المرأة وريادة الأمل
بلقيس حميد حسن
منذ 16 سنةربما لا تعنينا كثيراً ريادة المرأة للشعر أو أي منجز أدبي آخر، من عدمه،إذا ما قيست الأمور في الأسبقية والزمنية لمنجز العرب الأدبي، ولكن يعنينا الآن في هذه الكتابة الإشارة إلى أمر جوهري في حضور المرأة العربية كمنافس فاعل وشريك قدّم صورة واضحة لعهد جديد، فالنقاد لازالوا في خلاف واختلاف على أسبقيات الشعر العربي الحديث ومرجعياته الريادية، وإذاكانت نازك الملائكة قد كتبت في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأن قصيدتها "الكوليرا" المنشورة -عام 1947-هي أول منجز عربي موثق لقصيدة الشعر الحر، سبقت فيها قصائد بدر شاكر السيـّاب في ديوانه "أزهار ذابلة" المنشور في وقت متأخر من السنة ذاتها، فربما كان في قصيدة نازك الملائكة فتحا للشعرية العربية وخروجاً على نمطية العمود، وهو نهوض مبكر لكسر قواعد وتابوات ما كان لأحد تصور انكسارها لأي سبب، الأجمل في هذه الحكاية أن يكون هذا بواسطة امرأة، ونحن نعرف الحال الذي كانت عليه المرأة العربية في ذاك الوقت.
اليوم، يشاع في الأوساط الثقافية الأوربية إن ما نسبته80% من الأدب العربي المترجم هو نسوي، ورغم كلّ ما يروى من فرضيات عن سرّ هذا الاهتمام بالأدب النسوي العربي، تبقى المرأة العربية مجتهدة في الوصول إلى القارئ البعيد عبر الترجمة، في البحث عن مشاكل واقع عربي همّشت فيه المرأة كمبدع لا يجد حضوراً جزيلاً على الخارطة العربية يوازي الحضور الذكوري. رغم إن ريادة الرواية العربية كانت من نصيب تلك المرأة كما تثبت ذلك الكاتبة بثينة شعبان في كتابها "مائة عام من الرواية النسائية العربية" فرواية "حسن العواقب" أو"غادة الزهراء" للكاتبة اللبنانية زينب فواز كانت قد نشرت عام 1899، أي قبل عقد ونصف من السنوات قبل صدور رواية "زينب" لحسين هيكل؛ المعلن ريادته للنشر الروائي العربي، أيضا كانت روائية عربية أخرى هي لبيبة هاشم قد أصدرت روايتها "قلب الرجل" قبل هذا التأريخ.
تلك أمثلة نوردها هنا إيماناً بأن للمرأة شأن ريادي كبير في التغيير والإنجاز والعطاء، في الأدب والحياة عموما، رغم ما تواجهه المرأة العربية من صعوبات في التثقيف.
وإذا كان الإنسان المثقف هو الإنسان غير الناشئ بفضل أصله ومحتده، بل بفضله هو- كما يقول أحد الفلاسفة- فأن المرأة العربية رغم ما نالته من رعاية يسيرة في الثقافة والتعليم إلى وقت قريب، قد طوّرت مسيرتها وبلورت وجهات نظرها لتقف اليوم في مركز الاهتمام والرغبة في التمكين والإبداع، لريادة الأمل في الأفضل.
هنا تستحضرني ما قاله بعض العرب في المرأة لتبقى جارية تلهث وراء الزينة لتكون مقبولة للرجل، وملهاة له وتسلية فقط، حيث قالوا:
"إن النساء خلاخلٌ وعقودُ,"
وفي هذه الأيام أتذكر هذه المقولة كثيرا إذ أرى في الفضائيات العراقية والعربية من النساء الإعلاميات المدججات بالذهب والحلي والزينة المبالغ بها، حتى لكأننا في عصور الجواري، ثم وبعد لحظات, وإذا نحن بمشهد آخر وعصر آخر هو عصرنا الحالي حيث تنقلنا الأخبار لمقابر جماعية جديدة وأمهات شهداء ينتحبن وانفجارات تدمر الأخضر واليابس، ونساء عراقيات يجلسن في شوارع عمان لبيع السكائر وأخريات يجلسن في خيم ببغداد، كما أجد من البرامج في فضائيات عربية أخرى العجب العجاب, نساء لا يفقهن من الثقافة شيئا لكنهن يشرحن جمال الألماس وحسن الاختيار الذي لابد منه لكل امرأة، وكأنهن لا يرين ما يحصل لنسائنا العربيات من قهر وفقر وتشرد وفقدان أحبة، وان كنت اعتبر اللباس حرية شخصية لا يحق لي التدخل به مطلقا، لكنها حينما تكون في الإعلام تصبح قدوة وتوجيها للناس، فان كنت اسمح للعربيات من غير العراقيات أن يتحدثن عن الألماس ويرتدينه، أجدني اقف مشدوهة حينما أرى إعلامية عراقية يخشخش ذهبها في كل حركة منها مع أنها لا تتقن من الوظيفة المعطاة لها سوى الزينة الفاقعة وأحجار ملونة تضعها حتى على الحجاب.
حتى متى تبقى بعقولنا مقولة" إن النساء خلاخل وعقود" التي أول ما قرأتها في لوحة تعرض رسم امرأة جميلة تتزين بالخلاخل والعقود، وقد وضعها أحد قادة إحدى الأحزاب اليسارية العربية على مكتبه، وهو المدعي بتقدميته ويساريته، فكيف بمن هم من اليمين؟ واليمين المتطرف الذي يهز بلداننا اليوم ويرهقها، بل ويطمح بتخريب كل ما جاءت به الحضارة ؟
سأغير ما قاله العرب هؤلاء في المرأة، ليكون قولا متناسبا مع ما نريده للمرأة لتغيير واقع الحال فأقول:
"إن النساء مدارسٌ وعقولُ"
همسة
اليوم، يشاع في الأوساط الثقافية الأوربية إن ما نسبته80% من الأدب العربي المترجم هو نسوي، ورغم كلّ ما يروى من فرضيات عن سرّ هذا الاهتمام بالأدب النسوي العربي، تبقى المرأة العربية مجتهدة في الوصول إلى القارئ البعيد عبر الترجمة، في البحث عن مشاكل واقع عربي همّشت فيه المرأة كمبدع لا يجد حضوراً جزيلاً على الخارطة العربية يوازي الحضور الذكوري. رغم إن ريادة الرواية العربية كانت من نصيب تلك المرأة كما تثبت ذلك الكاتبة بثينة شعبان في كتابها "مائة عام من الرواية النسائية العربية" فرواية "حسن العواقب" أو"غادة الزهراء" للكاتبة اللبنانية زينب فواز كانت قد نشرت عام 1899، أي قبل عقد ونصف من السنوات قبل صدور رواية "زينب" لحسين هيكل؛ المعلن ريادته للنشر الروائي العربي، أيضا كانت روائية عربية أخرى هي لبيبة هاشم قد أصدرت روايتها "قلب الرجل" قبل هذا التأريخ.
تلك أمثلة نوردها هنا إيماناً بأن للمرأة شأن ريادي كبير في التغيير والإنجاز والعطاء، في الأدب والحياة عموما، رغم ما تواجهه المرأة العربية من صعوبات في التثقيف.
وإذا كان الإنسان المثقف هو الإنسان غير الناشئ بفضل أصله ومحتده، بل بفضله هو- كما يقول أحد الفلاسفة- فأن المرأة العربية رغم ما نالته من رعاية يسيرة في الثقافة والتعليم إلى وقت قريب، قد طوّرت مسيرتها وبلورت وجهات نظرها لتقف اليوم في مركز الاهتمام والرغبة في التمكين والإبداع، لريادة الأمل في الأفضل.
هنا تستحضرني ما قاله بعض العرب في المرأة لتبقى جارية تلهث وراء الزينة لتكون مقبولة للرجل، وملهاة له وتسلية فقط، حيث قالوا:
"إن النساء خلاخلٌ وعقودُ,"
وفي هذه الأيام أتذكر هذه المقولة كثيرا إذ أرى في الفضائيات العراقية والعربية من النساء الإعلاميات المدججات بالذهب والحلي والزينة المبالغ بها، حتى لكأننا في عصور الجواري، ثم وبعد لحظات, وإذا نحن بمشهد آخر وعصر آخر هو عصرنا الحالي حيث تنقلنا الأخبار لمقابر جماعية جديدة وأمهات شهداء ينتحبن وانفجارات تدمر الأخضر واليابس، ونساء عراقيات يجلسن في شوارع عمان لبيع السكائر وأخريات يجلسن في خيم ببغداد، كما أجد من البرامج في فضائيات عربية أخرى العجب العجاب, نساء لا يفقهن من الثقافة شيئا لكنهن يشرحن جمال الألماس وحسن الاختيار الذي لابد منه لكل امرأة، وكأنهن لا يرين ما يحصل لنسائنا العربيات من قهر وفقر وتشرد وفقدان أحبة، وان كنت اعتبر اللباس حرية شخصية لا يحق لي التدخل به مطلقا، لكنها حينما تكون في الإعلام تصبح قدوة وتوجيها للناس، فان كنت اسمح للعربيات من غير العراقيات أن يتحدثن عن الألماس ويرتدينه، أجدني اقف مشدوهة حينما أرى إعلامية عراقية يخشخش ذهبها في كل حركة منها مع أنها لا تتقن من الوظيفة المعطاة لها سوى الزينة الفاقعة وأحجار ملونة تضعها حتى على الحجاب.
حتى متى تبقى بعقولنا مقولة" إن النساء خلاخل وعقود" التي أول ما قرأتها في لوحة تعرض رسم امرأة جميلة تتزين بالخلاخل والعقود، وقد وضعها أحد قادة إحدى الأحزاب اليسارية العربية على مكتبه، وهو المدعي بتقدميته ويساريته، فكيف بمن هم من اليمين؟ واليمين المتطرف الذي يهز بلداننا اليوم ويرهقها، بل ويطمح بتخريب كل ما جاءت به الحضارة ؟
سأغير ما قاله العرب هؤلاء في المرأة، ليكون قولا متناسبا مع ما نريده للمرأة لتغيير واقع الحال فأقول:
"إن النساء مدارسٌ وعقولُ"
همسة
إن المليحةَ من تـُـزيـّن حليها لا من غدت بحليـّها تـتـزيـّن
التعلیقات