عمل المرأة في الحياة
موقع العتبة الحسينيه المقدسة
منذ 10 سنواتبسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
ان الله سبحانه وتعالى يخاطب نساء النبي
ونساء المؤمنين بقوله (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ). وأجهزة الأعلام في البلاد العربية والإسلامية تخاطب وتنادي النساء صباح مساء أخرجن من بيوتكن واسرحن في الشوارع والمعامل والمصانع والمكاتب والمتاجر .. ونافسن الرجال بالمناكب والأقدام واختلطن بهم ما وسعكن الاختلاط، ومن هؤلاء من يخفي أغراضه الخبيثة تحت شعارات التقدم والحرية ومنهم من يعرضها صريحة فاجرة داعرة ..
ومن أمثلة هؤلاء الذين لم يواروا دعوتهم إلى الفجور محرر جريدة النهار البيروتية الذي كتب مقالا تحت عنوان (( امرأة بلادي والعشق والجنس جاء فيه ما يلي : (لنتحدث عن حرية المرأة .. دعوني أعترف لكم فوراً إن حرية المرأة ليس لها غير معنى واحد إنه المعنى الجنسي).المرأة في نظري هي مصعب الأشواق والشهوات .. هي مخلوقة غرامية لا معنى لها خارج الوجد والعشق والجنس (ما هي حرية المرأة حريتها الحقيقية هي حرية العلاقة الجنسية مع الجنس الآخر أو حتى مع بنات جنسها أو مع الجنسين معاً ..
والرجل ما هو دوره عليه أن يحرض المرأة على الحرية . إنني أطلب لامرأة بلادي الحق بأن تصادق رجلاً فجأة فإذا اشتهته حققت شهوتها .. إنني أطلب لامرأة بلادي كسر طوق الاضطهاد العائلي والديني والأخلاقي وحريتها في أن تكون حرة بلا حدود حرة في اقامة علاقة جنسية قبل الزواج ( ولماذا ليس بعده أيضاً ) .. حرة في تغيير حبيبها متى ضجرت منه .. حرة في التصرف بجسدها دون قيد ولا شرط )) .نعم هذه هي خلاصة آراء الداعين لحرية المرأة والداعين إلى خروجها للعمل والداعين إلى مساواة المرأة بالرجل ، قد أعرب عنها بصراحة غير معهودة محرر جريدة النهار البيروتية .. ولكنها تمثل آراءهم أصدق تمثيل وأقواه وأصرحه وأفجره .
وقد حصلت المرأة في الغرب على حريتها الجنسية فماذا كانت النتيجة دمار ودمار .. مليون حالة إجهاض سنوياً .. ومليون طفل من السفاح في كل عام ومليون حالة طلاق في كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية .كل هذا رغم انتشار وسائل منع الحمل ، وتدريسها في الجامعات والمدارس من الثانوية إلى الابتدائية.
إن الإسلام لا يمنع المرأة أن تعمل بل يحثها على العمل في بيتها إذ أن البيت وتربية الأطفال هي وظيفة المرأة الأولى .. والعمل خارج المنزل هو للضرورة فقط .. فإذا انتفت الضرورة كانت القاعدة الأساسية هي قوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى * وَاتَّقِينَ اللَّهَ)(1) .
وإذا اضطرت المرأة للخروج للعمل وغيره كانت في تبرج .. وابتعدت عن الاختلاط بالرجال الأجانب.. وما هكذا يريد دعاة حرية المرأة .. بل يريدونها متبرجة سافرة بل يدعونها صراحة كما فعل محرر جريدة النهار إلى مضاجعة أي رجل يعجبها ولو كان في قارعة الطريق .وشتان ما بين دعوة الإسلام ودعوة الجاهلية ، وشتان مابين الطهر والعفاف الذي يدعو إليه الإسلام وبين العهر والفجور الذي يدعو إليه المحرضين على النساء والذي أوضح دورهم كاتب جريدة النهار بقوله إن دور الرجل هو أن يحرض المرأة على الحرية بدون حدود .. حريتها في أن تسافح من تشاء في أي وقت تشاء.
وأي احتقار للمرأة من نظرة هؤلاء الذين لا يرون فيها إلا فرجاً . إنهم ينسون دور المرأة العظيم كربة بيت وأم أولاد .. وعقيلة أسرة . ينسون دورها العظيم الذي وصفه لنا القرآن الكريم حيث قال تعالى (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)(3) ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً). وقال نبي الرحمة(صلى الله عليه واله) (( الجنة تحت أقدام الأمهات )(4) .
وينسون أن المرأة في العالم الإسلامي تعمل ليل نهار00وأنها ليست فارغة كما يزعمون 0حتى أن تقرير الأمم المتحدة قال أن المرأة في دول العالم الثالث وخاصة في البلاد الإسلامية وفي الأرياف منها بصورة خاصة تعمل عملاً شاقاً .. فهي تطبخ في البيت وهي تربي الأطفال وهي تجمع الحطب من الوديان .. وهي تحمل جرار الماء على كتفها كل صباح .. ثم هي تذهب بعد ذلك إلى الحقل تحمل الطعام لزوجها وبنيها وتساعدهم ما استطاعت في عملهم .. وهي راعية ترعى الأغنام .. وهي تعلف الأبقار .. وهي تغذي الصغار والكبار .. وهي تغزل وتنسج .. وهي تداوي وتمرض. وهي . وهي ...
ومع هذا فلا يرتاح المنادون بعمل المرأة وحرية المرأة لكل هذه الأعمال الجليلة التي تقوم بها المرأة فعلاً .. لأن غرضهم الحقيقي ليس عمل المرأة ولا إنتاجها .. بل غرضهم الحقيقي هو فرجها .. وطهرها .. غرضهم الحقيقي هوان تنزع عفافها ودينها ..أنهم لا يرون في المرأة سوى فرج .. لا يرون في المرأة سوى معنى واحد كما قال محرر جريدة النهار البيروتية (( هي مصعب الأشواق والشهوات .. هي مخلوقة غرامية لا معنى لها خارج الوجد والعشق والجنس )) ..
وبعد فإن موضوع عمل المرأة ومشاركتها للرجل في حياته العامة موضوع أثار كثيراً من الجدل ولا يزال . والدعاة إلى خروج المرأة من بيتها ومشاطرتها للرجل في أعماله ينظرون في ذلك ما حققه الغرب في هذا المجال ويريدون تقليده ويزعمون أن ذلك ضرورة من ضرورات الحضارة ولازمة من لوازم التمدين..
وقد خرجت المرأة بالفعل سافرة متبرجة في كثير من البلاد العربية والإسلامية ابتداء بتركيا حيث قام أتاتورك وهو من يهود الدونمة بسالونيك بالقضاء على ما تبقى من الخلافة العثمانية ثم أكمل ذلك بالقضاء على كل مظاهر الإسلام حتى (أيا صوفيا المسجد) الشهير حوّله إلى متحف ... ولا تزال تركيا العلمانية تفرض قوانينها الكافرة على الشعب التركي المسلم وتفرض عليه السفور والتبرج عنوة ... وقد نشرت المجلات مؤخراً صوراً لاحتفالات تركيا بذكرى أتاتورك ... فنشرت صوراً لفتيات المدارس - الصغيرات وهن يجبن المدن وإحداهن مسلسلة بالقيد والحديد وعليها الحجاب ثم يتقدم منها أحد الفتيان فينزع عنها حجابها ويفك عنها أسرها ويصفق الجميع .
الشبهة الأولى: "إن منعَ المرأة من العمل مطلقًا هو تعطيل لقوّة نصف المجتمع، ومن الظلم أن تبقى الإناث فارغات اليد من العمل، عاطلات عن الكسب، وإن البلدان الإسلامية اليوم في جملتها متخلّفة، وهذا يعني أنها تحتاج لبنائها إلى تجنيد كل الطاقات رجالاً ونساءً"
والجواب:
1- إن المرأة إن أدّت واجباتها الأساسية كزوجة وأم وفرد له مسؤولياته في الأسرة على الوجه المطلوب الذي رسمه الإسلام لا تكون امرأةً عاطلة عن العمل بحال.
يقول برناردشو: "إن العمل الذي تنهض به النساء هو العمل الذي لا يمكن الاستغناء عنه، هو حمل الأجنة وولادتها... لكنهنّ لا يؤجرون على ذلك بأموال نقدية، وهذا ما جعل الكثير من الحمقى ينسون أنه عمل على الإطلاق".
2- من الشطط أن يمجَّد عمل المرأة خارج البيت مقابل تركها لمهمّتها البيتية الجسيمة، وعلى حساب أمومتِها وأنوثتها، وإنّ المتتبّع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلّقة بنظام الأسرة يحسّ بعِظَم الدور المنوط بالمرأة وضخامة المسؤولية الملقاة على كاهلها.
3- إنّ مقوّمات مجد الأمة وتقدّمها ضربان: ضرب روحي يتمثل في قوة عقائدها واعتزازها بثروتها من القيم والمثل العليا، وضرب حسّي يتمثّل في قوة جيشها ونظامها واقتصادها، وكلما كان حظ الأمة من كلا هذين الضربين أوفر كان حظها من مجد الأمة وتقدمها أعلى وأبين، والإسلام جاء بتحقيق هذين الضربين، فأوكل المهمّة الأولى للمرأة بالقيام على تربية الأولاد وإنتاج ثمرات قرائحهم وغرس القيم المثلى في نفوسهم، كما أوكل المهمة الثانية للرجال بالقيام على الإنتاج وتنمية الثروة وكسب الرزق.
4- ليس بخاف أنّ التحسّر على بقاء المرأة في البيت دون مشاركتها في الأعمال الحرة نظرة غربية المولِد والمنشأ، والتي تدعو إلى تدنيس المحصَنات الغافلات المؤمنات تقليدًا للغرب.
الشبهة الثانية: إنّ من حقّ المرأة أن تعمل وتتكسّب من أيّ مهنة شاءت كما يفعل الرجل طالما أن ذلك نابع من رغبتها، ولها قدرات على العطاء والإنتاج والإبداع لا تقل عن الرجل، كما أن منعها من العمل لا يتمشّى مع روح العصر ومتطلباته، حيث تقضي ظروف المعيشة الراقية أن يتاح للمرأة صنوف الأعمال التي ترغب فيها.
والجواب:
1- إننا في هذا العصر نشهد على ملأ من الناس مشاركةَ النساء للرجال في كثير من الأعمال، فماذا حققت المرأة من وراء ذلك غير خراب البيوت الآمنة وانحلال الأخلاق وفساد المجتمع وتشرّد الأطفال وظهور البطالة في صفوف الرجال؟!
2- وإذا كانت المرأة نجحت في بعض الأعمال الحرة فلا يعني ذلك أن المرأة أثبتت كفاءتها في هذا المجال أو ذلك؛ لأن الحالات الفردية لا يمكن تعميم الحكم على ضوئها، وهب أن المرأةَ بالفعل برزت في عمل ما وفاقت فيه الرجال، فهل يعتدّ به وقد أخفقت في الأمومة وأضعفت الثروة الحقيقية للأمة، ألا وهي إنتاج القرائح النيّرة بتربية الأجيال؟!
وحسب قول الشاعر :
الأمُ مدرسة اذا اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق
3- بالاطلاع على معطَيات العلوم الحديثة الكاشفة عن مختلف حالات المرأة النفسية يتضح أن هناك عوائق ذاتية تؤثر على عمل المرأة وتخفق من أداء واجباتها المهنية، منها:
أ- أن كيان المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل، وقد بني جسم المرأة ليتلائم مع وظيفة الأمومة ملاءمة كاملة، كما أن نفسيتها قد هيئت لتكون ربة أسرة وسيدة البيت.
ب- يعتري النساء بحكم الأنوثة جملة من الحالات تمنعها قهريًا من العمل، كإصابتها بآلام الحيض والحمل والولادة ومتاعب الرضاع بعد ذلك، وصدق الله تعالى إذ يقول: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ} لقمان:14.
التعلیقات