درس من حياة جواد الائمة عليه السلام: لمن نُصغي
الشيخ مهدي المجاهد
منذ سنتينقال الامام الجواد عليه السلام: «مَنْ أَصْغى إلى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ، فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَقَدْ عَبَدَ اللهَ، وَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ».(1)
عاصر الإمام الجواد عليه السلام فترة زمنية ظهرت فيها المذاهب الكلامية والعقائدية، حيث أخذت تنتشر في تلك البرهة الزمنية بواسطة حكّام بني العباس، كما أخذوا بترجمة كتب علماء اليونان وغيرهم، وكان هدفهم من ذلك أن يشكلوا جبهة تواجه علوم أهل البيت عليهم السلام. وساعد على ذلك ظهور طبقة من وعّاظ السلاطين، حيث نظّمت على نمط خاص للدخول تحت ظل الحكّام، قانعين بما ينالهم من ذلة الموقف والإصغار وكلّ ذلك في قبال أن لا يُحرموا من بذخ ما يصل اليهم من القصور، وشراء مرضات حكّام الجور.
وكان الإمام الجواد عليه السلام أعجوبة لم تسبق بها الأمة الإسلامية؛ فقد نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام وعمره آنذاك تسع سنوات. وهو أمر استدعى التأمل والاستغراب حتى من قبل أتباع أبيه ووكلائه حين سئل عمن يخلفه، فأشار اليه وهو لا يملك من العمر إلا سنين قليلة جداً.
نعم، لقد عرفوا من خبر نبي الله عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام ومن خبر نبي الله يحيى بن زكريا على نبينا وآله وعليه السلام من قبل ذلك الأمر، حيث قد جاء في القرآن خبرهما وتفاصيل نبوتهما وهم في سنين مبكرة من أعمارهما. لكن من طبيعة الإنسان الركون إلى المشهود المحسوس، والتعود والحكم على المألوف. غير أنهم بعد أن رأوا آية الله حاضرة ناطقة، لم يكن أمامهم إلا التسليم، وذلك بواسطة المناظرات التي أقيمت حيث ألجم أعداه الحجة البالغة بتلك الأجوبة وتفاصيلها.
وقد اهتم الإمام الجواد عليه السلام في بناء الجانب العقائدي في شخصية الإنسان المسلم، وذلك مشهود وواضح من التراث الذي ورثناه عنه، حيث أشار في أحاديثه على ترسيخ العقائد الصحيحة، وأكد على مفردتها وأخذها من منبعها الصافي، ومن جملة المجالات التي كان له دور فعّال ومهم هو بناء الصرح العلمي الذي أشاده أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وكثير ما حارب الفرق المنحرفة والمنتحلة بكل صلابة وشجاعة، وكان ينصح الأمة الإسلامية بأنّ لا تنحرف عن الجادة الصواب، ولا تأخذ بكلام المنحرفين والمخالفين، ولا تسمع لهم، وقد ورد عن الإمام الجواد عليه السلام أنه قال: «مَنْ أَصْغى إلى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ، فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَقَدْ عَبَدَ اللهَ، وَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ».(2)
فالإنسان في هذه الأيام عندما ينغمس في مجال الأخبار وشبكات التواصل الاجتماعي، يشاهد ويسمع أن هناك من كلامه يذّكرك بالله تعالى والآخرة ويكون كلامه نافعا ذا مغزى يستفيد السامع منه فهذا جيد، ومعنى الأصغى: الإنصات، أي، أمال برأسَه، واهتمّ، وأحسن الاستماعَ إليه، أي: أَصْغى إليه برأسه وبأذنه، فمرة الإنسان يسمع لكلام الباطل لا على شكل الإنصات قد يريد أن يرد على ما يقولون أو يريد أن يطلع بشكل يأمن على نفسه من عدم الانحرام والوقوع في فخهم لا مشكلة في ذلك، ومن أصغى إلى ناطق يؤدي عن اليشطان فقد عبده، أي: انغمر بما يقول المتكلم وفي كل لحظة يبعده عن الصراط المستقيم أكثر فأكثر، فهذا الأمر لا يؤدي إلى خير وكان عاقبته الهلاك، ففي بداية الأمر قد لا يهتم الإنسان وأنه لا يفهم ما يحصل له؛ ولكن بعد مدة من الزمن يرى أفكاره تتغير ومعتقداته تتزلزل، ويحصل عنده إشكالات أن لم يبحث عن أجوبتها، ويسأل أهل الاختصاص، فيأخذ بالأفكار التي أخذها عن الناطق المنحرف الذي كان يؤدي عن الشيطان، وقد عبده في نهاية الأمر؛ فخسر دنياه وآخرته.
فعلى الإنسان العاقل أن يحقق ويبحث ليرى ممن يأخذ دينه وعلمه، وعند من يحضر، ولمن يسمع؛ فإن لم يفعل، ويقع في فخ أهل البدعة والضلال، فلا يلوم إلا نفسه.
عاصر الإمام الجواد عليه السلام فترة زمنية ظهرت فيها المذاهب الكلامية والعقائدية، حيث أخذت تنتشر في تلك البرهة الزمنية بواسطة حكّام بني العباس، كما أخذوا بترجمة كتب علماء اليونان وغيرهم، وكان هدفهم من ذلك أن يشكلوا جبهة تواجه علوم أهل البيت عليهم السلام. وساعد على ذلك ظهور طبقة من وعّاظ السلاطين، حيث نظّمت على نمط خاص للدخول تحت ظل الحكّام، قانعين بما ينالهم من ذلة الموقف والإصغار وكلّ ذلك في قبال أن لا يُحرموا من بذخ ما يصل اليهم من القصور، وشراء مرضات حكّام الجور.
وكان الإمام الجواد عليه السلام أعجوبة لم تسبق بها الأمة الإسلامية؛ فقد نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام وعمره آنذاك تسع سنوات. وهو أمر استدعى التأمل والاستغراب حتى من قبل أتباع أبيه ووكلائه حين سئل عمن يخلفه، فأشار اليه وهو لا يملك من العمر إلا سنين قليلة جداً.
نعم، لقد عرفوا من خبر نبي الله عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام ومن خبر نبي الله يحيى بن زكريا على نبينا وآله وعليه السلام من قبل ذلك الأمر، حيث قد جاء في القرآن خبرهما وتفاصيل نبوتهما وهم في سنين مبكرة من أعمارهما. لكن من طبيعة الإنسان الركون إلى المشهود المحسوس، والتعود والحكم على المألوف. غير أنهم بعد أن رأوا آية الله حاضرة ناطقة، لم يكن أمامهم إلا التسليم، وذلك بواسطة المناظرات التي أقيمت حيث ألجم أعداه الحجة البالغة بتلك الأجوبة وتفاصيلها.
وقد اهتم الإمام الجواد عليه السلام في بناء الجانب العقائدي في شخصية الإنسان المسلم، وذلك مشهود وواضح من التراث الذي ورثناه عنه، حيث أشار في أحاديثه على ترسيخ العقائد الصحيحة، وأكد على مفردتها وأخذها من منبعها الصافي، ومن جملة المجالات التي كان له دور فعّال ومهم هو بناء الصرح العلمي الذي أشاده أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وكثير ما حارب الفرق المنحرفة والمنتحلة بكل صلابة وشجاعة، وكان ينصح الأمة الإسلامية بأنّ لا تنحرف عن الجادة الصواب، ولا تأخذ بكلام المنحرفين والمخالفين، ولا تسمع لهم، وقد ورد عن الإمام الجواد عليه السلام أنه قال: «مَنْ أَصْغى إلى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ، فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَقَدْ عَبَدَ اللهَ، وَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ».(2)
فالإنسان في هذه الأيام عندما ينغمس في مجال الأخبار وشبكات التواصل الاجتماعي، يشاهد ويسمع أن هناك من كلامه يذّكرك بالله تعالى والآخرة ويكون كلامه نافعا ذا مغزى يستفيد السامع منه فهذا جيد، ومعنى الأصغى: الإنصات، أي، أمال برأسَه، واهتمّ، وأحسن الاستماعَ إليه، أي: أَصْغى إليه برأسه وبأذنه، فمرة الإنسان يسمع لكلام الباطل لا على شكل الإنصات قد يريد أن يرد على ما يقولون أو يريد أن يطلع بشكل يأمن على نفسه من عدم الانحرام والوقوع في فخهم لا مشكلة في ذلك، ومن أصغى إلى ناطق يؤدي عن اليشطان فقد عبده، أي: انغمر بما يقول المتكلم وفي كل لحظة يبعده عن الصراط المستقيم أكثر فأكثر، فهذا الأمر لا يؤدي إلى خير وكان عاقبته الهلاك، ففي بداية الأمر قد لا يهتم الإنسان وأنه لا يفهم ما يحصل له؛ ولكن بعد مدة من الزمن يرى أفكاره تتغير ومعتقداته تتزلزل، ويحصل عنده إشكالات أن لم يبحث عن أجوبتها، ويسأل أهل الاختصاص، فيأخذ بالأفكار التي أخذها عن الناطق المنحرف الذي كان يؤدي عن الشيطان، وقد عبده في نهاية الأمر؛ فخسر دنياه وآخرته.
فعلى الإنسان العاقل أن يحقق ويبحث ليرى ممن يأخذ دينه وعلمه، وعند من يحضر، ولمن يسمع؛ فإن لم يفعل، ويقع في فخ أهل البدعة والضلال، فلا يلوم إلا نفسه.
1) الکافي للشيخ الكليني، المجّلد: 12، الصفحه : 792 ، ط دار الحديث، رقم الحديث 12409.
2) نفس المصدر.
التعلیقات