طاعة الله في الشباب
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتيجب على كل عاقل أن يغتنم الفرص التي يحصل عليها، فالفرص تمر مر السحاب، وإذا استفاد منها الشخص ربح، وإذا ضيّعها ولم يغتنمها تتحول في نهاية المطاف إلى حسرة، وأهم مرحلة تمر على الإنسان في حياته مرحلة شبابه، وهي فترة مهمة وفي غاية الحساسة، وأكد عليها عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «اغتَنِم خَمساً قَبلَ خَمسٍ شَبابَكَ قَبلَ هَرَمِك ...». (1)
ففي هذه المرحلة يبني الإنسان شخصيته الاجتماعية والدينية؛ إذ أنه مستعد للتعلّم، ويقول أمير المؤمنين في هذا الأمر: «إِنَّما قَلبُ الحَدَثِ كَالأرضِ الخاليَةِ ما اُلقىَ فيها مِن شَيءٍ قَبِلَتهُ»، (2) فيجب على الإنسان أن يقي نفسه في هذه المرحلة من المخاطر التي يواجهها، وتقع المسؤولية الكبرى على عاتق الوالدين في الحفاظ على شبابهم عن الانحراف من جادة الصواب، وقد يبين ذلك الإمام الصادق عليه السلام، ويقول لنا: «بادِروا أَحداثَكُم بِالحَديثِ قَبلَ أَن تَسبِقَكُم إِلَيهِمُ المُرجِئَةِ». (3) أي: سارعوا قبل أن تأتي الفرق المنحرفة وتشوش أفكار الشباب وتأخذهم إلى الطريق المنحرف، فهنا يجب على الوالدين أن يرشدون شبابهم إلى طاعة الله، الأمر الذي يوجب مرضات الباري عزّ وجل، فورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: «إنَّ اللّه يُحِبُّ الشّابَّ الَّذى يُفنى شَبابَهُ في طاعَةِ اللّه». (4)
فهنا نريد أن نروي قصة شاب أفنى حياته في طاعة الله عزّ وجل ولم يبالي من مخاطر الحياة في مواجهة الظلم، نعم فهو ابن الإمام الحسين عليه السلام علي الأكبر عليه السلام، نذكر المحاورة التي جرت بينه وبين والده عليه السلام حول الموت وهم في الطريق إلى كربلاء المقدسة.
قال عقبة بن سمعان فسرنا مع الإمام الحسين عليه السلام ساعة، فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة، ثم انتبه، وهو يقول: «إنا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين»، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه علي الأكبر، فقال: يا أبه! جعلت فداك مم حمدت واسترجعت؟
قال: «يا بني! إني خفقت خفقة فَعَنَّ لي فارس على فرس، وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا»، فقال له: يا أبة! لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق؟
قال: «بلى، والذي إليه مرجع العباد»، قال: إذن لا نبالي أن نموت محقين. فقال له الحسين عليه السلام: «جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده». (5)
ففي هذه المرحلة يبني الإنسان شخصيته الاجتماعية والدينية؛ إذ أنه مستعد للتعلّم، ويقول أمير المؤمنين في هذا الأمر: «إِنَّما قَلبُ الحَدَثِ كَالأرضِ الخاليَةِ ما اُلقىَ فيها مِن شَيءٍ قَبِلَتهُ»، (2) فيجب على الإنسان أن يقي نفسه في هذه المرحلة من المخاطر التي يواجهها، وتقع المسؤولية الكبرى على عاتق الوالدين في الحفاظ على شبابهم عن الانحراف من جادة الصواب، وقد يبين ذلك الإمام الصادق عليه السلام، ويقول لنا: «بادِروا أَحداثَكُم بِالحَديثِ قَبلَ أَن تَسبِقَكُم إِلَيهِمُ المُرجِئَةِ». (3) أي: سارعوا قبل أن تأتي الفرق المنحرفة وتشوش أفكار الشباب وتأخذهم إلى الطريق المنحرف، فهنا يجب على الوالدين أن يرشدون شبابهم إلى طاعة الله، الأمر الذي يوجب مرضات الباري عزّ وجل، فورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: «إنَّ اللّه يُحِبُّ الشّابَّ الَّذى يُفنى شَبابَهُ في طاعَةِ اللّه». (4)
فهنا نريد أن نروي قصة شاب أفنى حياته في طاعة الله عزّ وجل ولم يبالي من مخاطر الحياة في مواجهة الظلم، نعم فهو ابن الإمام الحسين عليه السلام علي الأكبر عليه السلام، نذكر المحاورة التي جرت بينه وبين والده عليه السلام حول الموت وهم في الطريق إلى كربلاء المقدسة.
قال عقبة بن سمعان فسرنا مع الإمام الحسين عليه السلام ساعة، فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة، ثم انتبه، وهو يقول: «إنا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين»، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه علي الأكبر، فقال: يا أبه! جعلت فداك مم حمدت واسترجعت؟
قال: «يا بني! إني خفقت خفقة فَعَنَّ لي فارس على فرس، وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا»، فقال له: يا أبة! لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق؟
قال: «بلى، والذي إليه مرجع العباد»، قال: إذن لا نبالي أن نموت محقين. فقال له الحسين عليه السلام: «جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده». (5)
1ـ بحار الأنوار: ج 74، ص 75.
2ـ نهج البلاغة: الكتاب 31 .
3ـ تهذيب الأحكام: ج8، ص111، ح 30.
4ـ نهج الفصاحة: ص 316.
التعلیقات