الانفاق مما رزقنا الله
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنوات( وممّا رزقناهم ينفقون ) :
ينفقون رغم ما تزل بهم من البلاء ورغم ثباتهم في وجه الأعاصير ينفقون مما
رزقهم الله.
ويهيب الله بالمنفقين في آية أخرى فيقول عنهم :
( إنّما يؤمنُ بآياتِنا الّذينَ إذا ذُكِّروا بها خرّوا سُجّداً وسُبّحوا بحمد ربّهم وهُم لا يُستكبرونَ * تتجافى جنوبُهُم عن المضَاجعِ يدعونَ ربّهُم خَوفاً وطَمعاً وممّا رَزقناهُم يُنفقونَ ) (١).
هؤلاء هم المؤمنون حقاً ومن هم ؟
وتبدأ الآية الكريمة بذكر أوصافهم أنهم :
( الذينَ إذا ذُكّروا بها خرّوا سُجداً وسَبّحوا بحمدِ ربّهم ).
هؤلاء هم الذين إذا تليت عليهم آيات الله خروا سجداً ، ولا يخفى ما في التعبير بقوله : ( خرّوا ) من لطف وأدب واحترام وخضوع لله شكراً على هدايته لهم بمعرفته وبما أنعم عليهم من نعمة يسبّحونه ويحمدونه على ذلك ، وفي الوقت نفسه يقومون بكل ذلك.
( وهم لا يستكبرون ) :
عن عبادته ولا يرون لأنفسهم علواً بإزائه ، ولا يتحرجون من السجود له بتعفير جباههم.
وبتعفير جباههم سجوداً على الأرض سمة تدل على منتهى الخضوع والذلة لو كانت من انسان لأنسان ، ولكنها حيث تكون لله تعطي منتها الرفعة والسمو لأنه سجود لله وخضوع لسلطانه ، ومن أكبر من الله عز وجل ، ومن اعظم منه جلت قدرته.
( تتجافى جنوبُهم عن المضاجعِ ) :
والتعبير بالتجافي فيه تصوير دقيق لحالة أولئك المؤمنين ، وهم يتركون المخادع مع شدة تعلقهم بالنوم ، وما فيه من لذة وراحة ليقفوا خاشعين بين يدي الله يسبحونه ويقدسونه.
*************************
(١) سورة السجدة / آية : ١٥ ـ ١٦.
التعلیقات