ظاهرة الدجل في المجتمع
موقع فاطمة
منذ 8 سنواتبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل
مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ظاهرة الدجل في المجتمع وانتشار الدجالين والمنجمين والعرافات بسبب الخلط بين المرض النفسي والسحر, انتشرت ظاهرة العرافات والدجالين في مختلف الدول العربية ويعود سبب ذلك إلى زيادة إقبال الرجال والنساء، على حد سواء، على المنجمين والعرافات والدجالين، وذلك اعتقادا منهم أن هؤلاء سيساعدونهم على حل المشاكل التي تعترض سبيل حياتهم.والتنجيم: من أمور المنتشرة في المجتمع في هذا الزمان اذ ألتبس على الكثير من الناس فلابد من التحذير من ذلك.قال العلماء ان التنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكيه على الحوادث الأرضيه أ.هـ. والمنجمون يخبرون ببعض أمور الغيب بسبب النظر في حركة الكواكب التي لها تأثير في أحوال الناس على ما يعتقدون, وقد يكون كلامهم أحيانا مطابق للواقع على الذين يذهبون إليهم لغرض الكشف, وقد يصدقونهم مرة ويكذبون مائة مرة وقد عدها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) من أعمال الكفر اذ قال :" من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علىَّ". وكذلك من أمور التنجيم التي لابد للمسلم أن يتبرأ منها ما ينتشر في المجلات والجرائد من قراءة البخت والحظ مثل الأبراج. ان زيارة الزبون لـ "الكشافة"او " الدجال" او " المنجم" تتكرر لفترات قد تستمر لسنوات، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يجد دائما المنجم والعراف جديدا يروي به ظمأ الزبون الذي يسمح له يأسه بالثقة العمياء في منقذه الدجال؟ والأهم هل يجد المواطن مبالغ كافية لإغراء هؤلاء وتلبية طلبات "المعتاشين" على بيع الأمل والوهم للناس. ومن المفارقات التي يجب ان نذكرها هو ان اغلب هؤلاء الدجالين ممن لا تعليم لهم وغير حاصلين على مستوى ادنى للتعليم, وفي غالبيتهم يراهنون على سذاجة الناس وفطرتهم. وتختلف الوسائل المستخدمة في الكشف والسحر، وتتباين أثمانها، ( فالكشف ) في بضع كلمات ربما لا يكلف الكثير من المال, لكن اذا ما صاحب هذا الكشف إبطالا لسحر او جلبا لغائب او عطفا لقلب, فان الأمر هنا مختلف والمال الذي يجب ان يدفع باهظ, لان الدجال في هذه الحال يحرق البخور ويتمتم بعزائمه وهناك من يعتمد على الشمع, إضافة إلى نوع من البخور تكتب فيه الكشافة او المنجم مجموعة من الطلاسم ويأمر الزبونة او الزبون بإشعاله في البيت لكي تخترق رائحته أرجاء المنزل. أما الراغبة في جلب الحبيب أو ( فك عقد ذيالها ) او لفت اهتمام من حولها فعليها بدفع مبالغ مبالغ فيها من اجل حجاب (القبول) كي تصبح جميلة بأعين الرجال فيسارعون في خطبتها. ونظرا لأهمية الحرز والحجاب الذي له دورا بارزا في جلب الرزق وإطفاء أعين الحاسدين، بالرغم من ان جل هؤلاء الدجالين بالكاد يعرفون القراءة والكتابة فترى ان الاحراز التي يكتبونها ملئى بالأخطاء الإملائية مثل (اللهو) يقصد بها ( اللهُ) وكلمة ( جبرين) يقصد بها ( جبرائيل) وبطبيعة الحال فان المنجم يعتمد فيما يعتمده على عطار يتفق معه سلفا على نسبته ( نصيفته ) من ) القائمة ( التي يرسلها إليه بيد الزبون المغلوب على أمره, حسب شهادة أصحاب محلات بيع العطارة. وتتعدد الدوافع الكامنة وراء التوجه للعشاب في سوق الدجالين، اذ تكون نفسيات المترددين على هذه الأماكن تتوزع بين مدمرة, ومهتزة, وحائرة, ومرتبكة. توجهت صوب أحد العشابة، الذي ما إن وقعت عيناه عليّ حتى بدأ في عرض خدماته علي، إلا أنه أنكر صلته بالشعوذة أو السحر، وصنف مهمته ضمن فعل الخير والتخفيف من أضرار نفسية وجسدية يشتكي منها مراجعيه. كان مبتسما ومنشرحا حين سأل عن الأشياء التي أريد شرائها، لكن سرعان ما انقبضت ملامح وجهه واختفت ابتسامته عندما أخبرته باني اُحضِر بحثا حول أنواع الأعشاب المعروضة في السوق وتلك التي يكثر الطلب عليها.أكد صاحب المحل ، أن زبائنه يختلفون حسب مستوياتهم، سواء الرجال أو النساء، متعلمون أو أميون، وقال إنه تعلم أصول الحرفة بعد أن عمل كـ( صانع ) في دكان كان صاحبه متمرسا في هذا المجال.وتابع العشاب حديثه بحذر (تخصصت في بيع لوازم فك السحر, بعد ان يأتوا بقوائم من بعض ( الكشافات) او ( المنجمين) وهدفي الأساس مساعدة زبائني على إبعاد الشر عنهم). وأنكر بذلك كباقي أصحاب هذه الدكاكين متاجرته أو استعماله مواد السحر الأسود، وإن تاجروا جميعهم في تلك المواد، بما فيها المسمومة التي توصف لتحضير (جلب) السحر المدفون. مثل اظفار الجان وبخور الشايب وكف مريم وبخور ( ستين حاجة) وغيرها التي يتاجر بها العشابون. وادعى أنها تصلح لفك السحر وإبعاد الشر وتعطيل الموانع الخفية التي تؤدي إلى العجز الجنسي، ومصاعب الحصول على عمل وإبعاد الأمراض العضوية والتعب الجسدي وتجنب (عين) الجيران وحسد الزملاء. ولجم لسان ام الزوج!. وتتكون هذه الوصفات العجيبة من الجاوي وحصا لبان، الحرمل، دم الاخوين، والشب، ، والميعة، الخ....، وأكد أن هذه العناصر يحضرها حسب طلب الزبون أو حسب الوصفة التي كتبها ( المنجم ) أو (الكشافة)، وقال إنها لا تتجاوز في غالب الأحيان 25الف دينار فقط. الا اذا تكررت!. واعترف العشاب أن جل هذه البخورات لا تصلح لشيء في واقع الأمر، وأن لا جدوى منها في ابطال السحر أو جلب الحظ، او رفع العين او تزويج الباكر...الخ لكن تشبث الزبائن بهذه الأشياء الموصوفة لهم من قبل )العرافين( ترفع من اعتقادهم بفعاليتها ونجاعتها في إبعاد الشر والحسد أو في إلحاق الأذى بالآخرين. وصمم على كتمان الحالات التي تستخدم فيها بعض الوصفات السحرية, والمتعاملين معه من العرافين، لكونها تضمن له دخل مالي مهم، في ظل استمرار الاعتقاد بجدواها وفعاليتها من لدن الزبائن, على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.
التعلیقات