مصائب الإمام الصادق عليه السلام تقرح الفؤاد
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتمدة القرائة: 4 دقائق
تبكي العيون بدمعِها المتورِّدِ
حزناً لثاوٍ في بقيع الغرقدِ
تبكي العيونُ دما لفقد مبرَّزٍ
من آل أحمدَ مثلُه لم يُفقَد
أيُّ النواظرِ لا تفيضُ دموعُها
حزنا لمأتمِ جعفرِ بنِ محمد
الصادقِ الصدِّيقِ بحرِ العلمِ مصـ
ـباحِ الهدى والعابدِ المتهجد
رزءٌ له أركانُ دينِ محمدٍ
هُدَّت ونابَ الحزنُ قلبَ محمد
رزءٌ له تبكي شريعةُ أحمدٍ
وتنوح معولةً بقلب مكمَد
رزءٌ بقلب الدينِ أثبتَ سهمَه
ورمى حُشاشةَ قلبِ كلِّ موحِّد
ماذا جنت آلُ الطليقِ وما الذي
جرَّت على الإسلام من صُنعٍ ردي
كم أنزلت مرَّ البلاءِ بجعفر
نجمِ الهدى مأمونِ شِرعةِ أحمد
كم شردتْه عن مدينةِ جدِّه
ظلما تجشِّمُه السرى في فَدفَد
لم يحفظوا المختارَ في أولاده
وسواهمُ من أحمد لم يُولَد(١)
المنصور يأمر بحرق بيت الإمام الصادق عليه السلام
كان المنصور العباسي شديد العداوة لآل محمد، فقد تتبع آثارهم، وقتل كثيرا منهم، وبنى آخرين منهم في الأسطوانات، وذلك لما بنى عاصمته بغداد وأباد كثيراً من أبناء الحسن عليه السلام، وكان يقول: لقد هلك من أولاد فاطمة عليها السلام مقدار مائة، وقد بقي سيدهم وإمامهم فقيل له: من ذلك؟ قال: جعفر بن محمد الصادق.(2)
وكان يبعث جلاوزته على الإمام، فيؤتى به إلى العراق وفي كل مرة يهم بقتله، ولكن الله كان يحول بينه وبين قتل الإمام عليهالسلام. وبلغ من حقده أنه أمر عامله على المدينة محمد بن سليمان أن يحرق على أبي عبد الله الصادق داره.
فجاء هو وجماعته بالحطب الجزل، ووضعوه على باب الدار، وأضرموه بالنار، فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحت العلويات داخل الدار، وارتفعت أصواتهن، فخرج الإمام الصادق عليه السلام وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان، وجعل يخمد النار، ويطفئ الحريق، وهو يقول: "أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن فاطمة الزهراء". حتى أخمد النار فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسلونه، فوجدوه حزينا باكيا، فقالوا: ممن هذا التأثر والبكاء أمن جرأة القوم عليكم أهل البيت، وليس منهم بأول مرة؟! (ليست هذه المرة الأولى التي تحرق فيها دوركم).
فقال الإمام عليه السلام: اعلموا أنه لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في الدار من حجرة إلى حجرة ومن مكان إلى مكان، هذا وأنا معهن، فتذكرت روعة عيال جدي الحسين عليه السلام يوم عاشوراء لما هجم القوم عليهن والمنادي ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين.(3)
على المسموم يا گلبي تفطّر
تفطّر يا گلب لمصاب جعفر
ابد ما عفه المنصور عنّه
گعد عنده اوليده او جذب ونّه
يالصادق يسمونك وتنصاب
او عليك ادموع تتجاره وتنصاب
1ـ المجالس السنية: ج2، ص516.
2ـ بحار الانوار: ج 91، ص 298.
3ـ أعلام الهداية: ج 1، ص 204.
4ـ مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام: ج 4، ص 222.
التعلیقات