هل كانت المرأة ملكة أم جارية؟ نظرة تاريخية صادمة لدور المرأة في الحضارات القديمة
المرأة والاسلام
منذ يوم
هل تساءلتِ يومًا: كيف كان يُنظر إلى المرأة قبل الإسلام؟
هل كانت محترمة ومكرّمة كما هو حالها في الإسلام، أم كانت مجرد سلعة تُباع وتُشترى؟
في هذا المقال الشامل، سنأخذكِ في جولة مؤلمة وصادمة عبر العصور القديمة، من مصر وبابل إلى روما والصين، لنكشف كيف حُرمت المرأة من أبسط حقوقها، وكيف تحوّلت إلى كائن طفيلي أو أداة للمتعة، بل وأحيانًا طُمرت حية أو أُحرقت مع زوجها.
اقرئي هذا المقال لتتعرفي على ما قدّمه الإسلام من كرامة وإنقاذ للمرأة، وتزدادي وعيًا بقيمة موقعكِ الحقيقي في ضوء مقارنة عادلة مع تاريخ طويل من الظلم.
النظام الأمومي في مصر القديمة
في بعض فترات التاريخ، وُجد نظام الأمومة، وكانت النساء يشغلن أدوارًا إدارية ومناصب عليا ورسمية في مجالات الحكم والسياسة. فعلى سبيل المثال، كانت الملكات في بعض الأحيان يحكمن أرض مصر. ومن الشروط التي كانت تُذكر في عقود الزواج عند المصريين، تسجيل معلومات كاملة عن المرأة فقط. وبوجه عام، كانت المرأة مسؤولة عن الأسرة في مصر القديمة، وكان الرجال ملزمين بجلب أجورهم إلى البيت دون التصرّف بها، وكانت النساء يملكن حرية صرفها دون إذن الزوج. إلا أن هذا النظام لم ينتشر إلى دول أخرى، ولم يصبح ظاهرة عالمية، وحتى في مصر نفسها لم يدم طويلًا (1).
الذكورية ودور المرأة كأداة في معظم المجتمعات
عبر التاريخ، تعامل الرجال مع المرأة بروح التسلط، ونظروا إليها كسلعة تُباع وتُشترى وتُستخدم لأغراض متعددة. ففي اليونان القديمة، لم تكن المرأة تتمتع بأي شخصية اجتماعية، ولم يكن لها دور سوى تقديم المتعة. وقد عبّر "ديموستين" الخطيب الشهير في اليونان عن وضع النساء في ذلك العصر بجملة مدهشة:
"نتمتع بوفرة النعم، فنحافظ على صحتنا الجسدية نهارًا مع الجواري والنساء غير الشرعيات، وتلد لنا الزوجات الشرعيات الأبناء وتحفظ بيوتنا بأمانة" (2).
كانت المرأة تُباع وتُشترى كالحيوانات، وكان الأب أو الزوج يملك الحق في بيعها أو إقراضها أو حتى قتلها، ولم يكن للمرأة حق في التملك أو الحياة أمام الأب أو الزوج (3).
وفي بابل، مركز حضارة الكلدانيين والآشوريين، كان يُجمع البنات في سن الزواج مرة واحدة كل سنة، ويتم بيعهن حسب ترتيب الجمال (4).
أما في أفريقيا، فكانت المرأة تُباع بأربعة أبقار أو على الأقل بقرتين، وكان يُحدَّد ثمنها أثناء البيع. وكانت قيمة المرأة أقل من البيضة، فإذا كسرت امرأة البيض، كانت تُعدم (5).
وفي أستراليا، كانت المرأة تُعامل كحيوان أليف، يُستخدم للصيد وحمل الأثقال والإنجاب، وفي أوقات المجاعة كانت تُقتل ويؤكل لحمها (6).
أما في إسبرطة، فكان الأزواج يُشجَّعون على إعطاء زوجاتهم لرجال أقوياء بهدف تحسين النسل، وإذا لم تنجب المرأة ذكرًا، كانت تُحكم بالموت (7).
المرأة ككائن طفيلي
في المجتمعات القديمة والأمم المختلفة، كانت المرأة تُعتبر تابعة للرجل، ولم تكن تُعامل كإنسان حرّ ومستقل. كانت حياتها ووجودها ببركة وجود الرجل. ففي الهند، كانت المرأة تابعة للرجل، وبعد وفاة الزوج لم يكن لها الحق في الزواج مرة أخرى، بل كان يُحرق جسدها مع جسد زوجها، وكان يُطلق على هذه العادة "ساتي" (8).
في روما، لم تكن النساء جزءًا من المجتمع أو الأسرة، بل كان الرجال وحدهم يشكّلون الأسرة. وكانت النساء تابعين للأسرة فقط. وكان الإرث حكرًا على الرجال، ولم تكن هناك صلة قرابة تُورِّث بين الابن وأمه، ولا بين الإخوة والأخوات، ولا بين الابنة وأبيها. ولم تُقبل شكاوى النساء، ولم تكن صفقاتهم نافذة. ولم يكن يُسمح لهنّ بالمشاركة في الشؤون الاجتماعية، في حين أن الأبناء بالتبنّي كانوا يشاركون في كل شيء (9).
في حضارة الصين، كانت الفتاة عبئًا ثقيلًا على الأسرة، وإذا وُلدت بنت خلال الفقر والمجاعات، كانت تُترك لتموت في البرد أو تُفترس من الحيوانات.
وكانت ولادة البنت تُعدّ مأساة، وكان الأقارب يقدّمون التعازي للأسرة عند ولادتها (10).
أما الأرامل، فكنّ يُجبرن على الانتحار وفاءً لأزواجهن (11).
الشخصية القانونية المرتبطة بالرجل
إن دور التبعية عند المرأة كان ظاهرًا في العصور التاريخية المختلفة؛ فعلى سبيل المثال، في عصر الإمبراطورية الساسانية، لم يكن للمرأة أي استقلال أو شخصية قانونية، وكانت تحت وصاية رئيس الأسرة، سواء أكان الأب أو الزوج. وكانت الأموال التي تجنيها المرأة بجهدها تُعتبر ملكًا لرئيس الأسرة، ولم يكن يُسمح لها بالاستفادة منها (12).
في روما، لم تكن شكاوى النساء تُستمع، ولم تكن صفقاتهم قانونية. لم يكن يُسمح لهنّ بالتدخل في الأمور الاجتماعية، بينما كان للرجال، بل وحتى الأبناء بالتبنّي، هذا الحق. وكان حتى مال المهر تحت إدارة الرجل. لم يكن يُسمح للمرأة بكسب المال إلا بإذن وليّها. وكانت محرومة من الميراث، ولم يكن لها حق في الزواج أو الطلاق دون إذن الأب أو أحد زعماء قومها.
وفي بلاد الكلدانيين، لم تكن المرأة تملك حرية القرار، وإذا خالفت أوامر زوجها أو تصرّفت باستقلال، كان من حقه طردها أو الزواج بأخرى، بل كان يُعاملها كجارية. وإذا ارتكبت خطأً في إدارة المنزل كالإسراف، كان يُقدّم شكوى ضدها، وإذا ثبت خطؤها، كانت تُغرق في الماء (13).
النظرة المهينة للمرأة في الديانات المحرّفة
ما وصلنا من الشرائع السابقة للإسلام، وما تُقرّه كتب التاريخ، أن الديانة اليهودية المحرّفة لم تكن تُعطي المرأة أي منزلة أو قيمة. فنظرتهم إلى المرأة كانت مهينة، ولم يكن يُعترف لها إلا بدور التبعية والاستغلال. فالديانة اليهودية المحرّفة تعتبر المرأة حيوانًا يشبه الإنسان أكثر من بقية الحيوانات، وهي في الواقع حلقة وصل بين الإنسان والحيوان.
ويعتقدون أن "يهوه" (إله اليهود) في آخر وصية من الوصايا العشر التي أنزلها على موسى، جعل المرأة في مرتبة البهائم والممتلكات المنقولة، وكان دورها الوحيد إنجاب الجنود للقتال.
وتُعتبر البنت في الديانة اليهودية سلعة يمكن بيعها في حال الفقر. وجاء في التلمود حول تبعية المرأة:
"كيف تملك المرأة شيئًا، وهي ملك لزوجها؟ كل ما تكسبه هو ملك لزوجها، حتى فتات الخبز على المائدة في بيتها ملك له " (14).
أما في المسيحية المحرّفة، فلم يكن للمرأة أي دور سوى الإغواء، والاستغلال، والتبعية للرجل. فقد اعتبروها رمز العصيان والشيطان، لأنهم يعتقدون أن حواء، كامرأة، ارتكبت أول عصيان وخالفت أمر الله، ثم أغوت آدم.
و"مارتن لوثر"، وهو من أعلام المسيحية، لم يرَ للمرأة دورًا سوى الإنجاب والمتعة، فيقول : "إذا ماتت النساء من آلام الولادة أو هلكن، فلا بأس، فليمتن أثناء الولادة " (15).
وفي الديانة المسيحية المحرّفة، لم تكن المرأة تملك استقلالًا، وكانت مرتبطة بالكامل بزوجها، ولم يكن لها الحق في التصرف بمالها دون إذنه. وقد ورد في الإنجيل:
"إذا لم يوافق الأب أو الزوج على نذر المرأة، فهو باطل، وأي التزام دون إذن الرجل هو لاغٍ وبلا قيمة " (16).
الخاتمة
تُظهر لنا هذه الجولة التاريخية أنّ المرأة في المجتمعات القديمة لم تكن تُعتبر إنسانة مكتملة، بل كانت تُعامل كالسلع أو الحيوانات، من دون أي حق مستقل في الحياة أو القرار. كانت تابعة للرجل في كل شيء، تُباع وتُشترى، وتُحرم من الإرث والحرية وحتى من الحياة الكريمة.
هذه الحقائق ليست للتخويف، بل للتنبيه والوعي. فمن الضروري لكل امرأة أن تدرك أنها في نعمة عظيمة بوجود دين حفظ كرامتها، ومن المهم أن نعرف الظلمات التي خرجنا منها، لنحافظ على النور الذي نعيش فيه.
أختي العزيزة،
بعدما قرأتِ كيف كانت المرأة تُذل وتُهان عبر التاريخ، هلّا شكرتِ الله على نعمة الإسلام؟
انشري هذا المقال لكل أخت لم تدرك بعد عظمة ما قدّمه الدين لها.
وتذكّري: وعيك بتاريخك هو أول خطوة لحماية كرامتك.
شاركي هذا المقال، وكوني صوتًا للحق والمعرفة.
أسئلة وأجوبة
1. هل كانت هناك حضارة قديمة حكمتها النساء؟
نعم، في مصر القديمة، كانت الملكات أحيانًا يحكمن البلاد، وكانت المرأة تدير شؤون البيت وتتحكم بالمال.
2. كيف كانت تُعامل المرأة في اليونان القديمة؟
كانت تُعتبر بلا شخصية اجتماعية، وتُستعمل فقط للمتعة أو للإنجاب، وكان الزوج يملك حق السيطرة الكاملة عليها.
3. ما هو مصير المرأة في حضارة الصين عندما كانت تُولد؟
كانت تُعتبر عبئًا ثقيلًا، وإذا وُلدت في ظروف صعبة، تُترَك لتموت في البرد أو تؤكَل من الحيوانات.
4. ماذا تقول الشريعة اليهودية المحرّفة عن المرأة؟
تعتبر المرأة أقرب للحيوان من الإنسان، وتضعها في مرتبة الممتلكات المنقولة، وتُعامل على أنها مِلك للرجل.
5. هل كانت للمرأة حقوق قانونية في الحضارات القديمة؟
لا، لم يكن لها حق الإرث أو الملكية أو الزواج أو الطلاق إلا بإذن وليّها، وكان بإمكان الزوج طردها أو قتلها في بعض الحالات.
1. مجموعة مقالات مؤتمر النساء في أفغانستان: الفرص، التحديات والحلول المستقبلية، ص ١٠٠.
2. ويل ديورانت: قصة الحضارة، ترجمة فتح الله مجتبایي، ج ٢، ص ٨٨.
3. السيّد محمد خامنهاي: حقوق المرأة، ص ٢٣.
4. مجموعة مقالات مؤتمر النساء في أفغانستان: الفرص، التحديات والحلول، ج ٤، ص ٤٠٦.
5. نفيسة سامي الدبوني: الأمومة كمال المرأة، ص ٥٩.
6. السيّد محمد حسين الطباطبائي: المرأة في القرآن، ص ٢٨.
7. نفيسة سامي الدبوني: الأمومة كمال المرأة، ص ٥٩، نقلاً عن "القرآن ومقام المرأة" تأليف السيّد علي كمالي في إيران، ص ١٥.
8. السيّد محمد حسين الطباطبائي: المرأة في القرآن، ص ٣٠؛ تقي الدين سامي الدين زاده: العادات وكمال المرأة، ص ٥٨.
9. نفس المصدر، ص ٣٠.
10. مجموعة مقالات مؤتمر النساء في أفغانستان: الفرص، التحديات والحلول، ج ٤، ص ٤٠٧.
11. نفيسة سامي الدبوني: الأمومة وكمال المرأة، ص ٦٠.
12. كريستيان بارتلمه: المرأة في القانون الساساني، ترجمة ناصر الدين الزماني، ص ٤٠.
13. السيّد محمد حسين الطباطبائي: المرأة في القرآن، ص ٣٢.
14. راجع: ويل ديورانت، قصة الحضارة، ترجمة فتح الله مجتبایي، ج ١، ص ٥٣–٥٥؛ نفس المصدر، لذائذ الفلسفة، ص ١٤٨–١٤٩؛ التوراة، سفر التكوين، ٢٤:٦٠ و ٣٠:٢٠؛ كذلك، سفر اللاويين، ٥:٢، ١٢.
15. راجع: ويل ديورانت، قصة الحضارة، ترجمة فتح الله مجتبایي، ج ١، ص ١١١١–١١١٢؛ الرسالة الأولى بولوس؛ وكذلك: فتح الله فتاحي زاده، المرأة في التاريخ والفكر الإسلامي، ص ٢٢–٢٣.
16. سفر العدد، الإصحاح ٣٠، الآيات ٢–١٥.
التعلیقات