النساء الخارجات عن العفو في فتح مكة
السيد حسين الهاشمي
منذ 7 أشهرمرحبا بكم في مجلة الريحانة الإلكترونية. نعزیکم بذکری استشهاد اسدالله الغالب الامام علی بن ابیطالب علیه السلام. بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وحلول ذكرى فتح مكة في يوم العشرين من شهر رمضان، قرّرنا أن نبحث عن موضوع مثير للتعجب وهو النساء التي وردت أسمائهن في بعض الكتب التاريخية على أنهن قد تمّ استثنائهنّ من العفو الشامل الجامع في فتح مكة.
صلح الحديبية (مقدمة الفتح)
إنّ الله تبارك وتعالى أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين. فأخبر النبي أصحابه وأمرهم بالخروج. فلبّاه من المهاجرين والأنصار وغيرهم من القبائل ألف وأربعمائة رجل فيهم مئتا فارس. فخرج رسول الله من. فلما كان بذي الحليفة قلّد الهدي وأحرم هو وأصحابه منها، ليأمن الناس حربه، وليعلموا أنّه إنّما خرج زائرا. ووصل الخبر إلى مكة، وقرّرت قريش منع النبيّ من الدخول. فخرجت خيلهم يقودها خالد بن الوليد. لكن بعد ذلك أرسلت قريش خمسة من المندوبين عنها للتفاوض مع النبيّ صلى الله عليه وآله، فقرّروا على أن نخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضي نسكك وتنصرف عنّا. فأجابهم رسول اللّه صلى الله عليه وآله إلى ذلك.
فتح مكة
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى من حوله من العرب، فمنهم من وفاه بـالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق، وخرج في عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار ومن انضمّ إليهم في الطريق من الأعراب. وخرج أبو سفيان بن حرب يتجسّس الأخبار ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وهو يقول لحكيم ما هذه النيران؟ وسمع صوته العباس بن عبد المطلب فناداه يا أبا حنظلة. فأجابه فقال له: يا أبا الفضل ما هذا الجمع؟ قال: هذا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله فذهب العبّاس إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه هذا أبو سفيان قد جاء ليسلم طائعا. فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله: قل أشهد أنّ لا إله إلَّا اللَّه وأني محمد رسول اللَّه، فقال: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه، وجعل يمتنع من أن يقول. فصاح به العباس فقال. فدخل المسلمون المكة وكانت الراية مع سعد بن عبادة وكان حاقدا على أهل مكة. فدخل وهو يقول: اليومُ يومُ الملحمة، اليوم تُسبى الحُرمة. فسمعه العباس فقال للنبي: أما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد؟ وإنّي لا آمن أن يكون له في قريش صولة. فأمر النبيّ صلى الله عليه وآله عليّاً عليهالسلام أن يأخذ الراية ويقول: اليوم يوم المرحَمة، اليوم تُحمى الحُرمة.
العفو الشامل لأهل مكة
أعلن النبي صلى الله عليه وآله عفوه العام عن قريش وعن أولئك الأعداء الذين حاربوه وأخرجوه من دياره، وخططوا لقتله. فخاطبهم بقوله: ما تظنون وما أنتم قائلون. قال سهيل: نظنّ خيراً ونقول خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. ثم صلى الله عليه وآله أصدر حكماً بإطلاق سراح أهل مكة جميعاً رغم ما صدر منهم إزاءه ثم قال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن.
استثناء أربع نسوة عن العفو الشامل
قد ذكر في كتاب أنساب الأشراف للبلاذري وتاريخ اليعقوبي وتاريخ الطبري، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إستثنى أربع نسوة من العفو الشامل وأمر أن يقتلن أينما وجدن. وهنّ هند بنت عتبة وسارة مولاة عمرو بن عبدالمطلب و أمتا عبدالله بن خطل وكانتا تسمين قرتنا وأرنب. وقد ذكر في هذه الكتب في موارد قليلة عللا لهذه الإستثناء. فنذكر العلل باقتصار.
علل استثناء النسوة من العفو
الأول: هند بنت عتبة
يوجد علتين لاستثناء هند من العفو. الأول أن هند هذه هي التي أمرت بقتل حمزة بن عبدالمطلب في غزوة أحد ومثّلت به وأخرجت كبده الشريف وجعلته في فمه. وبهذا الفعل آذت قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الثاني عندما أراد أبوسفيان، تسليم مكة، قال: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. ثم قال: من دخل داري فهو آمن. ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن. فأقبلت امرأته هند فأخذت بلحيته وقالت: يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق. فقال: أرسلي لحيتي واقسم لئن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك، ادخلي بيتك! فتركته.
لكن هاتين العلتين غيركافيتين في عدم العفو. وأيضاً إنّ حكاية بيعة النساء تدلّ على عفوها من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: روي أن النبي بايعهنّ وكان على الصفا، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة خوفا من أن يعرفها رسول الله، فقال أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: انّك لتأخذ علينا أمرا ما أخذته على الرجال. وذلك انه بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط، فقال رسول الله: ولا تسرقن. فقالت هند: إن أبا سفيان ممسك وانّي أصبت من ماله هنات فلا أدري أيحلّ لي أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال. فضحك رسول الله وعرفها فقال لها: وانك هند بنت عتبة. فقالت: نعم فاعف عمّا سلف يا نبي الله عفا الله عنك. فقال: ولا تزنين. فقالت هند: أو تزني الحرّة؟ فبتسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية. فقال: ولا تقتلن أولادكن. فقالت هند: وبيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا وأنتم وهم أعلم. وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب يوم بدر. وقال النبي: ولا تأتين ببهتان قالت هند: والله إنّ البهتان قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، ولما قال: ولا يعصينك في معروف قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.
الثانية: سارة مولاة عمرو بن عبدالمطلب
ورد في الكتب التاريخية علة واحدة لعدم عفو سارة وهي قضية كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش. وهي أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله فتح مكة سأل الله جل اسمه إن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة، وبنى أمره على السر، فكتب حاطب بن أبي تلعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وآله على فتحها، وكان سبب ذلك أنّ حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة، وكانت عياله بمكة وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله فساروا إلى عيال حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد، وهل يريد أن يغزو مكّة ؟ فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يريد ذلك، وأعطى الكتاب إلى سارة وقد وردت المدينة تستميح بها الناس وتستبرهم، وجعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم سمّاهم لها من أهل مكّة، وأمرها أن تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فاستدعى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة كتاب يخبرهم فيه بخبرنا وقد كنت سألت الله عز وجل إن يعمي أخبارنا عليهم والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وخلها وسر بالكتاب إليّ. ثم استدعى الزبير بن العوام فقال له: امض إلى علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا وأخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرته وحلفت إنه لا شئ معها فبكت فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين: يخبرنا رسول الله أنّ معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت أنّه لا كتاب معها!! ثمّ أخرج عليه السلام سيفه وتقدّم إليها فقال: أمّا والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك، ثمّ لأضربنّ عنقك، فقالت له: فاعرض بوجهك عنّي، فاعرض بوجهه عنها، فكشفت قناعها، وأخرجت الكتاب من عقيصتها ـ أي ضفيرتها ـ، فأخذه عليه السلام وسار به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. لكن ورد في كتاب أنساب الأشراف أن سارة هذه قد أخذت العفو من النبي في يوم فتح مكة.
الثالثة والرابعة: أمتا عبدالله بن خطل
العلة التي وردت في الكتب التاريخية لاستثناء هاتين الأمتين من العفو أنهما كانتا تغنيان بهجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا غضب النبي عليهما وأمر بقتلهما أينما كانتا.
لكن هذا بعيد عن النبي الكريم الذي أمر بعفو جميع أعدائه وكان ذو أخلاق طيبة. إضافة إلى أن هذا الاستثناء لم يرد في أيّ كتب شيعي. بل ورد في الكتب التاريخية للعامة.
فتحصل لنا أن هذا الاستثناء لم يرد في أيّ كتب شيعي ولم يثبت هذا الاستثناء. ولو ثبت فقد ثبت أيضا عفوهن من جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك.
أتمنى أن تستمتعوا من هذه الكتابة.
صلح الحديبية (مقدمة الفتح)
إنّ الله تبارك وتعالى أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين. فأخبر النبي أصحابه وأمرهم بالخروج. فلبّاه من المهاجرين والأنصار وغيرهم من القبائل ألف وأربعمائة رجل فيهم مئتا فارس. فخرج رسول الله من. فلما كان بذي الحليفة قلّد الهدي وأحرم هو وأصحابه منها، ليأمن الناس حربه، وليعلموا أنّه إنّما خرج زائرا. ووصل الخبر إلى مكة، وقرّرت قريش منع النبيّ من الدخول. فخرجت خيلهم يقودها خالد بن الوليد. لكن بعد ذلك أرسلت قريش خمسة من المندوبين عنها للتفاوض مع النبيّ صلى الله عليه وآله، فقرّروا على أن نخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضي نسكك وتنصرف عنّا. فأجابهم رسول اللّه صلى الله عليه وآله إلى ذلك.
فتح مكة
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى من حوله من العرب، فمنهم من وفاه بـالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق، وخرج في عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار ومن انضمّ إليهم في الطريق من الأعراب. وخرج أبو سفيان بن حرب يتجسّس الأخبار ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وهو يقول لحكيم ما هذه النيران؟ وسمع صوته العباس بن عبد المطلب فناداه يا أبا حنظلة. فأجابه فقال له: يا أبا الفضل ما هذا الجمع؟ قال: هذا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله فذهب العبّاس إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه هذا أبو سفيان قد جاء ليسلم طائعا. فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله: قل أشهد أنّ لا إله إلَّا اللَّه وأني محمد رسول اللَّه، فقال: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه، وجعل يمتنع من أن يقول. فصاح به العباس فقال. فدخل المسلمون المكة وكانت الراية مع سعد بن عبادة وكان حاقدا على أهل مكة. فدخل وهو يقول: اليومُ يومُ الملحمة، اليوم تُسبى الحُرمة. فسمعه العباس فقال للنبي: أما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد؟ وإنّي لا آمن أن يكون له في قريش صولة. فأمر النبيّ صلى الله عليه وآله عليّاً عليهالسلام أن يأخذ الراية ويقول: اليوم يوم المرحَمة، اليوم تُحمى الحُرمة.
العفو الشامل لأهل مكة
أعلن النبي صلى الله عليه وآله عفوه العام عن قريش وعن أولئك الأعداء الذين حاربوه وأخرجوه من دياره، وخططوا لقتله. فخاطبهم بقوله: ما تظنون وما أنتم قائلون. قال سهيل: نظنّ خيراً ونقول خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. ثم صلى الله عليه وآله أصدر حكماً بإطلاق سراح أهل مكة جميعاً رغم ما صدر منهم إزاءه ثم قال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن.
استثناء أربع نسوة عن العفو الشامل
قد ذكر في كتاب أنساب الأشراف للبلاذري وتاريخ اليعقوبي وتاريخ الطبري، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إستثنى أربع نسوة من العفو الشامل وأمر أن يقتلن أينما وجدن. وهنّ هند بنت عتبة وسارة مولاة عمرو بن عبدالمطلب و أمتا عبدالله بن خطل وكانتا تسمين قرتنا وأرنب. وقد ذكر في هذه الكتب في موارد قليلة عللا لهذه الإستثناء. فنذكر العلل باقتصار.
علل استثناء النسوة من العفو
الأول: هند بنت عتبة
يوجد علتين لاستثناء هند من العفو. الأول أن هند هذه هي التي أمرت بقتل حمزة بن عبدالمطلب في غزوة أحد ومثّلت به وأخرجت كبده الشريف وجعلته في فمه. وبهذا الفعل آذت قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الثاني عندما أراد أبوسفيان، تسليم مكة، قال: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. ثم قال: من دخل داري فهو آمن. ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن. فأقبلت امرأته هند فأخذت بلحيته وقالت: يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق. فقال: أرسلي لحيتي واقسم لئن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك، ادخلي بيتك! فتركته.
لكن هاتين العلتين غيركافيتين في عدم العفو. وأيضاً إنّ حكاية بيعة النساء تدلّ على عفوها من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: روي أن النبي بايعهنّ وكان على الصفا، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة خوفا من أن يعرفها رسول الله، فقال أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: انّك لتأخذ علينا أمرا ما أخذته على الرجال. وذلك انه بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط، فقال رسول الله: ولا تسرقن. فقالت هند: إن أبا سفيان ممسك وانّي أصبت من ماله هنات فلا أدري أيحلّ لي أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال. فضحك رسول الله وعرفها فقال لها: وانك هند بنت عتبة. فقالت: نعم فاعف عمّا سلف يا نبي الله عفا الله عنك. فقال: ولا تزنين. فقالت هند: أو تزني الحرّة؟ فبتسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية. فقال: ولا تقتلن أولادكن. فقالت هند: وبيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا وأنتم وهم أعلم. وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب يوم بدر. وقال النبي: ولا تأتين ببهتان قالت هند: والله إنّ البهتان قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، ولما قال: ولا يعصينك في معروف قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.
الثانية: سارة مولاة عمرو بن عبدالمطلب
ورد في الكتب التاريخية علة واحدة لعدم عفو سارة وهي قضية كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش. وهي أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله فتح مكة سأل الله جل اسمه إن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة، وبنى أمره على السر، فكتب حاطب بن أبي تلعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وآله على فتحها، وكان سبب ذلك أنّ حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة، وكانت عياله بمكة وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله فساروا إلى عيال حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد، وهل يريد أن يغزو مكّة ؟ فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يريد ذلك، وأعطى الكتاب إلى سارة وقد وردت المدينة تستميح بها الناس وتستبرهم، وجعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم سمّاهم لها من أهل مكّة، وأمرها أن تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فاستدعى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة كتاب يخبرهم فيه بخبرنا وقد كنت سألت الله عز وجل إن يعمي أخبارنا عليهم والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وخلها وسر بالكتاب إليّ. ثم استدعى الزبير بن العوام فقال له: امض إلى علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا وأخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرته وحلفت إنه لا شئ معها فبكت فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين: يخبرنا رسول الله أنّ معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت أنّه لا كتاب معها!! ثمّ أخرج عليه السلام سيفه وتقدّم إليها فقال: أمّا والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك، ثمّ لأضربنّ عنقك، فقالت له: فاعرض بوجهك عنّي، فاعرض بوجهه عنها، فكشفت قناعها، وأخرجت الكتاب من عقيصتها ـ أي ضفيرتها ـ، فأخذه عليه السلام وسار به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. لكن ورد في كتاب أنساب الأشراف أن سارة هذه قد أخذت العفو من النبي في يوم فتح مكة.
الثالثة والرابعة: أمتا عبدالله بن خطل
العلة التي وردت في الكتب التاريخية لاستثناء هاتين الأمتين من العفو أنهما كانتا تغنيان بهجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا غضب النبي عليهما وأمر بقتلهما أينما كانتا.
لكن هذا بعيد عن النبي الكريم الذي أمر بعفو جميع أعدائه وكان ذو أخلاق طيبة. إضافة إلى أن هذا الاستثناء لم يرد في أيّ كتب شيعي. بل ورد في الكتب التاريخية للعامة.
فتحصل لنا أن هذا الاستثناء لم يرد في أيّ كتب شيعي ولم يثبت هذا الاستثناء. ولو ثبت فقد ثبت أيضا عفوهن من جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك.
أتمنى أن تستمتعوا من هذه الكتابة.
التعلیقات