«فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبيَّ»
موقع مدرسة الامام الحسين عليه السلام
منذ 8 سنواتبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
«فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبيَّ»
راجع فرائد السمطين : 2 / 66.
عن ابن عباس قال: كان النبي
(صلى الله عليه وآله) يُكثر القبل لفاطمة، فقالت له عائشة: إنّك تكثر تقبيل فاطمة!! فقال(صلى الله عليه وآله): «إنّ جبرائيل ليلة أسري بي أدخلني الجنّة فأطعمني من جميع ثمارها، فصار ماءً في صلبي، فحملت خديجة بفاطمة، فإذا اشتقت لتلك الثمار قبّلت فاطمة، فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التي أكلتها»ذخائر العقبى: 36.
وعن سعد بن مالك قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «أتاني جبرائيل(عليه السلام) بسفرجلة من الجنّة، فأكلتها ليلة أُسري بي، فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة»مستدرك الصحيحين 3/156.
كيف هجرن السيدة خديجة عليها السلام لما تزوجة من رسول الله (ص)روي عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله الصادق (عليه السلام ): كيف كان ولادة فاطمة (عليها السلام ) ؟ فقال : نعم إن خديجة (عليها السل) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه واله) هجرتها نسوة مكة فكن لايدخلن عليها ولايسلمن عليها ولايتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا (عليه صلى الله عليه واله) فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة (عليها السلام) تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه واله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا جبرئيل ( يبشرني ) يخبرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة (عليها السلام) على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ماتلي النساء من النساء فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لامال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا فاغتمت خديجة (عليها السلام) لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة فانا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم اخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، واخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة .
فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الابريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الانبياء وأن بعلي سيد الاوصياء وولدي سادة الاسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها .
فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة .بحار الأنوار ج43 ص 2
ولدت السيد الزهراء(سلام الله عليها)في العشرين من جمادي الآخر في السنة الخامسة من المبعث النبوي الشريف حملت روح الرسول الكريم وصفاته وأخلاقه ،عاشة في احضان امها خديجة (عليها السلام) مدة خمس سنوات ،فترة الطفلة التي عاشة بين جناحين حنونين اغمروها بالسعادة في ضل ظروف صعبة . وتلك السنوات التي قظوها في الشعب وذلك حين انتشرالاسلام واخذ حيزا وابان اثره في القبائل ولم يتمكنو من صده والقضاء عليه ائتمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وآله ،فاحس ابوطالب بذلك جمع بنو هاشم واولاد عبد المطلب ليحموا الرسول (صل الله عليه واله )(وقال مقولته المشهورة ماقام الدين الابمال خديجة وسيف علي).وبعد خروجها من الشعب توفة امها وفقدة الحضن الدافاء وبنكسر قلب الطاهرة وصارت وحيدة بعد غدق الحنان عليها وهذا الجانب من حياته الاليم .
فقد روى القطب الراوندي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «إن خديجة لما توفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله (صل الله عليه واله) وتدور حوله وتسأله: يا أبتاه أين أمي؟ فجعل النبي لا يجيبها، فجعلت تدور وتسأله: يا أبتاه أين أمي؟ ورسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرائيل (عليه السلام ) فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها: إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، فقالت فاطمة: إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام». (الخرائج والجرائح ج2 ص529 ح4، عنه بحار الأنوار، ج43، ص27)
فاصبح مكان أمها خليا عليه فاهتم بها اباها فوجدت عنده كل العطف والحنان فاغدق علي قرة عينه وسلوة أحزانه فهي في حنانها عليه واهتمامها به كالأمّ الحنون حتّى قال عنها: "فاطمة أمُّ أبيها". عن الإمام الباقر (عليه السلام) (عوالم فاطمة الزهراء ص69)
فصارت بمثابة الأم لرسول الله (صل الله عليه واله) في كيفية التعامل معه، وصار النبي (صل الله عليه واله) بمثابة الابن في كيفية التعامل مع أمه بما لها من حق الإجلال والإكرام.
.
للسيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) فضائل كثيرة، فكانت من أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير، وافتخر جبرائيل بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولها أُمومة الأئمّة(عليهم السلام)، وعقب الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة، وهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين .
وكانت أشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول الله(صلى الله عليه وآله) تحكي شيمتها شيمته، وما تخرم مشيتها مشيته.
وقال(صلى الله عليه وآله) في فضلها: «فاطمة بضعة منّي، مَن سرّها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ البرية عليَّ»الأمالي للمفيد: 260.
التعلیقات