النظافة تسهم في بناء المجتمع المتقدم
موقع راسخون
منذ 10 سنواتنظرا لاهمية النظافة الفردية والجماعية، كرّست جميع الاديان والاعراف هذه القيمة على نحو دائم،
وركّزت على أهميتها، وحثّت على الثبات عليها، والالتزام بها وتطويرها دائما، بما يجعلها قيمة منتقاة وراكزة في عموم مكونات المجتمع، لهذا اصبحت النظافة صنو التطور، بل ليس هناك اي امكانية لتقدم الدولة والمجتمع، ما لم يكن هناك التزام بالنظافة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من شمولية واتساع.
وتعد النظافة احدى أهم القيم التي تسهم بجدارة في بناء المجتمع المتقدم، وقد حرصت الامم والشعوب التي سعت الى التقدم، على نشر النظافة وتوابعها كمنهج فكري سلوكي، يتبناه المجتمع ككل، ويلتزم به كإجراء عملي يومي متواصل، على مستوى الفرد او الجماعة، حتى اصبحت النظافة جزءا لا يتجزأ من حياة المجتمع بكل تفاصيلها وتشعباتها واشكالها.
ومن البديهي ان نجد ثالوث التخلف والمرض والجهل يترعرع في المجتمع غير النظيف، أو الذي لا يعطي للنظافة ما تستحقه من جهد فكري توعوي تنظيري وتطبيقي في آن واحد، حيث يتم اهمال النظام بصورة شبه تامة، فتشيع افكار وسلوكيات فوضوية عشوائية تجعل السلوك الفردي والجماعي يتسمان بالفوضى واللامبالاة، فتجد القاذورات تملأ الشوارع والساحات والمدارس والحدائق العامة ودوائر الدولة، ويمكن ملاحظة الفوضى في كل مكان رسمي او سواه، الامر الذي يدل على اهمال تام للنظافة كقيمة من قيم التقدم.
وهناك ادلة تۆكد الفجوة الكبيرة بين التطور المادي والفكري لبعض المجتمعات التي تعاني من تجذّر اللامبالاة في سلوكها ازاء النظافة وما يترتب عليها من التزامات عملية وفكرية، بمعنى اوضح قد تجد تطورا ماديا في بلد ما وتلاحظ البنايات العالية والشوارع والحدائق والاسواق وسواها، لكن الانسان لا يزال متخلفا من حيث الوعي والفكر، والدليل الاكثر وضوحا على هذا الجانب، هو فقدان كلي لقيمة النظافة والتعامل معها على انها شيء كمالي غير مهم.
وبهذا لابد أن تفهم الجهات المعنية، النخب القيادية للمجتمع، أن غياب قيمة النظافة تعني غيابا للتقدم، وكلما ابتعد الفرد والمجتمع عن النظافة كفكر وكسلوك هذا يعني ابتعادا مۆكدا للتقدم والتطور والاستقرار، أما آليات نشر وبث قيمة النظافة في المجتمع، فهي بحاجة الجهد مشترك كبير جدا تتبناه الحكومة والمۆسسات الاهلية المعنية، مثل المۆسسة الدينية والتربوية والثقافية والتعليمية وسواها، بمعنى أوضح، الجميع يشترك (أفرادا وجماعات) في ترسيخ هذه القيمة بين افراد وجماعات ومكونات المجتمع حتى تصبح سلوكا قائما على نحو طبيعي ومعتاد، وتصبح فكرا ووعيا قائما ومنتشرا بين الجميع ايضا.
على أن يبدأ السعي الصحيح لنشر قيمة النظافة من البيت (المحيط العائلي للطفل)، حيث يفتح عينية على بيئة نظيفة يتعلم منها احترام النظافة، والالتزام بها وعدم الاستغناء عنها في ادق تفاصيل الحياة، ثم المحيط المدرسي والتعليمي ومحيط العمل، فضلا عن المشاريع الحكومية الكبيرة التي يجب ان تتبناها الحكومة، والجهات والنخب المعنية بنشر النظافة بين افراد ومكونات المجتمع، كقيمة كبرى من قيم التقدم.
وهناك بعض السلوكيات التي تدل على انتهاج اللامبالاة ازاء النظافة، مثل رمي الاوساخ والنفايات كيفما اتفق من لدن الافراد والبيوت والسيارات المارقة في الطرق وغيرها، الامر الذي يدل على تدني الوعي التام وعدم احترام قيمة النظافة على نحو تام، مع غياب خطير للعرف والاخلاق واحترام الذوق العام، وغياب أخطر للقانون البلدي الذي يجب أن يعاقب الفرد المسيء للنظافة على نحو فوري بغرامة مالية مۆلمة، حتى يتعلم ويحترم قيمة النظافة بالقسر والاجبار اذا كان غير قادر على تعلمها بالتعليم وزيادة الوعي، وخير دليل على تطبيق القانون الخاص بالنظافة ما يجري في الدول المتقدمة الان، وهي تمارس اقصى العقوبات القانونية بحق كل من يقوم بالاساءة الى شرط النظافة في الأمكنة العامة.
التعلیقات