على تقوية روحه. وننصح الجميع في شهر رمضان بالاهتمام بالأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو الغربة أو لا يمتلكون أسرة، حيث يفتقدون الجو العائلي في هذا الشهر الفضيل الذي يتميز بأجوائه العائلية.
السابع) الحضور في المساجد والأماكن المعنوية
أحد الطرق الجميلة لتقوية المعنويات وتعزيز الروحانية في العائلة، هي الحضور الجماعي ومع العائلة في المساجد والحسينيات والأماكن المعنوية. لأن في هذه الأماكن، يتوسل المؤمنون إلى الله تبارك وتعالى والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وهذا هو السبب الأساسي في تقوية المعنويات في العائلة. وقد أكد الآيات والروايات في الحضور في المساجد والأماكن المعنوية. حيث قال الله تبارك وتعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.11) وقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في فضل المساجد (المساجد مجالس الأنبياء12) وعنه صلى الله عليه وآله أيضا (ما من يوم الّا وملك ينادي في المقابر : من تغبطون؟ فيقولون: أهل المساجد ، يصلّون ولا نقدر ، ويصومون ولا نقدر13)
طرق تقوية معنويات العائلة في شهر رمضان
يسعى المسلم إلى تقوية الجانب الرّوحي عنده، وقد ميّز علماء النّفس والاجتماع بين الجانب المادي الذي يتعلّق بالنّفس من نزواتٍ ورغبات وشهوات نفس يسعى الإنسان لتحقيقها، وبين الجانب الرّوحي للإنسان الذي يتعلّق بالأمور الغيبيّة أو غير المشاهدة التي لا يعاينها النّاس وإنّما يشعرون بها بروحهم ومشاعرهم، ولتقوية هذا الجانب وسائل عديدة، منها الطرق الآتية:
الأول) الاستئناس مع القرآن
إن من أهم الطرق لتقوية المعنويات والروحانية في العائلة، هي الاستئناس مع القرآن والتأمل في تعاليمه ومعارفه بشكل جيد. لأن الله سبحانه تعالى يقول في كتابه (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.1) وفي آية أخرى يقول الله تبارك وتعالى حول كتابه الكريم (وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡیَـٰنࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِینَ.2) فعلى هذا إذا إستمر العائلة بقرائة القرآن والتأمل فيه بشكل جيد وعملوا بأوامره ونواهيه، فترتفع معنويات العائلة بشكل عجيب وتكون عائلتنا عائلة أخلاقية وإسلامية. وعلى هذا ورد رواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول (نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى - صلوا في البيع والكنايس، وعطلوا بيوتهم - فان البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، وامتع أهله، وأضاء لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الدنيا.3) وعن الإمام الصادق عليه السلام قال( إن البيت إذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء... القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية.4)
الثاني) الإلتزام بالدعاء وتثقيف المناجاة مع الرب
الدعاء والمناجاة مع الله الخالق الرازق من أجمل الطرق لجلب المعنوية في العائلة والبيت. لأن الله تبارك وتعالى هو منبع المعنويات والروحانية. فإذا دعا العبد المؤمن ربه وناجى مع خالقه العظيم، فهو ينتسب إلى هذا المنبع العظيم بشكل مّا وهذا الإنتساب يجدي في تقوية الروحانية والمعنويات في نفسه وعائلته. وعلى هذه النوع من التربية، قد ربّوا الأئمة أولادهم. فقد ورد حول الدعاء عند الطعام والشراب عن أميرالمؤمنين عليه السلام (عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لإبنه الحسن عليه السلام: يا بني لا تطعمن لقمة من حار ولا برد ولا تشربن شربة ولا جرعة إلا وأنت تقول قبل أن تأكله وقبل أن تشربه: " اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني وأن تشجعني بقوته على عبادتك وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك " فإنك إن فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته.5) ومن مظاهر الدعاء والمناجاة مع الرب، هي ليلة القدر. وقد روي في سيرتها حول الدعاء وقيام الليل بالمناجاة في ليلة القدر (وَ کانَتْ فاطِمَهُ علیهاالسلام لا تَدَعُ اَحَدا مِنْ اَهْلِها یَنامُ تِلْکَ اللَّیْلَهَ وَ تُداویهِمْ بِقِلَّهِ الطَّعامِ وَ تَتَأَهَّبُ لَها مِنَ النَّهارِ وَ تَقُولُ مَحْرُومٌ مَنْ حُرِمَ خَیْرَها.6)
الثالث) تأدية العبادات
إن العبادات بشكل عام تزيد من روحانيّات الإنسان؛ فالصّلاة تعمّق الجانب الرّوحي في الإنسان من خلال توثيق صلة العبد بربّه فتفيض عليه المعاني الرّبانيّة وتتجلّى عليه الرّحمات والسّكينة، ويستشعر علوّ روحه وسموّها، بينما ينخفض مستوى الرّوحانيّة لديه كلما ابتعد عن تلك اللّحظات الإيمانيّة إلى المادّيات والتّعلق بالحياة.
الرابع) التأمل والتدبر في الكون
إن التّأمل والنّظر فيما خلق الله تعالى في السّماء والأرض والآفاق تزيد من روحانيّة الإنسان وتعلّيها؛ وذلك عندما يرى الإنسان آيات الله سبحانه وتعالى في خلقه، ومعجزاته الباهرة الدّالة على عظمته وقدرته في الخلق والإبداع. وقد حث الله تبارك وتعالى عباده على النظر في الآفاق والتفكر حيث قال: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. 7) وجاء في آية أخرى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ8).
الخامس) الإيمان القلبي بالله تبارك وتعالى
الإيمان في القلب يزيد وينقص تبعاً لأعمال الإنسان ومدى قربه من ربّه عزّ وجل والتزامه بأوامره واجتنابه لنواهيه، وقد جاء العديد من الأدلة الشرعية التأكيد على أن الإيمان يزيد بالأعمال الصالحة، منها قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ9.)وقوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ.10)
السادس) إعطاء الصدقة والإعتناء بالآخرين
كان النبي صلى الله عليه وأله وسلم أكثر الناس سخاءاٌ ، وكان أكثر كرمًا في شهر رمضان، فعلینا أن نکثر من إعطاء الصدقات والتطوع مع أصحاب الخير في تحضير أو طهي الطعام للجياع بالموائد الرمضانية. ويمكننا تحضير حقائب الطعام لتقديمها عند وقت الإفطار في الطريق إلى العمل أو الجامعة. بذل جهدًا إضافيًا في رمضان لمساعدة الآخرين والاعتناء بهم يجعل الشخص المؤمن يحصل في المقابل على تقوية روحه. وننصح الجميع في شهر رمضان بالاهتمام بالأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو الغربة أو لا يمتلكون أسرة، حيث يفتقدون الجو العائلي في هذا الشهر الفضيل الذي يتميز بأجوائه العائلية.
السابع) الحضور في المساجد والأماكن المعنوية
أحد الطرق الجميلة لتقوية المعنويات وتعزيز الروحانية في العائلة، هي الحضور الجماعي ومع العائلة في المساجد والحسينيات والأماكن المعنوية. لأن في هذه الأماكن، يتوسل المؤمنون إلى الله تبارك وتعالى والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وهذا هو السبب الأساسي في تقوية المعنويات في العائلة. وقد أكد الآيات والروايات في الحضور في المساجد والأماكن المعنوية. حيث قال الله تبارك وتعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.11) وقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في فضل المساجد (المساجد مجالس الأنبياء12) وعنه صلى الله عليه وآله أيضا (ما من يوم الّا وملك ينادي في المقابر : من تغبطون؟ فيقولون: أهل المساجد ، يصلّون ولا نقدر ، ويصومون ولا نقدر13)
1) سورة الأسراء، الآية 9.
2) سورة النحل، الآية 98.
3) الكليني، محمدبن يعقوب، الكافي، ج2، قم، نشر دار الحديث، 1387ش، ص610.
4) الكليني، محمدبن يعقوب، الكافي، ج2، قم، نشر دار الحديث، 1387ش، ص609.
5) الطبرسي، رضي الدين، مكارم الأخلاق، بيروت، نشر مؤسسة الأعلمي، ص143.
6) المجلسي، محمدباقر، بحارالأنوار، ج94، بيروت، نشر الأعلمي، 1435 ق، ص10.
7) سورة آل عمران، ص191.
8) سورة فصلت، الآية 53.
9) سورة الأنفال، الآية 2.
10) سورة التوبة، الآية 124.
11) سورة الأعراف، الآية 31.
12) النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، ج3، قم، نشر مؤسسة آل البيت، 1365ش، ص363.
13) النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، ج3، قم، نشر مؤسسة آل البيت، 1365ش، ص363.
التعلیقات