طوعة
موقع ياسمينا
منذ 8 سنواتمولاة الأشعث بن قيس الكندي، أعتقها الأسيد الحضرمي، ثم تزوّجها فولدت له ولداً يدعى بلالاً.
وهي من المؤمنات المجاهدات، المواليات لأهل بيت العصمة سلام الله عليهم، وقصتها في إخفاء مسلم بن عقيل سلام الله عليه معروفة لدى الجميع.
وفعلاً قد وقع ما كانت تتخوّف منه هذه المرأة، ذهب ولدها وأخبر السلطة بوجود مسلم(عليه السلام) في بيت أُمّه، وإذا بالإعداء يحاصرون الدار ويطلبون مسلماً(عليه السلام)، ويخرج مسلم يقاتل هؤلاء الأعداء، وهنا نرى هذه المرأة تقف إلى جنب مسلم(عليه السلام)، تشجّعه على القتال، وتنبّهه عند مجيء الأعداء من خلفه، وتناوله الماء. فرحمها الله وجزاها خير جزاء المحسنين.
قال ابن الأثير في تأريخه حاكياً مصرع مسلم بن عقيل سلام الله عليه: فبقي وحيداً ليس معه من يدلّه على الطريق، ولا من يأويه إلى منزله، فذهب على وجهه، واختلط الظلام، وهو وحده يتردّد في الطريق، لا يدري أين يذهب، فأتى باباً فنزل عنده وطرقه، فخرجت منه امرأة يقال لها طوعة، كانت ام ولد للأشعث بن قيس، وقد كان لها ابن من غيره يقال له بلال بن أسيد، خرج مع الناس وأمّه قائمة بالباب تنظره، فقال لها مسلم: أسقيني ماء، ثم دخلت وخرجت فوجدته فقالت: ألم تشرب؟
فقال: بلى.
قالت: فاذهب إلى أهلك عافاك الله، فإنّه لا يصلح لك الجلوس على بابي، ولا أحلّه لك.
فقام فقال: يا أمة الله ليس لي في هذا البلد منزل ولا عشيرة، فهل إلى أجرٍ ومعروفٍ وفعل نكافئك به بعد اليوم؟
فقالت: يا عبد الله وما هو؟
قال: أنا مسلم بن عقيل، كذّبني هؤلاء القوم وغرّوني.
فقال: أنت مسلم؟!
قال: نعم.
قالت: ادخل فأدخلته بيتاً من دارها غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الإرشاد للشيخ المفيد : 212، مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي 1 : 207 ، مقتل الحسين(عليه السلام) للسيّد ابن طاووس : 22 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر أشوب 4 : 93 ، إعلام الورى : 225 ، رياحين الشريعة 4 : 375 ، تأريخ الطبري 5 : 371 ، الكامل في التأريخ 4 : 31 ، البداية والنهاية 8 : 155 ، تذكرة الخواص : 219 ، مقاتل الطالبيين : 102 .
التعلیقات