مولد نبي الرحمة
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنوات
مدة القرائة: 5 دقائق
ولادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من أعظم النعم الإلهيّة التي أعطيت للبشرية، ومن أوفر المنن عليها، حيث كانت من باب اللطف الإلهي، ومن حق كل إنسان أن يفرح في هذا اليوم؛ إذ ساهمت نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله في بناء حضارة الإنسانية، وأعطت جميع مفاهيم الأخلاقية النبيلة لكل من يريد أن يكون حراً في تفكيره وأخلاقه، وقد كان للمسلين فضل كبير في نشر الفضائل الإنسانية وشتى العلوم المختلفة.
- أعمال ليلة ويوم السابع عشر من شهر ربيع الأول
- يَومُ عِيدِ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
- موسى المبرقع نجمٌ في سماء قُم
قصة ولادته صلى الله عليه وآله
روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات، وكان يخترق أربع سماوات، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية: انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث. وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى، وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة، وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء؛ وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز، ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب، وسموا آل الله عزوجل.
قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إنما سموا آل الله؛ لأنهم في بيت الله الحرام، وقالت آمنة: إن بني –والله- سقط فاتقى الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ، وسمعت في الضوء قائلا يقول: إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا، وأتي به عبد المطلب؛ لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه، فوضعه في حجره، ثم قال: الحمد لله الذي أعطاني، هذا الغلام الطيب الاردان، قد ساد في المهد على الغلمان.
ثم عوّذه بأركان الكعبة، وقال فيه أشعارا، قال: وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماء والارض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه السلام، فاخرجوا، وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث، فافترقوا، ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال إبليس لعنه الله: أنا لهذا الامر، ثم انغمس في الدنيا، فجالها حتى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوظا بالملائكة، فذهب؛ ليدخل، فصاحوا به، فرجع، ثم صار مثل الصر وهو العصفور، فدخل من قبل حرى، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله، فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل، ما هذا الحديث الذي حدث منذ الليلة في الارض؟
فقال له: ولد محمد صلى الله عليه وآله، فقال له: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم، قال: رضيت.(1)
المشهور بين العلماء الإماميّة أن ولادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت في ۱۷ ربيع الأوّل والروايات الواردة من أئمّة أهل البيت عليهم السلام تدلّ على ذلك ( وأهل البيت أدرى بالذي فيه )؛ ولذا وردت زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في خصوص السابع عشر من ربيع الأوّل بعنوان يوم ميلاد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ والسّر في ذلك هو أنّ علياً عليه السلام نفس النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بحكم آية المباهلة، فينبغي زيارته في يوم ميلاد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فإن زيارته زيارة للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أيضاً.
1ـ بحار الأنوار: ج 15، ص 257 ـ 259.
التعلیقات